مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

الندوة الدولية “صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي .. كيف السبيل إلى الخروج من الصور النمطية؟”

 

بشرى لغزالي


 

 

نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية بالتعاون مع مجلس الجالية المغربية في الخارج يوم 21 ماي 2014 ندوة دولية بعنوان “صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي .. كيف السبيل إلى الخروج من الصور النمطية؟“، لمناقشة مسؤولية الإعلام في انتشار مجموعة من الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في أوروبا التي تعيش فيها نسبة مهمة من الجالية المسلمة. وعرف هذا اللقاء مشاركة عدد من الباحثين المغاربة والأجانب، في جلستين علميتين تلاهما نقاش أغناه الحضور الذي برز فيه طلبة دار الحديث الحسنية المغاربة والأجانب.

افتتح الجلسة العلمية الأولى الصحافي والكاتب الفرنسي “كلود أسكولوفيتش”، الذي تحدث عن وضع المسلمين في المجتمع الفرنسي الذي يعرف تنوعا في مكوناته، وانتقد النموذج الإيراني الذي يفرض على النساء ارتداء الحجاب. كما توقف عند وضع المسلمات في فرنسا اللواتي يتعرضن للعنف بسبب حجابهن ويُمنعن من ارتداء البرقع، وأشار إلى وجود رغبة لدى الفرنسيين لكي يسود في المجتمع التسامح وتقبل الآخر.

وحاول المشاركون أيضا فهم الخطاب المتعلق برفض الإسلام عبر تطرق الأستاذ رشيد إد ياسين، من جامعة بربينيان فيا دومتيا بفرنسا، إلى استعمال المؤسسة الإعلامية مصطلحات بعينها كالحجاب والجهاد والشريعة لإعطاء صورة قدحية عن الإسلام دون أن يحاول المتلقي فهمها، مما يجعله يرفض الإسلام عبر رفض المسلمين. كما أن الصور التي يروجها الإعلام الغربي تجعل الإسلام مرادفا للانغلاق وعدم الاندماج في المجتمع، وتجعل من المسلم العدو اللدود. كما تمكن الإعلام من جعل الشريعة والعدل في ذهن المتلقي مفهومين متناقضين، عبر اعتماده على الخطاب الإعلامي والخطاب الإيديولوجي والخطاب القانوني السياسي.

وطُرحت في هذه الندوة أهمية الإحصائيات، التي تُصدر فرنسا عددا كبيرا منها في السنة، ودورها في توجيه الرأي العام إعلاميا والتأثير عليه في سبيل التخوف من الإسلام ورفضه باعتباره تهديدا على المجتمع. لكن السبب الحقيقي وراء هذا المسعى في نظر السيد عبد الرحمان غريوة، أستاذ بدار الحديث الحسنية، هو فشل سياسات الهجرة في تحقيق أهدافها. وبما أن المرأة المسلمة تُستغل في الإعلام الغربي وتُستهدف لترويج مجموعة من الصور النمطية عن الإسلام، تطرقت الأستاذة مليكة حميدي، المديرة العامة للشبكة الأوروبية الإسلامية ببروكسيل، إلى صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي باعتبارها تلك المرأة الملتحفة بالتشادور وغير الفاعلة والتابعة والخاضعة، في حين يُغض الطرف عن أولئك النساء المسلمات المستقلات والفاعلات اللواتي يردن التحدث عن مشاكلهن الحقيقية. فالإعلام يضخم القضايا التي تخدمه ويوجهها لخدمة أغراضه، مما أدى في رأيها إلى غياب الثقة بين المسلمات في الغرب والإعلام الغربي.

كما يتحمل المسلمون، حسب مداخلة الأستاذ فريد العسري من الجامعة الدولية بالمغرب، جزءا من مسؤولية انتشار هذه الصور النمطية نظرا لخلطهم بين الدين والتقاليد. كما أن الصور النمطية التي تربط الإسلام بالعنف والجنس لم تتغير منذ قرون لأن الفكر لم يتغير من حيث العمق ولأن الغرب لم يستعد على المستوى المؤسساتي لوجود المسلمين بينهم. فوجود الإسلام في الغرب يعيد النظر في الهوية الأوروبية. وشملت المواضيع المطروحة في الندوة أيضا أسباب ظهور الصور النمطية عن الإسلام في الإعلام الغربي كالخوف من انتشار الإسلام، وظروف تطورها من خلال مداخلة الأستاذة بشرى شاكر من دار الحديث الحسنية.

واختُتمت الندوة بكلمة مدير دار الحديث الحسنية، السيد أحمد الخمليشي، داعيا إلى ضرورة الجدال بالحسنى لأنه يطفئ نار الغضب ويسمح بنفوذ الرأي إلى العقول المستنيرة، وإصلاح السلوك الشخصي وتوجيه الخطاب الديني. كما أشار إلى مسؤولية الجيل الثالث في البلاد الغربية في مواجهة الصور النمطية السائدة عن الإسلام وصعوبة مهمتهم التي يمكن أن تتم بنجاح إذا تضافرت جهودهم.

 

 

نشر بتاريخ: 22 / 05 / 2014

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الحسم
    من اسبانيا تحياتي اعانكم الله و السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق