الرابطة المحمدية للعلماء

الدكتور أحمد عبادي يبرز النتائج الإيجابية لبرنامج “مصالحة” في ختام دورته الـ11

بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، احتضن السجن المحلي بسلا يوم الجمعة 24 فبراير 2023 حفل اختتام الدورة الحادية عشرة من برنامج “مصالحة” الموجه للسجناء المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب، وقد بلغ عدد المشاركين فيه خلال الدورة الأخيرة 20 سجينا، من بينهم سجينتان.

وأكد الدكتور أحمد عباري، أن برنامج “مصالحة” يروم تحقيق أضرُب من المصالحة، في مقدمتها المصالحة مع الذات، أي مصالحة النزيل/النزيلة مع ذواتهم، والمصالح مع النص الديني، من خلال تزويدهم بالمداخل والآليات التي تمكّن من فهم النص الديني فهما صحيحا، وفق الثوابت التي تبنتها المملكة.

وأوضح فضيلة السيد الأمين العام للرابطة أن برنامج “مصالحة” يروم، كذلك، مصالحة السجناء المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب مع المجتمع، ومع القوانين التي تؤطره”، مبرزا  أن الشهادات التي قدمها النزلاء المستفيدون في الحفل الختامي للبرنامج، “بيّنت نوعا من التملّك الإضافي لكل هذه المحاور”.

وأضاف الدكتور أحمد عبادي أن البرنامج توخى ” نسج مصالحات مع الذات، ومع النص الديني والمجتمع، في كل ما يؤطره من قوانين وحقوق وما ينبغي أن يواكب ذلك من واجبات”، مشيرا الى أن ”  شهادات المشاركات والمشاركين في هذا البرنامج ” تنم عن نوع من التشرب بالمفاهيم، وأن تجلياتها تبرز من خلال التعبيرات الفنية التي قدمها المشاركون”.

من جانبه، قال السيد أكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج،  في تصريح للصحافة، ان ” برنامج “مصالحة” اكتسب مكانة متميزة إن على المستوى الوطني أو العالمي فيما يخص البرامج التأهيلية، وأنه أضحى نموذجا يحتذى به من لدن العديد من الدول.

أما مدير الشؤون الإدارية والعفو ورصد ظاهرة الجريمة بوزارة العدل، هشام ملاطي، فقد تطرق للمقاربة القانونية المؤطرة للبرنامج، مؤكدا أنها ” مناسبة لتقريب السجناء من غايات وأهداف القانون 03.03 المتعلق بمكافحة الإرهاب، وفلسفة صياغة مواده، ووظائف القاعدة القانونية وعلاقتها بالقواعد الاخرى، في إطار تأطير السلوك اليومي للمواطنين”.

ومن جهته، قال ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، محمد صبري، ان ” المجلس يقارب هذا الموضوع من عدة زوايا، مبرزا أن الهدف المنشود يتمثل في مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتحريض عليه، وتأهيل وإعادة ادماج السجناء المتابعين في قضايا التطرف والإرهاب داخل المؤسسات السجنية.

و تم خلال هذا الحفل، الذي حضره أيضا ممثلو القطاعات الحكومية وخبراء مكلفين بتأطير ورشات البرنامج المذكور، عرض أهم مراحل الدورة الـ11 من البرنامج، ليتم في الختام توزيع شواهد المشاركة على السجناء المعنيين.

   وعلى إثر ختام هاته الدورة الـ11 للبرنامج بادرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بمعية شركائها، إلى إطلاق الدورة الـ 12 من البرنامج التي سيسفيد منها أيضا 20 سجينا. وقد تم خلال هذا الحفل عرض أهم مراحل الدورة الحادية عشرة للبرنامج، والتي امتدت على مدى شهرين ونصف أي ما يعادل 200 ساعة من التكوين، توجت بتنظيم “مناظرات” بين السجناء المستفيدين لاستعراض مهاراتهم في تفكيك الخطاب الديني المتطرف، ليتم في الختام توزيع شواهد المشاركة على السجناء المذكورين.

تجدر الإشارة الى  أن برنامج “مصالحة” قد انطلق سنة 2017 ويستهدف السجناء المحكومين نهائيا في قضايا التطرف والإرهاب ممن يبدون رغبتهم في المشاركة. وقد وصل عدد السجناء المشاركين في هذا البرنامج إلى 259 سجينة وسجينا، بلغت نسبة المستفيدين منهم من العفو الملكي السامي 61.72%. كما يشار إلى أن سلوك السجناء المستفيدين من برنامج “مصالحة” قد شهد تحسنا كبيرا، حيث سجل تغير ملحوظ في سلوكياتهم داخل المؤسسات السجنية مع زيادة إقبالهم على الانخراط في البرامج المخصصة لإعادة الإدماج، علما أنه لم يتم تسجيل أية حالة عود على خلفية قضايا التطرف والإرهاب في صفوف المفرج عنهم من المستفيدين من هذا البرنامج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق