الرابطة المحمدية للعلماء

95% من المخطوطات العربية مجهول..

د. الجيلاني: “قطاع النشر التراثي يعاني من فوضى نتيجة غياب النظر العلمي السديد”

اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم فعاليات المؤتمر الدولي السادس للمخطوطات بمكتبة الإسكندرية بمشاركة أكثر من 40 باحثا عربيا وأجنبيا متخصصا، كان في مقدمتهم الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية بالمملكة المغربية، والدكتور عبد اللطيف الجيلاني؛ رئيس مركز الأبحاث والدراسات وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية. وأكّد المشاركون في المؤتمر على مدار 3 أيام أهمية إخراج النص التراثي في أدق صوره للقارئ.

تحدث المشاركون في المؤتمر عن ضرورة وجود معايير ببليوغرافية لنشر المخطوط والكتاب العربي، محذرين من الوقوع في ظاهرة تكرار نشر النصوص المحققة، وتميّز مؤتمر هذا العام بتخصيص 6 جلسات لمحاضرين متخصصين، حيث تناولت النشر التراثي في مجالات تاريخ العلوم ودراسات الأديان واللغات الشرقية، بالإضافة إلى الاستشراف ومفاهيم ونظريات النشر التراثي، فيما فتح النقاش في مجالات أخرى في إطار 9 جلسات أخرى.

 وأكد يوسف زيدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أن مفهوم النشر التراثي يقع على كل نص من التراث العربي الإسلامي تم إخراجه من الحيّز الضيق إلى النسخة، أو النسخ المكتوبة باليد إلى الأفق الأوسع الذي أتاحته المطبعة وأن الوعي بالتراث العربي يرتبط بنشر نصوصه، مشيرا إلى أن المنشور منه لا يزيد عن 5 بالمائة، وأوضح زيدان أن العرب غير واعين بتراثهم وأقل واعيا بمسائل تحقيقه ودراسته ونشره، بخلاف أوروبا التي نشرت التراث العربي مبكرا قبل أن يبدأ في ديار العرب والمسلمين بنحو 250 عاما.

 ورأى الدكتور عبد اللطيف الجيلاني، رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية بالمملكة المغربية، أن قطاع النشر التراثي يعاني من فوضى وقرصنة وتنافس ممقوت، نتيجة غياب النظر العلمي السديد وانعدام النزاهة والأمانة التي يجب أن تتوافر في كل باحث، وقال الجيلاني إنه على الرغم من الكم الهائل مما أصدرته دور النشر العربية والأجنبية من التراث، إلا أن نسبة كبيرة من هذه الإصدارات مكررة وتحتوي على سرقات علمية مكشوفة، يهدف أصحابها إلى البحث عن المال والشهرة.

وأوضح رشدي راشد، من المركز القومي للأبحاث العلمية بباريس أن تحقيق المخطوطات العربية ونشرها يحتاج إلى مزيد من التقنين والدراسة لصنع كشافات صحيحة توصل إلى أكبر قدر ممكن من محتويات النص، خصوصا النصوص القديمة المكثفة والمزدحمة والمختلطة أحيانا والتي تستخدم مفردات ومصطلحات قديمة أو غربية على القارئ أو الباحث.
 ونبه مجدي عبد الرازق سليمان، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة إلى أن المخفي من التراث الإسلامي في مخطوطات الأديرة، سواء كان عمدا أو بسبب الحروب كثير جدا. وأشارت الباحثة اللبنانية حُسن عبود إلى أن هناك مخطوطات عديدة في اللغة العربية تحتوي نصوصا عن ميلاد العذراء «مريم» عليها السلام، إلا إنها لم تدرس بعد وأن هناك نسخة عربية معاصرة لقصة ميلادها طبعت في مصر أوائل القرن الـ20 تحت عنوان “ميامر وعجائب السيدة العذراء مريم”، منها ترجمات ومنها نسخ عربية قديمة، لكن ليس هناك تحقيق علمي لكل “ميمر” على حدة.

 وقالت ماجدة محمد أنور؛ الأستاذة بآداب «المنوفية»، إن هناك الكثير من المخطوطات الخاصة بالتراث السرياني الفكري والعربي لا تزال مجهولة وفي حاجة إلى مزيد من البحث والتقصي لإبراز أهمية التراث السرياني في الفكر الإنساني وإلقاء الضوء على أهم المخطوطات السريانية ودراسة مغزى اهتمام الغرب بنشر مخطوطة المدخل وإجراء مقارنة دقيقة بين نسخة من المخطوطات الأصلية ونسخة «مارتن» المنشورة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق