الرابطة المحمدية للعلماء

الدكتور أحمد عبادي يدعو الى حماية الشباب من مخاطر “التطرف الرقمي”

دعا فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الاثنين بالرباط، الى  ضرورة حماية الشباب من مخاطر الفضاء الرقمي وعلى أهمية بناء أسس وجملة من المراجع الفكرية والوجدانية وكذا الوجودية عند الشباب حتى تكون لديهم المناعة التي تمكنهم من أن يكونو بنائين في مجتمعهم.

وأوضح فضيلة السيد الأمين العام، الذي كان يتحدث خلال يوم دراسي حول موضوع ” رؤى متقاطعة حول التطرف عبر الانترنت: التجربة المغربية”، أن ” خطابات الجماعات المتطرفة تقوم على خمس جاذبيات وهي الوحدة، والكرامة والخلاص والتحكم في المعطيات والصفاء، وأيضا على مجموعة من التأويلات التي تقتحم بها هذه الجماعات النص لكن بطريقة بعيدة عن إجماع العلماء “.

وأكد الدكتور أحمد عبادي على أهمية أن تكون المضامين المتوفرة على “النت”، الموجهة إلى الشباب، مراعية للنباهة والإبداع والمتابعة وكذلك لاحتياجاتهم وانتظاراتهم، من أجل توجيههم إلى المسار الصحيح، وحمايتهم من خطاب التطرف.

كما اعتبر فضيلة السيد الأمين العام للرابطة أن مواكبة الشباب في الفضاء الإفتراضي يجب أن تكون مدعومة ببحث علمي عميق ومتواصل، يتناول بشكل خاص الأبعاد الوجودية والفكرية والوجدانية والاجتماعية ، إلى جانب بعد الذاكرة.

وأضاف الدكتور أحمد عبادي في هذا الاطار :” بحكم أن الحلبة الأساسية للصراع أصبحت هي الأنترنيت، وبحكم أن الشباب أصبحوا مستهلكين لهذه المضامين في الإنترنيت، فإن التحدي الأكبر هو كيف يمكن بلورة مضامين لها جاذبيتها ولها بنائيتها ولها قدرتها على الإسهام في نقش مهارات لدى الشباب، مهارات يلمسون بطريقة ذاتية أنها نافعة لهم في الحال والمآل، هذا هو التحدي الأكبر”.

كما أكد على أهمية البعد الإبداعي المتصل بالفهم والمتصل بالاقتراح وبالانجاز والإمضاء على أرض الواقع، وفي الفضاء الأزرق”، مردفا :” هذه كلها أمور تشكل تحديات كان لابد أن يلتئم لقاء للنظر فيها وفي تفاصيلها للخروج بجملة من التوصيات، التي نبتغي بها النفع لبلدلنا وللشركاء الذي استدعيناهم لعرض تجربتهم، المملكة المتحدة وآخرون من إفريقيا جنوب الصحراء”.

وناقش خبراء مغاربة وبريطانيون، آليات تمنيع الشباب ضد التطرف عبر الانترنت، وكذا المحاور الكبرى التي تعتمدها المنظمات المتطرفة لاستقطاب هذه الفئة من المجتمع، كما انكب الخبراء، خلال هذا اللقاء على مناقشة بالتحليل والدراسة سبل التمنيع من السقوط في مغبات التطرف العنيف عبر الاستثمار الأمثل لمختلف الأبحاث المغربية والبريطانية ذات الصلة، وتبادل التجارب الفضلى في التعاطي مع هذه الظاهرة، اعتمادا على مساهمات وأبحاث المشاركين من باحثين وأساتذة وممثلين لمؤسسات وطنية وفعاليات مدنية.

ومثل هذا الحدث مناسبة تدارس من خلالها المشاركون ظاهرة “التطرف عبر الانترنت”، من جوانب مختلفة سواء الأبعاد النفسية، اللاهوتية، والاجتماعية والمجتمعية والتنظيمية، كما وقفوا  عند العلاقات المحتملة بين أوجه استعمالات الانترنت والتطرف العنيف داخل الأوساط الشبابية، في سياق يتميز بالتدفق المتواصل والمتصاعد للمعلومات الرقمية وسهولة في الإبحار عبر شبكاتها، الشيء الذي جعل رواد الشبكات العنكبوتية خاصة الفئات الشبابية منهم، أمام صعوبة في التمييز بين الصادق من المعلومات والمغلوط منها، أو حيرة في اختيار المفيد من الأخبار وتفادي المزيف منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق