مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةمعالم

بيمارستان سلا

إعداد:   الباحثة رشيدة برياط

وحدة علم وعمران

 

    دار القاضي، أو المارستان القديم هي مدرسة طبية تقع بمدينة سلا ، بنيت في عهد المرينيين في منتصف القرن الرابع عشر،و قد بناها السلطان أبو عنان ابن أبي الحسن المريني  وسط حارة اليهود من حومة باب حسين،  وكانت في بداية الأمر مدرسة دينية، فماريستان ثم فندق.

وجاء في المغرب عبر التاريخ لإبراهيم حركات: ” ومن أشهر مارستانات بني مرين، ذلك الذي بناه أبو عنان بسلا وسط حارة اليهود من حومة باب حساين، وهو كما يذكره المؤرخ ابن علي الدكالي، بناء حفيل مشتمل على بيوت كثيرة لاستقرار المرضى والمجانين والحمقى، وأجرى له الماء من الداخل على السور الذي بناه أبو الحسن، ورتب له أبو عنان قومة أطباء، وكان في القديم فندقا للزيت، ثم هجر المارستان بعد ضعف الدولة، وعاد فندقا كما كان من قبل، وبقي اسم بانيه إلى أن امحى في بدء الحماية الفرنسية، وهو يحمل اسم أسكور، لكنه خرب الآن…. “[1]

وكـان موقعه بالبنايـة المعروفة بفندق أسكـور في حي باب احساين في بناء حفيل يشتمل على بيوت كثيرة، بعضها لاستقراء المرضـى، وباقيهـا للمعتوهين، وبقي منه ـ الآن ـ بابه شاهدا لحسن بنائـه، تعلوه كتابـة تشتمل على اسـم بانيه أبي عنان وعلى تسميتـه بالمارستان، مكتوب ذلك في زليج أسود ملصق على تاج الباب “[2]

الصورة تمثل باب المارستان

وقـد تردد ذكر هـذا المستشفى في عصـر بنائه، فيشير له لسان الدين ابن الخطيب ، كما ينـوه به النميري ويبرز نسبة بنائه لأبـي عنان الذي زاره عـام 758هـ/1457 م، ثم يشيد بوثاقـة بنائـه، وما يقابـل  به العليل من رفـق وتأنيس، وتدبير، وعـلاج، وهكذا يقـول في «فيض العباب» «فمبناه ، صحيح … فما شئت من رفـق تتمهد أكتافه، وتأنيـس تتجدد ألطافه، وعـلاج تتورد نطافـه، وتدبير يحس مرتفعـه، ومصطفاه… فلا سقيم، إلا وحديث برءه ليس بالسقيم… بعـد أخـذ التنبيهات والمدارك، لكن عن الحكيم، فالمقيـم به كالمسافـر يصح ويغنم، وباقتبال الأجـر والعافية ينعم، وبما لقي هناك من الخيـر ـ يخبر مدى العمر “[3]

وبين إفادات هــذه الفقرة، الإشـارة للحكيم المشرف  على المستشفى، وقـد حافظت المصادر على اسمين من الذيـن عملـوا به خلال النصف الثاني من المائة الهجريـة الثامنة.الأول، أبـو حفص عمر بن غياث السلاوي ، صاحب المشهد بطلعـة سلا قرب الجامع الأعظم، حيث يعرف بسيدي مغيث ، وقـد نوه لسان الدين ابن  الخطيب بخدمته للمرضـى، في قصديته العينيـة التي بعث بها من غرناطـة إلى سلا، وأشار على جملـة من أصدقائه  بالعدوتين، فيقول عن المترجم.
وابـن غيـاث غيـاث وشفـــا  *  جملـة الخلـق به اللـه نفــعن
الثاني: أبو الفضـل محمد بن قاسم العجلاني السلاوي، صاحب الآثـار الطبية العديدة في مؤلفات منثورة ومنومـة “[4]

ولم يبق من هذا المارستان إلا بابه شاهدا على حسن بنائه، تعلوه كتابه تشتمل على اسم بانيه أبي عنان، وعلى تسمية المارستان، مكتوب ذلك في زليج أسود ملصق على تاج الباب.

[1] –  المغرب عبر التاريخ (2/137)  طبعة 2000م دار الرشاد الحديثة

[2] – دعوة الحق – دور الوقاف في عصر بني مرين – محمد المنوني عدد 230   غشت 1983

[3] – دعوة الحق – دور الوقاف في عصر بني مرين – محمد المنوني عدد 230   غشت 1983

[4] – دعوة الحق – دور الوقاف في عصر بني مرين – محمد المنوني عدد 230   غشت 1983

 

Science

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق