الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي يدعو إلى إنتاج خطابات بديلة لخطابات الكراهية والعنف

دعا فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، القادة الدينيين في المنطقة الإسلامية للعمل على إنتاج خطابات بديلة لخطابات الكراهية والعنف الرائجة حاليا، وأن لا تكون هذه الخطابات نتيجة ردود فعل مؤقتة، معتبرا في منتدى دولي افتتحت أشغاله أمس الخميس 23 أبريل 2015م، بمدينة فاس حول موضوع: “دور القادة الدينيين في منع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية”، أن شعوب المنطقة التي كانت تأمل في تحقيق أحلامها بالأمن والاستقرار، أحال خطاب التطرف والكراهية أحلامها إلى “دمار وهلاك”.

كما دعا الدكتور أحمد عبادي، خلال هذا اللقاء الدولي، الذي ينظم على مدى يومي الخميس والجمعة 23-24 أبريل 2015م، بمدينة فاس، بشراكة وتعاون وتنسيق بين الرابطة المحمدية للعلماء، والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان و”مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار الديني والثقافي”، إلى التركيز على محتويات الخطاب الديني الرائج في شبكة الأنترنيت، باعتباره يشكل مركز استقطاب لفئات واسعة من الشباب المسلم الذي يلتحق بمعسكرات التطرف.

بدوره أكد السيد أداما ديانغ، المستشار الأممي الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أنه في ظل التحديات العالمية، وانتشار خطابات الكراهية، يجب على القادة الدينيين أن يضطلعوا بدور محوري في التصدي للتوترات الدينية، من خلال تأطير أتباعهم وجمهورهم ومجتمعاتهم بقيم التسامح والسلام.

وأوضح المستشار الأممي أن المنتدى، الذي يشارك فيه العديد من الخبراء الدوليين والباحثين والمختصين والقادة الدينيين إلى جانب ممثلي هيئات ومكونات المجتمع المدني، يهدف لتعزيز الحوار بين الثقافات ونبذ خطاب الكراهية وإنتاج خطابات بديلة تحض على الحوار والتسامح، مشيرا إلى أن هذا اللقاء ستعقبه عدد من اللقاءات الأخرى في أنحاء مختلف من العالم، لتوضيح دور القيادات الدينية في تعزيز الحوار.

من جانبه شدد السيد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الكاتب العام للمركز الدولي للملك عبد العزيز لحوار الأديان والثقافات على ضروررة مواجهة الخطابات التي تروج للعنف باسم الدين، وتستخدمه لتحقيق مكاسب سياسية بهدف الهيمنة على الآخرين وتجريدهم من حقوقهم، وإشاعة القتل وتبريره.

ودعا إلى التزام مختلف المؤسسات الدينية بمناهضة القتل باسم الدين، وذلك عبر تشجيع دور القيادات الدينية في نشر ثقافة السلام والتعايش واحترام التنوع الثقافي والديني، عوضا عن ترسيخ الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن الأحداث الجارية في عدد من نقط التوتر العالمية والإقليمية، كالعراق والصومال ومينمار وإفريقيا الوسطى، توضح فشل المؤسسات والقيادات الدينية في مواجهة خطاب العنف باسم الدين، مما يؤدي الى التناحر والقتل وارتكاب جرائم ضد الانسانية باسم الدين.

 واعتبر بن معمر أن ما يعيشه العالم العربي من اضطرابات يعود في جزء كبير منه لاستغلال السياسة للدين، من أجل تعزيز الاضطرابات وإثارة القلاقل.

من جهته، أكد السيد المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، أنه في ظل انتشار خطابات الكراهية وتنامي ظاهرة الإرهاب، اعتمد المغرب مقاربة لتبني اليقظة والمرونة في ذات الآن للوقاية ومناهضة التحريض على الكراهية، من خلال محاربة ظاهرة الفقر والتفاوتات الاجتماعية، ونشر قيم الاعتدال الديني ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف.

ونوه السيد الهيبة في كلمته بالمنتدى بالنموذج المغربي في مجال التأطير الديني، وحماية المساجد من أي استغلال، باعتباره نموذجا يسعى إلى مكافحة الإرهاب والتصدي في ذات الوقت لكل مسبباته.

ويندرج تنظيم هذا الملتقى الدولي، حسب ورقة تنظيمية لمكتب هيئة الأمم المتحدة المعني بالإبادة الجماعية ومسؤولية الوقاية، في إطار الجهود المبذولة لمواجهة خطابات التحريض على الكراهية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة يستهدف بالأساس وضع خطة عمل تتضمن مختلف التدابير والإجراءات المتاحة لمكافحة خطاب التحريض على العنف والكراهية مع العمل على تأسيس شبكة للقادة الدينيين لإرساء السلم داخل مجتمعاتهم بالإضافة إلى إعداد دليل لتدريب هؤلاء القادة الدينيين في مواضيع مكافحة جرائم الإبادة الجماعية مع التركيز على حوار الأديان وبناء العلاقات الجماعاتية ومكافحة التحريض على العنف وتعزيز آليات المصالحة.

ويهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة للخبراء والباحثين والمختصين من أجل بناء الاستراتيجيات وبلورة الإجراءات الاستباقية للتصدي المبكر والوقاية من حدوث جرائم الإبادة الجماعية التي يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء في المناطق التي تعرف نزاعات وصراعات مستندة إلى عوامل دينية أو إثنية أو قومية، كما يهدف إلى دراسة مختلف المقاربات التي يجب اعتمادها من أجل دعم وتقوية أدوار القادة الدينيين بمختلف مشاربهم وأطيافهم فيما يخص بناء خطاب ديني إيجابي يقوم على احترام حقوق الإنسان مع بلورة تدابير وقائية لتعزيز قدرات القادة الدينيين قصد تمكينهم من الوقوف على المخاطر استباقيا والتصدي لها قبل حلولها وذلك عبر تمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف والقدرة على محاصرتها.

يشار إلى أن المنتدى الذي عرف حضور علماء أعضاء من المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، وبعض رؤساء مراكز الدراسات والأبحاث التابعة للرابطة، يهدف إلى «التأكيد على أدوار القادة الدينين بمختلف مشاربهم وأطيافهم في بناء خطاب ديني إيجابي قائم على أساس احترام حقوق الإنسان، وفي التصدي لكل السلوكيات المتضمنة لخطابات عنف وكراهية وقدرتهم على محاصرتها».

كما يتطلع المنتدى إلى «بناء شبكة دولية للقادة الدينين لتسيير حوار الأديان، والإسهام في إرسال السلم داخل مجتمعاته».

وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد نظمت عام 2012 ملتقى دولي بالعاصمة المغربية الرباط، شارك فيه عدد من المسؤولين الأممين من أجل مناقشة خطاب التحريض على جرائم الإبادة الجماعية، فيما عقدت المفوضية عام 2013 بجنيف مؤتمرا دوليا حول ذات الموضوع.

أحمد زياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق