مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية

تقرير عن المؤتمر الدولي السادس لتاريخ الطب بفاس “تاريخ الجراحة في التراث الإسلامي”

     احتضنت كلية الطب والصيدلية بمدينة فاس من 3 إلى 6 أكتوبر 2018 فعاليات وأنشطة المؤتمر الدولي السادس لتاريخ الطب، وقد اختير له هذه السنة موضوع “تاريخ الجراحة في التراث الإسلامي“. تميز المؤتمر بحضور أسماء مميزة وذات صيت في مجالات اشتغالاتها، وينتمي هؤلاء الباحثون والباحثات إلى دول مختلفة، كفرنسا وإيطاليا والمكسيك وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إضافة إلى بعض الدول العربية  كمصر وتونس والأردن.

     شهد اليوم الأول (الأربعاء 3 أكتوبر) جلسة علمية للمؤرخين الشباب، حيث ألقى بعض طلبة كلية الطب والصيدلة بفاس ورقاتهم العلمية، وتوزعت هذه الورقات على مواضيع من قبيل “رواد الجراحة في الطب الأندلسي” و”مقارنة تشريح اليد بين ابن سينا والطب الحديث”، بينما تطرقت إحدى الورقات إلى ابن رشد وإسهامه في المجال الطبي، في حين تحدثت مداخلة أخرى عن الإجازات الطبية ودور جامعة القرويين الرائد بهذا الخصوص، حيث كانت أول جامعة تمنح إجازة طبية. كما شارك مركز ابن البنا المراكشي في هذا اللقاء الشبابي من خلال ورقة علمية حول كتاب “التيسير في المداواة والتدبير” لابن زهر، من إعداد  الباحثين زيدان عبد الغني والنقر عبد العزيز.

     انطلقت فعاليات يوم الخميس 4 أكتوبر بالجلسة العلمية الأولى التي افُتتحت بمحاضرة للباحث “آلان توايد” Alain Touwaide، وتطرق فيها إلى مسألة التخدير داخل كل من التراث الطبي اليوناني والتراث الطبي الإسلامي مشيرا إلى المواد والنباتات التي استعملها الأطباء العرب في عملية التخدير التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للعمليات الجراحية. أما عن المحاضرة الثانية فقد كانت من إلقاء الباحث “روبرت فن هي” R. Van Hee، والتي خصصها للتأثيرات التي مارستها الجراحة الإسلامية على الجراحة في البلدان الغربية خصوصا الأراضي المنخفضة (هولندا). حيث أشار في ورقته إلى بعض الأعلام الغربية التي اهتمت بالجراحة كـJan Yperman  (تقريبا 1260-1330) وThomas Fijens  (1567-1630) اللذان نجد في بعض أعمالهما تأثيرات للجراحة العربية. تفضل الباحث اليوناني “أثناسيوس دياماندوبولوس” Athanasios Damandopoulos بإلقاء المحاضرة الثالثة المخصصة لاستخدام تنظير المسالك البولية في العالم الإسلامي وتفاعله مع الطب البيزنطي واللاتيني، مركزا على بعض الأطباء كابقراط وماغنوس Magnus وإسطيفان Stephanus. وقد ساهم في عملية التفاعل هذه فيها العديد من الأطباء البيزنطيين وفلاسفة الطبيعة المسلمون إضافة إلى بعض الرهبان الكاثوليك الذي جابوا بلدان كثيرة حاملين معهم العديد من المخطوطات والمعارف الطبية.

     عَنون الباحث التونسي إدريس شريف ورقته بـ”تاريخ الغرز الجراحية”، وذهب فيها إلى أن تاريخ الغرز الجراحية مرتبط أشد الارتباط بتاريخ الجراحة. حيث يعود استعمال الغرز وبعض الشرائط اللاصقة إلى الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية، أما الاستعمال الأول لأمعاء القطط كخيوط للغرز فيعود إلى الطبيب الأندلسي أبو القاسم الزهراوي. هذا في حين خصص الباحث المغربي “جمال المحساني” محاضرته لـ”تشريح القلب من جالينوس إلى ابن النفيس”، حيث تطرق للانتقادات التي وجهها ابن النفيس لبعض سابقيه كأبقراط وجاليونس وابن سينا. كما تطرق أيضا إلى بعض آراء ابن النفيس مُمحصًّا مدى صحتها قياسا إلى الطب المعاصر. كانت المحاضرة التالية من إلقاء الباحث “جون فرانسوا تيسيي” J.F. Tessier والذي خصصها للحديث عن عملية تدريس الجراحة في أولى الجامعات الأوربية خلال العصور الوسطى مُركزا على مكانة المؤلفين العرب والمسلمين في المناهج الدراسية لجامعات عريقة كجامعة ساليرنو وبولونيا وبادوفا وأوكسفورد وكامبردج وباريس…

     افتُتحت الجلسة العلمية الثانية بمحاضرة للباحث الأردني “عبد العزيز اللبدي” الذي اختار الحديث عن المبادئ التي تطورت وفقها الجراحة لدى الأطباء العرب، والتي يمكن استخلاصها في مجموعة من النقط كـ: اعتمادهم على نظرية فلسفية في بحث العلوم والاعتماد على التجربة والتحلي بالأمانة العلمية، إضافة إلى مسألة تراكم الخبرة والممارسة لدى هؤلاء الأطباء. كانت المحاضرة الثانية من إلقاء الباحثة التركية “نيل ساري” Nil Sari، وقد خصصتها للحديث عن “الأدوات الجراحية في الفترة العثمانية”، والتي يبدو خلالها تأثير الزهراوي واضحا لدى بعض الكتاب العثمانيين خصوصا لدى الجراح “شرف الدين صابونجي أوغلو”، مشيرة في الآن نفسه إلى بعض الصعوبات التي تكتنف دراسة الآلات الجراحية المرسومة في بعض المخطوطات الطبية. أما الباحث الهندي “شارك علي خان” Shariq Ali Khan فقد يَمَّم وجه شطر عملية الفصد من خلال التطرق لمرجعيته التاريخية وتطبيقه العملي في علاج هشاشة العظام. أما الباحث المغربي فؤاد العبودي فقد تطرق إلى أحد الكتب الأندلسية المتعلقة بمجال الجراحة، وهو كتاب “الاستقصاء والإبرام في علاجات الجراحات والأورام” للعالم الأندلسي “محمد الشفرة القربلياني”، الذي وضع كتابه هذا نظرا لقلة التأليف في هذا المجال، مستفيدا في ذلك من الأعمال التي سبقته في علم الجراحة، خصوصا كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف” لأبي القاسم الزهراوي. هذا في حين وجَّه الباحث التركي “أحمد أكيدومان”  Ahmed Aciduman اهتمامه إلى مؤلَّف آخر هو “العمدة في صناعة الجراحة” لابن القف، مركزا من خلال هذا الكتاب على دراسة بعض المسائل المتعلقة.

     ألقت الباحثة الإيطالية “باولا كابون”  Paola Capone المحاضرة التالية بعنوان “من حديقة مينيرفا في ساليرنو إلى المعشبة المضيئة لشيركاانستانس” وقد فصلت فيها القول بخصوص مجموعة من التجارب العملية والمشخصة المتعلقة بالنباتات التي تقوم بها وتشرف عليها هذه الباحثة في إيطاليا رفقة بعض الباحثين والباحثات المتخصصين. أعقبت الجلسة الثانية زيارةٌ إلى الحديقة النباتية الموجودة بكلية الطب والصيدلة بفاس، وقد رافق الأساتذة الباحثين والأستاذات الباحثات الدكتور جمال بامي رئيس مركز ابن البنا المراكشي وأحد مؤسسي هذه الحديقة، حيث أسهب في شرح أسماء وطبيعة وخصائص النباتات التي تتوفر عليها هذه الحديقة.

   بدأت الجلسة العلمية الثالثة بمحاضرة للباحث المصري “عادل محمد” الذي تحدث عن الجراحة البيطرية في التراث العربي الإسلامي الذي يزخر بمجموعة من المؤلفات القيمة في هذا المجال، ككتاب “الفروسية والبيطرة” لمحمد بن الأحنف، وكتاب “المغني في البيطرة” للملك الأشرف عمر بن يوسف الرسولي الغساني، إضافة إلى كتاب “كاشف هم الويل في معرفة أمراض الخيل” لأبي بكر البيطار، والجدير بالذكر أن بعض هذه الأعمال تتضمن مجموعة من الرسوم التوضيحية التي يشرح من خلالها مؤلفوها كيفية إجراء بعض العمليات البيطرية. أما عن المحاضرة الثانية ضمن الجلسة العلمية الثالثة فقد كانت مُعنونة بـ”تاريخ جراحة الأطفال”، وقد ألقاها الباحث التونسي إدريس شريف. وذهب فيها إلى أن جراحة الأطفال تعد حديثة الظهور، حيث لم تظهر بعض الكتابات العلمية في هذا المجال حتى حدود سنة 2000، وبالتالي فالإنتاجات العلمية المتعلقة بهذا المجال تبقى نادرة جدا.

     أما الباحث المغربي “البشير بنجلون فقد خصص ورقته لـ”تاريخ الجراحة بالمنظار”، ويدين هذا النوع من الجراحة إلى تطور التقنيات المتعلقة بالمنظار. ويعد استخدام تقنية الانعكاس الضوئي في معالجة بعض الأمراض النسائية أحد أهم القفزات العلمية في تاريخ استخدام المنظار. لعب بعض العلماء العرب دورا مهم –وإن بشكل غير مباشر- في هذا التطور، ونذكر على سبيل المثال إسهام ابن الهيثم في علم البصريات، هذا العلم الذي يقوم على أساسه استعمال المناظير في علم الجراحة وغيرها. لكن التأسيس الفعلي لاستعمال تقنية المنظار في علم الجراحة يعود لبعض العلماء الألمان في القرن العشرين كـ”كورت سيم” Kurt Semm الذي استعمل تقنية الضوء الإلكتروني.

      تفضل الباحث التونسي “حمزة الصدام” بإلقاء الورقة الموالية بعنوان “متلازمة المقصورة بين الجراحة العربية والغربي”. وقد أكدَّ على أننا ندين في تشخيص هذا الداء وعلاجه إلى أبي القاسم الزهراوي، في حين لن تتم إعادة اكتشاف هذا المرض في الغرب إلى بعد 10 قرون على عمل الزهراوي. عرَّج الباحث المصري “إمام شافعي محمد حمودي” بعد ذلك في محاضرته على محاولة استجلاء مظاهر تأثير الطبيب العربي الزهراوي على أحد الكتب الغربية في علم الجراحة، وهو كتاب “الجراحة العظيمة” للطبيب الفرنسي “غاي دي شولياك”.

     تضمنت الجلسة العلمية الرابعة خمس محاضرات، خُصصت المحاضرة الأولى للحديث عن خصائص علم الجراحة من خلال كتاب “التيسير في المداواة والتدبير” لابن زهر، وذلك بالتركيز على إسهامه في هذا علم العلم نظرا وتطبيقا، وقد ألقاها الباحث عبد الغني اليحياوي. بينما اتجه الباحث “محمد قاري للحديث” عن علم الجراحة في كتاب “الكليات في الطب” لابن رشد من خلال التركيز على مسألة القلب والأوعية، هذا في حين اختار الباحث “حميد لحمر” التطرق لعلم الجراحة في كتاب “التصريف لمن عجر عن التأليف” لأبي القاسم الزهراوي. أما الباحث “محمد السعيد الكرعاني” فقد تطرق لموضوع ذا طابع سوسيولوجي، حيث تحدث عن مسألة الرقابة على الجراحة من خلال كتاب “نهاية الرتبة في طلب الحسبة” لمؤلفه عبد الرحمن الشيرازي (م. 590 هـ). بعد ذلك انتهت الفترة الصباحية بمحاضرة للباحث فيصل الخضر حول موضوع جراحة الأعصاب في كتاب القانون لابن سينا.

     انطلق في المساء حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر بحضور مجموعة من الشخصيات البارزة، وقد ألقت بعض هذه الشخصيات كلماتها مثنية ومؤكدة على أهمية وضرورة مثل هذه الأنشطة العلمية. كما تفضل الأستاذ الدكتور جمال بامي بإلقاء كلمة بالنيابة عن السيد الأمين العام للرابطة المحمدية. بعد ذلك تم إلقاء المحاضرة الإفتتاحية بعنوان “حضور ابن سينا في إسبانيا الجديدة بين القرنين السادس والسابع عشر”، وكانت هذه المحاضرة من إلقاء رئيس جمعية تاريخ الطب الدولية البرفيسور “كارلوس فييسكا”. أعقب هذه المحاضرة مباشرة زيارة لمعرض الأندلس الذي تحتضنه رحاب كلية الطب والصيدلة بشراكة مع مؤسسة سيدي مشيش العلمي الرائدة في مجال الحضارة المغربية الأندلسية، ويضم مجموعة متميزة من الأدوات الجراحية التي تم محاكاتها انطلاقا من كتاب الزهراوي، وضم أيضا بعض المخطوطات الخاصة ببعض الأعمال العلمية العربية إضافة إلى بعض المجسمات المتعلقة بشخصيات علمية وثقافية عربية… تلى ذلك حضور حفلة من الطرب الأندلسي قدمها وأبدع فيها طلاب كلية الطب والصيدلة.

     انطلقت أنشطة يوم الجمعة 5 أكتوبر بمحاضرة للباحث الأردني “عبد العزيز اللبدي” خصصها للحديث عن الطبيب أبو القاسم الزهراوي وكتابه التصريف، بينما تحدثت بعده الباحثة البرتغالية “ماريا دو ساميروباروس” M. do Sameiro Barroso عن نفس الطبيب لكنها فضلت إجراء مقارنة بين أدوات طب الأسنان التي استعملها وشرحها هذا الطبيب مع الأدوات الرومانية المتواجدة بالمتحف الوطني للآثار. هذا في حين اختار الباحث المصري “محمد ناجي سعد” معالجة مسألة تتعلق بمدى مساهمة الزهرواي في الهندسة الطبية والدروس الممكن استخلاصها من هذه المساهمة. اعتبرت الباحثة “ماريا بلانكا راموس دي فييسكا” M. R. de Viesca في محاضرتها أن الزهراوي يعد رائدا من رواد الجراحة التجميلية والترميمية، وعملت في ورقتها على تقديم ومناقشة بعض الممارسات الجراحية وكذا التجديدات التي أدخلها الزهراوي ووصفها في كتاب “التصريف”. كما اعتبر الباحث “شريف كف الغزال” أن الزهراوي هو بدون أدنى شك أهم رواد علم الجراحة، وقد فصل في ورقته القولَ في أهمية الإسهامات العلمية التي قدمها هذا الطبيب في كتابه “التصريف”. أما الباحث المغربي “عبد الحق خلوق” فقد ارتأى من جهته التركيز على إسهامات الزهرواي في جراحة المسالك البولية.

     ركز الباحث الإيطالي “جيورجيو زانشيز” في ورقته على إبراز مظاهر تأثير الثقافة الإسلامية في بدايات مدرسة بادوفا الطبية من خلال استعراض مجموعة من الوثائق العلمية والتاريخية. أعقب هذه المحاضرة مداخلة للباحثة “بيت بارون” فصلت فيها القول بخصوص الدور البارز الذي اضطلع به الطبيب المصري نجيب باشا محفوظ في مجال التوليد والأمراض النسائية. واخُتتمت محاضرات هذا اليوم بمداخلة للباحث الماليزي “موسى محمد نوردن” الذي اختار كتاب FIMA لسنة 2016 مدارا لمداخلته. وتجدر الإشارة إلى أن الفترة الزوالية شهدت زيارة إلى مدينة فاس القديمة.

     افتُتحت أنشطة اليوم الأخير بمحاضرة للباحث “حارس حسيب”، تحدث فيها عن ظاهرتي الشك والتواضع الإبستمولوجي في الطب الإسلامي من خلال إعادة قراءة لأعمال كل من الرازي وابن سينا والزهراوي. افتتح البروفسور محمد مختار القماطي الجلسة العلمية السادسة بمحاضرة حاول فيها أن يلخص الخطوط العامة لمشروع “مبادرة 1001 شفاء” الذي تشرف عليه مؤسسة العلم والتكنولوجيا والحضارة ببريطانيا، والتي يرأسها السيد المحاضر نفسه. كما تحدث بعده الباحث “مصطفى عبد الحليم” عن نفس المبادرة (1001 شفاء)، لكن مع التركيز على مساهمة البروفيسور ربيع عبد الحليم في هذا المشروع. بينما تحدثت الباحثة “آن ماريا برينان” Anne-Maria Brennan عن البيولوجيا/علم الأحياء والفيزيولجيا/علم وظائف الأعضاء باعتبارهما مبحثين مهمين للدراسات الطبية، مشيرة إلى الإغناء الذي يمكن أن يمثله الاهتمام ببعض الجوانب التاريخية الخاصة بهذه العلوم.

    تطرق الباحث التركي “كمال أيديز” في ورقته إلى التطورات التي شهدها مجمع المستشفيات في العهدين السلجوقي والعثماني. ثم تفضل الباحث “ناصر كردي” بالحديث عن “FSTC والجدول الزمني للطب والرعاية الصحية”، لتَليَ بعد ذلك محاضرة للباحثة زهور الإدريسي قدمت فيها مجموعة من التحليلات لأعمال طبِيبَيْن عربيين هما ابن طفيل وابن النفيس.

     تفضل الأستاذ جمال بامي، رئيس مركز ابن البنا المراكشي، بافتتاح الجلسة العلمية السابعة والأخيرة بمحاضرة عالج فيها بعض جوانب العلاجات الطبيعية المصاحبة للجراحة في التراث الطبي المغربي والأندلسي، حيث عرَّف ببعض المواد التي كانت تستخدم في عمليات التخدير التي تسبق العمليات الجراحية، ومواد استعملت للتجفيف ومحاربة العفونة، ومتبعا في ذلك تحليل بعض النصوص المختارة وفق قراءة تحليلية تركيبية، خلص من خلالها إلى ضرورة الجمع بين المقاربة الأنثربولوجية والمقاربة الإبيستمولوجية من فهم أعمق لتاريخ الجراحة في الحضارة الإسلامية،  كما عمل أيضا على تحيين أسماء هذه المواد وفق القاموس التصنيفي المعاصر، متتبعا استمرارية بعضها في العلاجات الطبيعية المعاصرة داخل الطب التقليدي بالمغرب. تلت هذه المحاضرة محاضرة أخرى للأستاذ محمد زين العابدين الحسيني عالج فيها موضوع الجراحة ضمن المنظومة الطبية بالمغرب، مشيرا إلى المكانة التي كان يحتلها الطب داخل جامعة القرويين، هذا المبحث الذي شمل الطب البشري والبيطرة والصيدلة، كما أشار أيضا إلى أنه لم هناك تخصص واحد فقط، وإنما يمكن القول بوجود تخصصات مختلفة كطب العيون وطب الأسنان والجراحة بأنواعها. وتطرق كذلك إلى بعض العمليات الجراحية التي أجراها بعض الأطباء العرب ومشيرا في الآن نفسه إلى أصناف الأدوات الجراحية التي كانوا يستخدمونها وفق الحالات المتعددة ومستعينا في ذلك ببعض المخطوطات الطبية العربية.

    أما المحاضرة الثانية للباحث “فؤاد العبودي” ضمن هذا المؤتمر فقد خصصها لبعض اللمحات حول الجراحة في المغرب خلال القرن 19م، حيث كانت ممارستها صعبة وتعتمد التخدير البدائي، فطرحت بذلك العديد من المشاكل كوقف النزيف… لذلك فقد اقتصرت الجراحة في بعض الأحيان على أمور بسيطة كقلع الأسنان أو الختان أو بتر الأطراف. هذا وقد اختتمت المحاضرات بمحاضرة للأستاذ “عبد الواحد إسماعيل”، حكى خلالها عن مساره كطبيب جراح للعظام ومدى الصعوبات التي واجهها في سبيل “نشاء قسم مستقل لهذا التخصص داخل الجامعة المغربية. أما عن أشغال هذا المؤتمر العلمي فقد اختُتمت بزيارة لمتحف الأسلحة بفاس.

ذ. عبد العزيز النقر

حاصل على شهادة الماستر في الفلسفة

باحث بمركز ابن البنا المراكشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق