أكد فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، يوم الأربعاء 8 أبريل بواشنطن، أن المقاربة المتعددة الأبعاد التي وضعها المغرب لمكافحة التشدد الديني والتطرف تسعى إلى تفكيك منهجي للأطروحات الضالة للجماعات الإرهابية.

واعتبر الدكتور أحمد عبادي، خلال جلسة نقاش حول موضوع “مساهمة المغرب في مكافحة التطرف العنيف بإفريقيا والشرق الأوسط” نظمت بمقر مجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، عشية انعقاد الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، أن “مقاربة المغرب تستمد قوتها ووجاهتها من المبادئ والتعاليم الأصيلة للإسلام، مع الأخذ بعين الاعتبار النص والسياق، بعيدا عن أي استغلال سياسوي”.

وأوضح فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في هذا اللقاء الذي بث مباشرة على القناة الأمريكية (سي سباين)، أن الطابع الشامل لاستراتيجية المغرب في مجال مكافحة التطرف الديني يستهدف منابع التطرف، عبر إنتاج “أنزيمات فكرية” قادرة على تحصين المجتمع ضد “أجراس الموت”.

وقال الدكتور عبادي إن تناسق وتماسك هذه المقاربة “الواقعية” يرتكز في المقام الأول على الدور المحوري لمؤسسة إمارة المؤمنين والخيار “المبكر جدا” الذي قامت به المملكة منذ عدة قرون لاتباع المذهب المالكي، الذي يربط بين النص والسياق، وللعقيدة الأشعرية التي تقوم على النص والعقل، والصوفية التي تدعو إلى الروحانية والعمل الإيجابي على أرض الواقع.

كما أوضح الدكتور أحمد عبادي أن المغرب ينكب بجد على تجفيف المنابع التي تغذي الخطاب المتطرف، مشيرا في هذا الصدد إلى إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تشجيع وتعزيز الولوج إلى الفرص الاقتصادية بمجموع التراب الوطني، خاصة في صفوق الشباب، بهدف توفير مناخ متسامح يساعد على الاندماج.

في هذا السياق، أبرز فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن التجربة المغربية في مجال مكافحة التطرف العنيف أصبحت منذئذ نموذجا “بناءً وناجحا” لبلدان القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن خبرة المملكة المغربية في مجال تكوين الأئمة أصبحت مرجعا لعدد من البلدان بالعالم.

من جهة أخرى، دعا الدكتور أحمد عبادي إلى تضافر الجهود على المستوى الإقليمي من أجل إنتاج مضمون قادر على فضح زيف الخطاب المتطرف، مع استكشاف الإمكانيات غير المحدودة التي تتيحها الوسائط الإعلامية الجديدة والصناعات السينمائية بهدف نشر وإشاعة قيم الإسلام المنفتح والمتسامح والقبول بالآخر والعيش المشترك.

وشدد فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على أن هذه المقاربة تتماشى مع الابتكار وتجديد الخطاب، مع الارتكاز على علم وأصالة العلماء، الذين يعتبرون بمثابة سلطة في مجال خبرتهم.

واعتبر الدكتور أحمد عبادي خلال هذا اللقاء، الذي سيره مدير مركز (أفريكا سانتر) التابع لـ(أطلانتيك كاونسيل)، السيد بيتر فام، أن اللجوء إلى هذه الكفاءات أصبح ضرورة من أجل النهل من المبادئ الأصيلة للإسلام.