وحدة المملكة المغربية علم وعمران

التقرير العام عن ورشة الإسلام والعلم

 

في إطار أشغال التكوين التي تضطلع بها مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء، نظمت وحدة علم وعمران ومركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية بشراكة مع جامعة باريس متعددة التخصصات ورشة علمية في موضوع:

                      «الإسلام والعلم»     

تحميل برنامج الورشة

وذلك أيام الجمعة والسبت والأحد: 09 ـ10 ـ11 رجب 1435 هـ الموافق09 ـ10 ـ11 مايو 2014م

وقد أطرها ما يزيد عن ثمانية أساتذة من داخل المغرب وخارجه، وشارك فيها ما يزيد عن 30 باحثا من المغرب وخارجه.


انطلقت ـ بحمد الله تعالى ـ أشغال هذه الورشة العلمية مساء يوم الجمعة 09 مايو 2014م على الساعة السادسة مساء بعرض شريط وثائقي مدته ساعة واحدة حول موضوع “العلاقة بين العلم والإسلام“تضمن مقابلات مع مفكرين وعلماء من بينهم حائزون على جائزة نوبل.

السبت10 رجب 1435هـ الموافق 10 مايو 2014م

كان افتتاح اليوم الثاني للملتقى بحضور السيد الأمين العام المساعد للرابطة المحمدية للعلماء فضيلة الدكتور أحمد السنوني والسيد وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار.

 

استهل الدكتور أحمد السنوني الأمين العام المساعد للرابطة المحمدية للعلماء كلمته بتوجيه الشكر إلى الجهات المنظمة للدورة العلمية، والتحية للمشاركين، وأكد أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو الإسهام في حل الإشكاليات المتعلقة بعلاقة الإسلام بمختلف العلوم، وتبيان كيف أسهم المسلمون عبر التاريخ في العديد من الاكتشافات العلمية، مشيرا إلى أن الرابطة المحمدية للعلماء أبت من خلال تنظيم هذه الورشة العلمية إلا أن تسهم في بسط أهم الإشكاليات المتعلقة بعلاقة الإسلام  بالعلم.

وأضاف الدكتور السنوني أن حاجز الخوف هو الذي يجعل الإنسان يتجنب الغوص في البحث العلمي، واكتشاف الثقافات والعلوم الأخرى، مشيرا إلى أن من بين شروط تقدم المسلمين هو ضرورة تحررهم من الخوف مع الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية، والإلمام باللغات الحية للإسهام بشكل فاعل في تاريخ العلوم، ملفتا النظر إلى أن هذه الورشة العلمية ستشكل فرصة لوصل الماضي بالحاضر، من خلال تسليط الضوء على أهم الاكتشافات العلمية، التي برز فيها المسلمون واستشراف المستقبل.

من جهته أكد وزير التربية الوطنية السيد رشيد بلمختار بأن إتقان اللغات الحية أضحى اليوم يكتسي ضرورة قصوى، حيث إن تفتح الذهن مرتبط بمعرفة اللغات الأجنبية، للتمكن من الاطلاع على مجمل الاكتشافات العلمية، والمقالات التي يعج بها الفضاء الالكتروني، والتي يستحيل ترجمتها بشكل كامل، بالنظر للزخم الكبير لهذه المقالات التي تتجاوز أكثر من 300 مليون مقالة يوميا في تخصصات العلوم البحتة.

وعرج السيد الوزير في كلمته على العديد من الاكتشافات العلمية في ميادين هندسة الطيران، و علوم الفضاء، وكيف أن العديد من الأشياء أصبحت في حاجة للتفسير العلمي الدقيق، والتي يقف الإنسان أحيانا مشدوها تجاه نتائجها.
كما أشار وزير التربية الوطنية وهو يستعرض نماذج من الاكتشافات العلمية في ميدان الطب مثلا، مضيفا أنه يحدث أن يقف الإنسان في أحايين كثيرة مشدوها، فينطلق في طرح التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاكتشافات مجرد صدفة، في حين أنها ناتجة بالأساس عن اكتشافات علمية دقيقة غيرت الكثير من البَدَهِيات.

وشدد السيد الوزير على ضرورة بذل المزيد من الجهود لاكتشاف العديد من الحقائق العلمية، حتى تطمئن نفس الإنسان، مع ضرورة الربط بين الدين والعلوم الدقيقة لأنهما يكملان بعضهما البعض ولا ينفصلان، مشيرا إلى أن العلوم لاتقدم تفسيرا لكل شيء مهما تطورت وتسارعت وثيرتها، الأمر الذي يدفعنا في العديد من الأحيان إلى تفسير بعض المعطيات العلمية الدقيقة.

وتساءل الوزير رشيد بلمختار، الذي أبدى اهتماما كبيرا بأشغال الورشة العلمية، حيث حضر أطوارها وتفاعل مع النقاش: كيف تخلف المسلمون من حيث الاكتشافات العلمية، علما أنهم كانوا في القمة وشهد لهم التاريخ الإسلامي بالعديد من الاكتشافات في مجالات الطب، والهندسة، والنبات، والرياضيات؟ كما تساءل أيضا عن السبب وراء تخاصمنا مع العلم وانغلاقنا على أنفسنا، قائلا : «لقد تخاصمنا مع العلم لأننا لم نفتح عقولنا على العلوم الأخرى، التي شهدت تطورات مهمة، ولم نشحذ عزائمنا لتعلم لغات الآخرين، ليتراجع المسلمون وليتخلفوا عن ركب الحضارة». داعيا الجميع إلى الإقبال على تعلم اللغات الحية كالانجليزية والاسبانية والصينية، لأن مستقبل البحث العلمي مرتبط بهذه اللغات مع الاهتمام في الآن ذاته باللغة العربية لأنها تربطنا بالعقيدة، موضحا في هذا المضمار أن المغاربة بإمكانهم النهوض بالعلوم من أجل إيصال حاضرهم بماضيهم الزاهر، حاثا إياهم على إعمال العقل الذي منحه الله لهم.

وفي السياق نفسه أبرز الدكتور جون ستون، رئيس الجامعة المتعددة التخصصات بباريس، أن الحوار بين الحضارات والثقافات أضحى يكتسي أهمية بالغة، فكلما التأم العلماء المسلمين بنظرائهم الغربيين، والمسيحيين إلا وأضحى الحوار أكثر فعالية وقوة، مضيفا أن العاصمة الفرنسية باريس من المزمع أن تحتضن في شهر غشت المقبل لقاء يحضره طلبة مسلمون ومسيحيون لتعزيز جسور الحوار بين الثقافتين الإسلامية والغربية.

وأشار إلى أن هذه الورشة المنعقدة طيلة 3 أيام 09-10-11ماي 2014، بفندق “كولدن توليب فرح” بالرباط، تعد الورشة العلمية السابعة الأحدث في سلسلة ورشات عمل تعليمية سبق أن عقدت في باريس بفرنسا، وكولا لامبور بماليزيا، والجامعية الهاشمية بالأردن، والجامعة الأمريكية في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، وقسنطينة بالجزائر، ولندن المملكة المتحدة، وورشات علمية أخرى من المقرر أن تعقد مستقبلا في دول أخرى.

من جانبه طرح الأستاذ الدكتور جمال بامي، رئيس وحدة علم وعمران بالرابطة المحمدية للعلماء، في كلمته الافتتاحية العديد من التساؤلات التي اعتبرها جوهرية في سياق البحث عن هذه العلاقة الجدلية بين الإسلام والعلم، حيث تساءل عن أسباب وجود تاريخ علمي عريق من الناحية العلمية عند المسلمين، وواقع علمي راهن يتسم بالتخلف والتقهقر، واصفا الأمر بـالتناقض.كما تساءل عن السبيل إلى معانقة التاريخ التليد للحضارة الإسلامية من جديد، محذرا في الآن ذاته من التطاول على العلوم من طرف أناس غير متخصصين، داعيا في الأخير إلى فتح نقاش بخصوص علاقة الإسلام بالعلم يستحضر الجانب العلمي ولايغيبه.

ثم انتظمت عروض الأساتذة المشاركين ومداخلاتهم كالآتي:

الجلسة الصباحية

المحاضرة الأولى: الأفكار المؤسسة والفاعلين الرئيسيين في مجال علاقة العلم بالدين

د. جون ستون (رئيس جامعة باريس متعددة التخصصات)

استهل الدكتور جون ستون محاضرته بالتنبيه على أن تفسير الحياة محكومة بقوانين الصدفة والطفرات العشوائية،ومع تقدم العلم إلى قرون معينة صار العلم يحسب أو يظن أنه يفسر أي شيء، ومع وجود الكون والإسكان والحركات ظهرت أصوات تخالف هذه النظرة الاختزالية وإرجاع المعنى للإنسان والحياة.


ثم ذكر مثالا في علم الأحصاب وهو أن الرهبان في حالة تفكر لا تكون عندهم أي استجابة للمؤثرات الضوئية، وبالتالي صار ما هو انفصال بين ما هو مخي وما هو عصبي.

وأشار إلى أنه من أكبر النظريات التي توصل إليها العلم الحديث هي فرضية أو نظرية «كُودَلْ»، ومختصر هذه النظرية: كل نظام منطقي إنساني يمكن أن يكون متجانسا وإذا اكتمل فإنه يتناقض. كما أن النظرة العلمية القديمة التي كانت اختزالية واستوعبت الحياة والكون حتى ظن الإنسان أنه فهم كل شيء، ووضع الإنسان نفسه مكان الإله لأن العلم اليوم لم يكشف إلا القليل.

كما بين الدكتور ستون أن هناك نهاية للمعرفة الإنسانية في تفسير الظواهر الكونية وضرب مثال بقوس قزح، ونظرية الانفجار الكبير، وأن التطور الهائل في العلوم في هذا العصر قريب من التطور الذي كان في العصر الوسيط إلى عصر الحداثة، وبالتالي فعقل الإنسان عليه أن يكون متصلا بحقائق علمية أخرى فوق التي اكتشفت.

 المحاضرة الثانية: الإسلام والكوسمولوجيا المعاصرة

د. برونو عبد الحق قيدردوني (رئيس المرصد الفلكي ليون)

 

استهل الدكتور محاضرته بالحديث عن الجدلية القائمة بين الوحي والإبداع العلمي مع استحضار الدور الكبير الذي لعبته ترجمة الخلافة العباسية للكتب الإغريقية واللاتينية. وعن الدور الذي قام به علماء الإسلام من خلال النصوص التي ترجموها إلى العربية إذ تعاملوا معها بالتصحيح، وتحذير العديد من النظريات العلمية الجديدة.

 ثم أشار إلى نظرية ابن سينا حول الضرورة ونقد الغزالي له، وعن آراء ابن رشد الذي انتصر لما ذهب إليه ابن سينا باعتبار العلاقة بين النظر الديني والنظر العقلي.

وتناول مسألة السببية؛ ربط السبب بالمسبب لفهم المنظومة الكونية وانتقاد الغزالي لها، وهذا ما يعبر عن عدم استساغة هذه المسألة التي جاء بها أرسطو (Causalité aristotélicienne)، ومن هنا توجه علماء الأمة الإسلامية للبحث في النظام الكوني والتفكر في خلق الله تعالى لفهم هذا الإبداع الإلهي وهو ما يطلق عليه مفهوم “السنة الكونية”.

ثم ذكر التلاقح الذي حدث بين العلماء والمسلمين وغيرهم، حيث نجد أن بعض علماء الغرب اعتمد بعض نظريات ومقولات العلماء المسلمين، ومثال ذلك كوبرنيك (Copernic) الذي اعتمد مقولات ابن الشاطر، ومن بين المبادئ الذي جاء بها Cepernic  بالاعتماد على الدراسات الإسلامية في المجال أن الأرض لا تشغل مركز في الكون، هذا المبدأ سينتقده Broudon Caster .

وبعد هذا انتقل إلى الشق المعاصر لهذه الظواهر الكونية ـ بعد أن أعطى لمحة تاريخية عنها ـ وطرح إشكالية العلم والدين من هذا المنظور ، وتحدث عن بعض المعطيات العلمية كمجرة التبانة، و المسافة بين الأرض والشمس باعتبارها المسافة المثالية التي تسمح بتواجد الماء في حالته السائلة.

إلى جانب هذا ذكر العدد الهائل من الكواكب التي تدور حول النجوم والتي تسمى exoplanètes  ، كما ذكر اكتشاف العديد من les exoterre  في مجرتنا، وتساءل هل هناك من حياة خارج الأرض وتحدث عن العدد الذي يمكن رصده من النجوم بالإمكانيات العلمية المتوافرة والذي يبلغ 1090، انطلاقا من توافر عناصر الحياة كوجود الماء والحرارة والأوكسجين، ليخلص إلى أن آفاق العلم اليوم لا حدود لها، مما يجعلنا ننبهر أمام عظمة مدبر هذا الكون سبحانه.

ثم ختم بنقاط محورية في مداخلته تكمن في أن العلم ملك للإنسانية جمعاء، وأنه أصبح لزاما علينا أن نتوفر على نيولوجيا الطبيعة من الاكتشافات، إذ لا ينبغي بتاتا الحديث عن الاكتشافات العلمية خارج إطار الدين، وكان يؤكد في كل مرة على أن هذه الظواهر الكونية التي لن يفتح العلم إلا جزءا يسيرا من مغاليقها تؤكد على تفرد وعظمة الله عز وجل.

وكان الدكتور قيدردوني بين الفينة والأخرى يحيل على عناوين المراجع المعتمدة والتي يمكن الاستفادة منا للمزيد من المعلومات.

الجلسة المسائية

المحاضرة الأولى: العلم على مر العصور: ما شروط حوار بناء بين العلم والدين

د. جمال ميموني (أستاذ بجامعة قسنطينة بالجزائر)


تحدث الدكتور جمال ميموني في محاضرته عن نوع العلاقة بين العلم والدين ولخصها في النقاط الآتية:

1-      الصراع؛ بمعنى أن الدين مخالف وفي تضاد مع العلم.

2-     الاستقلالية؛ بحيث كل واحد له منهجه وأسئلته الخاصة.

3-     الحوار والتداخل.

4-     الاندماج والتكامل؛ أي تكامل الرؤى والخلط بينهما.

وأشار كذلك إلى أن الإسلام ليست لديه عقدة اتجاه العلم فهو يدعو إلى المعرفة.كما تطرق إلى تعريف العلم وحدوده وخصائصه، من خلال النقاط الآتية:

1-     اللجوء المستمر للتجربة اختصارا للمنهج الاستنباطي والاستقرائي ووضع فرضيات.

2-     التسليط المستمر وتعميم الأشياء.

ومن جهة أخرى أكد أن الاستقراء مشكلة كبيرة في العلوم ومن أكبر مسالك العلم اليوم، وتساءل هل استقراء الأشياء العلمية هي دائما صائبة أم لا؟ وكيف ننطلق بعملية أخذ المعلومات؟ وكيف تصل إلى الافتراض أي الفرضية؟ وهل الافتراض صائب وموافق للتجربة؟

المحاضرة الثانية: عناصر تحليلية للفكر العلمي بالغرب الإسلامي: حالة علم الزراعة وعلم النبات الطبيأنموذجاً

د. جمال بامي (مدير وحدة علم وعمران بالرابطة المحمدية للعلماء)


استهل الدكتور جمال بامي محاضرته بالإشارة إلى أن علم الزراعة وعلم الطب من أكثر العلوم تعبيرا عن العلاقة بين العلم والدين،ثم قسم الموضوع إلى قسمين:

القسم الأول: الفلاحة

–           من رواد هذه المدرسة ابن بصال الطليطلي من رجال القرن الرابع الهجري، يشكل أول محاولة علمية تجريبية متكاملة الأبعاد في الثقافة الإسلامية وأول من ألف في علم الزراعة بشكل مستقل «القصد والبيان».والمهم في تجربة هذا العالم أنه سيخلق سلسلة من الأقطاب في المغرب والأندلس سيشكلون مدرسة فلاحية من بداية القرن 11م إلى القرن 12م.ثم خلفه تلميذه الطُّغْنُري فألف كتاب «زهر البستان ونزهة الأذهان»، ثم أبو الخير الإشبيلي في كتابه «الفلاحة».

 ومن بداية القرن 12 إلى نهايته شهد ركود في مجال الزراعة إلى أن جاء ابن العوام ليعيد إنتاج فكر ابن بصال، ونجد في كتابه نقولا كثيرة عنه حتى عَدَّه من أساتذته.

كما أشار فضيلته إلى أن هناك دراسات في فرنسا تقام حول ابن بصال وتلميذه الطغنري وابن العوام. ومن أسباب ترجمة كتاب ابن العوام:

1-     وجود ترجمة إسبانيا سابقة اختلت فيها موازين الترجمة العلمية للكتاب.

2-     احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830م أطلقت شعار البناء الزراعي للجزائر فاحتاجوا إلى مرجع واف يراعي البيئة المغاربية لإعادة إعمار هذا البلد، فاستعانوا بابن العوام فكان دليلا زراعيا لإعادة إعمار الجزائر زراعيا. وممن قدم ترجمة ابن العوام إلى الفرنسية محمد الفائز الذي انتقد الترجمة الإسبانية والذي قام بحذف بعض الإشارات الدينية ظنا منه أنه لا علاقة لها بعلم الفلاحة.

القسم الثاني: الطب:

–           ابن الجزار القيرواني في القرن الرابع الهجري: هو أول من فصل بين الطب والصيدلة، وأول من بنى عيادة في القيروان في ثلاث مركبات، وحلل البول، ويعتبر ملهم المدرسة الأندلسية في الغرب الإسلامي، ومن مؤلفاته: «زاد المسافر وقوت الحاضر»، ترجمه قُسَنطين الإفريقي ونسبه لنفسه في القرن 11م، وله أيضاً كتاب «طب الفقراء»، و«تدبير الصبيان وسياستهم».

ومن أصحاب المدرسة الطبية الأندلسية: بنو زهر، وأبو خير الإشبيلي تبنوا مبادئ ابن الجزار.

 

الأحد 11 رجب 1435هـ الموافق 11 مايو 2014م

الجلسة الصباحية

المحاضرة الأولى: الهيرمينوطيقا أو كيف نحرر النص القرآني من الاختزال البشري

د. إيريك يونس جوفروا (أستاذ بجامعة ستراسبورغ)


تكلم الدكتور إيريك جوفروا في محاضرته عن صياغة المفاهيم؛ أي تحرير النص القرآني من الاختزال البشري، وأشار إلى أن المفاهيم والبناء المفهومي للعلم لابد من تأريخه للعلم، وانطلق من معطيات مؤسسة نظريا.

ثم تحدث عن النموذج الإرشادي معتبراً أن الربط بين الذات والمضمون دخل حديثا في العلوم الإنسانية، وأن إدخال الذات في العلاقة مع الموضوع تعتبر من البحث العلمي. كما ذكر أن القرآن حمَّالُ أوجه يحتاج إلى النظرة التأويلية.

إلى جانب هذا أكد أن تعدد الأبعاد في المقاربة العلمية هو مفهوم متقدم في التراث العربي.كما عرج الأستاذ على الإشارة على العلاقة الجدلية بين الآفاق والأنفس، والجدلية بين عالم الشهادة وعالم الغيب.

ثم ختم فضيلته محاضرته بقوله: إن القرآن في جوهره كلمة في تحرير الإنسان،  وأن القرآن معادل موضوعي لحركة الكون وصيرورته ومرآة للكون.

المحاضرة الثانية: نظرية التطور والدين: انسجام أم انفصال؟

د. جون ستون (رئيس جامعة باريس المتعددة التخصصات)

صدر الدكتور ستون محاضرته بالتنبيه على أن نظرية التطور لديها تاريخ قديم قبل أن تصل إلى داروين، والتطور جاء من الطفرات العشوائية، ومن حقائق هذا التطور:

1-     الحلقات المفقودة التي ذكرها العلماء.

2-     فهم النصوص الدينية في خلق الإنسان.

3-     كون خلق الإنسان من طين.

4-     الإعجاز في المبادئ العامة.

ثم خلص إلى مجموعة من النتائج تتمثل في الآتي:

1-     الانتخاب الطبيعي الذي جاء به داروين لا يفسر كل شيء.

2-     مصطلح الصدفة عند داروين.

3-     أشكال العين عند كائنات مختلفة يفسر التقارب.

4-     حث سيمون كونوي موريس على التوجه لدراسة مفهوم التقارب.

5-     القوانين الناظمة فيها أشكال موجودة قبل الانفجار الكبير.

 

 

المحاضرة الثالثة: النقاشات والآراء العربية الإسلامية حول نظرية التطور خلال نهاية القرن 19م

د. نور الدين بلحوت (مدير كلية العلوم الإسلامية بباريس)


مهد الدكتور نور الدين بلحوت محاضرته بمقدمة عن دراسته في الجزائر وباريس وتكوينه العلمي المتخصص في تصنيف الكائنات الحية على نظام لينيوس الثابت. وذكر أن من الأسباب العلمية لاختيار الموضوع هو: أنه على الرغم من مرور قرن ونصف على أصل الأنواع وقرن وربع على الرسالة الحميدية، فإن الخلاف ما يزال مستمرا حول نظرية التطور في العالم العربي الإسلامي.

ثم تحدث عن الجدل والانقسام حول نظرية التطور فقسمه إلى اتجاهين:

1-     المعارضون، وذكر فيهم: جمال الدين الأفغاني«الرد على الدهريين»، محمد متولي الشعراوي«تفسير الشعراوي لسورة الكهف»، محمد قطب «مذاهب فكرية معاصرة»، محمد طاهر القدري، هارون يحيى، شمس الدين آق بلوت، عبد القادر مرابط، فتح الله كولن.

2-     التوفيقيون، ومنهم:الشيخ حسين الجسر، محمد عوضي، عمرو شريف، نضال قسوم، خالص جلبي، هاني رزق، عبد الصبور شاهين، يوسف القرضاوي.

كما أشار إلى مناظرة بباريس بين أنصار التطور وأنصار الخلق يوم 28 أكتوبر 2012م، وفي تلخيص واقع القضية يقول أورخان محمد علي رحمه الله: «هناك قناعة بدأت تنتشر بين أوساط بعض المتعلمين المسلمين، وهي أن نظرية قد دحضت تماما، وأنها لم تعد مشكلة فكرية. والحقيقة أن هذه القناعة ليست في محلها؛ فمازالت مناهج البيولوجيا في المدارس الثانوية، وجميع مناهج البيولوجيا والجيولوجيا في جميع الكليات في العالم، وفي الدول العربية والإسلامية ـ ما عدا استثناءات قليلة جدا ـ تستند إلى هذه النظرية، ومازالت معظم المجلات والكتب العلمية في الغرب ـ التي نحن عالة عليها ـ تقف إلى جانب هذه النظرية».

كما نبه إلى أن أكثر من عشرين دولة إسلامية أمضت اتفاقيات أكاديمية لتدريس نظرية التطور.

وتساءل لماذا الحديث عن نظرية التطور بالذات؟

لكونها من أهم المواضيع التي تعرض لها رواد الإصلاح والنهضة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هو البحث عن الهوية والمحافظة عليها غير واضحة المعالم، كما كانت على المحك، وفي مرمى الخطر والاستهداف أخيرا، ويتضح ذلك بصورة جلية من خلال القضايا المطروحة وموضوعات المعارك الفكرية في تلك الفترة، حيث نجد موضوع الإيمان والإلحاد يحتل المرتبة الأولى بين عشرين موضوعاً شغلت المجتمع وعلماءه ومفكريه طيلة عقود، لأن قضية الإيمان تتعلق بالدين الذي هو أحد المكونات الأساسية للمجتمع الشرقي العربي الإسلامي، ورابطته هي أحد أقوى الروابط على الإطلاق. وإن كان الإلحاد نقيض الإيمان وكانت النظريات المادية أسلحته، وكان أمضاها ما يتعلق بأصل الإنسان وهدفه وغايته، مما تعرضت له الداروينية، فإن موضوع أصل الكائنات وتنوعها احتل الصدارة في السجالات الدائرة في عصر النهضة ولا يزال كذلك إلى يومنا هذا.

قضية خلق الإنسان ومصيره باعتبارها قضية محورية في الفكر الإنساني عموما، وهي النواة التي تحاك على نسقها ثقافة أي مجتمع ومعتقدات أي تيار أو مذهب في الفكر والأديان والفلسفة دون استثناء، فهي تدخل في بنية الهندسة الثقافية للمجتمع. والماديون الطبيعيون تعلقوا بسرابيل نظرية التطور، وألبسوها ثوب المادية والإلحاد، ثم إنهم سحبوها في كل مرتفع وجروها إلى كل واد، وزجوا بها في كل علم وفن، من علم الاجتماع إلى الاقتصاد، إلى السلوك والأدب والدين والتاريخ حتى صارت نظرية كونية.

دخول نظرية التطور إلى العالم العربي:

ذكر أن أول من أدخلها شبلي الشميل (1860 ـ 1917م) من خلال كتاباته وترجماته في جريدة المقتطف.

كما تطرق فضيلة الدكتور إلى معركة ساخنة انفجرت عام 1882م بين أدون لويس أستاذ في الكلية السورية الإنجيلية الذي مدح مذهب داروين في النشوء والارتقاء في كلمة ألقاها في حفلة تخرج طلبة الكلية، حيث رد عليه جيمس أنس مدير مدرسة اللاهوت في بيروت في جريدة المقتطف ثم في كتابه نظام التعليم في علم اللاهوت القويم، وحاول إثبات أن داروين كافر ملحد وقاسمه يوسف حايك الرأي.ثم تبعهم إبراهيم الحوراني اللغوي بكتاب «مناهج الحكماء في مذهب النشوء والارتقاء» و«الحق اليقين في الرد على بطل داروين».وفي خضم ذلك السجال في الجانب المسيحي كان المسلمون شبه غائبين عن ساحة المعركة اللهم محاولة واحدة لجمال الدين الأفغاني في «رسالة الرد على الدهريين»، وتناول الدكتور هذه المحاولة بالبحث لتقييم مدى عمقها ونجاعتها ووفائها بالغرض في تلك الظروف، ومدى الحاجة لمؤلفات أخرى غيرها.

إلى جانب هذا خص بالذكر الشيخ حسين الجسرمعرفا به وبكتابه «الرسالة الحميدية» مع بيان أهميته وسبب تأليفه بقوله: «إني أحب أن أؤلف كتابا في التطبيق بين ما ثبت في الشريعة المحمدية وبين ما يعارضه من العلوم العصرية الحديثة مما ثبت  … إذا تم لي تأليف هذا الكتاب فلا أبالي بعده بموت أو حياة».

وحاول الأستاذ المحاضر بيان إشكالية التوافق بين الدين والعلم في عصر النهضة من خلال مناهج الشيخ الجسر:

–           منهج الشيخ الجسر في التعاطي مع النظريات من خلال رسالته الحميدية: الداروينية نموذجا.

–           منهج الجسر في تناول قضايا العقيدة.

ومنمنطلقات الشيخ الجسر في التعامل مع المعطيات والنظريات العلمية، ومنهجه في معالجة نظرية التطور (النشوء والارتقاء):

1-      أسس ومؤهلات مناقشة النظريات العلمية حسب الجسر.

2-     تحديد العناصر المطروقة بدقة ووضوح.

3-     تحديد المنهج والقواعد والمنطلقات:

أ‌-         القاعدة الأولى: في بيان مقاصد النصوص الشرعية.

ب‌-      تطبيق القواعد الأصولية على النصوص الواردة في خلق الكون والإنسان.

كما أبرز آليات نظرية التطور ومدى كونها دليلا عقليا قاطعا في الآتي:

1-     مناقشة الاستدلال بالأعضاء الأثرية.

2-     مناقشة الاستدلال بالنواميس الأربعة للتطور.

3-     مناقشة الاستدلال بالحفريات في الطبقات الجيولوجية.

4-     تنازع البقاء.

5-     وراثة الفروع لصفات الأصول.

6-     ناموس التباينات بين الأفراد.

7-     الانتخاب الطبيعي.

8-     الاستدلال بالشبه بين الإنسان والقرد على وجود أصل مشترك، ورثا عنه ذلك التشابه.

9-     التوفيق بين مضمون الشريعة والمعطيات العلمية فيما يتعلق بالحياة وعقل الإنسان.

وفي الخاتمة خلص الدكتور بلحوت إلى أن منهج الجسر في التعاطي مع نظرية التطور خاصة والنظريات العلمية عموما،مبني على منهج أصولي محدد، يتمثل في تطبيق القواعد الأصولية على النصوص الشرعية وعلى دراسة الأدلة العلمية، حسب المحددات الآتية:

1-     أن المكتشفات والنظريات العلمية ونتاجها يدخل تحت القاعدة العامة “الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تعارض نصا صريحا”.

2-     الحكم فيما ليس فيه نص لابد أن يراعى فيه الجانب المقاصدي، الذي يشدنا إلى روح النصوص ويربطنا به، فلا نتشتت في الجزئيات.

3-     الحكم على المكتشفات والنظريات العلمية يتطلب كفاءة مضاعفة  وعملا مزدوجا.

4-     النصوص الصريحة الظاهرة المعنى المعتمد عليها في الاعتقاد لا تخالف أي دليل عقلي قاطع أو قاعدة عقلية سليمة معتبرة.

5-     إذا تعارض نص ظاهر ظني المعنى ودليل عقلي ظني فلا يعبأ بالدليل الظني وإلا حدث التخبط في الاعتقاد لكثرة الظنون.

6-     ترجيح الدليل العقلي القاطع ليس ناتجا عن مفاضلة بينه وبين النص، بل انضباط بالقواعد والأصول الشرعية التي حددتها النصوص  نفسها، وهو عملية يُقصد منها فهم النصوص عينها.

7-     التأويل بشروطهوقواعده من لب الدين وصلبه، وهو منضبط بضوابط لا يصح بغيرها، فليس كل من أعجبه معنى يؤول إليه.

8-     تأويل نص شرعي ظاهر ظني المعنى لا يعطيه بالضرورة معنى قطعيا، بل يعطيه معنى ظاهرا جديدا، ويبقى اجتهادا تأويليا يصيب ويخطئ.

9-     التأويل إحدى الوسائل التي بها يتحقق التجديد في الإسلام، من خلال فهم النصوص في عصور مختلفة ومعطيات مختلفة.

10-   سر صلاحية الإسلام إلى آخر الدهر وعالميته وتجدده، وامتلاكه من جهة قواعد ثابتة يستقي منها رسوخه وصلابته، ومن جهة أخرى متغيرات يستمد منها مرونته وتجدده باستمرار الاجتهاد الذي حث وأثاب عليه في نصوصه.

11-   تحقق الشيخ حسين الجسر بهذه الوسطية، وكان ممن أقر بالأخذ من هذه المدنية بما يتفق والثوابت الدينية.

12-   من خلال دراسة النصوص التي عليها مدار الاعتقاد، تفيد ظواهرها بأن خلق الأنواع والإنسان كان بشكل مستقل لا عن نشوء وتطور، ولكن ليس بينها نصا صريحا قاطعا ينفي هذا الأخير.

13-   المسلمون ملزمون باعتقاد ظواهر نصوصهم حتى يثبت لديهم عكس ظاهرها بالدليل القاطع.

14-   أما من ثبت عندهم النشوء بالدليل القاطع واقتنعوا بالدين الإسلامي، فإن الدين الإسلامي يشملهم، ولا يمكن لأحد أن يمنعهم عنه أو يخرجهم منه. فالنشوء أو التطور إذا ثبت يكون عند المسلمين غير النشوء عند الماديين المنكرين للخالق.

وخلاصة الخلاصة أن الشيخ الجسر وعلى ضوء ما وصل إليه العلم في عصره لم يثبت مذهب التطور ولم ينكره، ولا قال باستحالته، ولم يسد على العلم الباب باسم الدين، وما على المسلمين اليوم إلى أن يحذو حذوه في تقصي علوم عصرهم، إذا أرادوا الحكم في هذه المسألة أو ما شابهها.

الجلسة المسائية

المحاضرة الأولى: نظريات ونقد العمارة الإسلامية

د. حسن رضوان (مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط)


تطرق فضيلة الدكتور حسن رضوان في محاضرته إلى النقاط الآتية:

–           لماذا العمارة إسلامية؟

–           العمارة الدينية والعمارة المدنية.

–           تأثير العمارة الأوروبية على العمارة الإسلامية.

–           تأثير العمارة الإسلامية على العمارة الأوربية.

كما نبه إلى أهم الثوابت والمتغيرات ولخصها بقوله:

–           الرموز النظرية تصبح جامدة فتصبح الأصل وما هي إلا الفرع.

–           الأصل في الشيء السكن والسكينة والعمران.

–           العمارة الخليجية خير مثال لاندماج الأبنية مع محيطها البيئي والإنساني.

ث تحدث عن تأثير العمارة الأوروبية على العمارة الإسلامية وحصرها في نقاط أهمها:

1-     تحول مفهوم العمارة في القرن 19م:

أ‌-         من عمارة حية إلى عمارة عقيمة.

ب‌- العمارة الإسلامية غريبة في موطنها.

ت‌- العمارة الحديثة العقيمة هي المرجعية.

ث‌- عدم الاستفادة من التجارب التراثية الإسلامية في معاهد العمارة والهندسة.

ج‌-     الانسياق مع ما يسمى الطراز العالمي المجرد.

2-     تنبؤ جون روسكين بأن العمارة ستصبح جامدة وبدون روج أصبح حقيقة في القرن 20م.

3-     غياب البعد الحضاري في تكوين المعماريين والمهندسين.

–           إمكانية التراجع عن ركب الحضارة المعاصرة ليس معناه فقدان الذاكرة الحية التي هي جوهر عملية الإحياء.

–           مدن كالقاهرة وفاس ودمشق وصنعاء لا يمكن أن تمحى مادام الإنسان جوهرها.

–           الانقياد لمتطلبات تصنيع العمارة تستفيد من موروثها الحضاري وتندرج مع زمانها ومكانها لتوليد بيئة معشية مستديمة.

–           يجب أن لا نتردد عن استعمال كلمة “إسلامي” بل نكون فرحى وفخورين لاستخدامها ولكي لا نكرر الخطأ المعهود في أوربا حيث يتم نكران هوية الذات وتفقد الثقة بها.

وتساءل عن ماذا يجعل العمارة إسلامية وماذا يجعلها غير ذلك؟ وأجاب أن كل هذه التساؤلات واجهها معماريون شباب في بداية القرن العشرين نذكر منهم:

–           حسن فتحي، باسيل البياتي، رفعة الجادرجي، عبد الواحد الوكيل، راسم بدران، محمد مكية، بهروز شنيشي.

وطريقة الإجابة عن إحياء العمارة الإسلامية أفرزت مدارس فكرية معاصرة للعمارة الإسلامية تطبيقا، منها:

1-     مدرسة الاقتباس من الآثار والحفاظ، من اهتماماتها:

–           اهتمام القوة الأوربية بآثار العالم الإسلامي خصوصا في القرن الثامن عشر.

–           دراسة الآثار المفقودة وخصوصا الهيلينستية.

–           مفهوم العمارة الإسلامية الجامدة دون الاهتمام بالإنسان.

–           الحفاظ الأثري المركز على التاريخانية المطلقة.

2-     مدرسة البيئة ومواد البناء من روادها:

–           حسن فتحي.

3-     مدرسة الأصالة والمعاصرة، يمثلها:

–           الشافعي، وصالح مكية.

4-     مدرسة التصميم والتخطيط، من أصحابها:

–           راسم بدران.

5-     مدرسة الاستشراق والخيال من خصائصها:

–         الانسياق إلى الجماليات ونسيان الجوهر والأصل.

المحاضرة الثانية: علم الميقات: بعض تطبيقات علم الفلك الإسلامي في فقه العبادات

د. جمال ميموني (أستاذ بجامعة قسنطينة بالجزائر)

ذكر الأستاذ بعض تطبيقات علم الفلك الإسلامي في فقه العبادات على النحو الآتي:

1-     مواقيت الصلاة.

أنواع الشفق: الشفق المدني، الشفق اليسري، الشفق الليلي، الشفق الفلكي.

ومن أحسن الأوقات لرصد الفجر الكاذب هو الاعتدال الربيعي، وهو عبارة عن لسان من الضوء ينطلق وكأنه عمود من الضوء ولا يرى إلا وفق توفر ظروف معينة.

2-     القِبْلة:

كيف تحدد القبلة بشكل دقيق؟

–           إما وفق قاعدة رياضية لكنها معقدة قليلا.

–           أو وفق برنامج حاسوبي يحددها، وهناك طريقة بدائية لمعرفة القبلة وأحسن من استعمال البوصلة لأن بها أخطاء.

–           خريطة دقيقة.

3-     هلال رمضان:

القضية هنا تدور حول ثلاثة أجرام: القمر، الأرض، الشمس.

والمعيار المعتمد لإمكانية رؤية الهلال هو أن علماء الفلك لا يقولون متى سيكون رمضان لأن الأمر مرتبط برؤيته.

كما أشار إلى قضية الكسوف وقال بأن أكبر كسوف سيكون سنة 02/08/2027م وسيمر من المغرب والجزائر وتونس ومصر، وقد حُسِب حَسَب قوانين نيوتن في نهاية القرن 19م.

الجلسة الختامية

وفي ختام الورشة العلمية أجمع المشاركون من علماء العلوم البحثة وعلماء الدين على ضرورة الاهتمام بالعلوم الكونية للنهوض بأحوال المسلمين، وعلى إعادة هذه العلوم الدقيقة إلى حظيرة الإيمان.

واعتبر المشاركون أن الإسلام من أهم الديانات السماوية التي دعت إلى العلم والبحث العلمي في الكون، وأن علماء الإسلام استطاعوا تطوير جميع التخصصات الدقيقة يوم أَعْمَلوا عقولهم في كتاب الله المسطور “القرآن” وكتاب الله المنظور “الكون”، وترجموا العلوم وصححوا بعض أخطائها، فيومها تكلم العالم العربية.

كما خلصوا إلى أن “الإسلام بمبادئه وتقاليده العلمية والفلسفية والكلامية، لديه الكثير للإسهام في المناقشات الدائرة حاليا حول العلاقات التي يجب أن تربط العلم الحديث والدين، شريطة أن يكون الأكاديميون والدينيون والمفكرون بشكل عام واعين تماما وعلى اطلاع واسع بالتقدم المحرز في هذه المناقشات، والذي وصل إلى درجة عالية من التخصص والدقة المنهجية، وأن يقوموا بمراجعة موضوعية لمكانة العلم ومفهومه في الثقافة الإسلامية الحالية.

 

إعداد الباحثة حسناء بوتوادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق