مركز الدراسات القرآنية

الوحي والتأويليات المعاصرة: إمكانيات المتح وحدود التوقف

يناير 23, 2020

في إطار أنشطته العلمية والفكرية، نظم مركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء الحلقة السابعة عشر من حلقات «منتدى الدراسات القرآنية» في موضوع: “الوحي والتأويليات المعاصرة: إمكانيات المتح وحدود التوقف” ألقتها الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري؛ باحثة بمركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء. وذلك بعد زوال يوم الخميس 23 يناير 2020م، بمقر مركز الدراسات القرآنية بالرباط.

الوحي والتأويليات المعاصرة: إمكانيات المتح وحدود التوقف

افتتح هذا المنتدى العلمي بكلمة الدكتور محمد المنتار؛ رئيس مركز الدراسات القرآنية، وأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، الذي أكد جدة الموضوع وقيمته العلمية في استشراف الأجوبة الممكنة على ما يروج في الساحة العلمية حول قضايا الدرس القرآني.

 استهلت الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري محاضرتها بتوجيه الشكر لمركز الدراسات القرآنية على إتاحة الفرصة لتقاسم تجربة بحثية مع الباحثين، وقد اشتملت المحاضرة على شقين اثنين: الأول: نظرة موجزة عن التأويليات المعاصرة ، الثاني: محاولة التأسيس لنظرة تكاملية في مجال التأويل.

 في شق المحاضرة الأول تطرقت المحاضرة إلى تعريف التأويليات بأنها مجموعة من النظريات التي تهتم بتفسير النصوص، ويكون موضوعها هو العلاقة بين صاحب النص والنص والناقد، مبينة الفرق بين الهرمنوطيقا والتأويلية، كما استعرضت مجموعة من الأسئلة الممهدة لموضوع المحاضرة، من أهمها: العلاقة بين النظرية الفسلفة والنظرية التأويلية؟ معتبرة أن هذه الأخيرة فرع من النظرية الفلسفية، وأما القول بأن هناك إمكانية للمتح من الفلسفات التأويليات المعاصرة التي نشأت في السياق العربي؟ فلأن هناك مشتركا إنسانيا هو العقل وجب الحفاظ عليه والابتعاد عن الانغلاق.

بعد ذلك انتقلت المحاضرة إلى الحديث عن التأويليات الحديثة مبينة أن هاجسها هو معنى المعنى كالنظرية الظاهراتية أو الفينومينولوجيا والنظرية النبيوية، واختارت الحديث عن نظرينين معاصرتين وهما: نظرية بول ريكور، ونظرية إريك هيرتش.

يقف ريكور في نظريته بخصوص المعنى بين المثالية (وجود معنى واحد للنص) وبين النسبية المطلقة (أي أن المعنى الواحد غير موجود، ويرى أن المعنى موجود ولكن له عدة مستويات محاولا التقريب بين النظريات التأويلية..

أما إريك هيرتش الأمريكي فيُصنف في الفلسفة التأويلية المعاصرة ضمن الاتجاه الوثوقي، واحد من الذين دافعوا عن الهرمنيوطيقا التقليدية في شقيها الأساسيين: “المعنى النهائي للنص” و”قصد المؤلف” فقصد المؤلف عنده هو المعيار لمعرفة التأويل الصحيح، وأن معنى النص هو المعنى الذي قصده المؤلف عن وعي وإدراك، ويرى أن الاختلاف يأتي من المهارة التوضيحية فقط، وأننا نفهم جميعا نفس المعنى.

ثم خصصت جزءا من القسم الأول للحديث عن النظرية التداولية في إطار علاقتها بالوحي أو ما يسمى معهود العرب في خطابها؛ أي استحضار معنى الألفاظ في سياق تداولها في خطاب العرب، وترى أن القرآن الكريم يتجاوز هذا المستوى ليؤسس لمعجم تداولي قرآني خاص به.

وفي القسم الثاني من محاضرتها حاولت الأستاذة المحاضرة عن بعض الأسئلة المهمة منها: لماذا التأويل أصلا؟ معتبرة أن الحاجة إلى التأويل تتلخص في أمرين: القوة الاستيعابية المعرفية للوحي العابرة لحدود الزمن والمكان والتاريخ..، إضافة إلى الحاجات الإنسانية المتجددة في جميع مجالات الحياة المعرفة…

إن مجال اشتغال النظرية التأويلية في نظر الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري تتعدد في علاقة بين النص بسبعة عناصر وهي:

  • علاقة النص بصاحبه.
  • علاقة النص بنفسه
  • علاقة النص بالنص المرافق (السنة النبوية)
  • علاقة النص باللغة
  • علاقة النص بالمؤول
  • علاقة النص بالتاريخ
  • علاقة النص بالواقع

ولبيان الجانب التطبيقي لنظرية التكامل بين الوحي والتأويليات المعاصرة قدمت المحاضرة مجموعة من النماذج والشواهد في مجالات متعددة تناولتها في مستويات التأويل: القاعدي والتجديدي، ثم المستوى التنزيلي.

واختتم المنتدى بنقاش علمي ثري من قبل الحضور حول القضايا والإشكالات العلمية التي تناولتها محاضرة الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري والتساؤلات التي أثارتها.

      إعداد: ذ. رضوان غزالي
باحث بمركز الدراسات القرآنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق