مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

“ندوة للقراءة في كتاب “اللـوبي النسـائي المغربـي ومعركـة الثلـث فـي أفـق المناصفـة

إلياس بوزغاية

 

تتسابق الأقلام للكتابة ويجري الحديث على كل الألسن يوم 8 مارس من كل سنة، اليوم العالمي للمرأة.. إنه اليوم الذي خصص للإحتفاء بها ولفت الإنتباه إلى قضيتها والمناداة بتحصيل الحقوق لها من أجل تحسين أوضاعها.. إنه يوم وإن كان يختزل القضية في 24 ساعة فقط خلال العام، فإنه يظل سنة حسنة تصبوا إلى تحقيق الذكرى، الذكرى التي تنفع المؤمنين..

 

في هذا الإطار استغل الطالب الباحث العربي يعيش هذه الفرصة لجمع ثلة من الباحثين والفاعلين من أجل مناقشة كتابه “اللـوبي النسـائي المغربـي ومعركـة الثلـث فـي أفـق المناصفـة” الذي صدر حديثا سنة 2012 عن مجلة وجهة نظر. الندوة نظمت يوم 7 مارس 2013 من طرف نادي الباحثين في سلك الدكتوراه في القانون والاقتصاد واللجنة الثقافية لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بتنسيق مع: منتدى كفاءات من أجل المغرب و شعبة القانون العام والعلوم السياسية بالرباط.

 

تناولت الندوة في عمومها مناقشة مختلف محاور الكتاب الذي تطرق إلى تتبع مسار اشتغال الحركة من أجل الثلث في أفق المناصفة كلوبي ضاغط في السياسة من أجل تعديل مدونة الانتخابات والميثاق الجماعي، ومدى نجاح هذا الأخير من خلال تراكم التجرية والعلاقة بمختلف الفاعلين.

 

بعد إلقاء الطالب لعرضه حول الكتاب الذي تضمن تفسيرا للإشكالية والفرضيات التي انطلق منها ثم النتائج التي خلص إليها، قام أعضاء اللجنة المنظمة بالتعبير عن فخرهم واعتزازهم بصدور هذا الكتاب نظرا لأهميته وقيمة العمل الميداني الذي تضمنه.

 

في قرائته للكتاب تطرق الأستاذ عبد الحي المودن، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة محمد الخامس، إلى أهمية الكتاب كونه يشكل إضافة نوعية في موضوع الحركة النسائية، وأنه عولج من زوايا متعددة كلها تهدف إلى إغناء النقاش حول قضية مثيرة للجدل لما تتضمنه من صعوبات على المستوى النظري والتنزيلي. يبقى المهم في نظره أن البحث كان عميقا لتضمنه عملا ميدانيا تمت مقاربته بإطار نظري بالغ التوثيق من أجل رصد الفاعلين والعوامل التي ساعدت وتساعد في الدفع بتمثيلية النساء في الإنتخابات.

 

أخذت الأستاذة ثريا العمري، عضوة الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة، الكلمة لتتحدث بتفصيل عن تجربة الحركة ومسار مرافعتها من أجل تحقيق مطلب المناصفة للمرأة. لكن قبل ذلك نوهت وشددت على أهمية البحث الأكاديمي بجانب النضال الجمعوي في هذا الإطار. كما أشارت إلى أهمية وجود نخبة مؤثرة وفاعلة في المشهد السياسي تدعم مفاهيم المساواة والمناصفة في تمثيل مختلف مكونات المجتمع، لكنها استطردت إلى مناقشة ضرورة الحذر في المفاهيم لتتسائل عن جدوى وجود أعداد تمثيلية متساوية في البرلمان والمجالس المحلية، في ظل وجود عقلية ذكورية سائدة وحكومة محافظة لا تتعاون كثيرا مع مطالب الحركة النسائية.

 

تناول بعد ذلك الأستاذ جواد النوحي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، الكلمة ليتحدث عن الإشكاليات المرتبطة بقضية المناصفة خاصة من الناحية القانونية حيث أن الدستور الجديد ينص على إحداث هيأة للمناصفة من شأنها أن تتدارس كيفية فهم وتنزيل المساواة بين الجنسين في مجتمع مركب يصعب فيه التفكير بمنطق صدامي أحادي (مع أو ضد)، الشيئ الذي سيجنب المغرب السقوط في تجربة تونس حيث تغير النص من الفوق لكن لم يتغير ما بالنفس نظرا للبعد الثقافي المتجدر في المجتمع.

 

ناقش في الأخير الطالب بسلك الدكتوراه عبد الحكيم لمرابط مسألة الوجود النسائي في المغرب ومدى قدرته على خلق التغيير خاصة أن هذا الأخير متهم بتلقي تمويلات ودعم من الخارج يخدم أجندات أجنبية، مما يطرح بالنسبة له إشكالية الشفافية والمصداقية لدى هذه الحركات، مع إثارته لمسالة مدى تطابق الإتفاقيات الدولية حول حقوق المرأة مع المرجعية الإسلامية من جهة وثقافة المجتمع من جهة أخرى.

 

نشر بتاريخ: 08/03/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق