الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي: تفكيك خطاب التطرف يقتضي رد المصطلحات إلى محاضنها الأصيلة

أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فضيلة الدكتور أحمد عبادي، أن تفكيك خطاب التطرف يقتضي رد المصطلحات التي يستند إليها هذا الخطاب، إلى محاضنها التداولية الأصيلة في الكتاب والسنة لكي يكون النظر إليها بطريقة متزنة ومتوازنة وخالية من الشحن الذي يقوم به أهل التطرف، وأشار في ندوة نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء، صبيحة أمس الإثنين، من أجل إطلاق الدفاتر العلمية في تفكيك خطاب التطرف، إلى أن المقاربة المتعددة الأبعاد التي تنهجها المملكة المغربية في مواجهة التطرف ولاسيما العنيف منه، هي مقاربة تتكامل فيها الأبعاد الأمنية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، والتواصلية والإعلامية، مبينا أن هذه الأبعاد جميعها فيها نوع من الاستدعاء للبعد المضموني.

 

وأوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن البعد المضموني لا يمكن أن يوفى به إلا إذ كان هناك عكوف ودراسة وتحفيز بطريقة ممنهجة من خلالها تتجلى هذه الأبعاد المضمونية بصفائها وبمقاديرها وجلائها وبطبيعتها التداولية في الكتاب والسنة، مشددا على أن التكامل مع الأبعاد الأخرى يقتضي أن يكون البعد المضموني بعدا مواكبا.

وأبرز فضيلة الدكتور أحمد عبادي في معرض حديثه، أن إعادة غرس المفاهيم الإسلامية مثل مفهوم الجهاد في سياقاتها الاستعمالية، التداولية كما جاءت في الكتاب والسنة، يزيل ادعاءات التطرف التوظيفية، المغرضة ويسحب البساط من تحتها بطريقة ممنهجة، ومنها تلك الكتابات التي يقصف بها عقول الشباب من أن “داعش” ليس سوى تجل خال من النفاق لحقيقة الإسلام، فـ”الإسلام فيه القطع والذبح والسفك والقتل، و”داعش” إنما تجلي الأمور بطريقة ليس فيها تزويق ولا تنميق”، مشيرا إلى أن هناك ما يناهز 25 مصطلحا يتم تداولها بشكل شبه يومي على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل داعش ومن ولاها، تحاول من خلالها إقناع الشباب بأن هذا هو الإسلام الصافي، الحقيقي، السليم من التنميق والانحراف ومن البدع.

وأضاف الأمين العام، أن هناك مقاربة أخرى تعتمدها هذه الطوائف المارقة، وهي المتمثلة في المقاربة التشفيرية، بحيث أن خطاب التطرف يريد أن يحصر الإسلام بأكمله في الحل والحرمة، فيما أن هذين المصطلحين هما فقط جانبين ضمن الحكم التكليفي الذي هو خمسة بحسب المجمع عليه وسبعة بالنسبة للتقسيم الحالي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه التنظيمات الإرهابية تسعى من بين ما تسعى إليه إلى تقزيم هذه المصطلحات وفصلها عن محاضنها الطبيعية.  

ونبه فضيلة الدكتور أحمد عبادي، إلى أن هذه الدفاتر السبعة حول تفكيك خطاب التطرف، هي دفعة أولية وليست نهائية، مشيرا إلى أنها سوف تخضع للتحسين والتجويد والتحيين المستمر اعتبارا لحساسية الموضوع وللمسؤولية المعنوية، كما أشار إلى أنها دفعة سوف تعقبها دفعات ثانية وثالثة ستعمل على تفكيك مفاهيم إسلامية آخرى.

يذكر أن الرابطة المحمدية للعلماء كانت قد ذكرت في بلاغ لها أصدرته بالمناسبة، أن إعدادها لهذه الدفاتر في إطار وحدتها المختصة بتفكيك خطاب التطرف والإرهاب، وباقي مراكزها البحثية ووحداتها العلمية، جاء حرصا منها على النهوض بدورها، اضطلاعا بالتوجيهات السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في العكوف، دراسة وبحثا، واستكشافا وتكشيفا، على بلورة البعدين المعرفي والمضموني، لديننا الحنيف، قصد بلورة المضامين الأصيلة المتزنة والوسطية المعتدلة، في إطار ثوابت المملكة.

يشار إلى أن هذه الدفاتر نشرتها الرابطة المحمدية للعماء على بوابتها الرسمية www.arrabita.ma، كما أعلنت عن مفاهيم أخرى تم رصدها، وتعكف الرابطة المحمدية للعلماء على تفككيها، في إطار وحدتها المتخصصة، وكذا في باقي مراكزها البحثية في مختلف مدن المملكة.

أحمد زياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق