الأغنى في شرح أسماء الله الحسنى للحرالي المراكشي

- نوع الإصدار: كتب
- عنوان فرعي:
- سلسلة: [collection]
- موضوع العدد:
- العدد:
- الكاتب: [katib]
- المحقق: [mohakik]
- عدد الصفحات: 993
- عدد المجلدات: 2
- الإيداع القانوني:
- ردمك:
- ردمد:
- الطبعة1
- تاريخ الإصدار:2024
- اللغة: [languages_used]
- العلم: [science]
- عدد التنزيلات0
- الناشر:[publisher]
- عدد الملفات0
كتاب: الأغنى في شرح أسماء الله الحسنى
تأليف: الإمام المفسر الصوفي أبي الحسن علي بن أحمد التُّجيبي الحَرالِّي المراكشي(ت638هـ)
دراسة وتحقيق: دة. غزلان بن التوزر
مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، سلسلة نوادر التراث: 46.
تعريف بالكتاب:
لا يخفى أن معرفة الله سبحانه وتعالى تتطلب تتبع أسمائه الحسنى، والتعلق بها بإحصائها وفهم معانيها واستحضار قدسيتها؛ يقول الله جل وعز في محكم تنزيله: ﴿ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه﴾[الأعراف:180]، وقال سبحانه: ﴿الله لا إله إلا هو له الأسماء الحُسنى﴾[طه:107]، ويقول نبينا المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، مَن أحصاها دخل الجنّة».
وأسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله جلّ وعلا؛ فهي مشتقة من الصفات؛ وبذلك كانت حسنى؛ ويرى بعض أهل العلم أنها على أقسام؛ فمنها ما كان دالا على ذات وصفة، مثل الحي والعليم والقدير، ومنها ما كان دالاّ على ذات وفعل، مثل الخلاق والرازق والكافي والحافظ، وأما القسم الثالث فما كان دالاّ على ذات فقط؛ لعدم العلم باشتقاقه مثل لفظ الجلالة: (الله) فهو الاسم الشريف، وهو أول أسماء الله الحسنى ذكراً، وأجمعها للمعاني، وأدلها على الإلهية، وأثبتها للربوبية، ولم يسم به أحدٌ سوى الله، ولم يطلق على أحدٍ سواه، وإن كان هناك من أهل العلم من ذهب إلى لفظ الجلالة مشتق؛ فكثير من الأئمة الورعين ألجمتهم هيبة هذا الاسم وعظمته عن التماس علم اشتقاقه من لغة العرب، وأجمعوا على تعظيمه بالاتفاق، ومن اللطائف المحكية في هذا الباب، أن الإمام اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (ت170هـ) رُئِيَ في المنام بعد موته؛ فقيل له: «ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بقولي في اسم الله تعالى إنه غير مشتق».
ومصادر العقيدة، والتفاسير القرآنية، وشروح الحديث، ومعاجم اللغة، وكتب التصوف، مليئة بالمباحث المتعلقة بأسماء الله الحسنى؛ بل هناك مصنفات خاصة بها، كان لعلماء الغرب الإسلامي منها نصيب وافر، ولا سيما أن السياق العام الذي عاشه القطر المغربي ـ بتأجج الصراع العقدي تزامنا مع توالي سقوط الثغور الأندلسية ـ كان يفرض ترسيخ القضايا العقدية في نفوس العامة، لتعزيز تعلقهم بتوحيد الحق سبحانه تعالى، ونفي شبهات الشرك والوثنية، ويعتبر الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن يحيى ابن الحَذّاء القرطبي(ت416هـ) من أوائل المصنفين في هذا الباب؛ إذ صنف كتاب: «الإنباء في شرح أسماء الله»، وتذكر بعض المصادر أنه أوصى بأن يُدفن بين أكفانه تبركا به، فنُثر ورقه، وجُعل بين القميص والأكفان، وألّف فيه أيضا العالم الفقيه البارع أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم القرطبي(ت456هـ): «شرح أسماء الله الحسنى»، نسبه له الغزالي في «المقصد الأسنى» قائلا: «ولم أعرف أحدا من العلماء اعتنى بطلب ذلك وجمعه سوى رجل من حفاظ المغرب؛ يقال له علي ابن حَزْم، فإنه قال رحمه الله: صحّ عندي قريب من ثمانين اسما، يشتمل عليها الكتاب والصحاح من الأخبار، والباقي ينبغي أن يطلب من الأخبار بطريق الاجتهاد ...»، وورد في بعض المصادر أن الغزالي قال: «وجدت في أسماء الله تعالى كتابا ألّفه أبو محمد ابن حَزْم يَدُلّ على عظم حفظه وسيلان ذهنه».
ومن أشهر المؤلفات الأندلسية في شرح أسماء الله الحسنى: «ترجمان لسان الحق المبثوث في الأمر والخلق»، أو: «شرح أسماء الله الحسنى»، لأبي الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرِّجال ابن بَرَّجان الإشبيلي (ت536هـ)؛ عدّه حاجى خليفة (ت1067هـ) من أكبر التواليف التي كتبت عن هذا الموضوع، وذكر أنه يحتوى على أكثر من مائة وثلاثين اسمًا إلهيًّا، وهو منشور متداول، ومن أشهر المؤلفات الأندلسية في هذا الباب كتاب: «الأمد الأقصى في شرح أسماء اله الحسنى وصفاته العلى»، لأبي بكر محمد بن عبدالله ابن العربي المعافري (ت543هـ)، وكتاب: «الإنباء في شرح حقائق الصفات والأسماء»، لأبي العباس أحمد بن مَعَدّ الأُقليشي (ت551هـ)، وكلاهما مطبوع، ولا ننسى التنويه بكتاب «شرح الأسماء الحسنى»، لأبي محمد عبدالجليل بن موسى القصري(ت608هـ)، وله نسخة خطية بخزانة ابن يوسف بمراكش، و«الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى»، لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن فَرْح الأنصاري القرطبي (ت671هـ)، وهو مطبوع، وكتاب: «تنبيه الوسنان وري الظمآن، وخلاصة المعنى وشفاء المُضنى، في شرح أسماء الله الحسنى»، لأبي العيش محمد بن عبد الرحيم بن أبي العيش الأنصاري الخزرجي التلمساني (ت بعد683هـ)، ولهذا الكتاب نسخة خطية بخزانة المسجد الأعظم بوزان.
ومن أنفس تلك التصانيف وأكثرها إبداعا وإقناعا كتاب: «الأَغْنَى في شَرْحِ أَسْمَاءِ الله الحُسْنَى»، لأبي الحسن علي بن أحمد التُّجيبيّ الحَرَالِّيّ(ت638هـ) الذي يعتبر من أساطين العلماء، ومشاهير الصوفية الذين أنجبتهم الأندلس، واشتهروا في القرن السابع الهجري، وقد افتتح كتابه هذا بمدخل، قصد به تعريف معنى إحصاء أسماء الله تعالى، الوارد في الحديث الشريف في فضل إحصائها؛ فميّز رحمه الله بين فئة الأسماء التي تحصى عددا وسردا، وهو الإحصاء العلمي، والفئة التي تُحصى إيمانا وعلما، وهو الإحصاء العملي، والفئة التي تُحصى وَجْدا وإحسانا، وذلك بتحقق معانيها واستحضارها ظاهرا وباطنا، كما بَيَّن رحمه الله علاقة الأسماء الحسنى بعضها ببعض؛ فهي في نظره تعود معاني بعضها لبعض، ثم شرع بعد ذلك في شرح الأسماء الحسنى مُفتتحا باسم الله الأعظم: ﴿الله﴾؛ لأنه الاسم المحيط معناه بجميع معاني الأسماء، ثم شرح بعده بقية الأسماء التي وردت تسميتها وجاء تعيينها في حديث أبي هريرة المشهور الذي أخرجه الترمذي في سننه؛ وحرص في شروحاته على بيان مفهوم كل اسم، وتبيان طُرق التعرّف إليه، وما ظهر بالاسم، وحدّد رحمه الله مواقع معاني الأسماء الحسنى، فيما يُناسبها من ضُرُوب الخطاب والأحوال والأعمال، وجَلّى ما فيها من النكت والفرائد والفوائد.
واعتبارا لقيمة هذا العِلْق الثمين في التراث الأندلسي، فقد قرّر مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، إدراجه ضمن سلسلة ذخائر التراث التي يسهر على إصدارها، بعد إتمام تحقيقه في أطروحة دكتوراه أنجزتها الدكتورة غزلان بن التوزر ـ الباحثة بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء ـ بكلية أصول الدين وحوار الحضارات بتطوان؛ تحت إشراف الأستاذين الدكتور العميد محمد الفقير التمسماني، والدكتور عبد اللطيف الجيلاني، جزاهما الله خيرا، وقد وُفقت الباحثة غزلان في ضبط نص هذا الكتاب على نسخة وحيدة فريدة محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، وتجاوزت صعوبات قراءة بعض الألفاظ والفقرات في النسخة الخطية، بالاحتكام إلى لغة المؤلف ومنهجيته في التأليف، والرجوع إلى المصادر العلمية المتخصصة، واجتهدت كذلك في تنظيم فقرات الكتاب وشكله بالحركات، وقامت بعزو الآيات، وتخريج الأحاديث النبوية، والتعريف بالأعلام البشرية والجغرافية، والتعليق على غوامض النص، وصنع الفهارس الفنية الضرورية.
ومما لا شكّ فيه أن هذا العمل العلمي الرصين سيُضيف لبنة جديدة إلى الدراسات العقدية والصوفية بالغرب الإسلامي، وسيتيح أيضا أمام الباحثين والمهتمين، نصّا تراثيا فريدا في غاية الأهمية والإفادة، والله المسؤول أن ينفع به.
أثابكم الله جميعا على هذه النائدة الربانية الدسمة
هل يمكن الحصول عليه إلكترونيا
يتعذر ذلك حاليا، بالنظر لحقوق النشر