الرابطة المحمدية للعلماء

الرابطة المحمدية تنظم ورشات تكوينية من أجل تحصين رقمي آمن للناشئة

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء بمقرها بالرباط، أول أمس السبت 3 مارس الجاري، ورشات تكوينية متخصصة حول موضوع “الناشئة والشباب في المصفوفة الرقمية المعاصرة”، وذلك في إطار مشروع “اشراق” الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة مع منظمة اليونيسيف، وبدعم من السفارة اليابانية، والرامي الى تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال في صفوف الناشئة.

وأكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في مستهل هذا اللقاء، أن التغيير الكبير الذي طرأ في المصفوفات المعاصرة بفعل التطور التكنولوجي أثر بشكل واضح على الأبعاد التواصلية بين البشر، وعلى طرائق الوصول الى المعلومة وكذا طرائق بناء الخطاب، وعلى مناهج التحليل وتخزين المعلومة والتوظيف.

الدكتور عبادي شدد على أهمية امتلاك ناصية التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال لمعرفة آليات التعاطي مع انتظارات وانشغالات الناشئة، مشيرا الى أن “الكبسولات الرقمية التي قد تتعدّى مدّتها الزمنية دقيقة واحدة أصبحت أكثر قوّة وتأثيرا في إيصال المعلومة، وهو ما يطرح تحدّيات جديدة أمام مختلف الفاعلين، ينبغي العمل على كسْبها، في ظل إدراك الناشئة أنّ الوصول إلى المعلومات عبر الوسائط الحديثة أضحى أكثر يسرا من المصفوفات القديمة، وبشكل غايةٍ في السرعة”.

و لافت فضيلة السيد الأمين العام  الانتباه الى أهمية أن يتأقلم الخطاب التربوي وفعْلُ التأطير وفعلُ التواصل وفعْل الإبداع مع مقتضيات ومُستلزمات المصفوفات الرقمية الجديدة، من أجل مواكبة العصر ومستجداته، ومقتضيات السياق الراهن”، مبرزا في هذا الصدد أن الوصول إلى هذه الغاية يتطلب استبانَة معالمِ الإشكال أوّلا، أي معرفة العوائق التي تحول دون الاستفادة الإيجابية من المصفوفات الحديثة، ثم تمليك الناشئة واليافعين مهارات التعامل الإيجابي مع الشبكة الرقمية ليستفيدوا منها من جهة، ومن جهة ثانية ليكونوا مؤثرين إيجابيا على نظرائهم بما يعود بالنفع على مجتمعهم وذلك في اطار مقاربة “التثقيف بالنظير”.

من جانبها، أكدت ممثلة منظمة اليونيسيف في المغرب، ريجينا دو دومينيسيس، أن “التحوّل الرقمي الذي يشهده العالم ينبغي أن يُؤخذَ بعيْن الاعتبار؛ ذلك أنه تترتّب عنه جُملة من التحديات، على رأسها أنَّ الجيل الحالي أضحتْ تربيته أكثر صعوبة، خاصة وأنَّ ثلث مستعملي الشبكة الرقمية هم من اليافعين والشباب”.

وأضافت المتحدثة أن 4 على 10 من الشباب في المغرب يستقون معلوماتهم من الشبكة العنكبوتية، مشيرة إلى أنَّ هؤلاء الشباب لم يعودوا مستهلكين فقط، بل فاعلين أيضا، ما يعني أنَّهم أصبحوا مؤثرين. ولفهْم حاجياتهم، تردف ذات المتحدثة، يجب على الفاعلين التربويين الإلمام بالتقنيات الجديدة. للإعلام والاتصال.

وتروم هذه الورشات التكوينية الخروج بتوصيات قابلة لأجرأتها على شكل دليل المواكبة من أجل مضمون آمن وأمان رقمي لفائدة الأطفال واليافعين والشباب.

الدليل يروم توفير دعامة تأطيرية للورشات من أجل ابحار رقمي آمن ومفيد، وتحسيس الأطفال بتبعات وآثار استعمالهم للإنترنت الآن وبعد 20 سنة، الى جانب اشراك الناشئة في بلورة رؤيتهم للإنترنت في المستقبل، وتمليكهم كفايات في كيفية الاستعمال الراشد لوسائل التواصل الاجتماعي.

وتشمل أبعاد المواكبة: بعد الهندسة الالكترونية والتحريك، بعد الآداب والفنون، بعد علوم الدين، بعد الاعلام والاتصال، وبعد الهندسة التكوينية، وذلك تحت اشراف خبراء في ميدان تخصصهم، يستفيدون من دورات وورشات تكوينية متخصصة.

المحجوب داسع
    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق