مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

الندوة الدولية: “ريادة النساء الدينية في الإسلام: مقتضيات النص ومعطيات الواقع” . الجلسات

 

 

 

 

 

عرف اليوم الأول من الندوة الدولية العلمية “ريادة النساء الدينية في الإسلام: مقتضيات النص ومعطيات الواقع”، مشاركة 15 باحثا من داخل وخارج المغرب. وقد تميز بإلقاء الشيخ الدكتور أكرم ندوي من جامعة أكسفورد المحاضرة الرئيسية التي حملت عنوان “المحدثات.. كشف الغطاء عن النساء الرائدات في علم الحديث”، تحدث خلالها العالم الهندي عن أهمية ودور بعض النساء المسلمات في التدوين والرواية والحديث، مؤكدا أن علماء كبار في تاريخنا الإسلامي أخذوا عنهن هذه العلوم. وذكر الشيخ أكرم أنه أشرف على كتابة موسوعة علمية تضم 57 مجلدا حول حياة العالمات المسلمات في الحديث والتاريخ الإسلامي، كما قام بتأليف وترجمة ما يزيد على 25 مجلدا في اللغة والفقه والقرآن والحديث.

 

وفي إطار الجلسة الأولى من المؤتمر تحت عنوان “الريادة النسائية في الإسلام: المنظور التاريخي”، تحدثت الباحثة الباكستانية السيدة أسماء السيد، مديرة برنامج الدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، عن موضوع “النساء والمعرفة الدينية في التاريخ الإسلامي”، حيث استعرضت لمحة تاريخية لنماذج تعكس مشاركة النساء في هذا المجال. تبعتها مداخلة الأستاذة زهراء ناجية الزهراوي، عضو المجلس العلمي المحلي لمدينة مراكش، تناولت فيها موضوع “”الحضور الإسلامي بصيغة المؤنث.. مقاربة تاريخية” حيث قدمت مقاربة تاريخية لعطاء وإسهام المرأة المسلمة في المجال الفكري والثقافي من اللحظة الأولى للإسلام على جميع الأصعدة. في الأخير تكلمت الدكتورة ماريا تيريزا كونزاليس سانطوس، مؤسسة ورئيسة جمعية التعاون مع دول شرق المتوسط وشمال إفريقيا من جامعة غرناطة بإسبانيا عن “المسلمات والحرب في الأندلس” حيث دعت إلى إعادة النظر في مفهوم الجهاد من منظور مختلف الأبعاد، والذي أرسي في الإسلام على مدى التاريخ.

 

انطلقت أشغال الجلسة الثانية، التي حملت عنوان: “السلطة الدينية والريادة النسائية: بين النص الشرعي والسياق السوسيوسياسي”، بمداخلة للأستاذة والإعلامية والباحثة في مجال الفكر الإسلامي وبناء مناهج المعرفة الفقهية والدرس القرآني، السيدة فاطمة سالم، تحت عنوان “حول الأهلية النسوية وفقه الوظائف والأدوار” قدمت فيها مقاربة نقدية لمؤسسات التنشئة الاجتماعية في علاقتها بالنص القرآني المعتمد مصدرا ومرجعا لتحديد التصور الاجتماعي وأنماط السلوك بين أفراده. مباشرة، تقدم الدكتور عبد السلام طويل، الباحث ورئيس تحرير فصلية “الإحياء” الصدارة عن الرابطة المحمدية للعلماء، بعرض تحت عنوان “المسألة النسائية في الفكر الإسلامي الحديث.. محمد بن الحسن الحجوي وعلال الفاسي مثالا”، عرض فيه التأسيس المعرفي والتاريخي لموضوع المسالة النسائية في فكرنا الإسلامي الحديث عموما، وفكرنا المغربي الحديث خصوصا، مبينا أنه لا يمكن الحديث عن الريادة الدينية للمرأة قبل التأصيل لمنظومة حقوقها في التصور الإسلامي ثقافيا واجتماعيا.

 

في الجلسة الثالثة بعنوان “المعرفة الدينية وأهلية النساء لتفسير النصوص المؤسسة”، انطلقت الدكتورة فريدة زمرد، الأستاذة المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن بمؤسسة دار الحديث الحسنية، في سبر أغوار قضية المشاركة النسائية في إنتاج المعرفة والمعرفة الدينية خاصة حيث أبرزت أنه رغم الغياب الكبير للنساء يصعب إثبات نظرية المؤامرة والإقصاء المتعمد، بسبب النزعة الذكورية، فقد كانت هناك نماذج -رغم قلتها- شاهدة على أهلية وقدرة النساء على التفسير سواء بنزعة تقليدية أو تحررية. تناولت بعدها الدكتورة منجية السوايحي، الكاتبة وأستاذة التعليم العالي بجامعة الزيتونة، الكلمة حول ” عنوان “أهلية النساء لتفسير النصوص الدينية. تفسير القرآن”، لتتحدث عن ثلاثة محاور أساسية، الأول حول العلم والمعرفة حق للمرأة والرجل على قدم المساواة، والثاني حول التفسير كعلم قائم بذاته وله شروط تشمل الرجل والمرأة، والمحور الثالث بعنوان المرأة مفسرة للقرآن الكريم. الدكتورة عائشة الحجامي، أستاذة جامعية بكلية الحقوق بفاس ومراكش شعبة القانون العام، أكدت في مداخلتها التي حملت عنوان “مسألة تولي النساء للولايات العامة.. قراءة في حديث “لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”، أن للفقهاء وعلماء الأصول آراء نيرة ورائدة على مستوى مناهج التأويل وآلياته في العديد من القضايا، غير أن الملاحظ، أنه عندما يتعلق الأمر بالقضية النسائية غالبا ما يتم تغييب تلك المناهج وتحضر بدلها المواقف والتأويلات المبنية على العادات والتقاليد السائدة أكثر منها عل روح الشريعة الإسلامية ومقاصدها. في الختام، سلط الباحث والأستاذ الموريتاني الدكتور محمد السالك محمد فال عمر الضوء على الحاجة إلى مقاربة قرآنية اقترحها علماء مسلمون مثل فازلور رحمان ومحمد عابد الجابري ومحمد أركون، مستفسرا عن السبب وراء هروب عائشة بنت الشاطئ إلى التفسير الموضوعي، في مداخلة بعنوان “إعادة التفكير في القوامة.. تقييم قرآني لرؤى المفسرات المعاصرات”.

 

الجلسة الرابعة والأخيرة من جلسات اليوم الأول، افتتحت بمداخلة للباحثة البلجيكية لاورا مارتين بعنوان “ريادة النساء في الإسلام: عبر الزمان والمكان، اقترحت من خلالها إعادة النظر في المفهوم الأرثودوكسي والاقتراب من مسألة الريادة النسائية من خلال منظور اجتماعي وسياسي، موضحة أن المرأة عانت كثيرا من أجل تبوء مكانة مهمة في الريادة الروحية والدينية داخل الديانات الإبراهيمية الثلاث. واختتمت مداخلات اليوم الأول بمداخلة الدكتورة نادية الشرقاوي، الباحثة بمركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام حول موضوع: “خبرة تواجد المرأة المغربية في المناصب العليا في المؤسسات الدينية” تسائلت وتساءلت من خلالها عن موقع المرأة من الإصلاح الديني، وكيف يتوزع تواجدها وحضورها في المؤسسات الدينية، وهل هذه الجهود المبذولة كافية لمواجهة تحديات العصر؟

 

في اليوم الثاني، وفي إطار الجلسة الخامسة بعنوان “المسلمات والريادة الدينية في المجتمع: نماذج حية. شهادات”، تكلمت السيدة لبتول بنعلي أول خريجة في مؤسسة دار الحديث الحسنية، حصلت على شهادة التخرج في علوم القرآن سنة 1974، عن تجربتها من خلال مواقف كان لها ما بعدها وعن شجاعتها وجرأتها في اتخاذ قرارات هامة وعن التطور الإيجابي والسريع ومراكز القرار التي تنتظر الرائدات. وفي سياق آخر، تناولت رئيسة معهد أم المؤمنين عائشة للتكوين الشرعي ورئيسة المجلس الإداري لمنتدى الزهراء، موضوع تجربتها الشخصية في الحركة الإسلامية وانتقالها إلى المساهمة في المجتمع كفاعلة نسائية ثم موقعها كمديرة تأهيل الأطر النسائية. ثم جاء الدور على السيدة حنان كريمي، طالبة الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ، للحديث عن تحدي نساء فرنسا في المساجد من أجل تأكيد تواجدهن بجانب الرجل في أماكن العبادة بدون تمييز أو تفاضل. في مداخلة أخرى، وفي إطار التعريف بدور المرشدات الدينيات في المغرب في تأطير الشأن الديني، تحدثت المرشدة الدينية بعمالة الصخيرات تمارة، إلهام عسميري، عن تجربتها وعن آفاق حضور المرأة في عملية الإرشاد من منظور ديني. من المغرب انتقل الحديث عن أفغانستان في إطار التعريف بشخصية رائدة وملهمة اسمها جميلة أفغاني، قام الباحث بمركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، إلياس بوزغاية، بعرض تجربتها من خلال كونها كسرت الصورة النمطية السائدة عن المرأة، وكونها ربطت نور العلم بنار العمل، بجانب تطورها لمنهج التفكير عالميا والعمل محليا. في الأخير، قامت الباحثة بنفس المركز، سمية شكروني، بتقديم عرض حول إحدى العالمات المغربيات المعمرات _السيدة بهية القطبية_ التي استطاعت أن تجمع بين التجوال والترحال في مرحلة عمرية ثم البذل والعطاء في مرحلة أخرى عرفت إسهاما وتأثيرا كبيرا لها على جيل كامل.

 

 

نشر بتاريخ: 12 / 11 / 2015

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق