التأويلية المعاصرة: النص أو السياق؟
يندرج موضوع رؤية العالم فلسفيا في الإشكالية التأويلية المعاصرة التي برزت في نهاية القرن التاسع عاشر في سياق مشروع بناء "علوم الروح" أو "العلوم الإنسانية" في مقابل "علوم الطبيعة" أو "علوم التجربة"، وأخذت منعرجا هاما مع المدرسة الظاهراتية الهوسرلية بامتداداتها الثرية المتنوعة.
وقد تمحورت الإشكالية التأويلية للمعنى في ثنائية الذات والوجود، عبر مسلكين متمايزين: مسلك نقدي يتعلق بشروط تلقي النص وتفسيره، ومسلك انطولوجي يتعلق بالعالم الذي يحيل إليه النص وينكشف من خلاله.
سنعالج في هذا البحث رؤية العالم في الفلسفات المعاصرة من خلال هذا التأرجح بين بعدي النص والوجود، من خلال محطات ثلاث تختصر حسب اعتقادنا الأطر النظرية الكبرى للمسالة التأويلية: التأويلية النقدية لدي وليام دلتاي، والتأويلية الانطولوجية لدى غدامر (مع تمهيد يخص أستاذه هايدغر) والتأويلية الإنشائية لدى بول ريكور.