د.عبادي يدعو بفيينا إلى تعبئة الجهود وتمنيع الناشئة ضد خطابات الكراهية

أكتوبر 30, 2019

دعا فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، إلى الاشتغال على الجانب الوقائي بغية تمنيع ناشئتنا ضد كل أشكال خطاب الكراهية، وذلك في افتتاح أشغال المؤتمر العالمي حول"دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات  "كايسييد"، بالعاصمة النمساوية، فيينا، يومي 30 -31 أكتوبر الجاري.

وأوضح الدكتور  أحمد عبادي، في الكلمة التي ألقاها باللغة الانجليزية، أمام أزيد من 200 من القيادات وممثلي المؤسسات الدينية والجهات الحكومية الفاعلة في المجال وممثلي المنظمات الدولية والمدنية، إضافة إلى إعلاميين ونشطاء بوسائل التواصل الاجتماعي وخبراء دوليين، )أوضح(، أن " التمنيع يبدأ من خلال منح "أحلام جميلة"، وواقعية، و وظيفية للشباب، الذين لا يتواجدون فقط في المؤسسات التعليمة، بل يتعاملون في حياتهم اليومية، مع فضاءات افتراضية،وشبكات التواصل الاجتماعي، بشكل تكونت لديهم شخصياتهم "الخيالية"، و "الملهمة من "ملوك" و"أميرات".

وفي هذا الصدد، أكد السيد الأمين العام على ضرورة الانكباب الآني، والاشتغال على الجانب الإبداعي، في هذه الفضاءات الرقمية الجديدة، حماية للناشئة من كل أشكال خطابات الكراهية"، داعيا الحاضرين من الأكاديميين، والقيادات الدينية، والإعلاميين، ومنظمات المجتمع المدني، إلى التوقف عن النظر الى مجتمعاتنا كـ"تكتلات"، وتجمعات بشرية، بل يتعين النظر اليها، يردف الدكتور عبادي، "كتجمعات مختلفة  تتشكل من المراهقين، المؤثرين، الأطفال، اليافعين، الشباب، العائلات، التي لها انتظاراتها الخاصة، ووسائل التعامل معها".

تلبية انتظارات هذه الشرائح الاجتماعية المختلفة، يشير فضيلة السيد الأمين العام، يتطلبالاعتناء، والاشتغال على الأبعاد المضمونية الرقمية بشكل إبداعي خلاق، وبنظرة وظيفية"، مبرزا في هذا الصدد أهمية اتقان فن اللعب مع الأطفال، والانصات لهم، وهو الجانب، الذي يتم اغفاله في عدد من المجتمعات، يردف الدكتور عبادي"، داعيا في الآن ذاته، القيادات الدينية إلى مزيد من الانفتاح على المجتمع في التعاطي مع ضحايا خطاب الكراهية.

إن مناهضة خطاب الكراهية، يصيف الدكتور عبادي، يحتاج أيضا إلى استعمال ألعاب الفيديو، والرسوم المتحركة، وكل الدعائم الفنية، والرقمية، لتمنيع ناشئتنا ضد كل أشكال خطابات الكراهية، و العمل على بناء حس نقدي وتحليلي لديهم، و كفايات في كيفية التعامل مع الفضاءات الافتراضية، بغية تمنيعهم من السقوط في فخ خطاب الكراهية، وهو ما يتطلب الكثير من الإبداع الخلاق".

ودعا فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في هذا الصدد، جميع الحاضرين، إلى تشبيك العلاقات، والجهود بين الأكاديميين والقادة الدينين، ومختلف الفاعلين، وإكمال بعضهم البعض، والتخلص  من الغرور، و العمل الانفرادي الحادي، الذي لا يعطي ثمارا مرضية، فضلا عن أهمية وضع خطة عمل فعالة، ووظيفية لمواجهة خطابات الكراهية و والطاقات الظلامية المدمرة التي تنفث خطاب الكراهية.

وقال الدكتور أحمد عبادي إن " مناقشة موضوع "مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، ليس مجرد ترف فكري، بل لأنه موضوع وظيفي، يطرح نفسه اليوم بإلحاح، حيث نصرف كل يوم ما لا يقل عن 17 تريون دولار في تسليح أنفسنا، لأننا نخاف من بعضنا البعض، وثلاثة تريون دولار في الإنفاقات العسكرية المباشرة، و14 تريون دولار في الإنفاقات العسكرية غير المباشرة، مما يهدد هذه الأرض "الأم"، التي تحتاجنا ونحتاجها.

ويعرف هذا الحدث، الذي ينظمه على مدى يومين مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشاركة 200 من القيادات وممثلي المؤسسات الدينية والجهات الحكومية الفاعلة في المجال وممثلي المنظمات الدولية والمدنية، إضافة إلى إعلاميين ونشطاء بوسائل التواصل الاجتماعي وخبراء دوليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق