الرابطة المحمدية للعلماء

“واجب المسلمين في إسداء الخير للعالمين” موضوع الدرس الحسني الثاني

قال الباحث أمريكي والأستاذ السابق في جامعة ميشيغان، السيد عمر الفاروق عبدالله في مستهل الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية، التي تلقى في حضرة جلالة الملك محمد السادس، والذي يحمل عنوان “واجب المسلمين في إسداء الخير للعالمين”، انطلاقا من قوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس”، “إن كلمة “الناس” في هذه الآية عامة تفيد جميع الناس على مختلف أشكالهم وأنواعهم وأحوالهم: المؤمن وغير المؤمن، المطيع وغير المطيع، أي أن أمة الإسلام ينبغي أن تكون خير الناس وأنفعهم وأرحمهم لجميع الناس”.
وليست خيرية هذه الأمة – يضيف المحاضر – “مفخرة نباهي بها غيرنا ونتكبر بها عليهم، وإنما هذه الخيرية أمانة كبرى ومسؤولية ثقيلة، فالدنيا دار الخدمة، والآخرة دار الأجرة”، مشيرا إلى أن الله تعالى يضع محبة خاصة في قلوب المؤمنين الصادقين الصالحين.

وأردف أن كلمة “العالمين” عامة تعم كل ما يصدق عليه اسم “العالم”، فهي تفيد جميع الناس وجميع الخلق، فالآية لم تخص عالما من دون عالم”، مبرزا أن هذه الرحمة النبوية العظيمة غير المعهودة شملت المؤمن وغير المؤمن، والموحد وغير الموحد، والمطيع وغير المطيع.

وشملت كلمة “العالمين”، يضيف المحاضر، الجمادات والنباتات والحيوانات وجميع الكون، مبرزا أن من مفهوم هذه الآية أن واجب الأمة أن تتخلق بخلق نبيها الكريم، وتتبعه فتكون هي الأخرى رحمة للعالمين، تجلب المصالح لجميع الناس ولجميع الخلق وتدرأ المفاسد عنهم.

وشدد المحاضر على أن “واجب المسلمين في الحفاظ على جميع الناس وإسداء الخير للعالمين بمثابة مقام القرآن الكريم في الهيمنة على الكتب السماوية السابقة والرسائل النبوية السالفة”، مؤكدا أنه ينبغي أن يكون المسلم هو الحل وليس المشكلة.

وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بسيرته الحكيمة وسنته الكريمة الحل لكل مشكلة، وأمثلة ذلك كثيرة جدا، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية أدت دور الإصلاح وتقديم الخير لجميع الناس في أجل عصورها وربما جاءت بحلول عجيبة لمعضلات المجتمعات التي لم يقدر على حلها غير المسلمين.

وسجل أن الخير الذي قدمه المسلمون للعالم بمختلف العلوم والصناعات معروف ومعترف به، مبينا أن من أهم عناصر ذلك، صناعة الورق بطريقة رخيصة والتي امتدت من مدينة بخارى الى الغرب والتي أدت إلى ظهور حضارة الكتاب، ومحو الأمية في بعض المناطق، وكذلك علم الرياضيات الذي تبلور بين المسلمين لعدة قرون..

ومن المعلوم، يضيف المحاضر، أن من أبرز سمات الحضارة الإسلامية انها فتحت أبواب التعايش بين الناس رغم اختلاف الأديان والأجناس واللغات، وأنها شجعت التبادلات الثقافية والعلمية الفعالة، مذكرا في السياق ذاته أن المسلمين عرفوا بالدفاع عن الأقليات الدينية التي عاشت بينهم.

وبعد أن ذكر بأن البلاء الشديد لهذه الأمة كان في القرنين الماضيين بسبب الاستعمار وما بعده، قال الباحث الأمريكي “إن التجديد المتكرر في تاريخ الحضارة الإسلامية هو من أعظم عجائب هذه الأمة، لافتا إلى أن العبرة من التجديد هي أن يدرك الناس أن اليأس غير مقبول شرعا، لأن حكمة الله بالغة ورحمته واسعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق