مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

تقرير عن ورشة “نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء ثقافة السلام”

نادية الشرقاوي

 

 

 

نظم المركز الدولي للدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتعاون مع مكتبة الاسكندرية بالعاصمة التونسية، في غضون الشهر المنصرم يومي 28-29 شتنبر، ورشة عمل بعنوان:”نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء ثقافة السلام: تشخيص ومعالجة“، وذلك بهدف إصدار :”ميثاق تونس للخطاب الديني المعتدل وبناء السلام“.

شارك في هذه الورشة أزيد من أربعين شخصية من مختلف الدول العربية (مصر- العراق- الجزائر- ليبيا- تونس- المغرب ….).

وتميزت الجلسة الافتتاحية بحضور الدكتور عبد الجليل بن سليم وزير الشؤون الدينية، الذي أكد في كلمته على أن حكومة تونس تعطي أولوية كبيرة لهذه الورشة وللميثاق الذي سيصدر عنها.

كما أشار الدكتور خالد عزب ممثل مكتبة الاسكندرية في كلمته إلى أن مثل هذه الفعاليات الثقافية تؤكد على أن العمل العربي المشترك لا زال ممكنا في ظل تراجع التعاون العربي على مستويات عدة، وأوضح أن الخطاب الديني المعاصر ينبغي له أن يأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي نعيشها، ومن ثم يجب علينا بناء فقه الواقع الجديد، كما أشار إلى وجوب فتح حوار صريح وواضح حول التعايش السلمي في المجتمعات العربية الذي يقوم على مبدأ احترام الانسان الذي هو  مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية.

وأوضحت الدكتورة بدرة قعلول مديرة المركز الدولي أن هـذا الملتقى الاقليمي يسعى إلى تأسيس خطاب ديني معتدل لمواجهة ثقافة التهميش والإقصاء،وكشفت في كلمتها أن العديد من الاحصاءات التي قام بها مختصون أبرزت دور الخطاب الديني المتعصب في تغذية النزاعات.

توزعت هذه الورشة على ست جلسات علمية تناولت مواضيع مختلفة، وختمت بجلسة نوقشت فيها بنود الميثاق الذي تميز بتقسيم يتماشى مع معالجة الظاهرة من شتى جوانبها:

القطب الديني، القطب التربوي الثقافي، القطب الإعلامي، القطب الاقتصادي الاجتماعي والقطب السياسي الأمني.

وقد شاركت دة. نادية الشرقاوي الباحثة في مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء المملكة المغربية بموضوع: “من مظاهر التقارب بين الأديان في التجربة الإسلامية“، وأشارت فيها إلى شيوع الخطابات الاقصائية الرافضة للآخر المخالف، مع أن الاختلاف ظاهرة طبيعية، أكدها النص القرآني، لبناء مجتمع إنساني متكامل وإثراء التجربة الإنسانية، وقدمت في هذه المداخلة مجموعة من الأمثلة من التجربة التاريخية الإسلامية، من أهمها “وثيقة المدينة” التي أسسها النبي الكريم لإرساء الخطوط الكبيرة لمجتمع متآلف.

ولفتت في آخر كلمتها إلى “إننا بحاجة كبيرة إلى مثل هذه النماذج التي تساعدنا على فهم أعمق لفكرة التسامح و استيعاب مفهوم الاختلاف”.

 

نشر بتاريخ: 11 / 11 / 2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق