بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مد مركز الإمام أبي عمرو الداني للقراآت والبحوث القرائية المتخصصة التابع للرابطة المحمدية للعلماء جسور التواصل بينه وبين قدماء منتسبيه يوم الأربعاء 30 دجنبر لعقد لقاء علمي مفاتشة لكتاب تقريب المنافع في قراءة نافع لابن القصاب (690هـ) بتحقيق د. محمد البخاري؛ وذلك في سياق أنشطة المركز المعرفة بإصداراته، مواكبة لما تمليه ظروف هذه الجائحة العالمية –رفع الله بأسها عن البشـرية-من ضرورة تسخير الوسائل الحديثة لتبليغ رسالته.
الكتاب المختار للمدارسة يؤرخ لحقبة زاهية في حركة التأليف، تنافس فيها ملوك المرينيين على البذل في سبيل نشـر العلوم، والإنفاق السخي لتشجيع الحركة التأليفية، كما يعد باكورة التأليف النثري في المقرإ النافعي، نحا فيه مؤلفه منحى الاختصار و التوجيز، في تركيب فريد، ومنهج مطرد عجيب، صدر فيه كل مبحث من مباحث الكتاب بعشـرة أسولة جامعة لشتات ما يكتنزه المبحث من معارف، ثم يكر عليها بالجابة سؤالا سؤالا في مسائل عشـرة، على عدة الأسولة، يفرد العاشر منها للحديث عن حرف نافع، إلى أن أتى إلى فرش الحروف، فألقى الكلام على عواهنه دون تقيد بمنهج؛ لقلة الخلف الوارد بين راوييه في ذلك؛ ورش وقالون.
وقد وفى المتدخلون الإحاطة بجهد المؤلف وصنيع المحقق في تقديم مادة الكتاب، صدرت الجلسة بقراءة خاشعة من الأستاذ الشيخ سمير بلعشية؛ باحث بمركز أبي عمرو الداني، تلتها مدارسة الكتاب في سلك ناظم لخمس مداخلات واعبة:
المداخلة الأولى لمحقق الكتاب الدكتور محمد البخاري؛ وهو باحث سابق بالمركز، وأستاذ مؤهل للتعليم العالي بمعهد محمد السادس للقراآت والدراسات القرآنية، جامعة القرويين، بعنوان: “معالم من سيرة أبي عبد الله بن القصاب.
المداخلة الثانية: للدكتور محمد صالح المتنوسي؛ باحث مؤهل بمركز أبي عمرو الداني، بعنوان: “نظرات في عمل المحقق”.
المداخلة الثالثة: للدكتور عادل فائز؛ باحث سابق بالمركز، وأستاذ مؤهل بجامعة ابن زهر، بعنوان: “التوجيه القرائي عند ابن القصاب”.
المداخلة الرابعة: للدكتور عبد الهادي السلي؛ باحث مؤهل بمركز أبي عمرو الداني، بعنوان: “منهجية التصنيف عند ابن القصاب”.
المداخلة الخامسة: للأستاذ أيوب أعروشي؛ أستاذ محاضر بمعهد محمد السادس للقراآت والدراسات القرآنية، وحافظ للقراآت العشر النافعية، بعنوان: “اختيارات ابن القصاب وأثرها فيما جرى به العمل”.
توجت هذه المطارحات الفكرية بنقاش من الأساتذة المتابعين لمراسيم هذا النشاط العلمي؛ الذي غيب فيه تماس الأشباح، واستعيض عنه بتلاقي الأرواح، والتملي بنبرات الكلم المباح، ثم ختمت الجلسة بالدعاء الصالح لمولانا الإمام محمد السادس حفظه الله، وأبقاه ذخرا وملاذا لرعي العلم والعلماء، فتلاوة ندية من الشيخ الدكتور محمد نافع.
وانفض المجلس والحضور قرير العين بما أديل على هذه المائدة العلمية، متواصين بأن يعقب هذا المنتدى منتديات شبيهة، تتلاقح فيها الأفكار، و تذكي في النفس الكرع من نمير المعارف والأخبار.