الرابطة المحمدية للعلماء

العدد 83 من مجلة “ميثاق الرابطة” على شبكة الأنترنت

شبه فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، كوكب الأرض، بخلية النحل الهائجة المائجة، وقال في افتتاحيته الخاصة بالعدد 83 من المجلة الإلكترونية “ميثاق الرابطة” الذي تجدونه على شبكة الأنترنت، “وكوكبنا بحكم اكتشاف سكانه عددا من الإمكانات الهائلة التي تقرب المسافات وتطوي الزمان وتيسّر التأثير والتأثر قد أضحى أشبه بخلية النحل الهائجة المائجة”، مضيفا أنه على الرغم من شساعته لا يعدو أن يكون مجرد نقطة زرقاء سابحة في الفضاء.

كما شبه فضيلته، في الافتتاحية نفسها التي تحمل عنوان “عن ضرورة الحوار من أجل سلام عالمي”، المجموعة البشرية التي توجد على هذا الكوكب، بالبويضة الملقّحة التي يمكن أن يتولّد عنها كائن إنساني سوي وخيّر، كما يمكن أن يتولد عنها مارد مدمر لذاته وللحياة من حوله، وبين أن الحوار أضحى اليوم عنصرا ضروريا ولم يعد مجرد اختيار، مستشهدا على ذلك بأن البشرية اليوم “قد أصبحت أفعل وأقدر في مجالات التدمير منها في كل العصور التي مضت”.

وقال فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بهذا الخصوص، “نحن نمتلك من القنابل النووية والذرية والهيدروجينية وغيرها، ما نستطيع به تدمير الأرض آلاف المرات وليس مرة واحدة، ويكفي تسلل قناعة مظلمة لواذا إلى عمق الإنسان فتستقر فيه لكي يدمر هذا الكويكب الذي ليس لنا ملجأ سواه، فلا أرض -راهنا- سوى هذه الأرض يمكن أن تُقلّ النوع البشري”، موضحا أن تجربتنا التاريخية المشتركة، أثبتت “أن الرشد الذي برهنا عليه مجتمعين لم يبلغ درجة الكفاية”.

وأضاف فضيلته “فالقراءة للتاريخ تثبت أن تعاطينا مع الوحي وهادياته لم يكن فيه –في  الأغلب- التوجّه لهذا الوحي لنستمد منه أجوبة عن سؤالاتنا، وإنما كان تعاملنا معه على الأعمّ- تعاملا استعماليا من أجل أن نَنْصُر به قضايا ضيقة، أو أن نقضي به أغراضا زائلة، وقد يقارف هذه القضايا وهذه الأغراض في كثير من الأحيان إضرار بالذات أو بالمحيط، أو بهما معا”، وأشار إلى أن الفترات التي سلم فيها الإنسان فعلا للوحي ولهدايته وأنواره بتوجه وفهم سليمين عبر التاريخ البشري، هي أكثر الفترات سلاما وعطاء ورشادا وتعاونا على البر والتقوى، مشددا على أن هذه المرحلة، هي أحوج ما نكون فيها إلى “فتح الأبواب على الواقع كما هو، لنتمكّن من إدراكه على ما هو عليه، لنكون أقدر على تصييره ذلك الواقع الذي نحلم به، فكلنا نحلم بالتسامح وبالجمال وبأن تكون البشرية متعاونة على البر والتقوى”، غير أن الواقع، يتابع فضيلة الدكتور أحمد عبادي في ذات الافتتاحية، “يُثبت أن ثمة سوابق معرفية وبرديغمات تؤطر الأذهان، ومن خلال هذا التأطير توجه الواقع وسلوك الإنسان. وبالتالي فإنه لا بد من فتح هذه المنطقة ودخولها لاستكشافها وتنقيتها وإعادة ترتيبها بين يدي أي مبادرة تتغيى تحقيق السلام فوق هذا الكوكب”.

وتحت عنوان “شبابنا والمستقبل”، تحدث الدكتور أحمد ديدي عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، عن الأسرة والمجتمع ودورهما في تربية الأجيال الناشئة وقال ” الأسرة والمجتمع يتطلعان إلى ما به نعصم الأجيال الناشئة ويفيدهم في مسيرتهم عبر الحياة بالتأمل الصادق، وتحريرهم من أغلال الحجر العقلي والتبعية العمياء، والتدرج بهم لينتقلوا من المعلول إلى العلة ومن المعلوم إلى المجهول، حتى يصبحوا أساتذة العلم والدنيا، وقادة الرأي والفكر، ورواد المعرفة والنهوض، وإقامة ميزان العدل في الخلق”، مبينا أن الإنسانية في الحقيقة ذات أبعاد متعددة متكاملة، لا تقبل التجزئة وفصل بعضها عن بعض”.

وتوقف الدكتور جمال بامي، الباحث في التاريخ في هذا العدد، ضمن فقرته “علماء وصلحاء”، عند المؤرخ والرحالة أحمد بن القاضي صاحب “جذوة الاقتباس”، الذي شغل منصب قاضي سلا في عهد أحمد المنصور الذهبي.

كما يزخر العدد بمواضيع ومقالات أخرى حررها عدد من العلماء والأساتذة الأجلاء من بينهم الدكتور محمد السرار، الدكتور عبدالحميد عشاق، الدكتور عبدالله المعصر، والدكتور مولاي مصطفى الهند بالإضافة إلى مقالة للعلامة المرحوم أحمد بنشقرون، الأمين العام السابق للرابطة المحمدية للعلماء، تحمل عنوان “استقامة المؤمن”.

عبد الرحمان الأشعاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق