المنهج النّقدي عند الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
نظم مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء, في إطار أنشطته العلمية والفكرية, أشغال الحلقة (15) À partir de منتدى الدراسات القرآنية , في موضوع : «المنهج النقدي عند الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن » , من تأطير فضيلة الدكتور رشيد العلمي, أستاذ التعليم العالي بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية.
افتتح هذا اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم, تلتها كلمة رئيس مركز الدراسات القرآنية فضيلة الدكتور محمد المنتار , أعرب في بدايتها عن شكره لفضيلة الدكتور رشيد العلمي , على تشريفه بالحضور إلى المركز, في إطار حلقات منتدى الدراسات القرآنية التي ينظمها المركز, والتي يستضيف فيها مجموعة من الأساتذة المختصين في الدراسات القرآنية, والمهتمين والمدرسين والباحثين في هذا المجال, مشيرا إلى أن هذه حلقة أخرى خاصة بعلم من أعلام الدراسات القرآنية بمدرسة الغرب الإسلامي - المدرسة الأندلسية وهو الإمام القرطبي (671 ه ت), بعنوان: «المنهج النقدي عند ا لإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن ».
وفي مستهل كلمته عبر فضيلة الأستاذ المحاضر الدكتور رشيد العلمي , عن سعادته بهذه الاستضافة الطيبة بمركز الدراسات القرآنية, وقد تناول فضيلته بالدرس والتحليل موضوعه: «المنهج النقدي عند الإمام القرطبي (ت 671 ه) في تفسيره الجامع لأحكام القرآن» , من خلال جملة من المحاور, وقد تركّزت في مجملها حول الأمور الآتية:
أولا: التّعريف بالإمام القرطبي وبتفسيره «الجامع لأحكام القرآن».
انيا: النّقد التفسيري وعوامل بناء شخصية الإمام القرطبي الناقدة.
الثا: منهج الإمام القرطبي في نقد التّفسير.
وبعد أن تطرق بإيجاز لعناصر محوره الأول, انتقل فضيلته للحديث عن النقد التفسيري من حيث مفهومه, ومحطاته الكبرى التي مر منها منذ البدايات الأولى إلى عصر الإمام القرطبي, ثم ساق جملة من العوامل والمؤثرات والدعائم التي ساهمت في يناء شخصية الإمام القرطبي الناقدة, أهمها وأولاها: القرآن الكريم ، وثانيها: علوم الحديث وثالثها: تفاسير القرآن الكريم.
وبخصوص المحور الالث ،،قدَ إإطي ن
الأولى: تحدث فيها عن منظومة الأدوات النقدية النقلية , وأهمها: القرآن الكريم, والحديث النبوي الشريف, وقول الصحابي, وعن الأدوات النقدية اللغوية , ومنها: مقتضى اللغة والمعنى, والعرف اللغوي, وتقارب المعاني, وإجماع النحاة وغيرها, وعن الأدوات النقدية الأصولية , ومنها: القواعد الفقهية, والفتوى, والإجماع, واعتبار أصول الشريعة, والتمسك بالعموم, وفساد القياس المقابل للنص وغيرها, وتحدث عن الأدوات النقدية المختلفة , مثل: إجماع أهل التأويل وأهل الشرائع وأهل السنة, ومثل: ما وقع في التاريخ وجاء في الإنجيل, ومثل: المعرفة بخريطة المدينة و هندسة بُيوتات الصّحابة ومثل: مبادئ الطب ، وغيرها.
والثانية: تحدث فيها عن منظومة الأدوات النقدية الترجيحية , وذكر منها المرجحات النقدية النقلية : كالترجيح بالقرآن, والترجيح بالسنة, والترجيح بقول أو عمل الصحابي, وغيرها, و المرجحات النقدية اللغوية : كالترجيح بمعاني مفردات اللغة العربية, والترجيح بالنحو, والترجيح بالمجاز, وغيرها, و المرجحات النقدية الأصولية : كالترجيح بالعموم, والترجيح بالنص, والترجيح بالظاهر, وغيرها, æ المرجحات النقدية المختلفة : كالترجيح بما هو مشاهد في الوجود, والترجيح بالحدث التاريخي, والترجيح بإجماع الأمم, والترجيح بقول المتصوفة, والترجيح بما علي أكثر العلماء, وغيرها, ثم ختم ببعض النماذج من التفسير, التي وظف فيها الإمام القرطبي آليات وأدوات ترجيحية مختلفة .
وعرف اللقاء جملة من التعقيبات والتوجيهات والإضافات العلمية, كان أبرزها: التأكيد على ضرورة استثمار هذا المنهج لاستخلاص واستبانة معالم الأصول النقدية في التفسير , وضرورة استكمال الأبحاث الدراسات بخصوص التفاسير الأندلسية الأخرى, وتفاسير مدرسة الغرب الإسلامي, وعند مختلف المفسرين عموما; للكشف عن الآليات والأدوات النقدية في التفسير .
وفي الختام, جدد فضيلة الدكتور محمد المنتار شكره لفضيلة الأستاذ المحاضر , ضيف هذه الحلقة من منتدى الدراسات القرآنية, وللسيدات والسادة الباحثات والباحثين الكرام, لتفاعلهم الهادف, وأعلن عن قرب إصدار كتاب فضيلة الدكتور رشيد العلمي , وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه, بعنوان: «المنهج النّقدي في تفسين