مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

مولاي العربي الدرقاوي (ت 1239هـ)

مولده ونشأته:

أبو عبد الله محمد العربي بن أحمد بن الحسن بن سعيد الحسني، المعروف بمولاي العربي الدرقاوي، شيخ الطريقة الدرقاوية الشهيرة ومؤسسها، ولد ببني زروال في بلاد جبالة عام 1150هـ/1737م ويذكر البعض أنّ أحد أجداده المعروف ببودرقة مدفون في بني ازكَ ببلاد الشاوية.[1]

ينتمي مولاي العربي إلى الشرفاء الأدارسة، أخد التصوف عن أستاذه الصوفي الكبير مولاي علي بن عبد الرحمان العمراني الفاسي، المدعو بالجَمَل، المشهور بسعة اطلاعه وحميد خصاله والمتوفى سنة 1239هـ/1823م.[2]

علمه وأخلاقه:

تعلم القراءة وحفظ القرآن الكريم، وعندما صححه وأتقنه بالروايات السبع اشتغل بطلب العلم، فرحل لمدينة فاس وأقام بها مدة قرأ خلالها على أكابر علمائها، ما قدَّر الله له من العلوم، وكان في تلك الفترات أيَّام الطلب مثابرا على مجاهدة نفسه وحملها على العبادة، من صيام وقيام وتلاوة وذكر مع فطمها على المخالفات.[3]

شيوخه:

أخذ رحمه الله عن جماعة من الأولياء، وجمهور من الكبراء والأصفياء، وعمدته منهم: الشيخ العارف بالله مولانا أبو الحسن علي الجمل، رضي الله عنه، فبه أشرقت في صدره أنوار العرفان، وتجلت له من ربه شموس الإحسان، ووقع له الفتح الكبير، والمدد الفياض الغزير، وتخرج على يده هو من لا يحصى من الشيوخ، وأرباب التمكين والرسوخ.[4]

طريقته الصوفية:

أسس مولاي العربي طريقته الصوفية ببوبريح من بلاد جبالة، وهي الطريقة الدرقاوية التي تستمد مذهبها من تعاليم الإمام الشاذلي، ولم تلبث هذه الطريقة أن نالت نجاحا باهرا في الحواضر والبوادي على السواء، وانخرط فيها عدد كثير من المريدين في المغرب والجزائر.[5]

وطريقته رضي الله عنه مبنية على اتباع السنة في الأقوال والأفعال والعبادات والعادات، ومجانبة البدع كلها في جميع الحالات، مع كسر النفس وإسقاط التدبير والاختيار، والتبري من الدعوى والاقتدار، والإكثار من الذكر آناء الليل وأطراف النهار، والاشتغال بالمذاكرة وما يعني، وترك كل ما يُعني.[6]

رسائل مولاي العربي الدرقاوي:

أمّا رسائله فنافعة جدا وفيها فوائد غزيرة تتعلق بالطريقة والعبودية والمعاملة مع الله تعالى، ولذلك قال فيها ابن جعفر في «السلوة»: ورسائله من أنفع الرسائل للمريدين وأدلها على كيفية السلوك والتجريد، لا يستغني عن مطالعتها سالك ولا يجحد خيرها وفضلها إلا هالك…إلخ.[7]

بعض منها:[8]

الرسالة الثانية: إن  شئت أن تطوى لك الطريق، وتحصل في ساعة على التحقيق، فعليك بالواجبات، وبما تأكد من نوافل الخيرات…، وخالف هواك إذ ترى عجبا.

الرسالة الثالثة: الذكر هو الركن الأعظم في طريق الله، والعمدة فيه كما علمت، فكن عليه كما أمرت، والله يقويك، ونحبك -أحبك الله- أن تكون على تذكير عباد الله «الله»، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذِّرهم من الكفر دائما، وذكِّرهم التواضع دائما، وزهِّدهم في الدنيا، وأمرهم أن يقنعوا منها بما تيسر كما أمر الله.

الرسالة الرابعة وستون: من أقبلت عليه الدنيا -أيها الفقير- ولم يعرض عنها كما أعرض عنها نبيه صلى الله عليه وسلم، فهو من المغرورين، أو نقول: من الهالكين- وكيف لا ؟ وهو قد أعطى للسنة بظهره والبدعة بوجهه والعياذ بالله.

وفاته:

توفي صاحب الترجمة ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين صفر الخير عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف، ودفن في بني زروال، وضريحه هناك مشهور معروف…، ومناقبه وأحواله وأوصافه ومعارفه لا يفي بها قلم، وهي من الشهرة كنار على علم.[9]

 

 


[1] . معلمة المغرب، 12/4013.

[2] . معلمة المغرب، 12/4013.

[3] . المطرب بمشاهير أولياء المغرب للتليدي، ص205، دار الأمان، الطبعة الرابعة سنة 2004م.

[4] . سلوة الأنفاس، 1/192، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[5] . معلمة المغرب، 12/4013.

[6] . سلوة الأنفاس، 1/192، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[7] . المطرب  بمشاهير أولياء المغرب للتليدي، ص210، دار الأمان، الطبعة الرابعة سنة 2004م.

[8] . رسائل مولاي العربي الدرقاوي، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 2009م.

[9] . رسائل مولاي العربي الدرقاوي (الترجمة)، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 2009م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق