مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين

فَنّ التّراجم بين الصِّياغَة والتّقعيد

مارس 8, 2012

موضوع اليوم الدراسي الدراسي الذي نظمه مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، التابع للرابطة المحمدية للعلماء لفائدة الباحثين وطلبة الماستر والدكتوراه

سعيا إلى إبراز مكانة الأعلام وسيرهم في مجال التراث العربي الإسلامي، وتعريفا بفن الترجمة، وتمكينا للطلبة الباحثين من التعرف على مصادر هذا الفن في تراثنا، نظّم “مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين” يوما دراسيا حول موضوع: “فنّ التراجم بين الصياغة والتقعيد”، في رحاب مؤسسة عبد الله كنون الحسني للثقافة والبحث بطنجة، يوم الخميس 15 ربيع الثاني 1433هـ/8 مارس 2012م.

وقد شهد هذا اللقاء العلمي الهادف جموعا غفيرة من الراغبين في الاستفادة من طلبة الماستر والدكتوراه بكليات: الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، وكلية أصول الدين بتطوان، وكلية الحقوق بطنجة ونخبة من باحثي المراكز العلمية التابعة للرابطة المحمدية للعلماء.

اسْتُهل هذا اللّقاء بآيات بيِّنات من الذِّكر الحكيم، بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ عبد الصمد العشاب، محافظ مكتبة عبد الله كنون بطنجة، فذكّر بأهمية فن التراجم عند العرب، ثم عرّف بالأستاذين المحاضرين: الدكتور عبد الله المرابط الترغي، والدكتور بدر العمراني، ونوّه بكفاءتهما العلمية وبأبحاثهما المتميزة.
بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ الدكتور عبد الله المرابط الترغي، فذكر أن كتب الرجال تُعتبر من الكتب المهمة في التراث العربي الإسلامي، وأنّ الكتب العربية ذوات الأسفار الكثيرة هي في الغالب من صنف كُتب التراجم. ثم قدّم تعريفا للترجمة، فقال: إنها كل ما يُمكن أن يُزيل المستور عن الرجل الذي نريد أن نُعَرِّف به، وهي أيضا: أي نص يتضمّن معلومات عن الرجل، مثل: اسمه، وتاريخ ومكان مولده، ووظائفه، أي بالنتيجة أن نتوفر على معرفة زائدة تُقرِّبُنا من الرجل المعني بالترجمة. ثم أشار إلى أن التراجم جاءت بأشكال مختلفة بحسب المادة المتوفرة عن أصحابها، وأكّد أنها مهما قَلَّتْ مواد الترجمة فإنها تظل لها فائدة في تسليط الضوء على جوانب من حياة المترجَم به.
ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى تبيان هُوية الذين نُتَرْجِم لهم، فقال: هم كل الرجال –وضمنهم النساء- الذين كان لهم حضور مميز في مجتمعهم، هذا الحضور قد يكون عِلْماً، أو وَجَاهَةً، أو سياسةً. وقد لا يكون للمترجمين أية وجاهة أو أدب، ولكن كُتب التراجم تُعرِّف بهم لما كان لبعض أعمالهم من وَقْعٍ في بِيئَتِهِم، فلقد ترجمت تلك الكُتب حتى لبعض الصعاليك والحمقى.
ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على ثوابت الترجمة، فعدّد منها خمسة:
أولا: اسم الرجل، وتاريخ ومكان ولادته، والوسط الذي نشأ فيه.
ثانيا: مرحلة الطلب، وفيها يتم التعريف بشيوخه في العلم، ورحلته إليهم للرواية عنهم في مواضع إقرائهم، وقد أتى الأستاذ المحاضر بمثال ابن رشيد السبتي الذي شدّ الرحال إلى حواضر كثيرة بالمغرب والأندلس والمشرق من أجل طلب العلم. وأكّد الأستاذ المحاضر أنّه ينبغي التنصيص في هذا الثابت على أسماء الشيوخ وعلى المصنفات العلمية التي قرأها المترجم عليهم، لأن في ذلك فائدة في التأريخ للعلوم وللكتب العلمية المتداولة في تلك الحقبة من التاريخ.
ثالثا: ذِكْرُ أحوال المترجم به، وذلك بتعيين وظائفه في التدريس، أو في مُزاولة خُطّة من الخِطط، وإبراز مواقفه، وما طرأ له من حوادث ومحن إن وُجِدَت.
رابعا: تلاميذه – خامسا: مُؤَلَّفَاتُه – سادسا: وَفَاتُه.
ثم قال الدكتور المحاضر: إنه إذا توفّر الباحث على هذه الثوابت، فإنه سيتمكن من كتابة ترجمة نموذجية، ولكن في بعض الأحيان لا يلقى الدارس في المصادر التاريخية مادةً تُسعفه بمعلومات كافية للتعريف بالرجل الذي يريد أن يكتب عنه. ولذلك يُمكن التماس بعض عناصر أو ثوابت الترجمة في نصوص غير موضوعية، من خلال كتب المؤلّف على سبيل المثال، لكي نتعرف، على الأقل ، على الزمن الذي عاش فيه، ووَضْعِه في منزلة بين أقرانه.
ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على أنواع كتب التراجم، فعدّد منها أنماط الكتب التي طرقت هذا الفن، منها: كتب الحوليات التي اعتمدت طريقة التأريخ بالأعوام، وثمة كُتب أخرى أُلِّفَت بحسب العلوم كالتي جمعت تراجم النحاة أو الفقهاء أو الأطباء؛ ومن بينها مَا أُلِّفَ بحسب المذاهب مثل كتب تراجم المالكية أو الشافعية؛ ووُضعت كُتب أخرى على طبقات علماء الأمصار والبلدان (مثال: النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة)؛ وأنشأ بعضهم كتب الوفيات (مثال: “وفيات الأعيان” لابن خلكان، و”الوفيات” للحافظ الصفدي).
ثم تطرّق المحاضر إلى لون من كتب التراجم ظهر بالأندلس، وهي كتب الصِّلات، أي الكتب التي كان هدف وضعها أن تستدرك وتكمّل ما لم يُذكر في كتب المتقدمين، فقد ألّف ابن الفرضي كتاب: تاريخ علماء الأندلس، ثم جاء بعده ابن بشكوال وألّف كتاب: الصلة، ثم بعده بِمُدّة ألّف ابن الأبار كتاب: التكملة لكتاب الصلة، وكذلك ابن الزبير الغرناطي سيسير على نفس النهج ويُؤَلّف كتاب: صلة الصلة، وأَلَّفَ ابن الخطيب كتاب: عائد الصلة. لقد كانوا يستدركون على من سبقهم، ورُبّما ينتقدون طريقة من تقدّمهم في كتابة التراجم.
ثم حلّل الأستاذ المحاضر نوعية صياغة التراجم في هذه الكتب، فقال إن الغالب فيها يتضمن تراجم إخبارية تتكلم على الثوابت السِّت المتقدِّمة. وقال: نجد في تراثنا أيضا تراجم مبثوتة في كتب الفهرسة أو البرنامج، والتي يُذكر فيها شيوخ المؤلف (كتاب الغنية، للقاضي عياض، مثالا). وفي ذات الترجمة البرنامجية، نجد أنّ برنامج الشيخ قد يُكتب من طرف أحد تلامذته. كما قد تُعَرِّف الفهرسة أو البرنامج بتلاميذ الشيخ وأصحابه كما فعل ابن الأبار حين جمع كتابا في “معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي”، ومثل ذلك الحافظ السِّلفي في “معجم السفر”.
ومن أنواع الترجمة التي تحدّث عنها الأستاذ المحاضر: الترجمة الأدبية، التي تهدف إلى إبراز القيمة الأدبية للمترجم. ومنها: الترجمة المناقبية وهي خاصّة برجال التصوف؛ وختم المحاضر بالكلام على الترجمة الذاتية التي يكتبها الرجل لنفسه.
ثم باشر بعد ذلك الدكتور بدر العمراني بإلقاء محاضرة، نوّه في بدايتها بالأستاذ عبد الصمد العشاب وبكريم مساعدته التي يُقدِّمها للبحث العلمي وأنشطته بمدينة طنجة، ثم عرض المحاضر محاور مداخلته التي تحمل عنوان: تراجم الصحابة والتابعين في مصادر التراث الإسلامي. وقد قسّم عرضه إلى قسمين:
 تكلّم في المحور الأول على عدد من المفاهيم، منها:
مفهوم الصحابة: انطلاقا من تعريف ابن حجر الذي يقول: إن الصحابي هو من لقي النبي ﷺ، مؤمنا به، ومات على الإسلام. وقد أكّد الأستاذ بدر العمراني أن الصحابي بالمفهوم المعنوي: هو المرضي عند كافة أهل العلم.
ثم عرّج على تبيان كيف يُعرَّف الصحابي؟ فذكر مجموعة من الضوابط.
بعد ذلك تناول مفهوم التراجم: فذكر أنّ التُّرجمان هو الذي يُترجم الكلام، وقد تتخذ الكلمة معاني وأشكال عديدة، من ذلك: ترجم للمسألة أي عَنْوَنَ لها: مثل عناوين المسائل التي نجدها في كتب الفقه والحديث. وترجم للصّحابة أي عرّف بهم, وأتى بكتاب: سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، كنموذج على ذلك. بعد ذلك أشار الدكتور بدر العمراني إلى أنواع التراجم (ترجمة ذاتية، وترجمة غير ذاتية)، وإلى عناصر الترجمة.
ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على مفهوم التراث، فبيّن أنّ أصل الكلمة هو الوراث، ومعنى التراث كل ما ورثناه عن الأسلاف.
ثم شرح مفهوم المصدر: فأشار إلى أنّ هناك نوعين من المصادر: مصادر أصلية، وهي الأولى في أي فن. ثم تأتي في المرتبة الثانية: مصادر فرعية. وبخصوص مصادر الصحابة، يأتي في المقدمة:القرآن، ثم المجاميع الحديثية، ثم كُتب السير والرحلات والدواوين الشعرية، وغيرها
في المحور الثاني من محاضرته، توقّف الدكتور بدر العمراني مع بعض كتب تراجم الصحابة، وعَرَّفَ بمنهجيتها، ومن الكتب التي تناولها بالدرس والتحليل: كتاب: الاستيعاب، لابن عبد البر الأندلسي؛ وكتاب: أسد الغابة، لابن الأثير؛ وكتاب: الإصابة، لابن حجر العسقلاني.
وقد توسّع الدكتور بدر العمراني في تحليل منهج الحافظ ابن حجر ومقاييسه في اختيار الصّحابي، وذكّر أنه مما يعاب على كتابه الاضطراب في الترتيب، وردّ المحاضر السبب في ذلك إلى أن الكتاب وصلنا مسوّدا ولم يبيّضه مُؤَلِّفه.
ثم تناول الأستاذ المحاضر الحديث عن كتاب: الطبقات الكبرى، لابن سعد. وهو مُصنّف في تراجم الصّحابة والتابعين، وبعد ذلك عرض نموذجا لترجمة صحابي، ونموذجا آخر لترجمة تابعي.
وفي ختام محاضرته، تكلّم الدكتور بدر العمراني على مظاهر الترجمة، مؤكّداً على توخِّي الدِّقة والمتانة في صياغة المعلومات، لاسيما وأنّ الصحابة رضوان الله عليهم قد شُهد لهم بالخَيْرِيَة، وبالتالي فينبغي أن تكون تراجمهم خالية من الأشياء المسيئة إليهم وإلى صاحب الرِّسالة السماوية سيدنا محمد ﷺ.

اسْتُهل هذا اللّقاء بآيات بيِّنات من الذِّكر الحكيم، بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ عبد الصمد العشاب، محافظ مكتبة عبد الله كنون بطنجة، فذكّر بأهمية فن التراجم عند العرب، ثم عرّف بالأستاذين المحاضرين: الدكتور عبد الله المرابط الترغي، والدكتور بدر العمراني، ونوّه بكفاءتهما العلمية وبأبحاثهما المتميزة.

بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ الدكتور عبد الله المرابط الترغي، فذكر أن كتب الرجال تُعتبر من الكتب المهمة في التراث العربي الإسلامي، وأنّ الكتب العربية ذوات الأسفار الكثيرة هي في الغالب من صنف كُتب التراجم. ثم قدّم تعريفا للترجمة، فقال: إنها كل ما يُمكن أن يُزيل المستور عن الرجل الذي نريد أن نُعَرِّف به، وهي أيضا: أي نص يتضمّن معلومات عن الرجل، مثل: اسمه، وتاريخ ومكان مولده، ووظائفه، أي بالنتيجة أن نتوفر على معرفة زائدة تُقرِّبُنا من الرجل المعني بالترجمة. ثم أشار إلى أن التراجم جاءت بأشكال مختلفة بحسب المادة المتوفرة عن أصحابها، وأكّد أنها مهما قَلَّتْ مواد الترجمة فإنها تظل لها فائدة في تسليط الضوء على جوانب من حياة المترجَم به.

ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى تبيان هُوية الذين نُتَرْجِم لهم، فقال: هم كل الرجال –وضمنهم النساء- الذين كان لهم حضور مميز في مجتمعهم، هذا الحضور قد يكون عِلْماً، أو وَجَاهَةً، أو سياسةً. وقد لا يكون للمترجمين أية وجاهة أو أدب، ولكن كُتب التراجم تُعرِّف بهم لما كان لبعض أعمالهم من وَقْعٍ في بِيئَتِهِم، فلقد ترجمت تلك الكُتب حتى لبعض الصعاليك والحمقى.

ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على ثوابت الترجمة، فعدّد منها خمسة:

أولا: اسم الرجل، وتاريخ ومكان ولادته، والوسط الذي نشأ فيه.

ثانيا: مرحلة الطلب، وفيها يتم التعريف بشيوخه في العلم، ورحلته إليهم للرواية عنهم في مواضع إقرائهم، وقد أتى الأستاذ المحاضر بمثال ابن رشيد السبتي الذي شدّ الرحال إلى حواضر كثيرة بالمغرب والأندلس والمشرق من أجل طلب العلم. وأكّد الأستاذ المحاضر أنّه ينبغي التنصيص في هذا الثابت على أسماء الشيوخ وعلى المصنفات العلمية التي قرأها المترجم عليهم، لأن في ذلك فائدة في التأريخ للعلوم وللكتب العلمية المتداولة في تلك الحقبة من التاريخ.

ثالثا: ذِكْرُ أحوال المترجم به، وذلك بتعيين وظائفه في التدريس، أو في مُزاولة خُطّة من الخِطط، وإبراز مواقفه، وما طرأ له من حوادث ومحن إن وُجِدَت.

رابعا: تلاميذه

خامسا: مُؤَلَّفَاتُه

سادسا: وَفَاتُه.

ثم قال الدكتور المحاضر: إنه إذا توفّر الباحث على هذه الثوابت، فإنه سيتمكن من كتابة ترجمة نموذجية، ولكن في بعض الأحيان لا يلقى الدارس في المصادر التاريخية مادةً تُسعفه بمعلومات كافية للتعريف بالرجل الذي يريد أن يكتب عنه. ولذلك يُمكن التماس بعض عناصر أو ثوابت الترجمة في نصوص غير موضوعية، من خلال كتب المؤلّف على سبيل المثال، لكي نتعرف، على الأقل ، على الزمن الذي عاش فيه، ووَضْعِه في منزلة بين أقرانه.

ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على أنواع كتب التراجم، فعدّد منها أنماط الكتب التي طرقت هذا الفن، منها: كتب الحوليات التي اعتمدت طريقة التأريخ بالأعوام، وثمة كُتب أخرى أُلِّفَت بحسب العلوم كالتي جمعت تراجم النحاة أو الفقهاء أو الأطباء؛ ومن بينها مَا أُلِّفَ بحسب المذاهب مثل كتب تراجم المالكية أو الشافعية؛ ووُضعت كُتب أخرى على طبقات علماء الأمصار والبلدان (مثال: النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة)؛ وأنشأ بعضهم كتب الوفيات (مثال: “وفيات الأعيان” لابن خلكان، و”الوفيات” للحافظ الصفدي).

ثم تطرّق المحاضر إلى لون من كتب التراجم ظهر بالأندلس، وهي كتب الصِّلات، أي الكتب التي كان هدف وضعها أن تستدرك وتكمّل ما لم يُذكر في كتب المتقدمين، فقد ألّف ابن الفرضي كتاب: تاريخ علماء الأندلس، ثم جاء بعده ابن بشكوال وألّف كتاب: الصلة، ثم بعده بِمُدّة ألّف ابن الأبار كتاب: التكملة لكتاب الصلة، وكذلك ابن الزبير الغرناطي سيسير على نفس النهج ويُؤَلّف كتاب: صلة الصلة، وأَلَّفَ ابن الخطيب كتاب: عائد الصلة. لقد كانوا يستدركون على من سبقهم، ورُبّما ينتقدون طريقة من تقدّمهم في كتابة التراجم.

ثم حلّل الأستاذ المحاضر نوعية صياغة التراجم في هذه الكتب، فقال إن الغالب فيها يتضمن تراجم إخبارية تتكلم على الثوابت السِّت المتقدِّمة. وقال: نجد في تراثنا أيضا تراجم مبثوتة في كتب الفهرسة أو البرنامج، والتي يُذكر فيها شيوخ المؤلف (كتاب الغنية، للقاضي عياض، مثالا). وفي ذات الترجمة البرنامجية، نجد أنّ برنامج الشيخ قد يُكتب من طرف أحد تلامذته. كما قد تُعَرِّف الفهرسة أو البرنامج بتلاميذ الشيخ وأصحابه كما فعل ابن الأبار حين جمع كتابا في “معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي”، ومثل ذلك الحافظ السِّلفي في “معجم السفر”.

ومن أنواع الترجمة التي تحدّث عنها الأستاذ المحاضر: الترجمة الأدبية، التي تهدف إلى إبراز القيمة الأدبية للمترجم. ومنها: الترجمة المناقبية وهي خاصّة برجال التصوف؛ وختم المحاضر بالكلام على الترجمة الذاتية التي يكتبها الرجل لنفسه.

ثم باشر بعد ذلك الدكتور بدر العمراني بإلقاء محاضرة، نوّه في بدايتها بالأستاذ عبد الصمد العشاب وبكريم مساعدته التي يُقدِّمها للبحث العلمي وأنشطته بمدينة طنجة، ثم عرض المحاضر محاور مداخلته التي تحمل عنوان: تراجم الصحابة والتابعين في مصادر التراث الإسلامي. وقد قسّم عرضه إلى قسمين:

تكلّم في المحور الأول على عدد من المفاهيم، منها:

مفهوم الصحابة: انطلاقا من تعريف ابن حجر الذي يقول: إن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به، ومات على الإسلام. وقد أكّد الأستاذ بدر العمراني أن الصحابي بالمفهوم المعنوي: هو المرضي عند كافة أهل العلم.

ثم عرّج على تبيان كيف يُعرَّف الصحابي؟ فذكر مجموعة من الضوابط.

بعد ذلك تناول مفهوم التراجم: فذكر أنّ التُّرجمان هو الذي يُترجم الكلام، وقد تتخذ الكلمة معاني وأشكال عديدة، من ذلك: ترجم للمسألة أي عَنْوَنَ لها: مثل عناوين المسائل التي نجدها في كتب الفقه والحديث. وترجم للصّحابة أي عرّف بهم, وأتى بكتاب: سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، كنموذج على ذلك. بعد ذلك أشار الدكتور بدر العمراني إلى أنواع التراجم (ترجمة ذاتية، وترجمة غير ذاتية)، وإلى عناصر الترجمة.

ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى الكلام على مفهوم التراث، فبيّن أنّ أصل الكلمة هو الوراث، ومعنى التراث كل ما ورثناه عن الأسلاف.

ثم شرح مفهوم المصدر: فأشار إلى أنّ هناك نوعين من المصادر: مصادر أصلية، وهي الأولى في أي فن. ثم تأتي في المرتبة الثانية: مصادر فرعية. وبخصوص مصادر الصحابة، يأتي في المقدمة:القرآن، ثم المجاميع الحديثية، ثم كُتب السير والرحلات والدواوين الشعرية، وغيرها

في المحور الثاني من محاضرته، توقّف الدكتور بدر العمراني مع بعض كتب تراجم الصحابة، وعَرَّفَ بمنهجيتها، ومن الكتب التي تناولها بالدرس والتحليل: كتاب: الاستيعاب، لابن عبد البر الأندلسي؛ وكتاب: أسد الغابة، لابن الأثير؛ وكتاب: الإصابة، لابن حجر العسقلاني.

وقد توسّع الدكتور بدر العمراني في تحليل منهج الحافظ ابن حجر ومقاييسه في اختيار الصّحابي، وذكّر أنه مما يعاب على كتابه الاضطراب في الترتيب، وردّ المحاضر السبب في ذلك إلى أن الكتاب وصلنا مسوّدا ولم يبيّضه مُؤَلِّفه.

ثم تناول الأستاذ المحاضر الحديث عن كتاب: الطبقات الكبرى، لابن سعد. وهو مُصنّف في تراجم الصّحابة والتابعين، وبعد ذلك عرض نموذجا لترجمة صحابي، ونموذجا آخر لترجمة تابعي.

وفي ختام محاضرته، تكلّم الدكتور بدر العمراني على مظاهر الترجمة، مؤكّداً على توخِّي الدِّقة والمتانة في صياغة المعلومات، لاسيما وأنّ الصحابة رضوان الله عليهم قد شُهد لهم بالخَيْرِيَة، وبالتالي فينبغي أن تكون تراجمهم خالية من الأشياء المسيئة إليهم وإلى صاحب الرِّسالة السماوية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم
    هل مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين التابع للرابطة المحمدية للعلماء سيتناول فن الترجمة بصفة عامة أم سيقتصر على تراجم الصحابة والتابعين؟

  2. تحية طيبة
    نخبركم بأن المحاضرات التي ستلقى في هذا اليوم الدراسي ستشمل الكلام على تراجم العلماء بصفة عامة فضلا عن تراجم الصحابة بشكل خاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق