نعني بالتفسير المصلحي للنصوص الشرعية؛ تأويل دلالتها وتنزيلها على الواقع بما يحقق المصلحة المتوخاة شرعا من إجراء الأوامر والنواهي الإلهية في الخلق.

وإذا كان الخطاب الشرعي الواحد مفتوحا دائما على معاني شتى، وقد تصاغ منه قضايا شرعية متعددة بقدر تعدد أوجهه الدلالية، فإن التوجيه المصلحي لفهم المراد منه يبقى وسيلة إجرائية هامة لغلق دلالاته المفتوحة على معان عدة.

والتفسير المصلحي للنص الشرعي هو فرع لقضية أخرى ظلت قديما وحديثا تثير نقاشا وجدالا بين اتجاهات شتى مهتمة بمناهج الفهم والاستدلال في مجال الأحكام الشرعية، وهذه القضية هي علاقة النص بالمصلحة.

ولهذا فإن الحديث عن التفسير المصلحي للنصوص الشرعية وعن الإشكاليات المرتبطة به يقتضي مقاربة علاقة النص بالمصلحة في صلتهما بالواقع ومتغيراته، ومن ثم فإن محاور هذا البحث هي على النحو التالي:

المحور الأول: النص والمصلحة

المحور الثاني: التوجيه المصلحي لدلالات النصوص الشرعية

المحور الثالث: النص والمصلحة في علاقتهما بالواقع