مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة

تحقيق النصوص المخطوطة بين الواقع والنهج الأمثل

     نظم مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، نشاطا علميا من أنشطته الخارجية، يوم السبت 19 محرم 1431/25 دجنبر 2010م، بقاعة خزانة عبد الصمد الكنفاوي بمدينة العرائش.
وكان عبارة عن لقاء تكويني في موضوع تحقيق النصوص المخطوطة بين الواقع والنهج الأمثل، أطره كل من الأستاذ الدكتور محمد السرار رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة، والدكتور قاسم السامرائي الخبير الدولي في علم الاكتناه كما يسميه: وهو المعروف عند غيره بـ(علم المخطوط=LA CODICOLOGIE). وقد حضر هذا اللقاء عدد كبير من الأساتذة والطلبة، والباحثين في مجال العناية بالمخطوطات عموما، وفي مجال تراث الحديث الشريف والسيرة النبوية خصوصا، أتوا  من الرباط، وسلا، والقنيطرة، والقصر الكبير، وفاس، ومراكش، والجديدة، والدار البيضاء، ومراكش، وطنجة، وتطوان. 
توزع هذا اللقاء إلى جلستين: افتتحت الجلسة الأولى  التي انعقدت ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا، بآيات من الذكر الحكيم، تلا ذلك كلمة للسيد رئيس مركز ابن القطان  الدكتور محمد السرار، رحب فيها بالحضور الكرام، وعرف من خلالها بالدكتور قاسم السامرائي، مبرزا عطاءه العلمي تدريسا وتصنيفا، وكاشفا عن جوانب من علاقته بالأستاذ السامرائي في مجال العلم والمعرفة، كما تعرض السيد الرئيس لبيان الدور الكبير الذي تضطلع به الرابطة المحمدية للعلماء من أجل الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وذلك بإنشائها لمراكز متخصصة في ميدان البحث العلمي الرصين، ومن تلك المراكز مركز ابن القطان الذي يعد إنشاؤه لبنة أساسية في صرح البحث العلمي عامة،والبحثِ في مجال الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة خاصة. وبعد ذلك أعطى السيد الرئيس الكلمة للدكتور قاسم السامرائي، فتحدث باستفاضة عن نشأة اللغات، وأنها متفرعة عن اللغة الآرامية، وأن اللغة التي يُزعَم أنها يونانية، ليست كذلك، بل هي فنيقية من أصول عربية، كما تعرض الأستاذ لبيان أصل نشأة الخط العربي مبينا مراحل تطوره. موضحا لكل ذلك بنماذج لآثار نقشت عليها كتابات قديمة، عرضها على الحاضرين بواسطة العاكس الضوئي. وقد حث الدكتور قاسم في هذه الجلسة على ضرورة العناية بتراث الأمة فهرسة وتحقيقا، لما في ذلك من حفظ لهوية الأمة الإسلامية، ومقوماتها الثقافية، وأن تلك العناية لا تتحقق إلا بشرطين : الحب الدافق للتراث العربي الإسلامي، والإحاطة الواسعة بالعلوم الإسلامية.
وفي الجلسة الثانية من هذا اللقاء تحدث الدكتور قاسم السامرائي عن ظاهرة تزوير التراث وأساليبه، وأثره على واقع البحث عموما، والبحث في السيرة النبوية خصوصا، حيث أثبت الأستاذ الخبير أن جميع رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك عصره التي عُثر عليها مزورة، ما عدا رسالتين : رسالته صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، ورسالته صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى، وأن المصحف الذي يُدعى أنه مصحف عثمان، ليس كذلك.
وبين الدكتور في هذه الجلسة أيضا كيفية الكشف عن التزوير في المخطوطات، وبعضَ طرق ذلك، كالنظر في نوعية الورق والحبر والمداد، واستعمال آلات حديثة متطورة، كل ذلك يساعد الباحثين على التحقق من مدى كون المخطوط صحيح النسبة إلى صاحبه أم لا.
وتم في هذه الجلسة إطلاع الحاضرين على بعض المخطوطات الأصلية التي تفضل بإحضارها الدكتور محمد السرار من مكتبته ، وذلك من أجل التدرب على مباشرة العمل في المخطوطات.
ثم انتهت الجلسة بأسئلة لبعض الحاضرين أثاروا بها ما في جَعبة الأستاذ من معلومات أخرى حول الموضوع. ثم وُزعت شواهد حضور هذا اللقاء التكويني، وعددها 124 شهادة.
 

 

والحقيق بالذكر أن الأستاذ السامرائي لم يغادر في هذا اللقاء بجلستيه  حكايةَ بعض التجارب التي مر بها خلال رحلته الطويلة التي استمرت أكثر من أربعين عاما في خدمة التراث، وخرج منها بنتائج مهمة يتحتم على كل باحث الاعتبار بها والاستفادة منها.
والجدير بالتسجيل أيضا أن هذا النشاط قد واكبه طيلة تنظيمه معرض للمطبوعات التي أصدرتها المراكز العلمية التي تأسست تحت ظل الرابطة المحمدية للعلماء.  

 

 الدكتور قاسم السامرائى في سطور
 
• ولد في بعقوبة بالعراق سنة 1935م.
• حاصل على الدكتوراة من جامعة كمبردج .
• عمل أستاذا بجامعة بغداد ، وجامعة قاريونس ـ ليبيا، وجامعة الإمام محمد ابن سعود بالرياض، وجامعة كمبردج ببريطانيا، وجامعة لايدن بهولندا، وجامعة ابرتي بأسكتلندا.
• أعماله العلمية جاوزت 50 كتابا، باللغة العربية واللغات الأجنبية ما بين تأليف وتحقيق وفهرسة وترجمة، منها:
ـ الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية، تأليف، 1983م. 
 ـ مقدمة في الوثائق الإسلامية، تأليف، 1983م.
ـ الأصول التاريخية لنحلة البابية والبهائية: دراسة في أصولهما العقدية، تأليف، 1986م.
ـ وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، لنور الدين علي بن عبد الله السمهودي؛ تحقيق وتقديم، 2001 م.  5 مج
ـ كتاب ناصر الدين على القوم الكافرين، لأحمد بن قاسم الحجري ؛ تحقيق وتقديم وترجمة [إلى الإنجليزية] شورد فان كوننكزفلد، قاسم السامرائي، خيرارد فيخرز، 1997
ـ كتاب الاعتبار، لأبي المظفر مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الشيزري الكناني الكلبي؛ تحقيق وتقديم، 1987
ـ الردة و الفتوح و كتاب الجمل و مسير عائشة و علي  تأليف سيف بن عمر التميمي الضبي؛ تحقيق و تقديم.
ـ الفهرس الوصفي لمخطوطات السيرة النبوية ومتعلقاتها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض : التاريخ – التراجم – الإجازات والأثبات، إعداد السامرائي، 1995، 3 مج.
ـ  الفهرس الوصفي لبعض المخطوطات المحفوظة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، 1997 م.
ـ فهرس المخطوطات العربية بجامعة عليكرة الإسلامية، الهند؛ تحرير ومراجعة، 2002 م.
ـ الكتاب العربي في أندونيسيا، لمارتن فان برونسن ؛ ترجمة، 1995م.

 

  صورة جماعية للدكتور قاسم السامرائي مع جانب من الحاضرين في اليوم الأول وذلك بمدخل خزانة عبد الصمد الكنفاوي بمدينة العرائش

 مطوية معرفة بالنشاطين الذين أطرهما الدكتور قاسم السامرائي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق