وحدة المملكة المغربية علم وعمران

سيدي عبد الله اليابوري

أصله من يابورة إحدى مدن الأندلس، رحل إلى المغرب بعدما أخذ عن شيوخ التربية، وأسس زاوية لنفسه بقصد التربية والإرشاد، وهي الزاوية الغربية التي بشالة عن يسار الداخل من بابها الكبير[1]، وهو شيخ سيدي أحمد بن عاشر السلوي، وكان يأمر أهل الفضل بإيناسه والنظر في مصالحه، واسكنه خلوة في زاويته، وتسبب في إقراء الأولاد القرآن[2]، وهو دفين روضة المجاهدين (العلو)، توفي أوائل القرن الثامن الهجري، ويوجد ضريح سيدي اليابوري قرب برج الدار، وكان يزوره البحارة كثيرا، وقد نزل عند وصوله من الأندلس إلى الرباط ضمن المهاجرين بقبة الهضبة المشرفة على المسبح، وكان البحارة يقيمون موسما سنويا يرفعون فيه علما بباب القبة، ويساهم في الحفل: هداوة وحفدة الولي(أولاد سيدي هدى في الهبط)، وينسب إليه قصيدة التغزل بمدينة يابورة في اشتياقه إليها ومطلعها: سل البرق…وقد ذكر صاحب (مجالس الانبساط ص 37) لابن الأبار أن هذه القصيدة لابن الوكيل اليابوري الكاتب بغرناطة أيام الدولة اللمتونية.
ويكنى أحيانا بأبي عبد الله، ولعله تحريف عبد الله، وله كتاب جمع فيه ما وقع عليه الاتفاق والإجماع في المذاهب الأربعة، توجد نسخة بخزانة (أبي الجعد) حسب نقل السيد عبد الحي الكتاني.
وذكر الشيخ المكي بنعمرو الرباطي أن الكهف الذي على يمين مقام اليابوري كان به نبي تعبد في خلوته. [3] وكانت مكتوب على قبته هذه الأبيات:
هــذه الـقبـة ضاءت بهجة وتجلت بسـرور الناظريـن
كتـب السـعد على أبوابها أدخلهـا بسـلام آمنيـن [4].
——
[1] وقد جعلت مقهى أواخر أيام الاستعمارالفرنسي.
[2] ورقات في أولياء الرباط ومساجده وزواياه لعبد الله الجراري، ص24-25.
[3] موسوعة الرباط ج2،ص300.
[4] ورقات في أولياء الرباط ومساجده وزواياه لعبد الله الجراري، ص27.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق