
إن علة مشروعية القتال في الإسلام محصورة في «سبيل الله» وكلمة في «سبيل الله» تسع كل القيم السامية التي لا يتأتى معها ظلم أو جور أو تعسف أو غدر أو عدوان بغير حق أو تضييع لحرية الاعتقاد، أو حرمان من الحق في الاختلاف.
وقد وضع الإسلام دستورا أخلاقيا للقتال، فأوجب على المسلمين التحلي بالفضيلة والمبادئ الإنسانية السلمية في القتال، وبين الأخلاق التي على المسلمين مراعاتها قبل القتال وبعد انتهائه، ووضع من الأحكام ما يؤدي إلى تجنب الإيذاء والإضرار، فكان القتال في الإسلام قاصرا على المقاتلين في الميدان، فلم يبح الإسلام قتال من لا يقاتل كالأطفال والشيوخ والنساء، والرهبان والعمال والفلاحين، كما نهى عن الإفساد بقتل الحيوان وقطع الأشجار والثمار وتخريب العمران ..