مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

يومان تكوينيان في المنطق والعقيدة

 

نظم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء يومين تكوينيين في المنطق والعقيدة حسب البرنامج التالي:
يوم الأربعاء 27-05-2015 جلسة خاصة بــ”المنهج في الدرس العقدي”، من تأطير الدكتور جمال علال البختي.
ويوم الخميس 28-05-2015 جلسة خاصة بــ”المنطق تاريخا ووظيفة”، من تأطير الدكتور أحمد مونة.
وقد حضر أشغال هذين اليومين الدراسيين الباحثون بمركز أبي الحسن الأشعري وعدد من طلبة الماستر بكلية أصول الدين.
اليوم الأول: بسط فيه الدكتور جمال علال البختي – رئيس المركز- موضوع المنهج في الدرس العقدي، حيث تناول في مقدمته مفهوم المنهج في العلوم الإنسانية باعتباره طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم، ومن ثم فالدرس العقدي لابد أن يختار من هذه القواعد ما يلائم معلوماته حسب الهدف المنشود من طلب هذه العلوم والمعارف وإقناع الغير بها.
ثم انتقل المحاضر للحديث عن أن القصد من علم مناهج البحث في العقيدة يُبتغى منه دراسة دلائل المسائل التي تذهب إليها كل فرقة من الفرق الكلامية من حيث المصادر وطريقة الاستدلال، ثم الوقوف على طرق مواقف وأساليب الفرق الأخرى  قصد نقدها. ذلك أن انطلاق البحث في المسائل العقدية إنما هو مستمد من توجيه القرآن الكريم في الحث على استعمال العقل في التدبر والتفكر في خلق الله للكون والحياة والإنسان، ومن ثم فكل الفرق الكلامية إنما كانت في بحثها تتلمس طريق هذا التفكر والتدبر.
بعد ذلك عرض المحاضر للمذهب الأشعري ولنسقيته الفكرية من خلال البحث في طريقة الاستدلال على المباحث العقدية في المجالات الطبيعية، وفي الإلهيات، متوقفا مع مباحث: الصفات الواجبة والجائزة والمستحيلة. ثم انتقل إلى مسألة النبوات القائمة على إمكان الجواز، والبحث في المعجزات وانتهى إلى الحديث عن المنهج في السمعيات القائمة على خبر الوحي، وصولا إلى مسألة التفاضل بين الصحابة، وأخيرا مبحث الإمامة.
ومن ثم خلص الأستاذ المحاضر إلى إبراز خصوصية الدرس العقدي الأشعري وتطوره عبر عصور متلاحقة تباينت فيها آراء منظريه اعتمادا أولا على أساليب علمية؛ ابتدأت بالمناظرات، ثم انتقلت إلى التأليف معتمدة المنهج العقلي للرد على الخصوم، وبالتالي تنوعت طريقتهم في الاستدلال تبعا لطريقتهم في هذه الردود دفاعا عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
اليوم الثاني: عرض فيه الدكتور أحمد مونة -أستاذ علم المنطق بكلية أصول الدين- للدرس المنطقي وتجلياته في العلوم الإسلامية تاريخا ومنهجا. وقد وضع المحاضر أرضية لمداخلته من خلال بيان أن الغرض من هذه الدورة الرغبة في تزويد الباحثين في العلوم الإسلامية بالمناهج المعتمدة في الاستدلال، مشيرا إلى أن الدرس المنطقي في علم الكلام خصوصا كان الهدف منه تتبع استدلالات في الآراء والمواقف؛ حيث وجدنا منهم من نظر في الدليل أي في النص باعتباره مناط الحكم الشرعي، وهناك من نظر إليه عن طريق ترتيب هذه الأدلة للخلوص إلى نتائج منطقية في الاستدلال بها. لأنه متى كان الكلام مرتبا، كان الدليل معتبرا، وأول ما رتبوه من الاستدلال هو الأقيسة القائمة على مفهوم اللزوم، ومن ثم سمَّوا علم المنطق بعلم اللزوم.
ثم تعمق المحاضر في تقريب موضوع مهم خلال العمل الاستدلالي يقصده المتكلمون والأصوليون وهو الكشف عن العلاقة بين الأشياء؛ فالعلم هو اكتشاف هذه العلاقة التي ترجع إلى أمور أربعة هي: السببية، والمسببة، والعلية، والمعلولية. ومن ثم اعتمد علماء الأصول على البحث في دليل القياس باعتباره يبحث في اكتشاف العلاقات بين الأشياء، وهذا يعني أنه حاضر في جميع أضرب القياس.
وخلص المحاضر في ختام محاضرته إلى النتيجة العامة وهي أن البحث في إدراك هذه العلاقة بين الأشياء هو نفسه الإدراك المنطقي، وهذا هو التفكير العلمي الذي يسعى البحث في العلوم إلى استنباطه من جميع فنون العلوم بما فيها العلوم الإسلامية، وهو الأمر الذي نستكشفه في بحثنا في مسار التفكير الإسلامي عبر العصور، فقد كان المسلمون واعين إذن بالدرس المنطقي وضبطه بآلياته المفيدة للخلوص إلى نتائج عامة. 
وبعد انتهاء العرضين فتح المجال أمام الطلبة والباحثين لإثارة جملة من القضايا والإشكالات المتفرعة عما ورد بالمداخلتين لتعميق الحوار والتكوين.
إعداد الباحث: منتصر الخطيب

نظم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية التابع للرابطة المحمدية للعلماء يومين تكوينيين في المنطق والعقيدة حسب البرنامج التالي:

يوم الأربعاء 27-05-2015 جلسة خاصة بـــ”المنهج في الدرس العقدي”، من تأطير الدكتور جمال علال البختي.

ويوم الخميس 28-05-2015 جلسة خاصة بـــ”المنطق تاريخا ووظيفة”، من تأطير الدكتور أحمد مونة.

وقد حضر أشغال هذين اليومين الدراسيين الباحثون بمركز أبي الحسن الأشعري وعدد من طلبة الماستر بكلية أصول الدين.

اليوم الأول: بسط فيه الدكتور جمال علال البختي – رئيس المركز- موضوع المنهج في الدرس العقدي، حيث تناول في مقدمته مفهوم المنهج في العلوم الإنسانية باعتباره طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم، ومن ثم فالدرس العقدي لابد أن يختار من هذه القواعد ما يلائم معلوماته حسب الهدف المنشود من طلب هذه العلوم والمعارف وإقناع الغير بها.

ثم انتقل المحاضر للحديث عن أن القصد من علم مناهج البحث في العقيدة يُبتغى منه دراسة دلائل المسائل التي تذهب إليها كل فرقة من الفرق الكلامية من حيث المصادر وطريقة الاستدلال، ثم الوقوف على طرق مواقف وأساليب الفرق الأخرى  قصد نقدها. ذلك أن انطلاق البحث في المسائل العقدية إنما هو مستمد من توجيه القرآن الكريم في الحث على استعمال العقل في التدبر والتفكر في خلق الله للكون والحياة والإنسان، ومن ثم فكل الفرق الكلامية إنما كانت في بحثها تتلمس طريق هذا التفكر والتدبر.

بعد ذلك عرض المحاضر للمذهب الأشعري ولنسقيته الفكرية من خلال البحث في طريقة الاستدلال على المباحث العقدية في المجالات الطبيعية، وفي الإلهيات، متوقفا مع مباحث: الصفات الواجبة والجائزة والمستحيلة. ثم انتقل إلى مسألة النبوات القائمة على إمكان الجواز، والبحث في المعجزات وانتهى إلى الحديث عن المنهج في السمعيات القائمة على خبر الوحي، وصولا إلى مسألة التفاضل بين الصحابة، وأخيرا مبحث الإمامة.

ومن ثم خلص الأستاذ المحاضر إلى إبراز خصوصية الدرس العقدي الأشعري وتطوره عبر عصور متلاحقة تباينت فيها آراء منظريه اعتمادا أولا على أساليب علمية؛ ابتدأت بالمناظرات، ثم انتقلت إلى التأليف معتمدة المنهج العقلي للرد على الخصوم، وبالتالي تنوعت طريقتهم في الاستدلال تبعا لطريقتهم في هذه الردود دفاعا عن عقيدة أهل السنة والجماعة.

اليوم الثاني: عرض فيه الدكتور أحمد مونة -أستاذ علم المنطق بكلية أصول الدين- للدرس المنطقي وتجلياته في العلوم الإسلامية تاريخا ومنهجا. وقد وضع المحاضر أرضية لمداخلته من خلال بيان أن الغرض من هذه الدورة الرغبة في تزويد الباحثين في العلوم الإسلامية بالمناهج المعتمدة في الاستدلال، مشيرا إلى أن الدرس المنطقي في علم الكلام خصوصا كان الهدف منه تتبع استدلالات في الآراء والمواقف؛ حيث وجدنا منهم من نظر في الدليل أي في النص باعتباره مناط الحكم الشرعي، وهناك من نظر إليه عن طريق ترتيب هذه الأدلة للخلوص إلى نتائج منطقية في الاستدلال بها. لأنه متى كان الكلام مرتبا، كان الدليل معتبرا، وأول ما رتبوه من الاستدلال هو الأقيسة القائمة على مفهوم اللزوم، ومن ثم سمَّوا علم المنطق بعلم اللزوم.

ثم تعمق المحاضر في تقريب موضوع مهم خلال العمل الاستدلالي يقصده المتكلمون والأصوليون وهو الكشف عن العلاقة بين الأشياء؛ فالعلم هو اكتشاف هذه العلاقة التي ترجع إلى أمور أربعة هي: السببية، والمسببة، والعلية، والمعلولية. ومن ثم اعتمد علماء الأصول على البحث في دليل القياس باعتباره يبحث في اكتشاف العلاقات بين الأشياء، وهذا يعني أنه حاضر في جميع أضرب القياس.

وخلص المحاضر في ختام محاضرته إلى النتيجة العامة وهي أن البحث في إدراك هذه العلاقة بين الأشياء هو نفسه الإدراك المنطقي، وهذا هو التفكير العلمي الذي يسعى البحث في العلوم إلى استنباطه من جميع فنون العلوم بما فيها العلوم الإسلامية، وهو الأمر الذي نستكشفه في بحثنا في مسار التفكير الإسلامي عبر العصور، فقد كان المسلمون واعين إذن بالدرس المنطقي وضبطه بآلياته المفيدة للخلوص إلى نتائج عامة. 

وبعد انتهاء العرضين فتح المجال أمام الطلبة والباحثين لإثارة جملة من القضايا والإشكالات المتفرعة عما ورد بالمداخلتين لتعميق الحوار والتكوين.

 

                                        إعداد الباحث: منتصر الخطيب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق