مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

تعليل أوضاع الضبط المصحفي، كشفا لعبقرية النقاط المتقدّمين ودفعا لإرجافات دعاة التجديد المحْدثين – إلقاء الدكتور حسن حميتو

يرى الأستاذ حسن حميتو أن في تعليل ظواهر الرسم المصحفي ونقطه مندوحة للمطّلع تفسح الباب أمامه للخروج من دائرة التقليد والاقتصار على مجرد الحفظ غَيباً، والتَّرداد ظَهراً غير الواعي والأخذ لظواهر الضبط عن طريق محض التلقين إلى سلوك سبيل التعليل لهيئات الرسم القرآني والتوجيه لظواهره التصويرية، وذلك حتى يصير الناظر على بيّنة في مكتوبه ومتلوّه،كما تعرّض الباحث لنشأة فن الضبط والنقط وعبقرية الرواد الأقدمين في خدمة الكتاب العزيز صورة وأداء كابرا عن كابر، على الوجه الذي يضمن للنص المنزّل حرمته وقدسيته وما إليه،ولا اعتبار بمن زعم التجديد لمرسوم المصحف والتحرر من وضعه القديم رسما وضبطا، ثم الاستعاضة عن ذلك بمصاحف اتخذت ألوانا من الحمرة والصفرة والزرقة … تغني عن الظواهر القديمة في كتْب النص القرآني لمن أعياه تصوير هيئات النص المنزل وَفق قواعد محررة وضوابط مقررة حَفِظها التُّلاَّء منذ عهود التنزيل الأولى حتى هذا الأوان.

ولقد ذيَّل الباحث كلمته بدعوته إلى ضرورة ضبط مرسوم المصحف وَفق الوضع القديم مع تعليل ظواهره وأنماطه بجملة مصنفات منها المطول والمختصـر والمقتصد، كالمقنع للداني، والهجاء للمهدوي ، والتبيين لابن نجاح،  وكذا من أعقبهم من الشراح والمُختصِرين كالتُّجيبي والخراز والمجاصي والشباني المنبهي والتّنسي وغيرهم ممن نظم أو نثر، كما ساق الباحث بعض النماذج على سبيل التمثيل للقاعدة الرسمية أو الضبطية القائمة على أوجه للأداء والمعاني النحوية والصرفية المطّردة في الغالب، لا على مجرد المعنى كما الحال في تعليل ألف (المْيعَاد) حذفا وإثباتا، وكذلك لام التعريف الداخلة على اللام الأخرى في (الَّتي، الَّذي) وكذلك (اللاَّتي) الدال على جماعة الإناث، لأن المصاحف إنما كتبت على لام واحدة، ولذلك وقع الخلاف في أي اللامين ثابت مرسوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق