أصول وتاريخ وامتداد العقيدة الأشعرية بالمغرب
موضوع يوم دراسي ـ تكويني نظمه مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك التابع للرابطة المحمدية للعلماء
في إطار الأنشطة العلمية التي يقوم بها، وفي إطار تواصله مع الباحثين بالجامعات المغربية، نظم مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك التابع للرابطة المحمدية للعلماء يوما دراسيا تكوينيا في موضوع "العقيدة الأشعرية بالمغرب" (الحلقة الأولى): الأصول-التاريخ-الامتداد، وذلك يوم الخميس 13 ذي القعدة 1431 الموافق لـ 21 أكتوبر 2010، وقد أشرف على تأطيره كل من الأستاذ الدكتور عبد الله معصر رئيس المركز، والعلامة الدكتور إدريس الفاسي الفهري أستاذ كرسي العقيدة بجامع القرويين و أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين كلية الشريعة بفاس.
وبعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، تناول الكلمة الدكتور عبد الله معصر، فذكر بأهمية البحث في موضوع العقيدة الأشعرية بالمغرب باعتبارها تشكل ثابتا من ثوابت الهوية الدينية بالمغرب، ودعا الباحثين إلى ولوج فضاء البحث العقدي واستكشاف عيون التراث العقدي المغربي الذي اتسم بالعمق والرسوخ ، وتبين مناهج التقريب في المدرسة الأشعرية بالمغرب.
بعد ذلك تناول الكلمة فضيلة الدكتور إدريس الفاسي حيث قام بمقاربة الموضوع من خلال مداخل منهجية ثلاثة: التاريخ والأصول ثم الامتداد.
أما عن الأول: فبعد الإشارة إلى تشبث المغاربة بعقيدتهم الأشعرية التي ظلت نقية صافية، قوية أمام التيارات المنحرفة، قدم الأستاذ المحاضر نبذة عن صاحب المذهب أبي الحسن الأشعري الذي اعتمد منهج الوسطية في تقرير العقائد. ثم أعقب ذلك بالحديث عن أعلام المدرسة الأشعرية؛ أمثال الإمام الباقلاني، والإمام الجويني، والإمام الغزالي، والإمام الرازي، و الذين قدموا للمذهب الأشعري خدمة جليلة تجلت في ما تركوه من آثار و مصنفات
أما عن الثاني (الأصول) فقد أثار فيه الأستاذ التساؤل التالي:هل لابد من القول في العقيدة على التفصيل؟ أم يكتفى فيها بالإجمال؟ كما تساءل عن إمكانية وجود عقائد متطابقة عند كل الناس رغم ما كتب. أما بالنسبة لمجال القول في العقيدة فقد ذكر الأستاذ في هذا الباب اتجاهين في التأليف: الاتجاه الأول (العمودي): وهو الذي يذكر فيه صاحب الطائفة أو الفرقة ثم يذكر أقوالها في المسألة. الاتجاه الثاني (أفقي): يذكر مسائل العقيدة ويذكر في كل مسألة أقوال العلماء فيها. ثم ذكر الأستاذ أن الكلام في العقيدة يمكن حصره في قسمين: القسم الأول: وهو مشترك بين العقلاء عموما (مسلمين وغيرهم) و مجاله الأدلة العقلية.
القسم الثاني: و هو خاص بالمسلمين ويُبحث فيه مسائل العقيدة بالاستناد إلى الأدلة النقلية وأما عن الامتداد فقد أشار الأستاذ المحاضر إلى جهود علماء المغرب الذين توسلوا بمختلف أشكال التبليغ والتعبير في خدمة المعتقد الأشعري، والذين تنوعت مساهماتهم ما بين نظم ونثر وشرح وحاشية، ليخلص في الختام إلى أن الدرس العقدي عند المغاربة تميز باقتران النظر بالعمل و استشهد في هذا المجال بقول عبد الواحد بن عاشر: وقـــول لا إله إلا الله محمد أرسله الإلـــه يجمع كل هذه المعاني كانت لذا علامة الإيمان وهي أفضل وجوه الذكر فاشغل بها العمر تفز بالذخر وعند نهاية العرض فُتح المجال للطلبة الباحثين من أجل المناقشة، والذين أعربوا بدورهم عن أهمية اللقاء واستفادتهم منه وطرحوا العديد من الأسئلة والمقترحات أجاب عنها العلامة الفاضل الدكتور إدريس الفاسي الفهري في جو تواصلي فعّال.