مركز الدراسات القرآنيةدراسات عامة

وقفات تدبرية حول النفس الإنسانية في القرآن المجيد

القرآن الكريم والعلوم الاجتماعية[1]

قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام:38]، وقال جل شأنه: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ [الإسراء:12]، ولذلك فالقرآن باعتباره منهج حياة متكامل وكتاب هداية عامة للبشر ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء:9] يشمل كل أصول العلوم الاجتماعية، وهذا لا يعني بالضرورة قـدرة أهل عصر من العصور على استكناه كل كنوزه المعرفية، لذلك لم تحض الآيات الاجتماعية في كتب التفسير بنفس الأهمية التي نالتها آيات الأحكام والعقائد والأخلاق[2] ، وقد جاء الوقت الذي احتاج فيه المسلمون إلى صياغة نظريات[3] علمية في مجال العلوم الاجتماعية من خلال القرآن الكريم بعد أن ثبتت استحالة استنساخ النظريات الغربية في هذا المجال أو حتى أسلمتها، وذلك للطابع الإيديولوجي الذي يغلب على هذه العلوم.

وقد احتوت كتب التفسير الحديثة والمعاصرة على جانب كبير من الشأن الاجتماعي حيث استنطق القرآن من خلال المنهج الموضوعي مما سيسهل صياغة نظريات قرآنية في العلوم الاجتماعية[4] ، ولأن المعيار الذي تقاس به الحضارات هو موقع الإنسان فيها، فإن من مظاهر الاهتمام البالغ للقرآن بالعلوم الاجتماعية جعله الإنسان مدار الحركة التغيرية ومحورها، بل إنه قد أوكل إليه مهمة التغير والبناء وكلفه بتحقيق الخلافة على الأرض، بعد أن أوضح له كيفيات التعامل مع خالقه ومع نفسه ومع غيره ومع الكون بالاستفادة من عنصري الزمن والأرض[5] حملاً لأمانة الاستخلاف وتحقيقاً للعبودية التي خلق لأجلها.

وتدبر الآيات ذات الصلة بالعلوم الاجتماعية المقصود منه استخراج السنن والقوانين الاجتماعية القرآنية[6] لتقام عليها نظريات في كل فروع العلوم الاجتماعية، ومعلوم أن السنن القرآنية المتعلقة بالنشاط الإنساني تتميز بالصدق واليقين والعلمية والقطع وهي ثابتة محايدة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول نظرا لأن مصدرها الوحي الإلهي بخلاف النظريات والقوانين الاجتماعية الوضعية التي تفتقد معيار الضبط والركائز الثابتة والمرجعية القوية لأنها إنسانية، فهي بالتالي متحيزة[7] نسبية تتغير بتغير المرجعيات الفلسفية التي توجهها ولذلك فهي لن تسلم من الأهواء والظنون.

إذن نحن لا نسعى إلى أسلمة هذه العلوم لأن كل ما هو إنساني يتميز بالتاريخية والزمانية ولا يمكنه استيعاب كل الظروف والأحوال الإنسانية الأخرى، ولذلك فإننا في حاجة ماسة إلى مزيد من تدبر الآيات ذات الصلة بالسنن والقوانين الاجتماعية لبناء نسق فكري متكامل منسجم انطلاقا من القرآن الكريم[8]، وبهذا تتحقق سعادة البشرية إذا أخضعت نظمها الاجتماعية لهذه السنن وتشقى إذا خالفتها، فإذا اتفقنا أن الإنسان تاريخي بطبعه وعقله نسبي فلن نختلف على أن أي علم ينشئه هذا الإنسان بهذا العقل سيتميز بالتاريخية والنسبية كذلك، فهل يمكن أن يكون الله تعالى قد فوض للإنسان ـ وهذا طبعه- وضع النظم الاجتماعية، وسلمه بالتالي للأهواء والفوضى والظنون؟ كلا، فكما أن العلوم البحتة التجريبية تقوم على المادة ودراستها من خلال مناهج كالملاحظة والتجريب، فكذلك العلوم الإنسانية يجب أن تقوم على الوحي وتدبر آياته من أجل استخراج السنن والقوانين الاجتماعية وصياغتها في أنساق فكرية تؤطر حياة الإنسانية[9].

والمادة الاجتماعية في القرآن الكريم لا تقتصر على الآيات ذات الصلة بهذا الموضوع  مباشرة، بل تشمل حتى آيات العقيدة باعتبارها المؤطر الأساسي لفكر وعمل المسلم الذي يظل تابعا لموقفه العقدي، وبهذا نقف على الوظيفة الاجتماعية للعقيدة، أما آيات الأحكام العملية فهي المسؤول الأول عن وقاية النظام الاجتماعي من الاهتزاز والانحلال والانهيار، كما لا يخفى الدور الأساسي الذي تلعبه الآيات الأخلاقية في الرقي بالعلاقات الاجتماعية وإحاطتها بسياج من الاحترام والتكافل، أما آيات الأمثال والقصص فقد تضمنت السنن الاجتماعية من خلال حياة الأمـم السالفة وبينت أسباب النهوض والسقوط الحضاري، ومآلات الطغيان السياسي والاجتماعي ونهاية الترف والبطر والكبر، قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ، هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران:137-138]، يقول الدكتور عماد الدين خليل: “إن القرآن يقدم أصول منهج متكامل في التعامل مع التاريخ البشري والانتقال بهذا التعامل من مرحلة العرض والتجميع إلى محاولة استخلاص القوانين التي تحكم الظواهر الاجتهادية التاريخية، وهذا يتمثل بالتأكيد المستمر في القرآن على قصص الأنبياء، وتواريخ المجتمعات والأمم السابقة وعلى وجود سنن ونواميس تخضع لها الحركة التاريخية في سيرها وتطورها وانتقالها من حال إلى حال” [10].

ولا بد في هذا السياق من التأكيد على عدم التعارض مطلقا بين الوحي وبين أي علم من العلوم وذلك لوحدة الحقيقة العلمية والحقيقة الدينية، ولذلك فاتخاذ الوحي مصدراً للحقيقة لا يتعارض مع الموضوعية في العلوم الاجتماعية، وقد تحدث شيخ الإسلام قديما عن هذا الأمر في كتابه: “درء تعارض العقل والنقل” وبين أن التعارض لا يمكن أن يكون بين عقل صريح ونقل صحيح، وأنه لابد أن يكون الخلل في أحدهما، ولذلك فإنه لا بأس في الأخذ بما يتفق مع العقل الصريح[11] من النظريات الغربية في مجال العلوم الاجتماعية والتي ستكون بالضرورة موافقة للوحي.

ويقصد بالموضوعية في العلوم الاجتماعية استبعاد الأحكام المسبقة والتجرد من كل ما يمكنه التأثير  في وجهة البحث العلمي، وقد وضح الدكتور محمد أمزيان استحالة اتصاف العلوم الاجتماعية الغربية بالموضوعية وذلك لأن إطارها المرجعي هو الإلحاد والمادية ومعاداة الدين[12] ، ولا يمكن للباحث تخلية ذهنه من اعتقاداته وأفكاره السابقة، هذه الأفكار والمعتقدات التي تكون محدودة بزمان و مكان و أحوال المفكر، ولذلك فإنه من المستحيل تصور الموضوعية خارج المذهبية الإسلامية المستندة إلى الوحي الإلهي الذي يتميز بالإطلاقية ولا يستهدف الحفاظ على مصالح  شريحة اجتماعية معينة.

 لكن إنشاء نظريات إسلامية في العلوم الاجتماعية  يحتاج إلى عمليتين هامتين وليس مجرد الاستفادة من المجهود الغربي الذي يجب أن يكون آخر ما يستأنس به في هذا المجال، وتتلخص العملية الأولى في الاستفادة من التراث واستكناه كنوزه لأنه لم يغفل أي حقل من حقول العلوم الاجتماعية، وإنما قلد المسلمون الغرب في هذه العلوم من موقع المغلوب الذي غفل عن ذاته واحتقرها، أما العملية الثانية فهي تأصيل هذه العلوم  باستصحاب التصور الإسلامي  وربطها بالقرآن والسنة وسائر الأصول التشريعية، وربطها كذلك بالبيئة الثقافية للمجتمعات الإسلامية، والكشف عن الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة ومن تم تأسيس نظريات إسلامية شاملة في جميع فروع العلوم الاجتماعية.

مكانة النفس الإنسانية في القرآن الكريم

من أهم مظاهر تجديد منهج النظر في النص القرآني التركيز على الآيات ذات الصلة بالنفس الإنسانية؛ يعتبر القرآن ذاته منبع السعادة الأبدي للنفس الإنسانية، لأن كل كتاب يقرأ يمل، وقراءة القرآن في كل مرة تشعرنا بالسعادة ذاتها والأنس ذاته والراحة والسكينة والطمأنينة كأننا في كل مرة نقرأه لأول مرة، وقد سعى القرآن العظيم إلى وقـاية الإنسان من الفقر الروحي بعدة وسائل كتحفيزه على عبادة الله تعالى، ذلك أن عند الإنسان حاجة فطرية نابعة من أعماق نفسه تدفعه إلى البحث والتفكير في خالقه وخالق الكون، وإلى عبادته والالتجاء إليه وطلب العون منه، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم:30]، وقال جل جلاله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 172] هذا على خلاف علم النفس الغربي الذي لم  يتفطن إلا مؤخر إلى الأثر البالغ للجانب الروحي في شخصية الإنسان وسلوكه، فبدؤوا يهتمون بالدوافع الروحية بعد أن اكتشفوا فوائد هذه الطاقة في علاج جسم ونفس الإنسان بعدما ظن ماركس وفرويد أنه لا دافع إلا المادة ولا طاقة إلا الجنس.

إن الإنسان مكون بطبيعته من جسم مادي وروح لا يعرف أمرها إلا خالقها، كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم قال جل شأنه: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾ [السجدة: 7-9] وهذه الروح بالنظر إلى طبيعتها المفارقة لطبيعة الجسد المادي لا يمكن أن تستمد قوتها وما به قوامها من عالم المادة، بل من عالم الروح الذي منه طبيعتها، ولا يكون ذلك إلا بذكر الخالق والابتهال إليه وعبادته ودعائه[13] واستمداد أنواره بقراءة كلامه عز وجل، ولذلك فإن تطهير النفس باجتناب المعاصي هو أقصر طريق للشعور بالهدوء والطمأنينة والسكينة والراحة، من أجل الحصول على سلامة وصحة القلب والعقل والجسد، قال ابن مسكويه في هذا الصدد: “لما كانت النفس قوة إلهية غير جسمانية وكانت مع ذلك مستعملة لمزاج خاص ومربوطة به رباطا طبيعيا إلهيا لا يفارق أحدهما صاحبه إلا بمشيئة الخالق، وجب أن نعلم أن أحدهما متعلق بصاحبه متغير بتغيره فيصح بصحته ويمرض بمرضه ونحن نرى ذلك مشاهدة وعيانا بما تظهر لنا من أفعالها …كذلك نرى المريض من جهة نفسه إما بالغضب وإما بالحزن وإما بالعشق وإما بالشهوات الهائجة به تتغير صورة بدنه حتى يضطرب ويرتعد ويصفر ويحمر ويهزل” [14]، فلا سبيل إلى صحة الجسد إلا بصحة النفس [15]، لذلك اهتم القرآن الكريم بالكثير مما يلم بنفس الإنسان من الألم والخوف والغم والهم واليأس والقنوط وضيق الصدر والحزن والجزع والحسرة والندامة، إضافة إلى مشاعر الفرح والسرور والمرح والأمل والتمني والرجاء، ولم يغفل كذلك المظاهر المرضية في هذه النفس كالشح والحسد والغل والغضب والسخرية والفخــر والخيلاء والكبـر… وقد نبه القــرآن الكريم إلى أهمـية الجانب النفسي في حياة الإنسان كما سيتضح بتفصيل في العنصرين المواليين، وتحدث سبحانه عن “ما في الصدور” كما في قوله جل شأنه: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19]، وقال: ﴿وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [التغابن: 4]، فالصدر رمز للنفس والذات الداخلية، ولم يغفل سبحانه العلاجات التي تتطلبها النفس الإنسانية في حالة المرض، ومن ذلك قوله: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].

الهوامش:

[1] العلوم الاجتماعية هي المناهج العلمية التي تدرس أصول نشأة المجتمعات البشرية والمؤسسات ومختلف العلاقات والروابط الاجتماعية  والمبادئ المؤسسة للحياة الاجتماعية، وتشمل علم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم السياسية، والاقتصاد، والتاريخ، والقانون، والانتروبولوجيا… فمجال هذه العلوم إذن هو النشاطات الإنسانية خارج نطاق علوم الطبيعة؛ كالفيزياء، والأحياء، والكيمياء، لأنها علوم في صميم علاقات البشر مع بعضهم البعض، وكذلك ارتباطهم بعنصر الدين والقيم والسلوك والنشاط الاقتصادي، والقوانين العامة والخاصة…

[2] هذا لا يعني عدم اهتمام المفسرين بواقع الأمة الإسلامية وحاجاتها، بل إنهم قد قاموا بمعالجة مختلف التحديات التي واجهتها، وعالجوا الجوانب الأخلاقية والسلوكية للفرد والمجتمع، لكن بالرغم من أهمية هذه النتائج التفسيرية وتأثيراتها في تاريخ هذه الأمة، غير أنها لم تصغ كنظريات قرآنية شاملة ذات صلة بالواقع الاجتماعي.

[3] النظرية تكوين افتراضي يستطيع من خلاله الباحث تفسير بعض الظواهر المعينة أو عرض بعض الحوادث، وهي بهذا مفهوم متغير متطور نام قابل للرفض والقبول، وقد تحدث محمد قطب في كتابه “دراسات في النفس الإنسانية”عن مفهوم النظرية الإسلامية وطبيعة العلاقة بينها وبين نصوص الوحي فقال: “إنها نظرية إسلامية… اجتهدت فيها بمقدار ما فتح الله علي من طاقة المعرفة… وهو وحده الموفق إلى الصواب والقرآن الكريم ليس كتاب نظريات نفسية أو علمية أو فكرية، ولكنه يحوي التوجيهات الكاملة الكافية لإنشاء هذه النظريات…” ص(7 –8)، ولهذا فالنظرية الإسلامية ليس لها صفة القداسة، وإنما هي اجتهاد في تفسير بعض الإشارات القرآنية قد تخطأ وقد تصيب كسائر الاجتهادات.

[4] وهو ما يسمى بالاتجاه الاجتماعي في التفسير، حيث العناية بالكشف عما تضمنه القرآن الكريم من أسس الحياة الاجتماعية ومبادئ التشريع….

[5] فصل مالك بن نبي هذه النظرية في كتابه ” شروط النهضة”.

[6] ومن هذه السنن: 1ـ سنن التأسيس والبناء.2 ـ سنن الإحياء والتمكين. 3ـ سنن التحصين والتحذير. 4ـ سنن السقوط والانهيار. انظر التفصيل في مقال:” السنن الاجتماعية في القرآن الكريم” لمحمد السيسي، ص74، مجلة: رسالة القرآن، ع2، س 2005.

[7] يعرف نصر محمد عارف التحيز بأنه: “التمحور أو التمركز حول الذات والانغلاق فيها ورؤية الآخر من خلالها وقياسًا عليها، مما يعني نفي الآخر نفيًا  كاملاً  خارج إطار التاريخ أو الوجود أو العلم، والسعي نحو استبدال ماهيته أو هويته وإحلالها بمحتوى يتفق ومعطيات الذات وأهدافها، وذلك بالقضاء على تفرده وخصوصيته وإعادة إدماجه في النسق الذي ترى الذات المتميزة أنه الأمثل طبقًا  لمنظورها للإنسان والكون والحياة أو نسقها الفكري وعقيدتها ومثلها العليا” ، “نظريات التنمية السياسية”، ضمن بحوث إشكالية التحيز، رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد ـ محور العلوم الاجتماعية ـ، ص 178، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سنة 1998م.

[8] يعتبر “تفسير القرآن الحكيم” الشهير بتفسير المنار لرشيد رضا من أول التفاسير عناية بهذه السنن، إضافة إلى تفسير سيد قطب “في ظلال القرآن”، كما أن هناك عناية  كبيرة بهذا الموضوع في تفسير الشعراوي المسمى “بالخواطر”.

[9] وهذا لا يعني أن العلوم التجريبية غنية  عن الوحي، بل لأن العلوم الإنسانية مفتقرة إلى الوحي في الجزئيات والكليات وفي الجملة والتفصيل، أما العلوم البحتة فمحتاجة إليه من حيث التوجيه العام والتأطير الكلي دون الجزئيات.

[10] التفسير الإسلامي للتاريخ”، ص8ـ9.

[11] وهو العقل الفطري الكوني غير المتأثر بأي فلسفة أو أيديولوجية.

[12] انظر مقال: “الإديولوجيا وإسلامية العلوم الاجتماعية”، ص80، مجلة: “المنعطف”، ع5، س1413هـ-1992م.

[13] ويظهر أن اللجوء إلى الله سبحانه والابتهال إليه  يؤثر حتى في الجمادات كما هو الحال في صلاة الاستسقاء.

[14] “في أعماق النفس”، ص48ـ49.

[15] وقد بدأت  الفجوة والحدود الفاصلة بين الجسم والنفس وبين المادة والروح  تضمحل في الفكر الغربي وذلك بعد الوقوف على  مفهوم الطاقة الالكترومغناطيسية عند مواجهة الحد غير المتناهي في الصغر للمادة بعد تقسيم الذرة إلى أنواع كثيرة من الكهارب.

دة. فاطمة الزهراء الناصري

أستاذة باحثة بمركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكر الله لك هذا المجهود .وجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم .يوم لا ينفع مال ولا بنون

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق