مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

تقرير حول الندوة الأولى لكرسي فاطمة المرنيسي ج. 1

إلياس بوزغاية

 

 

 

عرفت أيام 30 نونبر و1 – 2 دجنبر 2016 حدث تدشين الندوة الأولى لكرسي فاطمة المرنيسي بتنظيم من جامعة محمد الخامس في بالرباط والمركز البحثي التابع للمدرسة العليا للتسيير. الكرسي الذي أراد له مؤسسوه أن يكون منارة رائدة تخلد ذكرى إحدى أبرز الوجوه النسائية في العالم العربي وأحد أبرز علماء الاجتماع بالمغرب، عرف زخما كبيرا من حيث الحضور ومن حيث الأنشطة التي تضمنها. وقد حرصت الندوة على تناول أكثر المجالات حضورا في أعمال الراحلة فاطمة المرنيسي  وهي: .المرأة/الرجل، المجتمع والديمقراطية /  .الإعلام والثقافة / .الشباب والديناميات المحلية في عصرالعولمة / .الإقتصاد الفعلي والمبادرات الإجتماعية.

استهلت الندوة بالتدشين الرسمي للكرسي في مقر رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، اختار المنظمون لها عنوان « من تجليات أعمال وحياة فاطمة المرنيسي »، في إشارة إلى تجاذب الإهتمامات الفكرية والبحثية والأدبية للراحلة التي كتبت باللغة الفرنسية كتبا كثيرة تتناول جوانب مختلفة من الحياة الثقافية والاجتماعية في المغرب والعالم العربي.كما عرفت الجلسة الافتتاحية حضورا وازنا للاستماع إلى كلمات كل من السيد جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، والسيد سعيد أمزازي، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، و السيد عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتعليم، والسيدة ليلى الشاوني، مديرة دار النشر الفنيك le Fennec، في حق الدكتورة فاطمة المرنيسي حيث أبرزوا عددا من مناقب الراحلة تمثلت في كونها متحدية للصورة النمطية عن المرأة العربية المسلمة وجرأتها في طرح قضايا حساسة جعلتها توصف بطائر القطرس في قدرتها على التحليق عاليا وعلى مسافات بعيدة، وكفاطمة الفهرية كشخصية تاريخية بصمت أثرها في تاريخ الحضارة الإسلامية، وكاللون الأحمر في وهجه، وكالمشكال في الزخرفات التي يشكلها انعكاس الألوان فيه. كما عرفت الدكتورة فاطمة المرنيسي بكونها صاحبة مبادرات على عدة جبهات من النضال رغم كونها لم تكن تحب الشهرة والأضواء.

مباشرة بعد تقديم “كرسي فاطمة المرنيسي” تم عرض فيلم تحت عنوان “شهرزاد تريد حاسوبا”، وهو فيلم قصير تم إنجازه حول فاطمة المرنيسي من تقديم محمد عبد الرحمن التازي.

وقد تخللت الندوة جلسات علمية تناولت عددا من المواضيع المرتبطة بالمجالات الأكثر حضورا في أعمال الدكتورة فاطمة المرنيسي، حيث تحدثت الدكتورة رجاء رحوني في محور المرأة/الرجل، المجتمع والديمقراطية عن أهمية مفهوم التقاطعية (intersectionality) في أعمال الراحلة فاطمة المرنيسي من حيث كونه أداة لتسليط الضوء على مجموعة من الفئات المهمشة في تقاطع مع ظروفها الاجتماعية والدينية. كما أشار الدكتور فريد مريني، وهو محلل نفسي إلى دور زرع الثقة بالنفس في صفوف الطلبة من أجل تحقيق الحوار والإبداع الذي لطالما عملت الراحلة فاطمة المرنيسي على ترسيخه من أجل تجاوز الازدواجيات والحيرة القائمة في عالم اليوم. أما مداخلة ناتاليا ماتيوس، فقد رسمت صورة عن الدكتورة فاطمة المرنيسي من خلال 5 خيوط تميزت بها وهي: خيط الحدود، وخيط الإجتهاد، وخيط معارضة السلطة، وخيط المقاومة، وخيط التوعية.

في فقرة موالية، استزاد الحاضرون علما حول الراحلة فاطمة المرنيسي من خلال تقديم شهادات مؤثرة حول الراحلة من طرف السيد فؤاد عمور، السيد دومينيك بن براهيم، السيدة حليمة فرحات، السيدة حكيمة لبار، السيدة ربيعة ناصري، السيد طارق صبري، السيد ستيوارت شار، أجمعت كلها على أن الدكتورة فاطمة المرنيسي كانت متميزة وفي نفس الوقت منواضعة ومرتبطة بهموم المرأة والمجتمع.

اتسمت الجلسة الثانية المعنونة ب”الإقتصاد الفعلي والمقاولاتية الاجتماعية” بالتركيز على مختلف الجوانب المعيشية والاقتصادية للواقع المغربي كمعطى سوسيولوجي يتفاعل من أجل إنتاج فرص وتحديات يواجهها الشباب اليوم ويستلهمون بها كما ذكرت السيدة رجاء المجاطي، فيما أشار السيد نور الدين السعدي إلى البعد الحقوقي في تعاطي المجتمع مع قضاياه ومدى حضور هذا البعد في أعمال الراحلة فاطمة المرنيسي بطريقة مباشرة وغير مباشرة. إلى ذلك، عبر السيد المكي الزواوي عن أهمية الاهتمام بالدراسات الاقتصادية والمقاولات الاجتماعية بطريقة متوازية من أجل خلق مجتمع يتمتع بظروف العمل والإبداع كما هو مستنبط من روح أعمال فاطمة المرنيسي.

الجلسة الأخيرة في اليوم الثاني عرفت استمرارا لمناقشة المواضيع الحارقة في المجتمع المغربي من خلال تناول محور “الأسئلة الثقافية، والرهانات الإعلامية” للتداخل الحاصل اليوم بين عالم الثقافة والإعلام عبر ثلاث مداخلات للسيد خالد حروب، الذي سلط الضوء على الأشكال الثقافية الجديدة التي بدأت تتغلغل في المجتمع لرسم معالم سياسة جديدة، والسيدة زكية داود، الصحفية والكاتبة المعروفة التي تطرقت إلى ما يجول في العالم الافتراضي كرمز من رموز تشكل المغرب الجديد، والسيد الطيب بلغازي الذي ركز على ما تزخر به الثقافة المغربية من مكونات قادرة على التفاعل مع العديد من الثقافات الوافدة بحكم تجربته كفاعل في التبادل الثقافي في مركز CCCL بالرباط

اختتمت أشغال اليوم الأول على إيقاع جلسة ختامية بعنوان “فاطمة المرنيسي: عالمة اجتماع القريب والبعيد” من تنشيط الأكاديمي والمحلل السياسي خالد حروب ومداخلة كل من السيدة عائشة بلعربي وطارق صبري وياسين عدنان عرفت تنوعا وتفاعلا كبيرا من طرف الجمهور.  

 

نشر بتاريخ: 06 / 12 / 2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق