مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

وقفة مع بيت امرئ القيس:«فلو أنها نفس…»

 

تمهيد:
إن من الظواهر الفاشية في الأدب العربيّ اختلاف رواية البيت الشعري، فهو ظاهرة تستحق الدراسة والنظر، حيث يجد مطالعُ المصادر الأدبية ورودَ بعض الأبيات بروايات مختلفة، متوافقة المعاني حيناً، ومتباينة حينا آخر، ولذلك أسبابٌ يمكن إجمالها في ما يأتي:
1- تصرف الشاعر في البيت، فقد ينشد البيت ثم يغيره بعد مدة، كَلِخَللٍ، قال السيوطي – رحمه الله -:”كثيرًا ما تُروَى الأبياتُ على أوجهٍ مختلفةٍ، وربَّما يكونُ الشاهد في بعضهَا دون بعضٍ، وقد سئلتُ عن ذلكَ قديمًا فأجبتُ باحتمالِ أَنْ يكونَ الشاعر أنشدَهُ مرّةً هكذَا ومرّةً هكذَا  “(1).

 

تمهيد:

إن من الظواهر الفاشية في الأدب العربيّ اختلاف رواية البيت الشعري، فهو ظاهرة تستحق الدراسة والنظر، حيث يجد مطالعُ المصادر الأدبية ورودَ بعض الأبيات بروايات مختلفة، متوافقة المعاني حيناً، ومتباينة حينا آخر، ولذلك أسبابٌ يمكن إجمالها في ما يأتي:

1- تصرف الشاعر في البيت، فقد ينشد البيت ثم يغيره بعد مدة، كَلِخَللٍ، قال السيوطي – رحمه الله -:”كثيرًا ما تُروَى الأبياتُ على أوجهٍ مختلفةٍ، وربَّما يكونُ الشاهد في بعضهَا دون بعضٍ، وقد سئلتُ عن ذلكَ قديمًا فأجبتُ باحتمالِ أَنْ يكونَ الشاعر أنشدَهُ مرّةً هكذَا ومرّةً هكذَا  “(1).

ومثال ما غيره الشاعر بنفسه قول النابغة:

زعم البوارحُ أنّ رِحلتَنا غداً  ///  وبذاك خبّرَنا الغُرابُ الأسودُ

فهو من قصيدته المكسورِ رويُّها، التي مطلعها:

أمِن اَلِ ميّةَ رائحٌ أو مُغْتَدِ ///  عجْلانَ ذا زادٍ وغيرَ مزوَّدِ

فلما فطن الشاعر بعد مدةٍ أنه أقوى بمجيء قافية هذا البيت مضمومة مع كون القصيدة قائمةً على الدال المكسورة غيَّرَ البيت، وقال:

زعم البوارحُ أنّ رِحلتَنا غداً /// وبذاك تَنْعاب الغرابِ الأسودِ(2)  

2- اختلاف اللهجات، فينشد كلٌّ البيتَ حسب ما تقتضيه لهجتُه، قال البغدادي – رحمه الله تعالى -:”وَرُبّمَا رُوِيَ الْبَيْت الْوَاحِد من أبياته أَو غَيرهَا على أوجه مُخْتَلفَة رُبمَا لَا يكون مَوضِع الشَّاهِد فِي بَعْضهَا أَو جَمِيعهَا، وَلَا ضير فِي ذَلِك لِأَن الْعَرَب كَانَ بَعضهم ينشد شعره للْآخر فيرويه على مُقْتَضى لغته الَّتِي فطره الله عَلَيْهَا وبسببه تكْثر الرِّوَايَات فِي بعض الأبيات  “(3). ومن ذلك قول الشاعر:

وداعٍ دعا يا منْ يجيبُ إلى الندى /// فلم يستجبهُ عندَ ذاكَ مجيبُ

فقلتُ ادعُ أخرى وارفعِ الصوتَ جهرةً /// لعلَّ أبا المغوارِ منكَ قريبُ

فقد جاء برواية: لعل أبي المغوار، قال ابن عقيل:”وأما “لعل” فالجر بها لغة عُقيل، ومنه قوله: لعل أبي المغوار منك قريب”، ويندرج في ذلك لغات لعل كـ”لعن”.

3- التصحيف والتحريف، فقد كان مردُّ بعض الاختلاف الذي وقع في أبياتٍ خطأ من الراوي في النطق بالبيت، والتصحيف والتحريف ظاهرة مألوفة في التراث الإسلامي، “قلّما سلِم منهما كبير، أو نَجا منهما ذو إتقانٍ ولو رسَخَ في العِلم رسوخَ ثَبير، أو خلَصَ من معرَّتِهما فاضلٌ ولو أنّه في الشجاعة عبدُ اللهِ بن الزُّبَيْر، أو في البراعة عبدُ الله بن الزَّبير  “(4). 

ومما وقع فيه التصحيف قول الفرزدق:[من الكامل]

كم عمّة لَك يَا جرير وخالة /// فَدْعَاء قَدْ حَلَبَتْ عَليَّ عِشَارِي

قال البغدادي رحمه الله تعالى:” وَقد صحف اللحياني ثَلَاث كَلِمَات من الْبَيْت. الأولى: حلبت فَإِنَّهُ صحفه بـ”جُلِيَت” بِضَم الْجِيم وَكسر اللَّام بعْدهَا مثناة تحتية. وَالثَّانيَة: عَليّ صحفه بـ”على” الجارة. وَالثَّالِثَة: عشاري فَإِنَّهُ صحفه بـ”عشّار” بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الشين  “(5).

4 – تصرف الرواة، وغالب اختلاف الروايات عائد إلى هذا السبب، ومن ذلك الاختلاف الذي وقع في بعض الشواهد النحوية، فقد كان بعض النحاة يغير الشاهد لإثبات قاعدة وتأييد رأيه ونصرة مذهبه، كقول الشاعر:[من الوافر]

معاوي إنّنا بشر فأسجِحْ /// فلسنا بالجبالِ ولا الحديدَا

فقد أورد سيبويه – رحمه الله – البيت بنصب لفظ «الحديدا»، حملا على الموضع، وكذلك المبرد في مقتضبه  (6)، لكن رواية البيت الصحيحة هي الكسر، قال ابن عبد ربه – رحمه الله -:”كذا رواه سيبويه على النصب، وزعم أن إعرابه على معنى الخبر الذي في «ليس»، وإنما قاله الشاعر على الخفض، والشعر كله مخفوض، فما كان يضطره أن ينصب هذا البيت ويحتالَ على إعرابه بهذه الحيلة الضعيفة  “(7).

ومن التصرف أيضاً قيام بعض الرواة بتغيير البيت جبراً لكسرٍ فيه، أو إصلاحٍ لفسادٍ في معانيه، وهذا النوع ذكر المرزوقي – رحمه الله – أن أبا تمام كان ينتهجه في «ديوان الحماسة»، فقال:”حتى إنك تراه ينتهي إلى البيت الجيد فيه لفظةٌ تشينه، فيجبُر نقيصته من عنده، ويبدل الكلمة بأختها في نقده، وهذا يبين لمن رجع إلى دواوينهم فقابل ما في اختياره بها  (8)”؟!

ومن ذلك قول الأصمعي – رحمه الله تعالى -:”قرأت على خلف شعر جرير، فلما بلغت قوله:

فيالك يومًا خيرُه قبل شرّه /// تغيّب واشيه وأقصرَ عَاذِلُهْ

فقال: ويله! وما ينفعه خير يؤول إلى شر؟ قلت له: هكذا قرأته على أبي عمرو.

فقال لي: صدقتَ، وكذا قاله جرير؛ وكان قليل التّنقيح مشرّد الألفاظ. وما كان أبو عمرو ليقرئكَ إلا كما سمع. فقلت: فكيف كان يجب أن يقول؟ قال: الأجود له لو قال:«فيا لك يوما خيره دون شرّه» فاروه هكذا؛ فقد كانت الرواة قديما تصلح من أشعار القدماء. فقلتُ: والله لا أرويه بعد هذا إلا هكذا(9)”.

ومن ذلك أيضا قول امرئ القيس:[من الطويل]

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سويّةً /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

وهو محل بحثنا هذا.

مناسبة البيت ورواياته:

ورد البيت في قصيدة امرئ القيس التي مطلعها:[من الطويل]

ألمّا على الرّبع القديم بعسعسا /// كأني أُنَادي أوْ أُكَلّمُ أخرسَا

ويبلغ عدد أبياتها كما في (الديوان:105) أربعة عشر بيتاً.

وقد أنشد امرؤ القيس البيت حين كان عائداً من الملك قيصر  بالروم طالباً ثأر أبيه؛ فلما مكث عنده ما مكثَ وزوده بجيشٍ عرمرمٍ ليقتل قتلة أبيه وشى به إلى الملك الطمَّاحُ الذي كان امرؤ القيس قد قتل أخا له من بني أسد، فقال له:”إنَّ امرأَ القيسِ غويٌّ عاهرٌ، وإنه لما انصرف عنك بالجيش ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها، وهو قائل في ذلك أشعارا يشهرها بها في العرب فيفضحها ويفضحك، فبعث إليه حينئذ بحلة وشيٍ مسمومةٍ منسوجةٍ بالذهب، وقال له: إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة واكتب إلي بخبرك من منزلٍ منزلٍ، فلمَّا وصلت إليه لبسها واشتد سروره بها فأسرع فيه السم وسقط جلده فلذلك سمي ذا القروح، وقال في ذلك:

لقد طمَح الطمَّاح من بُعد أرضه /// ليُلْبِسَني ممّا يلبِّس أبؤسا 

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سويةً /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتضر بها، ثم مات..   (10)”. 

*   *   *

وقد ورد البيت في المصادر الأدبية بروايات مختلفة، وهي كما يأتي:

(1)

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سويّةً /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

وهذه الرواية هي الأصل، ووردت في: الأغاني (9/118)، والتذكرة الحمدونية (7/282)، وفي: الموشح (ص:112)، كتاب الصناعتين (ص:339)، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص:562)، نقد الشعر (ص:78)، البيان والتبيين (2/353)، وغيرها.

(2)

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ جَمِيعَةً /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

وهذه رواية ديوانه الّذِي حقّقه محمد أبو الفضل إبراهيم (د:107)، ووردت في سر صناعة الإعراب (2/648)، وفي أشعار الشعراء الست الجاهليين (1/90)، وفي العمدة (2/278)، وفي شرح المفصل لابن يعيش (5/119).

وعلى القول بأن أصل الروايات روايةُ:«فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سوية»، فما في الديوان هو من تصحيح الرواة وإصلاحهم!

(3)

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ صَحِيحةً/// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

ووردت هذه الرواية في: ثمار القلوب للثعالبي (ص:215)، وفي: مفيد العلوم ومبيد الهموم المنسوب لأبي بكر الخوارزمي محمد بن العباس (ص:490).

(4)

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ جميعُهَا /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

ووردت في: حلية المحاضرة (ص:؟).

 (5)

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ بموته /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا

ووردت في: محاضرات الأدباء (2/549).

مناقشة وتحليل:

استشهد أهل الأدب ونقاد الشعر حسب اطلاعي بهذا البيت في بابين:

الأول: في باب الإيجاز بالحذف، حيث حذف الشاعر جواب «لو» لعلم السامع به، والمعنى: لو أن نفسي تموت جميعاً لهان الأمر، ولكنها نفس تموت موتاتٍ. وممن استشهد به في باب الحذف ابن جني في صناعته وابن رشيق في عمدته(11).

الثاني: في باب فساد المقابلة، وأما المقابلة فهي:”إيراد الكلام، ثم مقابلته بمثله فى المعنى واللفظ على جهة الموافقة أو المخالفة  (12)”. وأما فسادُها فهو – كما في الصناعتين -:أن تذكر معنى تقتضي الحال ذكرها بموافقة أو مخالفة، فيؤتى بما لا يوافق ولا يخالف، مثل أن يقال: فلان شديد البأس، نقي الثغر، أو جواد الكف، أبيض الثوب. أو تقول: ما صاحبت خيّرا، ولا فاسقا، وما جاءني أحمر ولا أسمر. ووجه الكلام أن تقول: ما جاءني أحمر ولا أسود، وما صاحبت خيّرًا ولا شرِّيرًا، وفلان شديد البأس، عظيم النكاية، وجواد الكفّ، كثير العرف. وما يجري مع ذلك؛ لأن السُّمرة لا تخالف السواد غاية المخالفة، ونقاء الثغر لا يخالف شدة البأس ولا يوافقه، فاعلم ذلك وقس عليه  (13)”.

وإذا نظرنا في بيت امرئ القيس بروايته الأولى نجد أن كلمة «سوية» لا تقابل – لا عن طريق المخالفة ولا عن طريق الموافقة – قولَه:«تساقط أنفسا» الذي يعني موت النفس موتاتٍ، وهو كناية عن شدة النزع وشدة الألم الذي كان يعانيه جراء القروح التي بجسده، ومن أجل ذلك غيّره النُّقّاد إلى «جميعةً» أو «جميعها» لتصح المقابلة، قال أبو هلال العسكري:” ليس «سوية» بموافق لـ«تساقط» ولا مخالف له، ولهذا غيّره أهل المعرفة فجعلوه «جميعة» ؛ لأنه بمقابلة «تساقط» أليق  (14)”.

ومعنى البيت حينئذٍ – كما حُكي عن الأصمعي -:”لو أني أموت بدفعةٍ ولكن نفسي لما بها من المرض تقلع قليلا قليلا، وتخرج شيئا شيئا، وهذا من طول المرض  “(15)، ويتجلّى هذا المعنى أكثر في رواية «صحيحة» التي وردت في «ثمار القلوب» للثعالبي، فهما على معنًى، أي أن تزهق نفسُه دونَ أن يكابدَ سكرة الموت ولا مرضاً يقرضُ جسدهُ قرضاً فكأنّ له أنفساً تخرج واحدةً تلو الأخرى.

وإن كل ما ذكرناَ من التفسير والتأويل إنما يتخرج على رواية فعل “تَسَاقط” بفتح التاء، وأصله “تتساقط” بتاءين فحذفت إحداهما.

لحقٌ

وقد ضُبطَ الفعلَ بضم التاء أي «تُسَاقطُ أنفسا»، فيكون المعنى أن موته ليس موت رجل واحد، بل موت لقبيلته، لأن حياتهم كانت به  (16)، وهذا المعنى أشار إليه:

1- الوزير أبو بكر عاصم بن أيوب البطليوسي [ت:494هـ]، في شرحه على ديوان امرئ القيس قال:”تساقط بضم التاء ومعناه يموت بموتها بشر كثير كما قال عبدة بن الطبيب:[من الطويل]

فما كان قيسٌ هلكه هلك واحدٍ /// ولكنه بنيان قومٍ تهدما(17)  “

2- المرزوقي في «شرح الحماسة»، ففي سياق شرحه لبيت عبدة بن الطبيب المتقدِّم، قال:” ويشبهُ هذا البيتُ قولَ امرئ القيس:[من الطويل]

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سوية /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أنْفُسَا

إذا رُوِيَتْ تُسَاقط بضم التاء  (18)”.

3- الجاحظ في «البيان والتبيين»، فقد أورد أبياتا تسبح في فلك هذا المعنى، قال:” وقال الآخر:

إذا ما مات مثلي مات شيء /// يموت بموته بشر كثير

وأشعر منه عبدة بن الطبيب، حيث يقول في قيس بن عاصم:

فما كان قيسٌ هلكُه هلكَُ واحدٍ /// ولكنه بنيان قومٍ تهدما

وقال امرؤ القيس في شبيه بهذا المعنى:

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سويةً /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أنْفُسَا(19)”

قال محققه الأستاذ عبد السلام هارون – رحمه الله تعالى –:”تُساقط” ينبغي أن تقرأ في رواية الجاحظ بضم التاء وكسر القاف، ومعناه يموت بموتها بشر كثير، وذلك لتتساوق الشواهد، وهي رواية الوزير أبي بكر…   “(20).

4- الحاتمي في «حلية المحاضرة»، ولعله اعتمد رواية «تُساقط» حين أورد البيت في باب سمَّاهُ «باب تكافؤ المتبع والمبتدع في إحسانهما»، وقال:”قال امرؤ القيس وهو أول من نطق بهذا المعنى:

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ جميعها /// وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أنْفُسَا

فقال عبدة بن الطبيب وأبرز المعنى في عبارة مرهفة فتكافأ إحسانهما فيه:

فما كان قيسٌ هلكُه هلكَُ واحدٍ /// ولكنه بنيان قومٍ تهدّما(21)  “

*   *   *

خاتمة

بهذه السطور تكتشف – أيها القارئ الحصيف – سبباً من أسباب اختلاف الرواية في البيت الشعريّ، وهو تصرُّفُ الرواة في كلام الشعراء جبراً لخلل، أو إصلاحا لخطل، وتلاحظُ أنَّ الأمر نسبيٌّ، إذ ما يراهُ هذا كلامًا فاسدًا وشيْناً، قد يراهُ الآخر مستقيماً وزيْناً، ويجد له وجهًا يُصحِّحه العقل، ويُرجّحهُ النّقل، وكل ذلك يرجع إلى تباينِ المدارك وتفاوتِ الأفهام واختلاف الأذواقِ.

ــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1.  الاقتراح في أصول النحو (ص:132-133).

2.  الموشح (ص:38)، نضرة الإغريض (243-244، 2/134)، التذكرة الحمدونية (7/280).

3.  خزانة الأدب (1/17).

4.  تصحيح التصحيف (1/4).

5.  الخزانة (6/492).

6.  الكتاب (1/67)، المقتضب (2/338).

7.  العقد الفريد (6/237).

8.  شرح المرزوقي (1/14).

9.  الموشح (ص:171-172).

10.  هذا الكلام لابن الكلبي، الأغاني (9/118).

11.  سر  صناعة الإعراب (2/648)، العمدة (2/278).

12.  كتاب الصناعتين (ص:337).

13.  كتاب الصناعتين (ص:339)

14.  الصناعتين: (ص: 339)، وانظر: نقد الشعر (ص:78).

15.  شرح ديوان امرئ القيس للوزير أبي بكر (ص:127)

16.  -شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص: 562)

17.  شرح ديوان امرئ القيس للوزير أبي بكر (ص:127).

18.  -شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص: 562)

19.  -البيان والتبيين (2/353).

20.  -البيان والتبيين (2/353)، شرح ديوان امرئ القيس للوزير أبي بكر (ص:127).

21.  -حلية المحاضرة (ص:؟).

(صلى الله تعالى على سيدنا محمد بآله وصحبه وسلم وبارك)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق