الرابطة المحمدية للعلماء

نحو تأصيل مفاهيم مشتركة للحوار بين أتباع الديانات

دعوة لتفعيل دور المؤسسات الدينية لتحقيق التوعية الدينية، وتبصير الشباب المسلم، وتحصينه ضد الأفكار الهدامة

أقر ممثلو 70 منظمة إسلامية عالمية استراتيجية لتفعيل الحوار بين أتباع الديانات والحضارات، تنطلق من تأصيل قيم ومفاهيم مشتركة للحوار بين أتباع الديانات والحضارات. وشددوا خلال اجتماع الهيئة التأسيسية العشرين للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ـ الذي يتخذ من القاهرة مقرا له، ويضم أكثر من 90 منظمة إسلامية عالمية ـ على أهمية دور المنتدى الإسلامي العالمي للحوار والمنظمات الإسلامية المشتغلة به في تأصيل وتوثيق ثقافة الحوار مع الهيئات الحضارية والثقافية والدينية العالمية.

واتفق المشاركون، حسب قصاصة الشرق الأوسط أمس الثلاثاء 25 نونبر 2008، في ختام اجتماعاتهم في القاهرة أخيرا برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي رئيس المجلس، وبحضور المشير عبد الرحمن سوار الذهب نائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي، والدكتور عمر عبد الله نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي رئيس المؤتمر العالمي للحوار، ولفيف من رؤساء وممثلي الهيئات والمنظمات الإسلامية.. اتفقوا على أهمية اتخاذ العديد من المبادرات الإسلامية التي من شأنها تعزيز دور التضامن الإسلامي في تحقيق الوحدة الإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، والبدء في اتخاذ خطوات فعلية لإعلان السوق الإسلامية المشتركة لتأمين العالم الإسلامي اقتصاديا وتمكينه من استغلال موارده أفضل استغلال لصالح الشعوب الإسلامية.

كما أوصى المشاركون على أهمية تفعيل دور المؤسسات الدينية لتحقيق التوعية الدينية وتبصير الشباب المسلم بصحيح الإسلام وتحصينه ضد الأفكار الهدامة والمغريات التي يروج لها من خلال جهات معادية للإسلام مما يدفع إلى ضرورة تبصير الشباب بحقيقة دينه وتاريخه وحضارته الإسلامية، وإنارة وعيه بالرسالة الإسلامية ودورها التاريخي، وتأهيله للقيام بدوره في النهوض بمجتمعه من خلال التفاعل والتعايش مع معطيات العصر. كما حذر المشاركون من أي اعتداء على المسجد الأقصى أو مشاريع لتهويد القدس الشريف، مؤكدين أن الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني نتيجة للقيود والحصار الذي يفرضه الاحتلال قد يؤدي للاضطرابات والفتن التي لا تحمد عقباها. كما أكد المشاركون على دعمهم المتواصل لجهود المجلس الإسلامي العالمي لتنظيم ندوة عالمية في إحدى الدول الأوروبية حول القدس بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية عام 2009.

ومن جانبه طالب شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي العالم بالوقوف إلى جانب الحق والعدل والعمل على منع أي اعتداء على المسجد الأقصى ووقف أي أعمال للحفر أسفله والتي تهدد بتدميره، والسعي لحمايته لقدسيته باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين. وأشار شيخ الأزهر إلى دور المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في مقاومة كل ما فيه إساءة إلى المسجد الأقصى وحمايته من أي اعتداء لأنه مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد المساجد الثلاثة التي لا يشد الرحال إلا إليها. داعيا مسلمي العالم والمؤسسات المالية الإسلامية والعربية إلى المساهمة في تنفيذ مشروع إنقاذ المباني القديمة بمدينة القدس القديمة والذي يتكلف نحو مليون دولار ويهدف إلى إعمار وصيانة وترميم جميع الأبنية والمرافق في البلدة القديمة بالقدس والذي أعدته لجنة القدس وفلسطين بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

وأكد شيخ الأزهر على أهمية إعداد الدراسات والبحوث المختلفة لتسليط الأضواء على مدينة القدس للتأكيد على عروبتها وقدسيتها في الإسلام، والسعي لوقف أي أعمال تهدف لتهويد تلك المدينة المقدسة.
من جانبه أكد الدكتور عمر عبد الله نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي على أهمية الحوار بين أتباع الديانات والحضارات لتصحيح صورة الإسلام المغلوطة وتصحيح كثير من المفاهيم الشائعة في الغرب عن الإسلام والمسلمين خاصة فيما يتعلق بالربط بين الإسلام والإرهاب، مشيرا إلى أن المجلس الإسلامي يولي قضية الحوار مع الآخر أهمية كبيرة، لأن الحوار وسيلة للتفاهم وتوضيح الحقائق ودرء الشبهات، مؤكدا أن الإسلام أمرنا بالحوار لتحقيق التعايش والسلام على الأرض.
كما أكد أيضا الشيخ عبد الفتاح صلاح وزير الأوقاف الأردني على أهمية الحوار في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة، داعيا المؤسسات الدينية في عالمنا العربي والإسلامي لتبني خطط للحوار مع الشباب الذين يعتنقون أفكارا دينية خاطئة وتحصينه بالأفكار الصحيحة.

وشدد الدكتور يحيى وزيري المدير العام للمجلس الإسلامي العالمي على أهمية دور الإعلام في التبصير بحقيقة الدور الذي تقوم به المنظمات الإسلامية الخيرية ورفضها تبني أية أنشطة غير مشروعة.لافتا إلى أن جميع المنظمات الإسلامية الأعضاء في المجلس الإسلامي تؤدي دورا متميزا في دعم الأنشطة الخيرية والإنسانية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق