مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

تقرير عن ندوة “رسالة العلماء في الإسلام”

مونية الطراز

بمناسبة مرور قرن من الزمان على تأسيس أول مجلس علمي وطني بفاس (1332 ـ 1432 هـ)، نظم المجلس العلمي المحلي للمدينة بتعاون مع الجماعة الحضرية بفاس يومي: السبت والأحد 06 ـ 07 جمادى الثانية 1433هـ الموافق 28 ـ 29 أبريل 2012 م، ندوة علمية كان شعارها قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وكان موضوعها: “رسالة العلماء في الإسلام“. وشارك فيها ثلة من العلماء الأجلاء والأساتذة الأكفاء وفدوا لإغنائها من مختلف أنحاء المغرب.
في جلسة الافتتاح، وبعد آيات من الذكر الحكيم، تقدّم للكلام السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى الدكتور محمد يسف بعد أن ناوله الكلمة السيد عبد الحي عمور رئيس المجلس العلمي المحلي لفاس بصفته رئيسا للجلسة، السيد الأمين العام لفت انتباه الحاضرين في حديثه إلى  أهمية الموضوع محور الندوة باعتباره من أهم أولويات ميثاق العلماء، حيث إن قضية العلوم الشرعية بحسبه هي التي أمّنت هذه الأمة في وحدتها واستمرارها، وهذا يدفع بالضرورة إلى بحث السبل التي تمكن الخلف من تجديد رسالة السلف، وفي هذا الباب ذكّر المحاضر بالدور الذي اضطلعت به القرويين قديما دون أن يخفي تحسره على التراجع المشهود لأدوارها في الزمن الحاضر.
هذه الندوة التي جمعت ثلة من العلماء للدرس والاحتفال، اعتبرها الدكتور يسف مناسبة للتفكير في المستقبل لاينبغي فيها الاكتفاء باستحضار عمل من مضى، فالمجالس العلمية مدعوة كافة إلى التعجيل بالتفكير في كيفية مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وإلى السعي إلى توحيد جهود العلماء وجمع كلمتهم على صعيد واحد.
في الكلمة الثانية لهذه الجلسة عرض رئيس جامعة القرويين الدكتور محمد الروكي إلى أهمية العلم والعلماء، وذكّر بالدور البارز للقرويين في نشر العلم، وأشار إلى أن الندوة جاءت في وقت مناسب طُبع بالبعد عن المقومات الذاتية والحضارية للأمة وعلى رأسها العلم الشرعي واللغة العربية، وقدّم بدقة وتركيز ملامح هذا البعد وأخطاره.
ومن جانبه ذكّر السيد نائب عمدة مدينة فاس بالمهام النبيلة للعلماء، ونبّه إلى سمو وظيفتهم في الأمة، كما استرجع ذكرى مدينة فاس التي كانت قبلة للقاصي والداني في طلب العلم، والتي كانت حضنا لأعلام أجلاء حفظوا مرجعيتها على مرّ العصور، وبدوره  نبّه المحاضر إلى أن الواقع الاجتماعي الراهن يشكو من عِلل خطيرة تحتاج إلى التفاتة من العلماء، مثلما تحتاج إلى مواقفهم الثابتة دفاعا عن الهوية الأصيلة للأمة المغربية.
بعد هذه المداخلات، ألقى السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لفاس العلامة عبد الحي عمور كلمة المجلس، فعبّر عن اعتزازه بمبادرة المجلس إلى الاحتفال بمرور قرن على تأسيس أول مجلس علمي بالمغرب. وأكّد في عرض هذه الذكرى الطيبة أن فاس القرويين التي تأسّس بها أول مجلس علمي مهيأة للقيام بواجبها انطلاقا من إرثها الأصيل، فرسالة العلماء كفيلة ببعث حياة إسلامية جديدة تحيي خصائص الذات في هذه المرحلة “الدقيقة” التي تجتازها الأمة.
ولم يفت الدكتور عمور وهو يستعرض أمجاد فاس وذكرى علمائها أن يشدّ الحاضرين إلى الموضوع الذي اجتمعوا من أجله، حيث أشار إلى أن الندوة التي عقدها المجلس من شأنها أن تكشف عن ملامح من جهود العلماء، وأن تضع لبنات للبناء في ظل توجيهات أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
بهذه الكلمة رفعت الجلسة الافتتاحية بإشارة من ممثل اللجنة المنظمة الدكتور الوزاني برداعي الذي يشغل عضوية المجلس العلمي المحلي لفاس، وبها أعلن عن ختام الجلسة بعد أن طرح مجموعة من التساؤلات اقتبسها من مواضيع المشاركين في الندوة، أبدى من خلالها تحفيزا واضحا للحاضرين ليتتبعوا أعمالها.
انفض الجمع بكلمة الدكتور برداعي ليلتئم في حفل شاي فتح الباب للتواصل بين الحضور والمدعوين، وكان فرصة لاستراحة الوافدين، هؤلاء اجتمعوا مرة أخرى في أول جلسة علمية ترأسها الدكتور محمد يسف، حيث قدّم لمداخلة الدكتور محمد الكتاني تحت عنوان “مفهوم العلم والعلماء في الإسلام” هذا الموضوع كان مدخلا مهما للعروض الموالية، فقد كشف فيه صاحبه عن الخلط المفاهيمي الكبير الذي لحق مفهوم العلم والعلماء، وشدّد على أهمية استقصاء السنة في معالجة هذه المفاهيم بما هي خزان إفهام وقِبلة بيان لرسالة العلماء.
الدكتور سعيد بلبشير ساهم من جهته في هذه الجلسة ببحث قَيّم حول “جهود علماء المغرب في إقامة المؤسسات الدستورية” كشف فيه عن شواهد مما قدّمه المغرب، بعضها استُقي من القرن السابع عشر الميلادي الذي أخرج نماذج لمصلحين أكفاء عمّ فضلهم العالم الإسلامي برمته.
وفي حديث موثوق بالمدخل تطرق الأستاذ الفاضل إلى مجهودات العلماء في العصر الحديث، الذين حاولوا إخراج فكر دستوري من عمق الفكر الإسلامي، وحاولوا الجمع بين المبادئ الأساسية والقواعد المرجعية إلى جانب الفكر الإصلاحي المنبثق من فقه الواقع، وأكّد وهو يعرض هذه الجهود أن علماءنا قدموا مفهوما جديدا لسيادة الأمة، واغتنم الفرصة ليؤكد أن المغرب كان سبّاقا إلى تحديد مفهوم السيادة الدستورية.
وبمداخلة كانت مسك ختام هذه الجلسة، تحدث العلامة مصطفى بنحمزة عن “جهود العلماء في خدمة لغة القرآن” فذكّر بدور العلماء في الحفاظ على وحدة المغرب وحمايته، ونبّه إلى المكائد التي استهدفت مؤسسة العلماء من طرف المستعمر زمنا طويلا حتى أضعف تأثيرها في الأمة، إلا أن صحوة الأمة ممكنة حسب الشيخ، ودور العلماء في ذلك لا محيد عنه، إلا أن المدخل إلى ذلك يتطلب التمكين للغة العربية بين الناس من طرف العلماء خاصة، لأن العلم باللغة العربية فريضة شرعية ومن مشمولات التكليف الشرعي.
الجلسة العلمية الثانية لهذا اليوم (28 أبريل) انعقدت بعد الزوال، وترأسها العلامة حميد بلحاج السلمي، وكان من فقراتها مداخلة بعنوان: “جهود علماء الصحراء المغربية في الحفاظ على وحدة الأمة“، تقدّم بها  الشيخ ماء العينين لاراباس، رئيس المجلس العلمي المحلي للعيون، وكان محورها بعض النماذج من علماء الصحراء المغربية الذين بذلوا جهدا كبيرا في الحفاظ على مقومات الأمة بتواصلهم مع باقي إخوانهم العلماء من كل مناطق المملكة، المحاضر أثنى عن وثوقية هذا التواصل، ونوّه بالتطور المهم الذي حصل في مجال الحقل الديني نتيجة الدعم الكبير لجلالة الملك محمد السادس أعزه الله. وختم كلمته بالتذكير بما قصده في المداخلة من بيان هذا الترابط الذي جمع علماء الصحراء المغربية بعلماء الداخل، وما يعنيه ذلك من غايات سامية على رأسها الحفاظ على وحدة البلد وتماسكه.
أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان: “جهود سوس العالمة في خدمة القرآن والسنة“، وانتدب لهذا الموضوع العلامة الفريد اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم تارودانت، الذي أصرّ على التأكيد أن رسالة علماء سوس لا تختلف عن رسالة علماء الأمة عامة، إلا أن جهود علماء سوس ركزت بحسبه على أربعة أدوار: الدور التعليمي، والديني، والاجتماعي، والوطني، هذه الأدوار كانت لها خصائص ذكرها الأستاذ الفاضل قبل أن يفصّل في جهود علماء سوس في خدمة القرآن الكريم ثم خدمة السنة النبوية الشريفة.
المداخلة الثالثة لهذه الجلسة ألقاها الأستاذ الفاضل والباحث البارز الدكتور سعيد شبار رئيس المجلس العلمي المحلي لبني ملال، فكانت كلمته: “رسالة العلماء في الأمة اليوم – الواقع والآفاق” عبارة عن ورقة في تشخيص عِلل الأمة ووصفة واقعية للخلاص، فواقع الأمة حسب المحاضر هو الذي يحدّد المهام والرسالة التي ينبغي أن يقوم بها العلماء، هؤلاء مطالبون بإحياء فقه التكاليف الجماعية الملقاة على عاتق الأمة بوصفها أمة، قصد استرجاع مقام الإمامة الضائعة. وبدوره يحتاج مفهوم العلم إلى إعادة نظر حسب الدكتور، فهو اتخذ في فترات مختلفة من تاريخ الأمة معاني جعلته يتضخم في جانب ويضمر في جوانب أخرى لا تقل أهمية، لذلك وجب الحديث عن التكامل المعرفي الذي ينبغي أن يسود نظرة الأمة إلى مفهوم العلم عوض النظرة التجزيئية التي حجّمت مفهومه، وحصرته في العلوم الشرعية، فأبعدت دوائر العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الكونية البحتة، هذه النظرة –يقول المحاضر- شكّلت في المراحل الأخيرة من تاريخ الأمة مداخل لضعف الأمة ووهنها وتخلفها بين العالمين، مع أن القرآن الكريم يدعو إلى تعلم كل العلوم ويعتبرها جميعا علوما شرعية.
ومفهوم العالم يحتاج أيضا إلى تسديد، فالسبيل إلى تحقيق العالم الموسوعي يتم عن طريق تكامل العقول وتوزيع التخصصات.
العلماء أمام تحد كبير –حسب المتدخل- فهم مطالبون بتحصين القيم والفكر والسلوك، خاصة بالنظر إلى كونية التحديات المطروحة اليوم في عالم التقنيات الحديثة وزمن العولمة، فالظروف الراهنة تفرض على المسلمين أن يكونوا أصحاب مبادرة لتقديم حلول للمشكلات المطروحة لدى الغرب نفسه، بدل تركه يقدّم حلولا لمشكلاته التي ينتجها هو، إذ المسلمون أصحاب قيم عالية ذات قوّة تستمدها من مضمونها ومن عالمية الرسالة التي تحتويها.
أما المداخلة الرابعة والتي حملت عنوان: “نظرات في مفهوم العلم والعلماء في القرآن الكريم“، فقد كانت لفضيلة العلامة الشاهد البوشيخي عضو المجلس العلمي المحلي لفاس وأحد الرموز العلمية للمدينة والبلد، تحدّث فيها عن حاجة الأمة إلى معجم مفهومي للقرآن الكريم، وعن مصدر العلم وطبيعته، كما تحدّث عن موقع العلماء في القرآن الكريم من خلال بعض الآيات التي تشيد بالعلماء وتُعلي من قدرهم، وكما عوّد جمهوره نفث -حفظه الله- في كلمته قيمة مضافة حين شدّد على حاجة الأمة اليوم إلى العلماء القرآنيين.
وفي اليوم الثاني (29 أبريل) اجتمع الحضور من جديد للاستماع إلى مداخلة العلامة عبد الحي عمور رئيس المجلس العلمي المحلي لفاس، تحت عنوان “مقومات الهوية الإسلامية لدى العلماء” ناوله الكلمة فيها رئيس الجلسة الدكتور حسن الزين الفيلالي رئيس المجلس العلمي لإقليم صفرو، وفي هذه الكلمة ركّز السيد عمور على أن الأمة الإسلامية  لها مميزات وخصائص ترقى بها عن ضيق الزمان والمكان، وتحفظ وجودها وتمنعها أن تذوب في هوية أخرى، وأكّد بالمناسبة على أن هذه الهوية قامت على أساس ديني عقدي، وهو ما يضمن لها الحفظ، وأبرز أن مميزات الأمة الإسلامية تتمثل في الدين والتراث واللغة والوطن، ثم بيّن أهمية هذه المميزات/الركائز قبل أن يختم مداخلته بالتأكيد على مسئولية  العلماء في الحفاظ على هوية الأمة.
وفي حضرة مميزة للدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين، استمع الحضور إلى مداخلة بعنوان: “الأمة الإسلامية الخصائص والمميزات“، عرّف فيها معنى الأمة عامة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، ثم أوضح خصائص هذه الأمة، والتي منها أنها أمة القرآن والعلم الشرعي الرباني والشريعة الخاتمة والنبي الخاتم، وأنها أمة الوسط والاعتدال والتكافل والتسامح والتساند، مثلما أنها أمة الإجادة والإتقان الحقيقي الصادق وأمة الصف.
المداخلة الثالثة لهذه الجلسة كانت بعنوان “واجب العلماء نحو الأمة” للعلامة الجليل محمد بن حماد الصقلي أبرز فيها معنى التأسي الحقيقي بالرسول صلى الله عليه وسلم وكيفيته، ووقف عند معاني الأسوة وجلال الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتتمة لما قاله سابقه، ألقى الدكتور اسماعيل الخطيب رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الفنيدق مداخلة بعنوان “رسالة العلماء في المجتمع“، قدّم فيها خلاصة لما يجب أن يكون عليه علماء الإسلام الذين لم ينفصلوا عن هموم الناس وقضاياهم، وبيّن أن هؤلاء الفقهاء عالجوا فقه النوازل من خلال المستجدات ووجدوا لها حكما شرعيا، والشواهد العلمية لا تخلو من التراث المغربي الذي انتقى منه المحاضر نماذج في هذا الصدد على شمولية الفقه الإسلامي وسعيه إلى تحقيق ورعاية مصالح الناس، ومثّل لذلك بنماذج من بين ما أثر عن فقه تطوان وفاس.
هذا وقد تميّزت الجلسة العلمية الرابعة لهذا اليوم برئاسة صاحب الفضيلة الدكتور محمد أبياط، عضو المجلس العلمي المحلي لفاس، الذي قدّم الكلمة أولا للدكتور عبد الحق بن المجدوب الحسني عضو المجلس العلمي لفاس ليحدث الحاضرين عن: “المجالس العلمية النشأة الاستمرار والآثار” حيث قدّم جردا لأهم الشخصيات العلمية التي تعاقبت على المجلس العلمي لفاس منذ نشأته، وأشار كذلك إلى كيفيات تعيينهم كما ذكر الأهداف المرسومة للمجالس العلمية.
وبعد هذه المداخلة تحدّث الدكتور محمد بن عبد الجليل حول “جهود علماء القرويين في استنهاض روح المقاومة والفداء” فعرض روح المقاومة والفداء التي لازمت نفوس رجالات القرويين من خلال عرض بعض النماذج والرموز، وأبرز من جهة أخرى تأثير القرويين في أبنائها وعموم الناس.
ومن جهتها تطرقت الدكتورة نعيمة بنيس عضو المجلس العلمي المحلي لفاس إلى موضوع ذي صلة بمحور الندوة اتخذت له عنوان “جهود العالمات في خدمة الإسلام” فعمدت أولا إلى بيان أن المرأة- مثل الرجل- مخاطبة بطلب العلم ومأمورة شرعا بتحصيله، حيث قدّمت لذلك شواهد من المنهج النبوي في تعليم النساء، وما أثر عن الصدر الأول من إقبال الصحابيات والتابعيات على طلب العلم.
أما الجلسة العلمية الخامسة والتي أدارها باقتدار الدكتور حسن عزوزي رئيس المجلس العلمي لإقليم مولاي يعقوب فقد شهدت مداخلة مركزة للدكتور عبد الحميد العلمي حول “جامع القرويين وريادته في التواصل العلمي والحضاري” وقف فيها على مسمى الريادة وتجلياتها في التواصل العلمي، وعرّف بشخصيات رجالات رائدة من فاس والقرويين، ثم ألمح في معرض حديثه إلى أثر الفعل التواصلي في النهضة العلمية الأوربية، ولم يفته اغتنام فرصة المجمع ليلفت الانتباه إلى ضرورة العناية بالإرث العلمي المحفوظ في الخزانة العتيقة للقرويين.
وبحماس بالغ وغيرة منقطعة النظير، تحدثت الدكتورة جميلة زيان عضو المجلس العلمي المحلي لمولاي يعقوب عن “رسالة المرأة العالمة بالمغرب: الأصالة والامتداد” حيث وجّهت أنظار الحضور إلى ضرورة بحث وبعث المقومات الحضارية المكنونة في شخصية المرأة المغربية، مؤكدة أن لا سبيل إلى أي إصلاح أو تطوير أو تحديث في الشخصية العلمية للأمة إلا إذا شاركت المرأة الرجل في عملية التعلم والتعليم والتحديث، لأن المرأة والرجل يحملان معا مسئولية ميراث النبوة ورسالتها. بعد ذلك تطرقت المتدخلة إلى التأصيل الشرعي لرسالة المرأة العالمة، وقدّمت عرضا تاريخيا لرسالة المرأة العالمة، وقفت خلاله على نماذج نسائية من تاريخ المغرب، كشفت من خلالها عن الدور الفعال الذي ساهمت به المرأة العالمة في إقامة هذا الدين، وضمان الأمن الروحي للمغاربة، وقالت المحاضرة أنه تمّ عبر ثلاثة جوانب كبرى، لخصتها في الجانب العلمي والجانب العَملي ثم الجانب الوَسَلي أو الوسائلي.
وقبل أن تختم كلامها تحدثت الدكتورة زيان عن آفاق توسيع عمل العلماء والعالمات وفق الموازنة بين الأولويات الشرعية والواقعية.
ختام هذه الندوة المباركة كان من سهم الدكتور الوزاني برداعي عضو المجلس العلمي المحلي لفاس حول: “واجب الأمة نحو العلماء” حيث تحدث عن مكانة العلماء وارتباطهم بمسألة بقاء الأمة  وفنائها، قبل أن يعرّف بصفات من يجب فيهم وصف العلم، هؤلاء حسب المتدخل أولوا حقوق تجب لهم على الأمة، وأصحاب منزلة معتبرة في ميزان التشريع، وجود الأمة رهين ببقائهم، وزوالهم إيذان بزوالها وإذن بقيام الساعة.
هذه الجلسة كانت مميزة كسابقاتها وزادها تميزا تلك الإضاءات العلمية التي تخللتها، والتي أثرى بها المسير الدكتور العزوزي كل المداخلات وأمتع الجمهور.
هذا وقد قرئ البيان الختامي للندوة في الجلسة الختامية برئاسة الدكتور عبد الحق بن المجدوب الحسني، ثم تليت البرقية الموجهة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبعدها أعلن عن رفع أشغال الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الأستاذ حسن الطالب.

نشر بتاريخ 14/05/2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق