الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أشغال الملتقى الوطني للفكر الأشعري بالأندلس بتطوان

من مؤتمر الفكر الأشعري بالمغرب خلال مرحلتي التأ13:08:4913:08:49سيس والترسيم إلى الملتقى الوطني للفكر الأشعري بالأندلس، يتابع مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء تنزيل مشروع البحث في خريطة تشكل الأشعرية وانتشارها في الغرب الإسلامي بتنظيمه ـ بشراكة وثيقة مع رئاسة جامعة عبد المالك السعدي وعمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لها ـ ملتقى وطنيا في موضوع “الفكر الأشعري بالأندلس؛ تاريخ وإشكالات”، والذي التأمت فعالياته يوم الخميس الموافق للعاشر من شهر ماي 2018 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل.

وقد جاء انعقاد هذا الملتقى ليضع الفكر الأشعري في بلاد الأندلس إبان العصر الوسيط تحت مجهر البحث العلمي والدراسة النقدية والتأريخية، لاستجلاء معالمه التاريخية ومكوناته المعرفية، واستشفاف إسهامات رواده وكبرى مسائله، وبيان دوره في خدمة المعتقد عبر مقولاته الكلامية ومنظومته الاستدلالية؛ ذلك أن الحضور الكلامي الأشعري في بلاد الأندلس يشوبه الغموض بخصوص إرهاصاته ونشأته والأعلام الناهضين به والمدافعين عنه، كما يعتري تاريخه وأسانيدَ رجاله ثُلَمٌ تحتاج إلى رتْق وفراغات تنتظر من يملؤها.

من أجل تحقيق هذه الأهداف وملء هذه الفراغات اجتمع ثلة من المفكرين والباحثين والأساتذة الجامعيين توزعت مساهماتهم على ثلاث جلسات علمية توسطت الجلستين الافتتاحية والختامية.

ترأس الجلسة الافتتاحية فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي (الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء) أعرب في بدايتها عن عميق اعتزازه بتنظيم هذا اللقاء، والمشاركة في أعمال هذا الملتقى المتميز بموضوعه ومحاضنه، مبديا عبارات الشكر والامتنان في حق جميع الحاضرين.

 ثم أحال الكلمة إلى الدكتور حذيفة أمزيان (رئيس جامعة عبد المالك السعدي) الذي عبر بدوره عن سعادته بالمشاركة في تنظيم هذا الملتقى نظرا لجسامة الموضوع وأهميته بالنسبة للمغرب والمغاربة باعتبار العقيدة الأشعرية واحدا من الثوابت المذهبية للبلاد، ونظرا لما تتسم به من نزوع نحو التوسط والاعتدال، ما جعلها تنتشر في كل ربوع الغرب الإسلامي بما فيها الأندلس. وهذه المقومات تقتضي من الناحية العلمية النبش في تاريخ الأشعرية والبحث في أسباب انتشارها وأدوار أعالمها.. وهو ما ينهض به هذا الملتقى.

من جهته، شدد الدكتور محمد سعد الزموري (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل) على أهمية عقد هذا النشاط العلمي لما له من ارتباط صميمي بالهوية الدينية للمغاربة إلى جانب المذهب المالكي والتصوف السني، مبينا أن هذا الملتقى هو واحد من ثمرات الشراكة المتميزة مع الرابطة المحمدية للعلماء، ومنوها بالدور الطلائعي الذي ينهض به مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية في مجال الدرس العقدي محليا ووطنيا وعربيا. ثم توغل السيد العميد في موضوع الملتقى مؤكدا أن انتشار الفكر يرجع إلى عاملين اثنين؛ أولهما يخص القيمة الذاتية لهذا الفكر وقدرته الإشعاعية، والثاني يتمثل في دور الفئة العالمة التي تتعهده بالعناية والدرس والنشر. وبخصوص العقيدة الأشعرية في الأندلس والمغرب فقد تحقق فيها العاملان معا.

وفي كلمته التأطيرية للملتقى أكد الدكتور أحمد عبادي أن الاعتقاد هو أسُّ تكوين الفرد والمجتمع والحضارات، وهو الأصل الذي يصنع خارطة الوجود، ثم تتفرع عنه القيم والتشريعات والسلوكيات وغيرها. وهو أيضا امتداد يصل ماضي الأمة بحاضرها، ولذلك ـ لا غرو ـ أن كان المقصد من تنظيم هذا الملتقى القيام بترميم الذاكرة وتمتين اللحمة العقدية التي ربطت المغاربة والأندلسيين وقاعدة واسعة من المسلمين في الغرب الإسلامي كما في مشرقه. وعن الأندلس خاصة، بين الأمين العام أهمية النهوض بمشاريع البحث في أركيولوجيا الفكر الأشعري في العدوة الشمالية كشفا عن رجالاته ومصادره، وحفرا في أسباب اعتناقه ومجالي تنزيله في حياة الناس. وجدد الأمين العام، في ختام كلمته، اعتزازه بإشراف الرابطة المحمدية للعلماء عبر مركزها أبي الحسن الأشعري بتطوان على تنظيم مثل هذه الملتقيات النافعة لما لها من دور علمي في مقاربة المواضيع الحارقة وشحذ الأساتذة الباحثين والإسهام في بناء ملكة البحث لدى الطلبة الجامعيين.

وتكللت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس مركز أبي الحسن الأشعري ذكّر فيها باتفاقية الشراكة والتعاون التي تؤطر تنظيم هذا اللقاء العلمي، معربا عن صادق امتنانه لرئاسة جامعة عبد المالك السعدي في شخص رئيسها وكلية الآداب التابعة لها في شخص عميدها وللأمين العام للرابطة على تشجيعهم ودعمهم وحسن تعاونهم في سبيل إخراج النسخة الثانية من ملتقيات الفكر الأشعري بالمغرب. ثم عرج الدكتور جمال علال البختي على موضوع هذا الملتقى مصرحا بالأسباب التي حملت على اختيار الفكر الأشعري بالأندلس ليكون محلا للبحث العلمي والتباحث الفكري، مشددا على أن علم الكلام الأشعري ـ وهو من جملة العلوم العقلية والفلسفية ـ بعدما كان مهجورا مذموما، استحال في الأندلس على يد مجموعة من الرواد الأشاعرة إلى علم شرعي له من المركزية والاهتمام ما يبز به علوم الفقه النافقة في الأندلس. ومع ذلك فإن تاريخ الأشعرية الأندلسية، بسبب اندراس ثروة كبيرة من المخطوطات وتعسر الوصول إلى الناجي منها، لا يزال يشكو من غموض نشأته ومراحل تطوره، ومن ندرة الأبحاث العلمية والتاريخية التي من شأنها إعادة بناء خريطة الأشعرية بالأندلس. من أجل ذلك، جاء انعقاد هذا الملتقى لتحقيق الأهداف العلمية الآتية:

• التأريخ للأحداث التي يمكن أن تؤثر في تطور النسق الفكري العقدي بالأندلس.
• الحصر الكمي للنصوص التراثية الأندلسية، والأعلام الذين ساهموا في تنمية هذا الإنتاج وتطويره.
• تحديد الإشكاليات المحورية الموجهة للنشاط الأشعري بالأندلس.
• رصد التغيرات وحصر التحولات في مجال الإنتاج الفكري العقدي الأشعري بالأندلس وقياس درجات الإبداع والاجتهاد فيه.
• تقريب نظرة المستعربين الإسبان للواقع الفكري الأشعري بالأندلس.

ولمعانقة هذه الأهداف، توزعت عشرون مداخلة على محاور ثلاثة رئيسية، هي:

1. المداخل والعتبات الممهدة للتأريخ لفترة ما قبل الأشعرية بالأندلس.
2. المدرسة الأشعرية الأندلسية: رجال وأعلام.
3. أشعرية الأندلس وصقلية: المصادر والخصوصيات.

من حيث التأريخ للأحداث والأفكار التي أثرت من بعيد أو قريب في تطور النسق الفكري العقدي بالأندلس انعقدت الجلسة العلمية الأولى من جلسات الملتقى تحت عنوان: “الأشعرية الأندلسية: مداخل البحث” ترأسها الدكتور صلاح الدين الشاوش (كلية الآداب/مرتيل) وضمت ثلاث مداخلات علمية…

المداخلة الأولى، بعنوان “الدرس الكلامي بين التأريخ والفكر”، عرض فيها الأستاذ مصطفى بنسباع (كلية الآداب/مرتيل) لمجموعة من الإشكالات والتساؤلات التي تعترض المؤرخ للفكر الكلامي والتي تحتم عليه الإلمام بالصناعتين معا؛ علم التاريخ وعلم الكلام، خصوصا وأن الأول منهما يهتم بالأحداث والوثائق أما الثاني فيخوض في المعتقدات والأفكار.. فهل يمكن التأريخ للدرس العقدي بالأندلس؟ وهل من مستند للحديث عن تاريخية علم الكلام؟ والحال أن ما من مشتغل في هذا المجال إلا ويرفع العقيرة بالشكوى من ندرة المادة العلمية والوثائق التي تسعف في عملية التأريخ له. ومحاولة للإسهام في هذا الباب، أشار المتدخل إلى مجموعة من الأطر النظرية المرجعية في التأريخ للفكر الإسلامي بلورتها كتابات رائدة لأعلام كبار، منهم: محمود إسماعيل وعبد الله العروي والجابري وحسن حنفي، وغيرهم.

واختار من هذه المرجعيات مساهمة المفكر أبي يعرب المرزوقي خصوصا في كتابيه “تجليات الفلسفة العربية الإسلامية” و”إصلاح العقل في الفلسفة العربية”، وهي المساهمة التي توضح عملية “تعقيل” العلوم النقلية و”تنقيل” العلوم العقلية وفق قراءة ابستمولوجية فلسفية استشف منها المحاضر عملية تحويل العقيدة النقلية إلى علم عقلي، وهي العملية التي لا تركن إلى التبرير الاجتماعي والسياسي لهذا التحول. ووفق هذه الرؤية تشكل المذهب الأشعري وباقي المذاهب الكلامية، وإذا كان التأريخ لهذا التشكل ممكنا فهذه الرؤية ستكون ولا شك من أهم مداخله ومسالكه.

في المداخلة الثانية ركز الدكتور عبد الواحد العسري (كلية الآداب/مرتيل) على “الأفكار النصرانية التوحيدية في شبه الجزيرة الإيبيرية قبل تحولها إلى الإسلام”؛ حيث بين كيف أن الديانة الأريوسية “التوحيدية” كانت منتشرة في شبه الجزيرة الإيبيرية واستمرت إلى حدود القرن العاشر، ثم تحولت تلقائيا إلى الإسلام، بعد أن مهدت لانتشاره بالأندلس. تقوم هذه الديانة النصرانية على ركنين اثنين؛ إنكار الثالوث وتنزيه الرب وتوحيده، وهي تعود في أصل تسميتها إلى الراهب المصري أريوس.

ولتأكيد تاريخية هذه الديانة عرض المتدخل لمجموعة من الشواهد التاريخية الثابتة (عملات ومجادلات ومحاكمات) التي تبرز وجودها في مرحلة ما قبل دخول الإسلام إلى الأندلس، داحضا ادعاء انتشاره بالسيف والسلاح كما جاء في الحوليات وصدر عن الكنائس وجملة من المستشرقين، وقد باتت هذه الحقيقة ـ تمهيد الأريوسية لدخول الإسلام ـ قناعة يسلم بها مجموعة من الباحثين الغربيين المتجردين. ثم ختم الدكتور العسري محاضرته بقراءة نص من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم يحثه فيها على الإسلام، وإلا كان عليه إثم “الأريسيين”، وهم النصرانيون الموحدون الذين وطأوا للإسلام في الأندلس.

وفي مداخلة بعنوان “الاتجاهات الكلامية غير السنية بالأندلس” قدم الأستاذ يوسف احنانة (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/تطوان) صورة شمولية مركبة للملل والنحل التي انتشرت في الأندلس والتي كانت مدعاة لدخول الأشعرية إليه لمواجهتها والحد من تأثيرها.

في هذا الصدد عرض المتدخل لأهم الأفكار التي كانت تروجها اليهودية والنصرانية (تشبيه الذات الإلهية، والقول بـ”شعب الله المختار”، وبنوة الأنبياء، والتثليث، ومسألة الصلب، وختم الرسالة والنبوة بموسى أو عيسى عليهم السلام..)، أو النحل والمذاهب الإسلامية غير السنية كالشيعة في موقفهم من الصحابة، والمعتزلة في القول بأسبقية العقل على النقل، والخوارج في تشددهم في الإمامة وتكفير مرتكب الكبيرة، والمرجئة في استهتارهم بالتكاليف والأعمال، والفرقة الأندلسية (نسبة إلى أحمد الأندلسي) في تنقيصها من قيمة الصلاة على النبي والقول بكونه حجابا بين العبد وربه.. إن كل هذه الملل والنحل تصدى لها علماء الأشعرية بالردود والنقوض حتى ترسخت العقيدة السنية في أذهان المسلمين صافية من الشبهات وقائمة على حبل متين من النقل والعقل.

في المداخلة الرابعة والأخيرة من الجلسة العلمية الأولى، تناول الدكتور خالد مدرك (كلية الآداب/الرباط) موضوع “الاتجاه السني بالأندلس قبل الأشعرية”، واقفا في بدايتها على المصطلحات/المفاهيم الآتية؛ اصطلاح الاتجاه السني، والاتجاه الفكري سواء في دلالتهما المعجمية أو الشرعية. ثم  بين مفهومية الاتجاه السني في الدرس العقدي بوجه عام، والتي تتمحض من خلال وحدة المرجعية التي يصدر عنها القائمة على “قدسية النص”، رغم تعدد المدارس في الفهم والاستدلال.

وعن الاتجاه السني في الأندلس خاصة، أكد المتدخل أن العدوة الشمالية قد عرفت مجموعة من المذاهب الفقهية والمدارس العقدية قبل الاشعرية، لكن دون أن يكون التفريق بين الدرسين الفقهي والعقدي حاضرا بقوة عند المتقدمين، مؤكدا ما للرحلات العلمية من أهمية كبرى في انتقال الاتجاه السني من المشرق إلى المغرب، وقد ترسخ هذا الاتجاه بفضل إسهامات أجيال من العلماء اشتركوا في الأرضية النقلية رغم الاختلاف نسبيا في منهجية الاستدلال.

 ومن زاوية المدرسة الأشعرية الأندلسية المتمثلة في جملة الأجيال العلمية من الرجال الأعلام الذين خدموا المذهب الأشعري، ترأس الدكتور عبد المجيد الصغير (كلية الآداب – دار الحديث الحسنية/الرباط) الجلسة العلمية الثانية، ممهدا كلمته بمدى الحاجة إلى نماذج حية وشخصيات علمية تقوم مقـام التنظير، حتى يقتدى بها كأدلة واقعية، وهذا هو سرّ التوكيد على السند العلمي لكل العلوم، فلا قيمة لعلم يقتصر على الكتب دون النظر في الرجال والنهل من سلوكهم وحياتهم، من أجل ذلك توزعت كل الجلسات حول أعلام أشاعرة، مبتدئة ومختتمة بورقتين جامعتين.

في موضوع «سند العقيدة الأشعرية في الأندلس»، نظر الدكتور بدر العمراني (كلية أصول الدين/تطوان) إلى أبي ذر الهروي الذي عرّف المغاربة بأعلام وكتب الأشاعرة، كما نص على ذلك تلميذه أبو الوليد الباجي، بوصفه المُعرّف بالمذهب كما تدلّ على ذلك كتب التراجم والفهارس والإسنادات، متتبعا بعد ذاك جملة من كتب الأشاعرة التي وصلت إلى الأندلس، بسندها، ورواتها؛ ومن ذلك كتب ابن فورك والباقلاني والجويني والرازي والآمدي التي روى الأندلسيون أغلب أسانيدها، وقد ختم المحاضر كلمته بكون هذه الأسانيد تقتصر في الغالب على كتب الباقلاني، وأن أغلب كتب الفهارس تعتمد رواية واحدة، مما يعني الدعوة إلى البحث عن روايات أخرى.

وفي مداخلة بعنوان «الأشعرية الأولى بين الباجي والمرادي واليابري» بيّن الدكتور مصطفى أزرياح (باحث في العلوم الإسلامية/الفنيدق) صعوبة مقاربة الفكر الأشعري بالأندلس لندرة المصادر وقلّتها، مشيرا إلى أن الأندلس بقيت إلى نهاية القرن الرابع، وبداية القرن الخامس على مذهب السلف، بعد ذلك دخل المذهب الأشعري خاصة على يد الأصيلي ثم أبي ذر الهروي، معرّجا على نص لابن كثير يكشف فيه أهمية الهروي في التعريف بالمذهب الأشعري. كما نبّه إلى دور الرحلات العلمية في هذا الدخول، بعدها حاول إجراء مقارنة بين الباجي والمرادي واليابري، من خلال نصوصهم وآرائهم، مركزا على أن الأول دونت آراؤه في الكثير من المصنفات.

وعن «ابن العربي: المحطة الكبرى» تطرقت الدكتورة نبيلة الزكري (مديرية التربية الوطنية/تطوان) إلى التعريف بأبي بكر بن العربي وبيان مذهبيته العقدية، من خلال وصف حالة الأندلس العقدية، والتعريج على فترة الترويج للمذهب الأشعري، وذِكْر بعض أعلام تلك الفترة، ليأتي ذكر ابن العربي الذي عمل على تطوير المذهب بعد رحلته إلى المشرق، وتأليفه لكتب تنافح عن المذهب الأشعري. وقد لخصت الباحثة أهم الآراء العقدية التي طبعت مسار ابن العربي العقدي، سواء تلك التي يناصر فيها الأشاعرة، كارتضائه قول الأشاعرة في تأويل الصفات، وتبنيه لنظرية الكسب، واعتباره للنبوات من الجائزات العقلية، أو تلك التي ينتقد فيها بعض اجتهادات المذهب الأشعري، مثل اعتباره الإيمان والإسلام مترادفين، ورده لقول أبي الحسن الأشعري في اعتبار الإيمان مرادفا للعلم بالله، ونقد الجويني في علم الله بالكليات لا الجزئيات، أو في المنزلة التي يشغلها الدليل اللغوي عنده.

وفي الجانب اللغوي قدم الدكتور محمد الفرجي (كلية اللغة العربية/مراكش) ورقة بعنوان «تفاعل المقومات اللغوية في تأويل آيات المعتقد عند أعلام الأشاعرة بالغرب الإسلامي: الإمام السهيلي أنموذجا»، أشار في بداية كلمته إلى أهمية المدخل اللغوي لقراءة القرآن، مما يعني حاجة المؤول إلى دراسة اللغة في كليتها خاصة عند دراسة آيات العقيدة، فاختار الإمام السهيلي نموذجا لبيان المنحى اللغوي في تأويل آيات المعتقد، مشيرا إلى أسباب هذا الاختيار التي تعود إلى تكامل المعارف التي برز فيها السهيلي، كما أنه أفرد بعض قضايا الكلام بالتأليف، مما يعني أن تأويل السهيلي يخضع لثقافته الواسعة التي جعلته يستقل معرفيا حين تعقبه لبعض المسائل العقدية. وقد ختم الباحث موضوعه بسرد جملة من القضايا التي عالجها السهيلي كتأويل آيات خلق العباد، والصفات الذاتية لله تعالى.

وتحدث الأستاذ وسام رزوق (باحث في الفكر الأشعري/وزان) في مداخلته «من أشاعرة المحدثين بالأندلس: أبو عبد الله الإلبيري (ت.537هـ)» عن ملامح مشروع الإلبيري الكلامي، هذا العالم المحدث الذي برز تفوقه في العلوم العقلية، واشتهر بمصنفات منها «الرد على ابن رشد في مسألة الاستواء»، فحدد المحاضر هذه الملامح في مجموعة من النقاط: الانطلاق من شرف هذا العلم، برد الاعتبار إليه، مع الرد على خصومه كابن عبد البر. والتأصيل لعلم الكلام من القرآن باعتباره داعيا إلى الرد على الخصوم.

والبحث عن سند هذا العلم والعمل به عند الصحابة والسلف الصالح عموما في ردهم على أهل الزيغ والضلال. والتأكيد على أن عقائد الأشاعرة هي عقائد أهل السنة والجماعة. والعمل على تصحيح الكثير من الأخطاء الشائعة والمشوهة للفكر الأشعري، خاصة من قوم كرهوه دون اطلاع، ثم وقاية عقائد العوام من التأويلات المنحرفة لصفات الله، مع وقوفها على أسباب التشبيه والتجسيم لعلاجها.

المداخلة السادسة كانت بعنوان «محمد بن خليل السكوني والتأليف الأندلسي في الأشعرية»، أبرز فيها الدكتور عبد اللطيف تلوان (الكلية المتعددة التخصصات/الناظور) جملة من خاصيات الفكر الأشعري انطلاقا من نص لمحمد بن خليل السكوني في حواره مع يهودي حول قدم صفات الله تعالى من كتابه «الأربعون مسألة في أصول الدين»، ومن بين هذه المميزات سماحة الفكر الأشعري. وبعد تعريفه بالسكوني، أشار إلى أن أكثر من عرّف به ونشر كتبه وحققها، من تونس والمغرب، منبها إلى كتاب «التمييز»، وهو كتاب مشترك بين السكوني الأب والسكوني الابن، ومنوها بتحقيق كتاب «الأربعون» الذي حققه ذ. يوسف احنانا، وقد بيّن المحاضر أن مضامين كتب السكوني لا تخرج عن المدرسة الأشعرية في ثوبها الأول، والجديد عنده أنه انخرط في تعليم العوام ببسط العقائد لهم، وتصحيح الكثير من الأخطاء العقدية الشائعة، لكنه سقط حسب المحاضر في التكفير، وهذا ليس من عادة الأشاعرة، كما أن السكوني لا يأخذ بخبر الآحاد في العقيدة وإن صح، لكنه يأخذ به في المعاد.

أما المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت بعنوان «التجسير بين العلوم الدينية آلية لإنفاذ الأشعرية بالأندلس» قدمها الأستاذ محمد أمين السقال (مركز أبي الحسن الأشعري/تطوان)، أشار في بدايتها إلى أنه سيكون قائفا متتبعا لآثار الأشاعرة؛ لأن الأفكار لا تعترف بالحواجز الجغرافية، فهي تظهر وتختفي تماشيا مع غلبة إحدى السلطتين: العلمية والسياسية، أو تحالفهما معا، مبينا أن علم الكلام قد انساب لقوته إلى أن استقر في الأندلس من خلال التجسير بين العلوم الدينية، مما يعني أن بحث القضايا الكلامية يستدعي الخوض في كل هذه العلوم، مستندا بعد ذلك على ثلاث مسلمات قدمها بين يدي بحثه، الأولى في ضرورة التمييز بين العقيدة بوصفها أرضية ثابتة، وبين علم الكلام الذي هو اجتهاد عقدي، أما المسلمة الثانية، فأشار فيها إلى أن التراث الكلامي إنتاج متميز، لكنه غير كامل، ما يقتضي ضرورة تقويمه وإعادة النظر فيه.

وفي المسلمة الأخيرة، نبه إلى أن الغرب الإسلامي لم يكن كما يشاع خلوا من الملل والنحل المتضاربة، بعدها ناقش الحقل المفاهيمي المتفرع عن «التجسير» و«الإنفـاذ»، مبينا كيف تم إنفاذ الأشعرية في الأندلس من خلال إدراجها في مسمى أهل السنة والجماعة وتلقيب المتكلمين الأشاعرة بأهل الحق، وهو ما مهد لبث الأفكار الأشعرية في باقي العلوم الدينية والتشبيك بينها.

وفي ختام الجلسة قدم الدكتور عبد المجيد الصغير تعقيبا تناول فيه كل المداخلات بالمناقشة والتعليق، مقترحا بعد ذلك جملة من التوجيهات المنهجية والمعرفية، منها: ضرورة الوقوف على الأسباب الحقيقية للخلافات الكلامية، للتخفيف من التفكير الإقصائي، وذلك باعتماد التحليل اللغوي، منبها إلى أن كتب علم الكلام مليئة بالإلزامات التي تتخذ وسيلة لإصدار الأحكام، داعيا إلى وجوب أخذ أقوال الأعلام والفرق من مصادرها الأصلية لا من مصادر خصومها، حتى لا نقع في ما وقع فيه أبو الحسن الأشعري حين نسب إلى المعتزلة إنكارهم لعذاب القبر مع تأكيد القاضي عبد الجبار على قول أصحابه بخلاف ذلك؛ لذلك يرى عبد المجيد الصغيّر خطورة الحكم على الأعلام والاتجاهات بناء على قول مخالفيهم، كذلك لا ينبغي من باب الإنصاف تخصيص أعلام بألقاب معينة دون غيرهم، وذلك بتخصيص بعضهم بتحلية خاصة، وهو ما يتنافى مع ضوابط البحث العلمي.

كما أشار الدكتور إلى أننا ما زلنا نتلمس الطريق لمعرفة تاريخنا الكلامي مقارنة بمدرسة مصطفى عبد الرازق، لكن لا ينبغي أن ننيب الآخرين عنا لكتابة هذا التاريخ، فأخطاء أحمد أمين حين كتب عن الغرب الإسلامي دالة وواضحة. كذلك ينبغي استبعاد الصراع الإيديولوجي الذي تجلى عند البعض في اصطناع جبهات مغلقة كالجبهة الرشدية (في إشارة إلى الرشديين المعاصرين)، أو الجبهة الأشعرية (في إشارة مثلا إلى علي سامي النشار). وأخيرا دعا الجامعات لأخذ المبادرة بالتنسيق مع الجامعة الإسبانية لكتابة تاريخ الفكر المغربي، مع استغرابه للسبق التونسي في هذا المجال، بالرغم من قربنا الجغرافي من إسبانيا.

وفي المساء انطلقت الجلسة العلمية الثالثة لهذا الملتقى، وكانت بعنوان: «أشعرية الأندلس وصقلية: المصادر والخصوصيات» برئاسة الدكتور محمد عبد الواحد العسري (كلية الآداب/تطوان)، وشملت سبع مداخلات، أولاها مداخلة «المصادر الأندلسية لعلم الكلام ـ مقاربات ونتائج ـ»، وقد استند فيها الدكتور خالد زهري (الخزانة الحسنية/تطوان) على أربع مقاربات حول كيفية استقصاء المصادر الأندلسية عموما والتي يمكن أن تبين عن بعض خصوصيات الفكر الأشعري بالأندلس؛ أولاها المقاربة البيبليوغرافية التي تتغيى  تعداد النصوص الأندلسية سواء المبثوثة في كتب التاريخ والمناقب والأعلام، أو المنثورة في طي المخطوطات. وثانيتها المقاربة التاريخية عبر مراجعة مجموعة من المصادر المؤرخة للكتاب الأندلسي عموما والكتاب الكلامي خصوصا، بغرض استخراج نصوص كتب كلامية مفقودة أو الوقوف على عناوينها.

وثالثها المقاربة الباليوغرافية المتمثلة في العودة إلى الكتب المخطوطة التي كتبت في الأندلس أو بالخط الأندلسي، لمعرفة الكتب التي كانت لها سلطة معرفية في الساحة الكلامية، وأخيرا المقاربة الكوديكولوجية وذلك باستخراج المعلومات المسجلة في خوارج النصوص المخطوطة مما له علاقة بعلم الكلام في الأندلس.

المداخلة الثانية كانت بعنوان «في مراجعة علاقة ابن رشد بالمذهب الأشعري وبالدعوة الموحدية» للباحث الدكتور فؤاد بن أحمد (دار الحديث الحسنية/الرباط)، عالج فيها علاقة ابن رشد بالمذهب الأشعري من جهة، وبعقيدة الموحدين من جهة ثانية. ورام من خلال بحثه في الأولى تقديم الفيلسوف ابن رشد في موقف جديد؛ موقف الموفق بين الأشعرية والأرسطية، بينما درج جمهور الباحثين على عده خصما مناهضا للأشاعرة، في حين رآه آخرون أشعريا عالما.

وعن علاقته بالموحدين بين الدكتور فؤاد بن أحمد أنها علاقة لا تقل تعقيدا عن الأولى إذ يبدو ابن رشد مرة مدعما لمنهج ابن تومرت بشكل يجعل منه بديلا للأشعرية، ويبدو تارة أخرى ناقدا له مختلفا معه، هذا في الوقت الذي عده بعض الدارسين مناصرا للموحدين ضدا على الأشاعرة، فيما عده آخرون مناصرا للأشاعرة ضدا على الموحدين.

ومن وجهة نظر منطقية قدم الدكتور أحمد مونة (كلية أصول الدين/تطوان) مداخلة بعنوان «مميزات الاستدلال المنطقي عند الأشاعرة بالأندلس ـ المختصر في أصول الدين لابن طلحة اليابري (ت 523 هـ) أنموذجا». تطرق من خلالها إلى بيان طبيعة الاستدلال في هذا المتن الكلامي الذي انطوى على جملة من الخصائص المنطقية؛ إذ عده صاحبه مختصرا رام من خلاله تقريب مسائل الاعتقاد من جمهور المؤمنين، ومن ثم اختار مسلكا منهجيا في بناء متنه، يوفي فيه بشروط النص الاستدلالي كما هو متعارف عليه بالمواصفات الاستدلالية المنطقية، كما جاء الكتاب في هذه الصيغة الاستدلالية يأخذ بأسباب الإيجاز في عبارته، وسلامته في بناء تدليله، ونجاعة المواد في توجيهه.

في المحاضرة الرابعة قدم الدكتور محمد بلال أشمل (باحث في العلوم الإسلامية والإسبانيات/تطوان) ورقة حول “الأشعريات الإسبانية ـ قراءة الأب كارلوس كيروز (1884 ـ 1960) لعقائد أهل السنة”، وهي عبارة عن قراءة في بعض الكتابات الإسبانية المعاصرة المهتمة بالفكر الأشعري، من خلال البحث في ظهور هذا الاهتمام وطبيعته، وقيمته وحدوده. ليخلص الدكتور إلى مجموعة من النتائج والأحكام بخصوص هذا الأمر. ثم انتقل إلى إسهام الأب كارلوس كيروز في هذا المضمار، بحكم أنه كان مستعربا إسبانيا عاش لمدة سبعة وعشرين سنة بمدينة تطوان، وأول من دشن الخطاب الإسباني حول العقائد الدينية الإسلامية عامة والأشعرية خاصة، برغم ما ساد تركته في هذا الميدان من خلفيات أيديولوجية متصلة بالانتماء الديني.

وقدم الدكتور عبد الله التوراتي (باحث في التراث الأندلسي/تطوان) مداخلة حول «المدرسة الصقلية في علم الكلام ـ بحث في السيرة والمنهج والأثر»، أماط فيها اللثام عن مدرسة أشعرية لها بداياتها وامتدادتها، وخصوصياتها المعرفية والمنهجية، وهي المدرسة الأشعرية الصقلية، التي كانت تمثل المرجع في علم الكلام إلى جانب المدرسة القيروانية، قبل سقوطها الأخير سنة 484هـ، رغم أن وجود المسلمين لم يدم بها أكثر من مائتي وسبعين سنة، معززا ذلك بنصوص وشواهد من مصادر كبرى، كابن حزم والباجي وغيرهما، متتبعا القرائن والعلاقات في كتب التراجم والأعلام والتاريخ، مستخلصا في النهاية صورة مركبة للأشعرية وسلاسل رجالها في صقلية.

المحاضرة السادسة قدمتها الأستاذة إكرام بولعيش (باحثة في الفكر الكلامي الأشعري/تطوان) بعنوان «المشترك التاريخي الفكري في الدرس الكلامي بين المغرب الأقصى والأندلس»، تناولت فيها إشكالية العلاقة بين الفكر الكلامي الأشعري بالمغرب الأقصى والفكر الكلامي الأشعري بالأندلس نظرا للاعتبارات الجغرافية والسياسية لهذين القطرين، وطبيعة هذه العلاقة؛ هل هي علاقة استمداد الطرف المغربي من نظيره الأندلسي فقط مع استفادة الأخير من مدارس المغرب في نشر علومه؟ أم هي علاقة تفاعلية من جهتين؟ وخلصت في بحثها إلى تأكيد طرحها المتمثل في تأثير علماء المغرب الأقصى على الأندلسيين، وعلى وجود مشترك فكري أشعري بين القطرين، تمثل في تلاقح منهجي يظهر على مستوى الدرس الكلامي لكلا القطرين من دون انصهار للخصوصيات الفكرية المميزة لهما.

المحاضرة الأخيرة قدمها الدكتور محمد ياسين الهبطي (مديرية التربية الوطنية/تطوان) حول «عملية التأريخ للفكر الأشعري بالأندلس وإشكالية المنهج»، استشكل فيها قضية المنهج الذي يجب اعتماده للتأريخ لهذا الفكر؛ وذلك بالنظر إلى طبيعته وخصوصيته. وأشار إلى أن هذه القضية هي هم معرفي يشغله كما يشغل الكثير من المهتمين بهذا المجال. وحاول مقاربة هذا الموضوع من خلال طرحه لتساؤلات منها: ألا يوجد مناهج خاصة للبحث في قضايا التأريخ الإسلامي؟ ثم لماذا نبحث عن منهج خاص بالتأريخ الإسلامي؟ ألا يمكن أن نوظف مناهج أخرى؟ ومحاولة للإجابة عن هذه التساؤلات قدم المتدخل رؤية عامة في علاقة علم الكلام بالتاريخ شدد فيها على أن المنهج التاريخي يتغير بحسب مجال العلم المؤرخ له وطبيعة وثائقه ومضامينه؛ فالمنهج تابع للمادة المدروسة.

وتوجت أشغال الملتقى بجلسة ختامية، ترأسها الدكتور جعفر بن الحاج السلمي (كلية الآداب/مرتيل) نوه فيها بمجهودات مركز أبي الحسن الأشعري في خدمة العقيدة الأشعرية والاهتمام بها، مؤكدا أنه المركز الوحيد في العالم الإسلامي من الصين إلى طنجة الذي يخدم العقيدة الأشعرية وفق رؤية علمية شاخصة، وهذا ما يفسر اهتمام الناس في مختلف الأقطار بأنشطة هذا المركز وإصداراته سواء وطنيا أو عربيا أو دوليا. في هذا الإطار أشاد الدكتور بالدور الطلائعي الذي يقوم به رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي بهندسته للمشاريع العلمية والبحثية التي ينهض بها، ومن جملتها فعاليات هذا الملتقى المتميز. ثم عرج رئيس الجلسة على موضوع الأشعرية مبينا مركزية هذا المذهب في النسيج الديني للمغاربة وهويتهم العقدية، ما يقتضي القيام بواجب رعايته وخدمته وتشجيع القائمين عليه.

ثم أحال الكلمة إلى رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية، حيث عبر الدكتور البختي عن مشاعر السعادة والانتشاء التي يشعر بها المنظمون لهذا الملتقى باختتام أعماله وجني ثمراته، مشيرا إلى جملة من الصعوبات والعوائق التي اعترت طريق عقد هذا النشاط الحافل؛ منها ما يتعلق بالتدبير الزمني لكثرة المداخلات والجلسات، وما يهم الإمكانات والوسائل اللوجستيكية والمسائل التنظيمية الأخرى.. ومع ذلك، وبفضل الشراكة القوية التي تجمع مركز أبي الحسن الأشعري برئاسة جامعة عبد المالك السعدي وعمادة كلية الآداب، وبفعل تظافر جهود المنظمين والمتعاونين استطعنا أن ننزل النسخة الثانية من مشروع ملتقيات البحث في الأشعرية بالمغرب بحضور باقة من العلماء والباحثين المتميزين. في هذا الصدد، جدد الدكتور علال البختي عبارات الشكر والامتنان، للسادة الأساتذة الحاضرين والمشاركين، ولجنة التنظيم والمقررين وخص بالشكر حضور د. عبد المجيد الصغير، والمسؤولين الذين كانت لهم اليد الطولى في إنجاح أعمال هذا الملتقى، وعلى رأسهم: السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء د. أحمد عبادي، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي د. حذيفة أمزيان، وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، د. محمد سعد الزموري. وفي نهاية كلمته، أعرب رئيس المركز عن رجائه بتنظيم النسخة الثالثة من ملتقيات الأشعرية بالمغرب في القادم من المواعيد، حاثا الجميع على مزيد من العناية العلمية والأكاديمية بالمذهب الأشعري.

وتكللت فعاليات هذا الملتقى  بقراءة البيان الختامي الذي ألقاه الدكتور محمد المعلمي (الرئيس المؤسس لمركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات الأدبية واللغوية بتطوان) عرض فيه للتوصيات الآتية:

– الحرص على انتظام انعقاد دورات الملتقى.
– طبع أعمال الملتقى أسوة بالملتقى الأول الذي صدرت أعماله في صبغين أنيقين طباعة و إخراجا بفضل جهود فريق العمل في مركز أبي الحسن الأشعري ودعم الرابطة المحمدية للعلماء.
– إشراك المزيد من الباحثين الشباب في سلك الدكتوراه في أشغال الملتقيات القادمة.
– مواصلة الاهتمام بقضايا الفكر الأشعري في ربوع الغرب الإسلامي بحثا ودراسة وتحليلا، والعمل على أن تصير البحوث المقدمة إلى الملتقيات القادمة في خط تطوري طارقة قضايا جديدة.
– مواصلة الانفتاح في الملتقيات القادمة على شعب أخرى في الجامعات المغربية .
– الانفتاح على أعمال المستشرقين المهتمين بالفكر الأشعري للاطلاع على ما لديهم .
– تنظيم الملتقى المقبل في يومين حتى يمكن الباحثون من حيز زمني كاف لإلقاء عروضهم ويتم فتح المجال للنقاش أمام الحضور.
– تنظيم موائد مستديرة على هامش الجلسات خاصة بالأساتذة والباحثين في سلك الدكتوراه لمزيد من الحوار والنقاش والتقايد.

وبهذه التوصيات أُسدِل الستار على أعمال الملتقى الثاني للفكر الأشعري بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق