مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

تحولات الحركات الاجتماعية بالمغرب: نماذج في ميزان الفرص والتحديات

 

إلياس بوزغاية

 

 

 

اجتمع ثلة من الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في لقاء تواصلي لمناقشة التحولات التي تعرفها الحركات الاجتماعية بالمغرب باللغة العربية، وذلك في مبادرة هي الأولى من نوعها من تنظيم مركز “جاك بيرك” للدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية يومه الأربعاء 26 مارس 2014. وتهدف المبادرة لفتح المجال أمام الطلبة لعرض بحوثهم ومناقشتها مع أساتذة متخصصين والتفاعل معها على ضوء التحولات االمعاصرة.

 

تناولت الورقة الأولى موضوع  الحراك الاجتماعي في المغرب بعد الاستقلال للطالب الباحث إبراهيم أيت إزي، وقد صنف الحركات الاجتماعية إلى 5 نماذج مر بها المغرب وتمثل انتفاضات ذات ابعاد مختلفة تقودها شرائح وتنظيمات اجتماعية متباينة كانتفاضة الطلاب سنة 1986 وانتفاضة العمال سنة 1981 والانتفاضة ضد التقويم الهيكلي وتدهور الأوضاع الاقتصادية سنة 1984 ثم انتفاضة النقابات والشباب العاطل سنة 1990، انتهاء بالحراك الذي عرفه المغرب منذ 20 فبراير 2011. كل هذه الانتفاضات وضعت محل التحليل والنقاش من أجل تتبع خصوصياتها وطرق اشتغالها ومراحل تطورها ليخلص الباحث إلى أن عنصر الشباب والمهمشين لعبوا دورا أساسيا في تحريك معظم هذه الانتفاضات والتي أتت في سياق التحضر وارتفاع الراسمال الثقافي والتحول القيمي وفي ظل فقدان الثقة في اللعبة السياسية وزيادة تهميش الفئات الضعيفة ومنها العنصر النسوي في المعترك السياسي.

 

حضور العنصر النسوي في المعترك السياسي شكل محور الموضوع الثاني للطالب الباحث العربي يعيش تحت عنوان تطور الحركة النسائية في التعبئة بهدف المساواة بين الجنسين حيث قدم عرضا لتطور المطالب النسائية وربطها بإطار نظري يرصد مدى استفادة هذه الحركة وخلقها لفرص التغيير نحو أهدافها في إطار المناخ السياسي المتغير. وقد قام الباحث بتحقيب هذا التطور في 3 مراحل. الحقبة الأولى: من 1992 إلى 1997 حيث برزت المطالب المنادية بالكوطا. الحقبة الثانية: من 1998 إلى 2009  حيث تم التوافق على الكوطا المخصصة للنساء. والحقبة الثالثة: من 2009 إلى اليوم حيث تمت دسترة الكوطا وظهر مفهوم المناصفة. وقد توصل الباحث إلى أن نظام الكوطا قد ساعد على انخراط المرأة في السياسة ولو بطريقة محدودة حيث أنها غالبا ما تظل عاجزة على الفوز بدون كوطا ومساهماتها غالبا ما تعبر عن اللون السياسي أكثر من اختيارتها الفردية، بالإضافة إلى عدم وجود معايير شفافة داخل الأحزاب في ترشيح النساء وهو ما يعبر عنه الباحث كانعكاس وتجلي لبطئ التحول في العقليات رغم التحول في آليات تمكين للنساء.

 

حضي الباحثان بفرصة مناقشة أطروحتيهما من طرف الأستاذ مصطفى بوعزيز، أستاذ التعليم العالي و مدير المركز المغربي للعلوم الاجتماعية، حيث قدم بعض التوجيهات المنهجية وناقش الموضوعين على ضوء أطروحته “الوطنيون المغاربة في القرن العشرين”، فتمت الإشارة إلى إشكالية المفاهيم في تصنيف الحركات الاجتماعية وعلاقتها بالتغيير، ومدى صلاحية الإطر النظرية الغربية في مقاربة الظواهر المغربية، وأهمية الانتباه إلى تداخل ما هو سياسي مع ما هو اجتماعي وتأثير صدمة الاستعمار على البنيات التقليدية في المجتمع المركب الحديث. وفي الأخير شدد الحضور على ضرورة وجود رابط بين حركة الإنتلجينسيا المثقفة مع الحراك الاجتماعي الشعبي من أجل ترشيد الفعل النضالي بآليات الوعي والتأطير.

 

 

نشر بتاريخ: 27 / 03 / 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق