مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

“التطرف في الدين” محاضرة من تنظيم مركز أبي الحسن الأشعري والثانوية التأهيلية القاضي ابن العربي

 

في إطار الأنشطة العلمية الانفتاحية التي ينهض بها مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء نظم ـ بشراكة مع الثانوية التأهيلية القاضي ابن العربي بتطوان ـ محاضرة علمية في موضوع: “التطرف في الدين؛ مفهومه وآثاره” ألقاها الباحث الأستاذ محمد أمين السقال وذلك مساء الجمعة 13 يناير 2017 بقاعة العروض بالثانوية.
افتتح هذا النشاط الثقافي بكلمة السيد مدير الثانوية ذ. محمد أهواري الذي عبر عن سعادته بالشراكة الثقافية الفعالة بين ثانوية القاضي ابن العربي ومركز أبي الحسن الأشعري.
ثم تفضل الباحث محمد أمين سقال بعرض مداخلته التي استهلها بعرض شريط (فيديو) قصير حول ظاهرة الإرهاب ينبه فيه إلى المآسي التي يمكن أن يخلفها التطرف العنيف على مستوى المجتمعات والحضارات. ثم انتقل إلى عرض عناصر المداخلة، فتطرق في البداية إلى بيان دلالات التطرف في اللغة وفي نصوص الوحي والتي مدارها على خمسة معان رئيسية: – الخروج عن الجماعة – عدم الثبات على العهود – الإكثار من التنقل – البعد والتنائي – العيش على الهوامش.. وبيّن علاقته بالتقاطعات الدلالية التي تجمعه بمفاهيم أخرى مضايفة من قبيل: الغلو ـ التشدد ـ التعصب ـ التزمت ـ الإرهاب.. لينتهى من خلال الجمع بين مختلف معاني التطرف إلى وضع تعريف جامع له بأنه: “موقف فكري شاذ ومتشدد يعبر عن قناعة دينية غالبا ما تكون راسخة ويصعب تغييرها واجتثاثها، تدعو صاحبها إلى تنزيل أفكاره ومواقفه المتشددة على شكل دعوة وأفعال وسلوكيات ممتدة قد تفضي إلى الإرهاب”.
وانتقل الباحث بعد ذلك لمقاربة موضوع التطرف، مبينا أنها تنبني على قناعات ثلاث هي: 1- عدم التسليم بنظرية المؤامرة، 2- أن التطرف لا دين له ولا وطن ولا عرق، 3- أن التطرف ظاهرة معقدة تقتضي تكامل المناهج والتخصصات المعرفية لمقاربته. وأكد في مداخلته أنه ينبغي على الباحثين للإلمام بهذه الظاهرة الاعتماد على مقاربتين اثنين: 
1- الاعتماد على المقاربة النفسية – الاجتماعية (la psychologie sociale) المعمول بها في علم النفس الاجتماعي؛ من حيث التركيز على التنشئة الاجتماعية للشخص المتطرف والتفاعل الاجتماعي بينه وبين محيطه وتأثير الاتجاهات (العرق ـ الجماعة ـ الانتماء..) في توجيه الأفكار والسلوك، وقياس منسوب الاندماح داخل المجتمع.. إلى غير ذلك من الآليات التي أضحت قواعد لتفسير السلوكيات عند علماء النفس الاجتماعيين.. وقد انتهى الباحث من هذه المقاربة إلى مجموعة من النتائج أبرزها: 
أن فئة الشباب واليافعين هي الأكثر استهدافا من طرف منظري الخطاب المتطرف ومسوقيه.
– أن فئة المتطرفين يغلب عليهم التقليد ويغيب عنهم الفكر الحر.
– غلبة ظاهرة العزلة على المقبلين على الفكر المتطرف.
– تدني المستوى التعليمي لأغلب المتطرفين.
– الهشاشة النفسية خاصية لجل المتطرفين.
2ـ المقاربة العقدية – الكلامية لظاهرة التطرف: بين الباحث أن المتطرفين يتبنون هجينا من المعتقدات التي تفرز بفعل الأسباب النفسية الاجتماعية التي رأيناها العنف والتقتيل، والتي يرجع أهمها إلى المعتقدات التالية:
– وسواس الاعتقاد بالفرقة الناجية.
– النزوع إلى تكفير المسلمين.
– اعتمادهم القراءة السطحية للنصوص الشرعية واختطافهم للمفاهيم الشرعية.
– التمسك بالإكراه على الإسلام بالنسبة لغير المسلمين.
– الافتئات على النصوص وعلى العلماء واحتكارهم لمفهوم أهل السنة والجماعة..
ولمواجهة ظاهرة التطرف على المستوى العقدي، بين محمد أمين السقال أنه ينبغي الاعتماد على المخرجات التالية:
– تكريس حرية الاعتقاد.
– تكريس مفهوم الإيمان باعتباره تصديقا (وفق المنظور الأشعري).
– الأخذ بالقصد (التوسط) في الدين.
– تكريس مفهوم التوبة بالمفهوم الأشعري.
– ترسيخ مفهوم الموافاة في العقيدة.
– ترسيخ رحمانية الدين وسماحة الشريعة.
ومن ثم خلص الباحث إلى أن التطرف ظاهرة اجتماعية لها جذور عقدية، بمعنى أن الأصل في التطرف هو تبني الشخص المتطرف لعقائد خاطئة وأفكار عن الدين مشوهة، لكن هذه الأفكار والعقائد الفاسدة لا تصيّر صاحبها متطرفا إلا إذا غذتها بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي يفرزها المجتمع.. ومن ثم فالمقاربة الوقائية والعلاجية الناجعة ينبغي أن تجمع بين مستويين اثنين: مستوى يهم تجفيف الأسباب المجتمعية التي تغذي الفكر المتطرف، ومستوى يخص تصحيح المعتقدات الفاسدة الناجمة عن قراءة خاطئة ومشوهة للإسلام.
وقد اختتمت هذه الندوة بمناقشة مع تلاميذ المؤسسة لموضوع المداخلة، ثم قام مدير الثانوية بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين وعلى بعض الأطر بالمؤسسة.
إعداد الباحث: منتصر الخطيب

في إطار الأنشطة العلمية الانفتاحية التي ينهض بها مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء نظم ـ بشراكة مع الثانوية التأهيلية القاضي ابن العربي بتطوان ـ محاضرة علمية في موضوع: “التطرف في الدين؛ مفهومه وآثاره” ألقاها الباحث الأستاذ محمد أمين السقال وذلك مساء الجمعة 13 يناير 2017 بقاعة العروض بالثانوية.

افتتح هذا النشاط الثقافي بكلمة السيد مدير الثانوية ذ. محمد أهواري الذي عبر عن سعادته بالشراكة الثقافية الفعالة بين ثانوية القاضي ابن العربي ومركز أبي الحسن الأشعري.

ثم تفضل الباحث محمد أمين السقال بعرض مداخلته التي استهلها بعرض شريط (فيديو) قصير حول ظاهرة الإرهاب نبه فيه إلى المآسي التي يمكن أن يخلفها التطرف العنيف على مستوى المجتمعات والحضارات. ثم انتقل إلى عرض عناصر المداخلة، فتطرق في البداية إلى بيان دلالات التطرف في اللغة وفي نصوص الوحي والتي مدارها على خمسة معان رئيسية: – الخروج عن الجماعة – عدم الثبات على العهود – الإكثار من التنقل – البعد والتنائي – العيش على الهوامش.. وبيّن علاقته بالتقاطعات الدلالية التي تجمعه بمفاهيم أخرى مضايفة من قبيل: الغلو ـ التشدد ـ التعصب ـ التزمت ـ الإرهاب.. لينتهى من خلال الجمع بين مختلف معاني التطرف إلى وضع تعريف جامع له بأنه: “موقف فكري شاذ ومتشدد يعبر عن قناعة دينية غالبا ما تكون راسخة ويصعب تغييرها واجتثاثها، تدعو صاحبها إلى تنزيل أفكاره ومواقفه المتشددة على شكل دعوة وأفعال وسلوكيات ممتدة قد تفضي إلى الإرهاب”.

وانتقل الباحث بعد ذلك لمقاربة موضوع التطرف، مبينا أنها تنبني على قناعات ثلاث هي: 1- عدم التسليم بنظرية المؤامرة، 2- أن التطرف لا دين له ولا وطن ولا عرق، 3- أن التطرف ظاهرة معقدة تقتضي تكامل المناهج والتخصصات المعرفية لمقاربته. وأكد في مداخلته أنه ينبغي على الباحثين للإلمام بهذه الظاهرة الاعتماد على مقاربتين اثنتين: 

1- الاعتماد على المقاربة النفسية – الاجتماعية المعمول بها في علم النفس الاجتماعي (la psychologie sociale)؛ من حيث التركيز على التنشئة الاجتماعية للشخص المتطرف والتفاعل الاجتماعي بينه وبين محيطه وتأثير الاتجاهات (العرق ـ الجماعة ـ الانتماء..) في توجيه الأفكار والسلوك، وقياس منسوب الاندماح داخل المجتمع.. إلى غير ذلك من الآليات التي أضحت قواعد لتفسير السلوكيات عند علماء النفس الاجتماعيين.. وقد انتهى الباحث من هذه المقاربة إلى مجموعة من النتائج أبرزها: 

أن فئة الشباب واليافعين هي الأكثر استهدافا من طرف منظري الخطاب المتطرف ومسوقيه.

– أن فئة المتطرفين يغلب عليهم التقليد ويغيب عنهم الفكر الحر.

– غلبة ظاهرة العزلة على المقبلين على الفكر المتطرف.

– تدني المستوى التعليمي لأغلب المتطرفين.

– الهشاشة النفسية خاصية لجل المتطرفين.

2ـ المقاربة العقدية – الكلامية لظاهرة التطرف: بين الباحث أن المتطرفين يتبنون هجينا من المعتقدات التي تفرز بفعل الأسباب النفسية الاجتماعية التي رأيناها العنف والتقتيل، والتي يرجع أهمها إلى المعتقدات التالية:

– وسواس الاعتقاد بالفرقة الناجية.

– النزوع إلى تكفير المسلمين.

– اعتمادهم القراءة السطحية للنصوص الشرعية واختطافهم للمفاهيم الشرعية.

– التمسك بالإكراه على الإسلام بالنسبة لغير المسلمين.

– الافتئات على النصوص وعلى العلماء واحتكارهم لمفهوم أهل السنة والجماعة..

ولمواجهة ظاهرة التطرف على المستوى العقدي، بين محمد أمين السقال أنه ينبغي الاعتماد على المخرجات التالية:

– تكريس حرية الاعتقاد.

– تكريس مفهوم الإيمان باعتباره تصديقا (وفق المنظور الأشعري).

– الأخذ بالقصد (التوسط) في الدين.

– تكريس مفهوم التوبة بالمفهوم الأشعري.

– ترسيخ مفهوم الموافاة في العقيدة.

– ترسيخ رحمانية الدين وسماحة الشريعة.

ومن ثم خلص الباحث إلى أن التطرف ظاهرة اجتماعية لها جذور عقدية، بمعنى أن الأصل في التطرف هو تبني الشخص المتطرف لعقائد خاطئة وأفكار عن الدين مشوهة، لكن هذه الأفكار والعقائد الفاسدة لا تصيّر صاحبها متطرفا إلا إذا غذتها بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي يفرزها المجتمع.. ومن ثم فالمقاربة الوقائية والعلاجية الناجعة ينبغي أن تجمع بين مستويين اثنين: مستوى يهم تجفيف الأسباب المجتمعية التي تغذي الفكر المتطرف، ومستوى يخص تصحيح المعتقدات الفاسدة الناجمة عن قراءة خاطئة ومشوهة للإسلام.

وقد اختتمت هذه الندوة بمناقشة مع تلاميذ المؤسسة لموضوع المداخلة، ثم قام مدير الثانوية بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين وعلى بعض الأطر بالمؤسسة.

 

إعداد الباحث: منتصر الخطيب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق