الرابطة المحمدية للعلماء

تعزية في رحيل العالمة المعمرة بهية القطبية الفيلالية

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة العالمة الحافظة المعمرة الحاجة بهية القطبي الفيلالية التي توفتها المنية في الساعة الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء 24 ماي 2016 عن سن يناهز 108 سنة.

الفقيدة من مواليد 1908م، نشأت في مدينة مكناس، حفظت القرآن الكريم و لها من العمر 14 سنة. تتلمذت على يد عدد كبير من الشيوخ المغرب من أمثال الشيخ ابن الصديق والشيخ إبراهيم الهلالي والفقيه العرائشي والقاضي السوسي والفقيه الزريهني و الفقيه المختار السنتيسي. أخذت القراءات السبع، ودرست الأجرومية والموطأ والرسالة وصحيح البخاري وصحيح مسلم. كما تتلمذت على يد كبار علماء الزيتونة بتونس من أمثال العلامة الطاهر بن عاشور وابنه الشيخ الفاضل والشيخ الطاهر بن خوجة. وهبت نفسها لرسالة التبليغ والتوعية وكانت تعطي الدروس بأحد المساجد بمكناس قبل أن يتمكن منها المرض.

تخرج على يدها آلاف المستفيدات من دروس محو الأمية الدينية. كانت إلى وقت قريب تستقبل عددا كبيرا من العلماء وطلبة العلم الذين يحجون إليها من مختلف بقاع العالم لكي تجيزهم في علم الحديث، كان آخرها زيارة صاحب موسوعة محدثات، الشيخ العلامة أكرم الندوي مع عدد كبير من طلبته في شهر مارس المنصرم بمدينة مكناس.

في نهاية سنة 2015، تم تكريمها في المؤتمر الدولي الأخير الذي نظمه مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية التابع للرابطة المحمدية للعلماء حول موضوع “ريادة النساء الدينية ف الإسلام : مقتضيات النص ومعطيات الواقع” والذي جاء في إطار العناية بالعالمات وتكريم المتميزات ممن ساهمن في نشر المعرفة الدينية وتقديم ما يعزز أدوارهن المعرفية مع الحرص على نشرها بالوسائل المناسبة وخصوصا الإعلام الجديد.

وفي هذا السياق، جاءت مبادرة الباحثة بمركز الدراسات النسائية سمية شكروني لإنجاز الفيلم الوثائقي الذي سيحكي مسار الفقيدة العلمي من خلال النبش في ذاكراتها وذاكرة التاريخ وفق المناهج العلمية الاستقرائية والاستدلالية لرصد الإسهامات النسائية في مجال المعرفة الدينية والأدوار الطلائعية اللائي قمن بها في مجال تحصين التراث العلمي الإسلامي.

تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق