مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

رئيس مركز أبي الحسن الأشعري يدعو بطنجة إلى مقاربة علمية للشبهات المثارة حول الصحابة رضي الله عنهم

نوفمبر 27, 2019

من أجل المساهمة في تنهيج التعامل مع الشبه واللُّبوس التي تثار حول الصحابة شارك الدكتور جمال علال البختي ـ رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية ـ في الندوة العلمية التي عقدها مركز عقبة بن نافع الفهري للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين في موضوع “قواعد لرد الشبه المثارة في الفكر الإسلامي: الصحابة- أنموذجا”.

ولتقعيد هذه القواعد التأمت أعمال هذه الندوة من خلال مداخلات ثلاث تمثل المشارب العلمية الرئيسة في مقاربة موضوع الصحابة؛

ـ أولها المشرب الكلامي ـ العقدي ترجمه الدكتور علال البختي في مداخلة بعنوان: “الشبه المثارة حول الصحابة الكرام رضي الله عنهم… من أجل تعامل علمي”.

ـ وثانيها المشرب الأصولي ـ المنطقي صدر عنه الدكتور أحمد مونة (أستاذ الأصول بكلية أصول الدين بتطوان) في مداخلة عنونها بـ”نماذج من حِجاج الصّحابة رضي الله عنهم في بناء الأدلة وتصحيحها”.

ـ والمشرب الثالث حديثي ـ نقدي متح فيه الدكتور بدر العمراني (رئيس مركز عقبة بن نافع) من علوم الحديث ومصطلحه مصفوفة من القواعد في التعامل مع الشبه حول الصحابة وردها.

بخصوص المشرب الكلامي ـ العقدي دعا الدكتور علال البختي إلى ضرورة التعامل العلمي ـ النقدي مع موضوع الصحابة باطّراح التناول الإديولوجي والسياسي جانبا والذي يعتبره من معيقات البحث العلمي في هذا الباب. ومن أجل هذا الغرض عرض المتدخل لأربعة محاور رئيسة تعتبر مدخلا للمقاربة العلمية لموضوع الصحابة:

ـ أولها يهم البعد العقدي في مسلك البحث في موضوع الصحابة؛ وهو موضوع عقدت له أبواب ومباحث في دواوين علم الكلام الأشعري نظرا لخطورة الموقف من الصحابة وإجلاء لمواقفهم من الخلاف المشهور زمن الفتنة الكبرى. في هذا الصدد، حذر المتدخل من خطورة إقحام الصراعات السياسية في تحديد المواقف والأحكام الدينية وإلباسها لباس العقيدة.

ـ ثانيها تخص مسالك علماء الأشعرية في التعامل مع موضوع الصحابة؛ حيث تكاملت مواقفهم رغم تفاوتها إزاء الصحابة بتنزيلهم الصحابةَ المنزلة اللائقة بهم الواردة في نصوص القرآن والسنة بما يستحقونه من الفضل والسبق، حتى إذا تعلق الأمر بالإمامة وجب الفصل بين مباحثها نظرا لطغيان البعد الفقهي عليها وخلطه بمسائل الاعتقاد.

ـ المحور الثالث عبارة عن محاولة لحصر الشبه المثارة حول الصحابة؛ وقد وجد الدكتور جمال أن أغلبها يتعلق باجتهادات فردية لجملة من الصحابة من قبيل الموقف من إكثار أبي هريرة من الروايات والمواقف المثارة حول الخلافة زمن أبي بكر، وخلاف علي وعائشة أم المؤمنين بعد مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنهم جميعا، وغيرها من الأمور المسجلة تاريخيا.

ـ وأما المحور الرابع فقد قعد فيه المتدخل قواعد سبعة جعلها بمثابة المعايير العلمية التي ينبغي انتهاجها أو استثمارها في التعامل مع الشبه المثارة حول الصحابة، وهي:

  • ضرورة تحديد المصطلحات والمفاهيم، وخاصة تلك المتعلقة بمفهوم فضل الصحابة والعدالة والعصمة.
  • المضي في تمحيص الشبه الواردة في أحداث الفتنة بين الصحابة رواية وتاريخا.
  • اتخاذ مواقف للرد على هذه الشبه بالنظر إلى بطلان حجتها.
  • الرد على هذه الشبه بالنظر إلى واقع الصحابة البشري، باعتبار فردانية اجتهاداتهم وفق ظروفهم المحكومة بشروط زمانهم.
  • استحضار النزاهة والموضوعية وتقديم المبادئ على الأشخاص؛ فالعبرة بالفكرة لا بقائلها وبالحكم لا بمقرره.
  • الاحتراز في الرد على الشبه بالنظر إلى الصراعات الإيديولوجية التي طغت على الوضع التاريخي لتلك الفترة.
  • الانتباه إلى تعقد تحليل أحداث الفتنة وما صاحبها من مواقف متباينة.

وقد ختمت أشغال هذا اليوم الدراسي بفتح باب المناقشة للحاضرين من أجل إغناء النقاش مع الأساتذة المتدخلين، وبعد الاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم، رفعت أعمال هذه الندوة بدعوة الحاضرين إلى حفلة شاي بالمناسبة، وقد تزامن مع هذا الحدث تنظيم معرض لمنشورات الرابطة المحمدية للعلماء من طرف مكتبة التواصل بتطوان.

يُذكر أن هذه الندوة العلمية قد احتضنتها، يومَ الأربعاء 27 نونبر 2019، مكتبة عبد الله كنون الحسني بطنجة وأشرف على تسييرها الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق