المخطوطات تشكل رصيدا ثقافيا ومعرفيا مهما يترجم تشبث المغاربة
بتراثهم وبتاريخهم

يتوفر
المغرب على رصيد وثائقي مهم من التراث المخطوط، يعكس عمق الاهتمام بالمقروء لدى
المغاربة عبر تاريخهم: إنتاجا وصناعة ومعرفة. ويتميز هذا التراث بغناه وتنوعه،
سواء على المستوى المعرفي أو على المستوى الجمالي. بل ظل دوما ذاكرة المغرب
بامتياز، عند الخاصة والعامة على حد سواء. 

ويتوزع
الرصيد الوثائقي للتراث المخطوط بين مكتبات عامة وخاصة، منها: الخزانة الحسنية
بالرباط برصيد قدره 15000 مخطوطا، تليها المكتبة الوطنية ب 12000 مخطوط، ثم خزانة
القرويين بفاس ب 6000 مخطوط، وخزانة ابن يوسف بمراكش ب 1840 مخطوط، ومكتبة الإمام
علي بتارودانت ب 172 عنوان، ومكتبة الأوداية بالرباط ب 43 عنوان، والخزانة العامة
بتطوان، وخزانة الجامع الكبير بمكناس، وهناك خزانات تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية، كخزانة دار الكتب الناصرية بتامكروت، والمكتبات التابعة لبعض الزوايا المنتشرة عبر أقاليم المغرب، كخزانة
أبي سالم العياشي قرب الريش، وخزانة تناغمالت قرب أزيلال، ومكتبة عبد الله كنون
بطنجة، ومكتبة محمد داود بتطوان، ومكتبة بنسودة بفاس، والمكتبة الصبيحية بسلا، ومكتبة
ابن غازي أو محمد المنوني بالرباط، ومكتبة محمد بنعزوز حكيم بتطوان، ومكتبة
إبراهيم الكتاني بالرباط، ومكتبة الحجوجي بالدار البيضاء. إضافة إلى مكتبات خاصة
في ملك أفراد وعائلات.

وتبقى
المكتبة الوطنية أكثر هذه المكتبات زيارة، وأوضحت المكلفة بالخدمات للعموم
بالمكتبة الوطنية ـ حسب تحقيق نشرته جريدة المساء المغربية في عدد اليوم (الأربعاء
11ـ 6ـ 2008)ـ أن رصيد المكتبة يبلغ 40000 كتاب متاح للعموم، حصلت عليه المكتبة من
خلال المشتريات والتبادل مع مكتبات أخرى من دول عربية، كمصر والأردن وتونس…
وأجنبية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا… إضافة إلى مجموعات مهداة من أساتذة ومثقفين.

وبخصوص
الفترات التي تعرف فيها المكتبة إقبالا خاصا، أوضحت المكلفة أن هذا الإقبال مقترن
بفترات التحضير للأطروحات والبحوث الجامعية، وتبدأ من شهر أكتوبر إلى غاية شهر
ماي، أما خارج هذه الفترات فعدد المرتادين يتقلص بنسبة 70% .

وأضاف
نفس المصدر أن المخطوطات تشكل رصيدا ثقافيا ومعرفيا مهما يترجم تشبث المغاربة
بتراثهم وبتاريخهم، وفي هذا الإطار تقوم المكتبة الوطنية بتنظيم جائزة الحسن
الثاني للمخطوطات ابتداء من 16 يونيو الجاري.