مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

من شيوخ العلم والتصوف بالمغرب: العلامة امحمد الحضيكِي (1)

د. خالد  بن أحمد صقلي

جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية. ظهر المهراز فاس- المغرب

   هو الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله امحمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، اللكوسي الإيسي الجزولي الحضيكي البكري الصديقي، من شيوخ الحديث والسيرة والفقه والتصوف بجنوب المغرب في القرن الثاني عشر الهجري، ولد بقرية تارسواط في شعبان سنة1118هـ/ نونبر، دجنبر 1706م. ومن طريقه تمر أسانيد أغلب علماء السوس الأقصى، بل وأسانيد بعض أهل فاس وغيرهم. ونشأ العلامة الحضيكي محاطا بعناية ورعاية مخصوصة في أسرة مشهورة بالصلاح والعلم، و ذات مجد تليد، وجاه عظيم.

   وهو نزيل زاوية إيسي  بسوس[1]، وقد رحل في طلب العلم، وجال شرقا وغربا، وكاتب من لم يلقه من سوس إلى تطوان ومكناس وفاس والرباط وأبي الجعد وزوايا سوس وغيرها، كما حل بمصر فحصل على الإجازات الكثيرة من المغرب والمشرق، وأصبح حسب الأستاذ عبد الله الترغي “مسند سوس في عصره”.[2]، بحيث يستغرب ذلك من طالع مجاميعه وفهارسه وفهارس أصحابه من أهل سوس، إذ عليه مدار الإسناد في تلك البقاع[3].

   وقد وظف مكانته العلمية والدينية والصوفية في تعامله مع محيطه القبلي، من خلال استعمال نفوذه الروحي والمعنوي لإحلال التصالح بالمنطقة، وإصلاح ذات البين بين القبائل[4]، ونشر المذهب المالكي، والتصوف السني الأشعري. واشتهر الصوفي والعلامة الحضيكي بتصوفه الجنيدي وعلمه الغزير وموسوعيته ورواياته الواسعة، فجلس للإقراء وللإسماع، واستجازه معاصروه، ورحلوا للأخذ عنه، فكثر بذلك تلامذته والآخذون عنه[5]. وقال العلامة المختار السوسي عن المدرسة الحضيكية: “هذا الرجل الذي نسبنا إليه مدرسة أفيلال من إيسي طبقة وحده، همة وإرشادا وتحصيلا وورعا (…)، والحضيكي كما هو معلوم كانت أسرته أولا في أيت عباس بسملالة؛ ولا يزال بنو عمومتهم هناك في إغالن نايت عباس يسمون: “أيت الخانوش(…)”.

   وقد أخذ العلامة الحضيكي رحمه الله من كل فن من فنون العلم، فقد كان عارفا بالسير والحديث، وعلوم الحقائق والمعارف، جمع بين شرف العلم والولاية، كما تولى التدريس والوعظ، وتخرج على يديه عدد  كبير من الطلبة الذين أصبحوا بدورهم من كبار علماء المغرب، ومن بينهم الأسغركيسي وسليمان الناصري وعبد الرحمان الجشتيمي وسواهم. وقد أجاز تلاميذه، كما أجاز أولاده أحمد والحسن وعبد الله، ومحمد بن عمر اليبوركي[6] وأحمد بن علي أكزالا الهلالي، وأخاه محمد بن علي، ومحمد بن عبد الله الزغنغيني الهلالي، وعبد الله بن محمد الملوسي الهلالي، وأحمد بن أحمد بن الحاج الترختي، ومحمد بن موسی الترختي، ومحمد بن أحمد بن سعيد الترختي، ومحمد بن يحيی الووجوئي، والحسن بن محمد التملي، وأحمد بن عبد الله الصنهاجي، وعبد الكريم بن مسعود المدنسيري، وبلقاسم التضركيني الهشتوكي، ومحمد بن الحسين اليبركي الهشتوكي[7]، والسملالي[8] وغيرهم. وتوفي العلامة الحضيكي ليلة السبت عند العشاء، قيل 19ربيع الأول[9]، وقيل 19 رجب[10] 1189 هـ/1775م.

   وسوف أعالج هذا الموضوع من خلال الحديث  عن شيوخ العلامة محمد الحضيكي الذين قاربوا 40 شيخا أو أكثر، فمن جهة سنحاول الوقوف عند بعض شيوخه في بلده تارسواط في سوس العالمة ومراكش وسجلماسة، ومن جهة ثانية سنتطرق لبعض شيوخه  بالمشرق، ومن جهة ثالثة سنقف على جملة من  شيوخه  بفاس وسلا وأبي الجعد وغيرها. وذلك من خلال استقراء مجموعة من المصادر والمراجع، ومنها على وجه الخصوص مؤلفات العلامة الحضيكي نفسه، والتي جاوزت 20 مؤلفا[11]؛ والتي تناول في بعضها ذكر شيوخه وتراجمهم  وأسانيده وإجازاته، ومنهم على الخصوص كتاب طبقات علماء سوس[12]، والفهرسة[13]، والرحلة الحجازية[14]، والكناشة[15]، ومجموع إجازاته، إضافة إلى ما كتبه  عنه تلامذته كمناقب الحضيكي للجشتمي[16]، وغيرها من المؤلفات التي خصته بترجمات وافية أحيانا ومقتضبة أحيانا أخرى .

شيوخ العلامة الحضيكي ببلده تارسواط في سوس  وسجلماسة ومراكش

أ:  ببلده سوس

   كانت بداية تلقيه العلم  بمسقط رأسه على يد والده الذي رباه تربية حسنة، ووجهه لقراءة العلم وأشرف عليه أثناء حفظ القرآن[17]، ثم أخذ عن أبي عبد الله بن إبراهيم الكرسيفي (تنطق الكاف جيما مصرية أي كافا معقودة)، المتوفى سنة 1140هـ/1728م، وهو من أوائل شيوخه بتارسواط، حيث  قرأ عليه العلامة الحضيكي القرآن الكريم وأحكام العبادة وغيرها، ثم  درس بعد ذلك على يد ثلة من العلماء:

الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم العثماني الكرسيفي[18] التكركستي: الذي توفي سنة 1167هـ، وهو من كبار علماء سوس، أخذ العلم عن أبيه وعن أحمد الهشتوكي، الذي وجهه لقراءة الفقه،  كما أخذ عن الشيخ أحمد بن ناصر الدرعي. وقد قرأ بمراكش على يد الشيخ أحمد بن سليمان الهشتوكي، وأبو عبد الله الووكدمتي، وكتب له إجازة في ذلك،  كما حج برفقة الشيخ أبي عبد الله الغربي الرباطي،  فأخذا معا عن علماء المشرق[19]. ومن تلامذته المعروفين العلامة الحضيكي الذي قرأ عليه  القرآن وحفظه، كما أخذ عنه بعض الأحكام في فقه العبادات[20].

الشيخ محمد بن الحسن الحامدي: يعد من الشيوخ الكبار الذين  تتلمذ العلامة الحضيكي على يديه[21]، فنهل من علومه، وقد أثنى عليه في رحلته[22].

الشيخ أحمد بن عبد الله الإبراهيمي  الهشتوكي: ومما قال عنه  تلميذه  الحضيكي في رحلته: “هو أحد أشياخنا، كان رضي الله عنه فقيها ناسكا قارئا  لكتاب الله، صواما  قواما، كان يقوم بخمسة عشر حزبا إلى عشرين كل ليلة، جعل ذلك وردا وحزبا”[23]، وقد  توفي سنة 1135هـ/1723م[24].

الشيخ أبو عبد الله محمد بن يحيى الشبي: هو محمد بن يحيى بن الحسين بن محمد الشبي الحامدي، حلاه العلامة الحضيكي في مناقبه فقال عنه: “الفقيه العالم الرباني الصوفي الزاهد الورع الولي الصالح…، فهو رضي الله عنه من أشياخنا الذين خصهم الله تعالى بعنايته، وأتحفهم من نواله وفضله، ومصون أسراره وأنواره…”، وقد توفي رحمه الله سنة 1164هـ /1751هـ[25].

الشيخ أبو القاسم بن عبد الله الشبي: أشار العلامة الحضيكي إلى شيخه هذا إشارات قليلة في رحلته، وذكر أنه كان كثير الرحلة والتجوال، يسافر ويصلح بين الناس[26].

الشيخ سعيد بن عبد الرحمان الشبي: ذكر العلامة الحضيكي أنه صحبه في رحلته إلى المشرق، وزارا قبر النبي صلى الله عليه وسلم  معا، توفي سنة 1153هـ[27].

الشيخ عبد الله بن إبراهيم العمراني الرسموكي: توفي سنة 1145هـ/1733م، وكان من ضمن الشيوخ الذين ذكرهم العلامة الحضيكي في فهرسته[28]، وأورد أنه لازمه مدة طويلة، فأخذ عنه أمهات الكتب كمقامات الكتب والرسالة والألفية…[29].

الشيخ أحمد بن يحيى الرسموكي: من بين من أخذ عنه العلامة الحضيكي صغرى السنوسي والأجرومية، وقال عنه في رحلته: “…كان ذا سمة حسنة، وشيم عجيبة، وساد على يده رحمه الله خلقٌ كثير…”، توفي سنة 1142هـ/1730م[30].

محمد بن يحيى الأزاريفي[31].

الشيخ محمد بن أحمد التاكوشتي: هو محمد بن أحمد بن محمد  بن محمد التكشتي الظريفي، قال عنه تلميذه  الحضيكي في طبقاته: “(…) الفقيه العالم العامل الصالح الناصح الحازم العازم الهمام، الدمث الأخلاق، المسهل الكريم الجواد المتواضع، العابد المرضي النزيه المحب، المصاحب للصالحين وأكابر العلماء والفضلاء وخادمهم(…)”.[32]، توفي سنة 1164هـ.

الشيخ الحسين الشرحبيلي: قال عنه تلميذه العلامة الحضيكي في طبقاته: “هو الحسين بن محمد الشرحبيلي البوسعيدي الدرعي، شيخ الطائفة الشاذلية ووارث الطريقة الصديقية العظمى، وحائز أنوار الخصوصية والعناية الربانية، وأسرار الطريقة الغازية…، وكان رضي الله عنه من العلماء العاملين، والأئمة الزاهدين المتقين، كما أتقن علوم الظاهر وحققها، وتضلع بعلوم الحقيقة وأحكمها، بنى مدارس وزوايا ورباطات، وأطعم الطعام، واشتهر بعناية الله وفضله، فقصده الناس من كل وجه للتبرك وأخذ العلم والزيارة، ولقيناه وتبركنا به(…)”.[33] أورد العلامة الحضيكي في رحلته أنه لقيه  عند  مقامه ببلده، وكان له شرف التبرك به، وقد طلب منه تلقينه الأوراد[34]، وحلاه  سيدي محمد بن الطيب القادري في كتابه: “ومنهم السيد الأبر  العالم الصالح الأنور (…)، أحد أصحاب الشيخ سيدي أحمد ابن ناصر ومرافقه في رحلتيه  الحجازيتين، ولد سنة تسع  بمثناة وسبعين  بموحدة وألف، كان صاحب الترجمة، متفننا في علوم عقلية ونقلية، وشارك شيخه أبا العباس ابن ناصر في شيوخه، وقرأ على أبي العباس الهشتوكي واستفاد منه، له على صغرى السنوسي شرحان، وثلاثة شروح على سيف النصر لشيخه أبي العباس ابن ناصر(…)”[35]، وقد توفي سنة 1142هـ[36].

الشيخ ابن عبد القوي السجلماسي[37].

الشيخ أحمد بن محمد ابن  الكوري المرابطي الدرعي: قال عنه تلميذه الحضيكي في فهرسته: “كان عالما كبيرا، مشاركا في فنون العلم”[38]، وهو نزيل أقا، وقد أخذ عن أشياخ تامكروت وعلماء مدينة فاس، وقال عنه أيضا في طبقاته: “…كان عالما كبيرا محصلا متفننا، مشاركا في فنون العلم، قارئا للقرآن بالسبع أو أكثر…، وكان ذا همة عالية ومروءة ودين متين، خيرا صالحا، واظب على تجويد القرآن وقراءة الحديث وتدريس الطلبة…، كان ظاهر السر والبركة، رقيق القلب عطوفا رحيما…”[39].

الشيخ عبد الكريم بن علي الزبادي المنبهي: يعد من مشايخه الكبار الذين كانت لهم  اليد الطولى في التدريس، حتى كثر تلامذته حسب تعبير العلامة الحضيكي في رحلته، توفي سنة 1152هـ/1739م[40].

 الشيخ أحمد بن موسى: انتقل إلى زاويته بتازروالت، وفيما يخص نسب هذا الشيخ فقد افتتح به العلامة الحضيكي  كتابه المناقب، فقال: “هو أحمد بن موسى بن عيسى بن عمر بن أبي بكر بن سعيد بن محمد بن عبد الله ابن يوسف  بن صال بن طلحة  بن أبي جمعة  بن علي بن عيسى  بن الفضل  بن عبد الله بن  جنيد بن عبد الرحمان  ابن محمد  بن أحمد بن حسين بن إسماعيل بن جعفر  بن عبد الله  بن حسين بن الحسن  بن علي  بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، السملالي الجزولي نزيل تازروالت، شيخ الطريقة والتربية، وأما الجموع والأفراد، وهو أشهر من أن يعرف، وقد أجمع علماء وقته وأولياء عصره على تقدمه، واعترفوا أنهم ما بلغوا موضع قدمه، ولا شقوا له غبارا، وكراماته ومناقبه مشهورة لا يحيط بأقلها ديوان، وتربى على يديه وصلح ووصل من الأولياء خلق لا يحصون عدا، وبركته وصيته عمت أقطار الأرض”[41]، ومن شيوخه حسب الحاج إبراهيم بوحيدة، الشيخ سيدي أحمد بن موسى نجد سيدي إبراهيم بن علي الغشاني  دفين (أيمولا)، وكان رضي الله عنه من أكابر مشايخ وقته، وهو أول شيوخ القطب سيدي أحمد بن موسى، كما أخذ عن الشيخ سيدي عبد العزيز الحراري الفاسي المعروف بالتباع. وقد زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأدى فريضة الحج، وزار قبر الولي سيدي عبد القادر الجيلاني.

    توفي رحمه الله ليلة الاثنين أوائل ذي الحجة سنة 971هـ، وقال العلامة سيدي المختار السوسي في كتابه  رجالات العلم العربي: “وصلى عليه سيدي عبد الواحد بن عمرو الأغرابوي الأكَماري، وهو شيخ جليل من أصحاب الشيخ “. ويقول أيضا العلامة المختار السوسي في موضع آخر من الكتاب: “أحمد بن موسى السملالي  التزروالتي، الشيخ المشهور في عصره شهرة خارقة، وناهيك بمن ارتحل إليه سلطان وقته زائرا ومتتلمذا له. له إلمام بالمعارف وذوق عال في التصوف والتشبث بالسنة ،أجمع معاصروه  على سموه على غيره،  ولا تخلو أخباره المنسوبة  له مما  يظن أنه خرافات، وفي أولاده وأحفاده  نحو اثني عشر عالما،  وأربعة أمراء،  ونحو ثمانية من الرؤساء الكبار”[42].

   وقد درًس العلامة الحضيكي بالمدرسة المروانية السملالية العتيقة[43]. ويذكر الأستاذ الحاج إبراهيم بوحيدة أنه بجوار مدرسة بومروان دار قديمة، يقال إنها دار الشيخ أحمد بن موسى، وهي مسقط رأسه، وهي لا تزال صالحة  لم يعد عليها الزمان، ويجتمع على سطحها  الزوار في موسم  القبيلة، ويتوسلون  إلى الله برب هذه الدار في غفران الذنوب، وستر العيوب، وإقالة العثرات، وقد رمم هذه الدار صيانة لها وحفاظا على أثرها  فقيه المدرسة أيت هماد سيدي الحاج محمد بن إبراهيم، وبجوار المدرسة قبر يعرف بقبر سيدي موسى رحمه الله،  يقال أنه والد الشيخ المترجم له، وبمكان آخر قريب من المدرسة قبر يعرف ب (لالا تاونا)، وهي أم الشيخ أحمد بن موسى. والغالب على الظن أن المدرسة كانت في يوم من الأيام زاوية له ومسجدا يذكر ويعبد الله فيها، وكانت أيضا محلا للإرشاد والدلالة على الله[44].

    لينتقل بعد ذلك العلامة الحضيكي إلى منطقة أقَّا حيث أخذ عن جملة من الشيوخ بالمدارس العتيقة بسوس ومنهم:

 الشيخ أوهبول الذي أخذ عنه  بقرية تاكديرت أوشعيب،  وقد لازمه مدة حتى حفظ القرآن وأتقنه[45]، ومما عرف عن العلامة الشيخ الحضيكي في طلبه للعلم استعداده للتحصيل، وبروز نهمه العلمي وحبه للمعرفة وهو لا يزال صغيراً، مما أهله لحضور مجالس علماء عصره.

الشيخ امحمد الهوزالي: هو الشيخ امحمد بن علي اكبيل الهوزالي[46]، ولد أواخر القرن 11هـ أي حوالي سنة 1090هـ/1680م، بقرية تيزيط بقبيلة أندوزال بدائرة إيغرم إقليم تارودانت، وحفظ القرآن بقريته ثم انطلق في دراسة العلوم بالمدارس العلمية القريبة منها، ليرتحل بعد ذلك إلى الزاوية الناصرية بتامكروت، وهناك اعتكف حوالي 20 سنة على الدراسة والتعلم[47].[48] على أيدي الشيخ أحمد بن امحمد بن ناصر الدرعي، إضافة إلى كبار العلماء الذين وفدوا على الزاوية للتدريس بها[49]. ويبدو أن التحاقه بهذه الزاوية لم يكن طواعية منه وإنما كان اضطرارا، لأنه حسب رواية العلامة محمد المختار السوسي: “كان قد فتك بإنسان من أهله فهرب إلى تامجروت فتعلم هناك القرآن والعلم، ثم رجع تائبا فعرض نفسه عن أولياء الدم فسامحوه”[50]

   وبعد أن أشبع العلامة نهمه من الدراسة عاد إلى قبيلته أندوزال، واستقر هناك ليؤسس سنة 1111هـ مدرسته العتيقة المعروفة باسم”مدرسة اكبيلن”، وانتصب فيها للتدريس، فتوافد عليه طلبة العلم من كل حدب وصوب، وقصده عموم الناس لتلقي الورد الناصري، وتعلم أركان الدين وأسس العقيدة، وقد بذل أقصى جهوده في وعظ الناس وحثهم على التمسك بالدين، ونبذ البدع والابتعاد عن الشرور، وقد ذكر تلميذه العلامة الحضيكي  في كتابه الطبقات أعمال شيخه في هذه المجالات ونوه بها حين قال: “كان الفقيه الهوازلي رحمه الله من أشياخنا وبركات بلادنا وصلحائنا، وممن تدور عليهم أمورها والملجأ والمفزع في المسائل والنوازل، وقد انتفع به الخلق، وقام بصلاح الأمة، واعتنى بإرشادهم وإقامة رسوم الدين، وأحيى كثيرا مما اندرس من السنن، وأخمد كثيرا من البدع، وألف للناس في ذلك كتبا بالغ في النصح فيها نظما ونثرا، عجمية وعربية، وقد أنعم الله تعالى على الإسلام بنصحه…”[51].

   وقد اعتنى العلامة الهوازلي[52] بالتأليف، فخلف رحمه الله مجموعة من المؤلفات في فنون مختلفة، منها المطبوع والمخطوط:

كتاب تنبيه الإخوان على ترك البدع والعصيان، وتوجد نسخة منه مخطوطة بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم 323 د[53].

مخطوط الطرق بالعصا لمن خالف ربه وعصى.

مخطوط فتاوي وأجوبة.

مخطوط الحوض، ترجمة مختصر خليل إلى الأمازيغية السوسية، وهو عدة أجزاء، وقد طبع منه الجزء الأول.

كتاب بحر الدموع، منظومة في الوعظ والنصح بالأمازيغية.

مخطوط النصيحة، وهو منظومة بالأمازيغية في النصح والوعظ والإرشاد.

وقد توفي العلامة اكبيل في سوس سنة 1162هـ/1748-1749م، ودفن قرب مدرسته[54].

الشيخ أحمد الصوابي: هو أبو العباس أحمد بن عبد الله الصوابي السوسي (ت1149ﻫ/1736ﻫ) الذي يعتبر عمدته في تكوينه الفقهي في مختلف مراحل دراسته، وهو العالم العامل الفاضل المحدث النحوي اللغوي العروضي، قرأ عليه الحضيكي بماسة صحيح البخاري أكثر من خمس مرات، وتفسير ابن الجوزي والجلالين، وتنبيه ابن عباد علی الحكم العطائية، وصغرى السنوسي وشرحها له وكبراه، وألفية ابن مالك وغيرها[55]، ومحصل المقاصد لابن زكري، وعادته رحمه الله أن يسرد شرح كل متن أو كتاب يقرئه ويسرد على هذا النظم  شرح المنجور وشرح التمنارتي…، وكان يفضل شرح التمنارتي على المنجور[56]، وقد أخذ الشيخ أحمد الصوابي عن مشيخة عصره، كالشيخ محمد بن ناصر، وأبي سالم العياشي، وأحمد أحزي، وإبراهيم بن محمد التكوشتي، وعبد الله الووكدمتي، والورزازي الصغير دفين مصر، وعبد الواحد السجلماسي صاحب الحاشية على المختصر[57].  وكانت له زاوية في ماسة[58].

أبو العباس أحمد بن محمد العباسي: هو فقيه جزولة[59] كما وصفه الأستاذ عبد الله الترغي، توفي سنة 1161ﻫ/1748م[60]، وقد صحبه العلامة الحضيكي الذي ترجم له في كناشته[61] نحو خمس سنين، فدرس عليه صحيح البخاري خمس مرات، وألفيتي العراقي في الاصطلاح والسيرة والشمائل، ومختصر خليل والرسالة والألفية ولامية الزقاق وغيرها، كانت له مدرسة تحت اسم المدرسة العباسية التازروالتية،  قال فيها العلامة محمد المختار السوسي: “كانت الأسرة العباسية كسلسلة الذهب بعلماء متقنين درسوا في تارودانت أولا، ثم في أيليغ، ثم في مدرسة قريتهم جوار أيليغ، وناهيك بأحمد العباسي أستإذ الحضيكي…”[62]. وقد ارتحل إلى الديار الحجازية كثير من السوسيين حسب ما ورد عند الأستاذ المهدي السعيدي، ولكن لم يتصدّ لكتابة الرحلة إلا القليلون نذكر منهم أبا مدين عبد الله بن أحمد الروداني، وأحمد بن محمد العباسي، وأحمد بن عبد الله الأيبوركي، وأحمد بن بلقاسم الكرسيفي، وأحمد بن محمد أحوزي، وعبد الواحد بن الحسن الصنهاجي، ومحمد بن أحمد الحضيكي…، وقد عمد هؤلاء إلى تسجيل مشاهداتهم من أحداث وأناس، وما لاقوا من مصاعب ومخاطر لا يتجاوزها إلا من حف بعناية الله، ورزق الصبر وحسن التصرف[63].

   وقد أورد تلميذه محمد الحضيكي في فهرسته  نص أسانيد شيخه أبو العباس  فقال: “…سيدنا ومولانا أبو العباس أحمد  بن الفقيه محمد بن محمد  بن محمد بن سعيد العباس السملالي رحمه الله، وسملالة من قبائل سوس، وسمعنا شمائل الترمذي ومختصر خليل مرارا، وتحفة ابن عاصم وعمدة الموثق وغيرها من أمهات الفقه، وألفية ابن مالك وألفية الحراق واصطلاح الحديث وألفية السير(…)، وغير ذلك، وقيدنا عنه كثيرا، ومجلسه رضي الله عنه كله فوائد وفرائد وغرائب (…. )، وأما أشياخه رضي الله عنهم وسقى ثراهم شآبيب رحمته فقال: أخذت عن شيخي والدي محمد بن محمد عن أبيه محمد بن محمد عن  أبي الحسن أبيه  محمد بن سعيد عن أبي الحسن علي عن أحمد الرسموكي وأبي محمد عبد الله بن يعقوب السملالي، عن أبي عثمان سعيد بن عبد الله عن أبي عبد الله ابن إبراهيم  السملالي وأبي عثمان سعيد بن علي الهوزالي عن أبي مهدي الجراري عن والدي عن أبيه عن جده عن أبي الحسن وأبي محمد المذكورين عن أبي مهدي السكتاني عن المنجور عن اليستيني عن ابن غازي الفاسي والزقاق الفاسي، عن أبي العباس أحمد بن الحاج  سيدي العربي بردلة الفاسي، عن أبي محمد عبد القادر الفاسي عن عم والده عبد الرحمان عن القصار عن اليستيتني، عن أبي العباس الهشتوكي وأبي اسحاق التسكتي وأبي العباس أحمد بن سليمان الرسموكي، وأبي عبد الله محمد بن الصغير الورزازي، وأبي محمد عبد الكريم التدغتي، كلهم عن الحسن اليوسي، عن أبي عبد الله بن ناصر الدرعي، عن أبي العباس الحسن الهشتوكي، وأبي عبد الله محمد الشاهد (القفازي أو الخفازي)، عن جده أبو محمد بن سعيد عن أبوي العباس أحمد الهشتوكي وأحمد الولتيتي، عن الإمام محمد بن ناصر، عن المصمودي محمد بن أحمد عن السراج عن علي بن هارون عن ابن غازي عن شيخنا أبي العباس الدرعي، عن أبيه محمد بن ناصرعن شيخنا سيد العربي الإفراني عن  العربي بردلة الفاسي، عن شيخنا أبي محمد عبد الله التوكدمتي، عن سيدي أحمد الصوابي، وسيدي عبد الواحد العريني، وشاركتهما في جماعة من شيوخهما. انتهى[64].

   وخصه بترجمة أيضا في مناقبه فقال عنه: “… العالم العلامة النبيه اللبيب الولي الصالح شيخنا ومفيدنا المدرس الرئيس عالم العلماء وفقيه الفقهاء، كان رضي الله عنه دؤوبا على التدريس ونشر الفقه، معتنيا مولعا بمسائل الفقه دهره، سهر ليله في المطالعة واستغرق نهاره في الإفادة والمذاكرة…، كان من أورع الناس وأزهدهم…، ذا همة عالية ودين متين، نصوحا لعباد الله، نزيها  ذا مروءة  وسمت حسن،  قوالا للحق،  منصفا كريما  صبورا على الجفاة، أخذ عن أبيه وعن شيوخ تامكروت، سيدي الإمام أبي العباس ابن ناصر، وأبي العباس احزني الهشتوكي،  وسيدي أبي عبد الله محمد الصغير وعن غيرهم، وعن شيوخ مراكش سيدي العربي اليفرني وسيدي عبد الله الووكدمتي وسيدي أحمد بن سليمان الرسموكي وغيرهم “[65].

أحمد الورزازي: هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي التطواني[66]، يعرف بالورزازي الكبير، نسبة إلی ورزازة التي بناحية سوس الأقصی، ويعرف في تطوان بالورزيزي، ينتمي إلی أسرة عرفت بالعلم، وأشهر أفرادها هم محمد بن محمد المتوفی بمكة عام 1166ﻫ[67]، وأخوه المترجم، وابن عمهما وشيخهما محمد بن أحمد المتوفی بمصر سنة 1137ﻫ ، والمدفون بمقابر المالكية بها[68]. وقد كان هؤلاء بنو الورزازي من أصهار الشيخ ابن ناصر، حتى قال أبو عمران موسى بن المكي الناصري في تائيته:

وللورزازيين الأجلة صحبة            لنا ثم صهر في تمام مودة

   وكان أحمد الورزازي محدثا محققا مشاركا في عدة علوم، كالفقه والقراءات والسيرة والتفسير والأصول وغيرها. وقد ولد ونشأ بورزازة، ودرس بها وبفاس وغيرهما، علی طائفة من الشيوخ بالمغرب والمشرق، من بينهم أخوه محمد المذكور سابقا، وقريبه أحمد ابن ناصر الدرعي، وأحمد بن مبارك اللمطي وغيرهم. وممن أجاز للمترجم محمد بن عبد المحسن القلعي، وجماعة من علماء مصر. ويروي الورزازي عامة عن أحمد ابن ناصر وأحمد بن مبارك ومحمد بن عبد الله المدني الكبير، وأبي طاهر الكوراني، ومحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي، وعبد الرحمان السليمي الدمشقي، وعبد القادر الصديقي المكي، ومحمد القلعي المكي[69]، ولكنه ذكر في فهرسته أن أعالي أسانيده تدور علی أربعة شيوخ، وهم القلعي، ومحمد بن عبد الله السجلماسي، وأبو طاهر الكوراني المدني، وعبد القادر الصديقي[70].

   وقد حج الورزازي مرتين وزار بيت المقدس، ووقعت له مناظرة مع علماء مصر، ثم أجازوه، ونظرا لمكانته العلمية الرفيعة فقد كثر تلاميذه، منهم محمد بن الحسن البناني، ومحمد بن الحسن الجنوي  الذين قرؤوا  عليه صحيحي البخاري ومسلم، والموطأ وشمائل الترمذي، والشفا لعياض، وألفية العراقي في اصطلاح الحديث، ومختصر خليل وغيرها، ومحمد بن علي الورزازي[71] الذي قرأ عليه صحيح البخاري والموطأ وشمائل الترمذي وعلم القراءات، وعبد الرزاق بن حمادوش الجزائري[72]، الذي درس عليه أوائل الصحيحين والموطأ مع أسانيده في الكتب المذكورة وقد أجازه، ومحمد بن عبد السلام الناصري، ومحمد بن أحمد الحضيكي الذي أجازه، وقد أورد نص إجازته له بكناشته، والمؤرخة بتاريخ 1176هـ[73]، وقد لازمه وخدمه طيلة مدة إقامته بسوس، فأخذ عليه أثناءها  مختصر خليل، وجمع الجوامع،  والورقات لإمام الحرمين[74].

   ومارس أحمد الورزازي مهنة التدريس بالزاوية الناصرية التي تخرج منها، وذلك بعد وفاة أحمد ابن ناصر[75]، كما درس بزاوية أحمد بن عبد الله الصوابي بماسة. ثم انتقل من سوس إلی تطوان، وهناك اشتغل بالتدريس كذلك بجامع لوقش وبالجامع الأعظم، ومما أقرأه بجامع لوقش صحيحا البخاري ومسلم والموطأ، وكان يدرس بالجامع الأعظم التفسير بين العشاءين، ومختصر خليل في الضحی، والأصول يوم الخميس[76]، كما كان إماما مداوما بجامع لوقش، وهو أول من أم فيه. وقد اشتهر المترجم في المغرب حتی كان الناس يفدون علی‌ مدينة تطوان للاستفادة من علمه، والرواية عنه.

   وفي سنة 1176ﻫ سافر أحمد الورزازي من تطوان إلی مراكش، لأجل زيارة السلطان  في وقته، ووجده بالمسجد مع بعض العلماء، وكان لا يعرفه، فحياهم وسأل عن السلطان فعرفوه به وصافحه، ثم حدثه عن بعض الانحرافات التي وقعت في ذلك الوقت[77]، إذ كان المترجم قاسيا علی أهل البدع، يأمر بالمعروف وينهی عن المنكر، لا يبالي بولاة عصره ولا يهابهم، يقول ابن عجيبة في هذا الصدد: (كان شديد الشكيمة علی أهل البدع، لا يبالي بولاة زمانه، يأ‌مر بالمعروف وينهی عن المنكر، لا يخاف منهم، وإذا قيل له في ذلك يقول: “لم يبلغ قدري أن ‌أموت علی كلمة الحق، وكان اتهم بالاعتزال وامتحن بذلكّ، حتى دخل السجن  ثم خلصه الله منه، فزاد عزه وبعد صيته واتفق الناس على تعظيمه”[78]. ولم يكن الورزازي من الفقهاء المقلدين، بل كان يحقق المسائل ويدققها، ولا يرضی بالتقليد في جلها، وكان يميل إلی تحكيم العقل في الأمور العقلية والنقلية. وكان يحفظ كثيرا من المتون ويكررها عن ظهر قلب، كمختصر خليل وألفية ابن مالك ولامية الزقاق ومختصر السبكي ومختصر السنوسي في المنطق ، والصغرى والكبری للسنوسي في العقائد، والتسهيل وغيرها من الكتب.

   وقد وصف سليمان الحوات العلمي المترجم بقوله: “الشيخ العلامة الحافظ الصالح القائل بالحق العامل به”[79]. وقال عنه تلميذه محمد الحضيكي في فهرسته عند عد شيوخه:”…والثاني عشر شيخنا الإمام الكبير، والقدوة الجليل، علامة فاس وتطوان، الحافظ المتفنن في علوم القراءات، والمعقولات والمنقولات، المحقق المتحقق فيها، عالي الهمة، سيف السنة والدين وناصره، قوال للحق لا يخاف في الله لومة لائم، تهابه الملوك ومن دونهم لذلك”[80]. ووصفه  تلميذه محمد بن الحسن الجنوي “بالفقيه العلامة”، وابن عجيبة بقوله: “العالم العلامة، البحر الفهامة، شيخ مشايخنا…، لقد كان رحمه الله فقيها نحريرا عالما كبيرا. وبالجملة، كان أعجوبة زمانه في الحفظ والفهم”[81]. وقال فيه عبد الحي الكتاني: “حبر تطوان وفخرها العلامة المحدث الأثري الصاعقة “[82]. وقد مدحه محمد بن محمد بن علي عندما وفد علی الجزائر سنة 1162ﻫ بقوله:

خليلي عاد الأنس والعود أحمد        فقد زارنا شيخ المشائخ أحمد

 رأينا محياه السعيد ويا له     محيا بدت أنواره تتوقد

فأشهد أن الشمس قد طلعت لنا      من المغرب الأقصی ولا أتردد

وقد فتحت أبواب توبتنا بها    وذا عكس ما قد كان للشمس يعهد

فمالك قد أصبحت مالك علمه   وفي خلدي أنت الإمام المجدد

فجد لي بما أرجوه منك فإنني    رأيتك كنزا للذخائر يقصد[83]

   ويذكر العلامة عبد الحي الكتاني  أنه لم يعرف من مؤلفات أحمد الورزازي إلا فهرسة جمع فيها مروياته عمن روی عنهم من الشيوخ. وقد توفي رحمه الله  بتطوان سنة 1179ﻫ/1765م، كما في فهرسة تلميذه محمد بن علي الورزازي، وتلميذه الحضيكي[84]، وأحمد ابن عجيبة[85].

ب: بسجلماسة

أبو محمد صالح بن محمد الحبيب السجلماسي الصديقي اللمطي الفيلالي: نشأ بسجلماسة، فأخذ بها عن أخيه  الشيخ أحمد الحبيب[86]، حيث لازمه فكان عمدته الكبرى في العلم والتوجيه، وجلس بين يدي علماء سجلماسة آنذاك، فانتفع بحلقاتهم العلمية، فقرأ على الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمان الملاحفي السجلماسي الحديث والفقه ولازمه دهرا. ثم انتقل إلى فاس فأخذ عن شيوخها المشاهير؛  مثل ابن رحال المعداني، ومحمد بن أحمد المسناوي، وأبي العباس الجرندي، ومحمد بن زكري الفاسي، حيث قرأ عليه جمع الجوامع للسبكي في الأصول، ومحمد  بن عبد السلام بناني وقد أخذ عنه البلاغة  بتلخيص المفتاح وغيرها من العلوم. ثم انتقل إلى مكناس فجلس إلى حلقات الدرس عند كل من الشيخ سعيد العميري وأبي يعقوب الولالي، قبل أن يعود إلى بلده  سجلماسة ، وقد حصَّل إجازات الشيوخ الذين أخذ عنهم. وفي سجلماسة تصدر للتدريس، فتحلق حوله الطلبة وهبوا إليه من كل جهة لتعم الاستفادة منه، ومن أشهر الآخذين عنه الشيخ محمد  الحضيكي، وقد كتب له إجازة مطولة هي التي اعتبرت فهرسة صالح الحبيب، والتي أتى فيها على ذكر شيوخه، وعرض مراحل أخذه عنهم ونصوص إجازاتهم، وبخاصة الإجازة التي خصه بها أخوه الشيخ أحمد الحبيب.

   توفي الشيخ محمد صالح بتافيلالت  سنة 1179هـ /1766م، بعد أن ترك أثرا علميا في هذه الجهة بكثرة تلامذته الآخذين عنه، وباستقطابه لعلماء هذه الجهة وطلبتها لسرد صحيح البخاري في كل موسم من رمضان وترسيخه لهذه القراءة بزاويتهم بتافيلالت. كما اشتغل  الشيخ محمد صالح الحبيب بالتأليف، فكتب شرحا على بانت سعاد، وصنع فهرسة لنفسه أجاز بها طلبته[87].

الشيخ أحمد بن محمد الحبيب اللمطي السجلماسي: هو العالم العلامة الولي الكبير الماهر في علوم الشريعة والحقيقة، الجامع بينهما علما وعملا وحالا[88]. خصه  تلميذه العلامة الحضيكي  بترجمة وافية في طبقاته وقال: “…وقد زرناه في سفرنا إلى المشرق سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، وظهرت لنا منه حين جالسناه بركة عظيمة، وسارني من بين جلسائه وأنا تحت مرفقه الأيسر في أثناء كلامه بكلمة جنى بها علي، فسارني بها وغطني والناس لم يشعروا، تدل على كرامته ومكاشفته وعناية الله به…، وقرأنا عليه فاتحة الكتاب مرارا ثم دعا لنا وودعنا وانصرفنا في أمان الله”[89]. توفي سنة 1165هـ/1752م.

أبوالعباس أحمد الهلالي السجلماسي: هو أبو العباس أحمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الهلالي[90] السجلماسي، وهو أحد الأعلام والمشاركين النابهين، وكان محدثا وفقيها، له مشاركة في علوم مختلفة كالبيان واللغة والمنطق والحساب والهندسة[91]، وقد ولد بسجلماسة عام 1113ﻫ/1701، ودرس بها ثم انتقل الی ‌فاس للنهل من علوم شيوخها، وكان يتردد عليها كثيرا حتی بعد عودته إلی تافيلالت، وقد استقر ـ بعد دراسته ـ بتافلالت حيث تفرغ للتدريس بها. وقد تعلم علی يد جماعة من الشيوخ، فبسجلماسة أخذ عن أحمد الحبيب بن محمد اللمطي وهو عمدته وإليه ينتسب، وأحمد بن أبي القاسم الغنجاوي السجلماسي، وبفاس أخذ عن  أحمد بن مبارك السجلماسي، ومحمد الكندوز المصمودي الفاسي (ت 1148ﻫ/1735)، ومحمد الكبير السرغيني العنبري (ت 1164ﻫ/1751)[92] ومحمد بن عبد السلام بناني الذي أجازه، وأحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي والذي أجازه أيضا، وهما أعلی مجيزيه إسنادا، لروايتهما عاليا عن جد الأخير أبي السعود عبد القادر الفاسي، وابن الطيب الشركي ومحمد المسناوي الذي أجازه .وقد حج مرتين أجازه أثناءهما علماء مشارقة، من بينهم محمد بن سالم الحفناوي المصري[93]، ومن المشارقة  يروي  عن مصطفی البكري الشامي، وتلميذه محمد بن سالم الحفني، ومحمد بن حسن العجيمي المكي، وعبد الوهاب ابن محمد الطني المكي، ومحمد السجيني، وأحمد العجيمي، وأحمد الملوي، ومحمد بن غلبون الطرابلسي وغيرهم[94] وقد تخرج على يديه عدد من الطلبة لمعت أسماؤهم في ما بعد وأصبحوا من كبار علماء عصرهم، ومنهم  محمد بن الطيب القادري[95] والتاودي ابن سودة، وممن أجازهم الهلالي القاضي الفضيل بن علي العلوي السجلماسي[96]، ومحمد الحضيكي[97].

   كان الهلالي من المحدثين النابغين، ومن الذين داوموا بالخصوص علی ‌تدريس صحيح البخاري ونشره وإقرائه، عرفته في ذلك مجالس القرويين ومدغرة وسجلماسة[98] وكان مهتما بروايات الصحيح، من ذلك أنه تحدث في فهرسته عن الرواية السعادية[99] وعن مكان وجودها، وانتساخ الفروع منها، واعتماد الفاسيين عليها في رواياتهم ، قال: (نسخة ابن سعادة هي المعتمدة عند الفاسيين، وهي الآن موجودة بخط راويها أبي عمران موسی بن سعادة في جامع القرويين من محروسة فاس، من هذه النسخة أخذت جل النسخ التي كتبها الفاسيون)[100]. ومما يشير إلی جلال قدر الهلالي وعلمه، ما يروی من أن السلطان المولی محمد بن عبد الله لما بويع بالخلافة وزار فاس، سأل  أبا حفص عمر الفاسي عن أكابر علماء العصر، فأجابه: (الأحمدون الثلاثة)، يقصد بالإضافة الی المترجم  له أبو العباس أحمد الهلالي، أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي، وأحمد بن محمد الورزازي التطواني، وقد أيد هذه الشهادة علماء آخرون كانوا حاضرين بالمجلس، من بينهم التاودي ابن سودة[101]. وقال عنه تلميذه محمد القادري: (ممن عز نظيره في زماننا علما وديانة ومروءة، ومحبة للفقراء والصالحين وأهل البيت النبوي، وحرصا علی الخير وإخماد الفتن والظلم، وبعدا عن الرياسة وعدم الاكتراث بالجاه، وخصال الصلاح مجموعة فيه)[102] كما وصفه تلميذه الحضيكي في طبقاته بقوله: “كان أعلم أهل زمانه وأتقاهم، وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة، وأحبهم لله ولأهل حزبه، وأورعهم وأحرصهم علی ‌إقامة الدين، وأشدهم تمسكا بالسنة المطهرة واتباعها[103]

   ألف العلامة أحمد الهلالي كتبا جليلة في علوم مختلفة، إذ قال في هذا الصدد تلميذه محمد القادري: “كان رحمه الله إماما في تحصيل العلوم وتحقيقها، من نحو وبيان ومنطق ولغة وتفسير وأدب وتاريخ ونسب وغير ذلك”.[104]، ويمكن ترتيبها حسب موادها العلمية[105] إلی ما يلي:

أ ـ في العقائد :الياقوتة الفريدة في نظم لب واجب العقيدة. وهي تسعة أبيات ضمنها العقائد الواجبة كلها، بدلائلها العقلية من غير رمز ولا لغز، فجاءت آية في البلاغة[106]

ب ـ في التفسير :تفسير القرآن الكريم[107].

ج ـ في القراءات :عرف الند في حكم حذف المد[108].

د ـ في التصوف : قصيدة في التوسل الی الله تعالی ‌بأسمائه الحسنی[109].

ذـ في الفقه والقواعد :نور البصر في شرح المختصر[110] أبدى فيه وأعاد، وأبان عن رسوخ قدمه في مقام الاجتهاد (25) وهو لم يكمل، ولو كمل لأغنی عن غيره [111]– المراهم في الدراهم[112]– أرجوزة، أجاب بها عن سؤال منظوم عمن يسكن بيت المدرسة[113]– شرح رجز عبد السلام القادري لمختصر السنوسي في المنطق[114] سماه الظواهر الفقهية علی الجواهر المنطقية- جواب سؤال عن الاستثناء في كلمة الشهادة[115].

و ـ في اللغة :- فتح القدوس في شرح خطبة القاموس[116]– إضاءة الأدموس ورياضة الشموس من اصطلاح صاحب القاموس[117]

ز ـ في الأدب والتراجم والحديث :- رحلة حجازية[118]– ثلاث فهارس: كبیر وصغری ووسطی؛  فالكبری تقع في نحو كراسين، ذكر فيها أسانيد الكتب الستة ومشاهير كتب العلوم المتداولة وبعض المسلسلات[119]، والصغری بعنوان العجالة، ذكر فيها أسانيده في حديث الأولية والمصافحة والمشابكة والمسلسل بالصحبة وثلاثيات البخاري ودلائل الخيرات، وهي أربع ورقات،  والوسطی وهي اختصار للأولی[120]. وقصيدة في مدح القاموس. و قصيدة في النصائح: عبارة عن أمثال وأفكار فلسفية[121].

ح ـ رسائل في مسائل علمية[122].

توفي أحمد الهلالي رحمه الله  بمدغرة بتافيلالت يوم 21 ربيع الأول 1175ﻫ / 20 أكتوبر 1761م[123].

ت: بمراكش 

   ولم يقتصر مترجمنا على مركز علمي واحد، وإنما أخذ عن مجموعة من الفعاليات الفكرية الموجودة آنذاك، ثم بعد ذلك شدَّ الشيخ رحمه الله الرحال إلى مراكش، وأخذ عن بعض علمائها أمثال محمد الحاج العبدلي  ومحمد ابن عبد الله الدرعي[124] كما جلس إلى مجالس كل من:

أحمد بن ناصر الدرعي: ولد أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن  ناصر الدرعي منتصف ليلة الخميس الثامن عشر من رمضان عام (1057هـ)، أخذ سيدي أحمد بناصر عن والده علم التفسير والحديث والنحو والأصول، وهو عمدته وأول شيوخه، كما أخذ عن أقطاب العلم بالمغرب مثل الإمام العلامة الرَّحالة أبو سالم عبد الله العياشي (تـ 1090هـ) الذي  سمع منه صحيح البخاري، وأجازه فيه وفي غيره، والفقيه أبو العباس أحمد الملقب أحُزي الجزولي التملي، دفين تمكروت (تـ 1127هـ)، والشيخ المقرئ أبو عبد الله محمد بن فَتُوح التلمساني مولدا، الدرعي دارا (تـ 1112هـ)، وقد زوّجه سيدي محمد بناصر الدرعي ابنته السيدة الفاضلة أم كلثوم، وهو من اصطحبه إلى درعة. والشيخ أبي اسحاق إبراهيم السباعي الدرعي[125].

   وقد قام بعدة رحلات إلى الحجاز وحجّ سيدي أحمد بن ناصر أربع مرات لقي فيها كثيرا من علماء المشرق وأجازوه، ومن أبرز هؤلاء نذكر الإمام عبد الله بن سالم بن محمد بن سالم البصري، والإمام المُلاَّ إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشهرزوري (تـ 1102هـ) نزيل مكة المكرمة (تـ 1134هـ)، وأبو الحسن علي بن محمد الزعتري المصري، والعز ابن أحمد العجمي، أخذ عنه التوقيت والفرائض، وغيرهم ممن ذكرهم في رحلته المسماة بالرحلة الناصرية.

   وقد تصدر مشيخة الزاوية الناصرية بعد والده، فقصده الناس من كل ناحية وجلس للتدريس بها فأفاد، وأخذ عنه غير واحد من أهل درعة والقادمين عليها من شتى أنحاء المغرب، فمن  تلاميذه نذكر ابنا أخيه: سيدي موسى بن محمد الكبير بن محمد ابن ناصر، وكان ملازما له في الحضر والسفر، وهو الذي خلفه بعد وفاته (ت 1142هـ)، والفقيه أبو المحاسن يوسف بن محمد الكبير بن محمد ابن ناصر  الدرعي (تـ 1197هـ)، وأحمد بن محمد بن محمد العباسي السملالي (تـ1152هـ)، والفقيه أحمد بن يوسف الوُلْتي، والعالم أبو بكر بن علي التيزختي (تـ1179هـ)، صحبه مدة طويلة، والعالم أبو محمد الحسين بن شرحبيل البوسعيدي الدرعي (تـ 1142هـ)، وكان مصاحبا لشيخه في بعض رحلاته مشاركا له في شيوخه، والشيخ المعطي بن صالح الشرقي، أحد أقطاب زاوية أبي الجعد (تـ 1180هـ)، والشيخ إدريس المنجرة (ت1129هـ). ومما يذكر في هذا السياق أن سيدي أحمد بناصر أطال الله في عمره وعلمه حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وهذا ما يشهد به قول الإمام الحضيكي في طبقاته: “شيخي وشيخ أبي وشيخ جدي“.

   لقد اجتمعت في سيدي أحمد بن ناصر الدرعي كل مقومات التألق والقيادة الفكرية، فبعدما حصل من أمهات العلوم في عصره حظا وافر، وأصبح عارفا بأسرار التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، واللغة، والتاريخ، والتوقيت، والتعديل، أضحى من أعلام المغرب الكبار، وأصبح مقصدا لطلاب العلم والفكر المستنير؛ وكان الطلبة المتوجهين إليه يدركون أن رجلا من طينة أحمد بن ناصر جمع علم المغرب والمشرق وصقلت موهبته وشخصيته بالرحلة، ثم هو قبل هذا وذاك وريث العلامة الوالد سيدي محمد بناصر، لا يمكن لمجلسه إلا أن يكون مدرسة علمية وتربوية وإنسانية، من دخلها وذاق من أسرارها فقد أوتي خيرا كثيرا، وهذا سر من أسرار زاوية تامكروت المباركة.

   قال فيه شيخه عبد الله بن سالم البصري في إجازته له وللعلامة الحسين البوسعيدي: “العلامة والقدوة الكامل الفهامة مولانا الشيخ سيدي أحمد بن مولانا شيخ الإسلام محمد بن ناصر الدرعي، وقال فيه الإفراني: “كان رحمه الله إمام وقته علماً وعملاً، قوالا للحقّ، شديد الشكيمة على أهل البدع (…)، متصاوناً مقبلا على ما يعينه، متابعا للسّنَّة في أقواله وأفعاله“، وقال فيه الإمام الحضيكي: “الشيخ الإمام الكبير السَّني الأروع، الأزهد الصوفي المحقق الأكمل الأفضل، الجامع بين الشريعة والحقيقة، بحر العلم والكرم، شيخ الطوائف ومربي المريدين وناصح الإسلام…”.

   وكان سيدي أحمد بن ناصر الدرعي لا يفتر عن التعليم، وكان عاشقا لاقتناء الكتب والتنقيب عنها، ومن فضائله الكبرى تشييده لمدرسة علمية بلغ عدد طلبتها ما يناهز ألفا وأربعمائة من المنقطعين للتحصيل العلمي، وقد جهزها بكل مستلزمات الحياة العلمية بفضل من الله، وأنشأ سيدي أحمد بن ناصر خزانة نفيسة زودها بأمهات الكتب والمصادر في مختلف الفنون المفيدة، واستفاد من علاقاته ورحلاته لجلب الكتب من بلاد المغرب والمشرق، وبذلك تحولت تامكروت إلى قبلة للعلماء وذوي الهمم العالية.

  وقد خلف سيدي أحمد بناصر مجموعة من التآليف، فمن أهم ما ألفه:

  رحلته الحجازية : التي تطرق فيها لشيوخه  المشارقة ونصوص إجازاتهم له[126].

فهرسة.

أجوبة فقهية.

الرحلة الشامية: وهي رحلة أخيه محمد بن محمد بن ناصر، وله كلام في الطريقة وحضّ على اتباع السُّنّة.

 وله أيضا تجديد المراسم البالية في السيرة الحسنة العالية، وهو كراس في السيرة النبوية.

 رسالة في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.

 إشفاء المريض في بساط القريض، وهو مجموعة أشعار.

وله ترجمة والدته السيدة حفصة.

   توفي سيدي أحمد بناصر الدرعي رحمه الله[127] ليلة الجمعة بين العشاءين 19 ربيع الثاني عام 1129هـ/1717م، وقيل غير ذلك، ودفن في زاويتهم الشهيرة بدرعة، وممن رثاه قاضي الجماعة عبد الكريم ابن أحمد التنفوي بقصيدة مطلعها:

مـــات أبو العبـــاس شـــيخ              فاربــدّ وجه الأفق واستــغــبرا

ومما جاء فيها:

 

جمع كل المـــجد فــــي ذاتـــه       وليس ذا في العقل مُســتنكرا 
قد أخمد البدعــــة في عــصره      وســـنة المخـــــتار قد أظـــهرا

جمع كل المـــجد فــــي ذاتـــه       وليس ذا في العقل مُســتنكرا 
قد أخمد البدعــــة في عــصره     وســـنة المخـــــتار قد أظـــهرا

 

محمد الصغير الإفراني: هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الإفراني (أو الوفراني أو اليفراني)[128] المراكشي الملقب بالصغير، فقيه وأديب ومؤرخ كبير من أهل مراكش[129]، ولد سنة 1080هـ/1669-1670م[130]، ونشأ وتلقى بها مبادئ العلوم، وبيته بيت علم وصلاح[131]، عن حياته التعليمية الأولى لا نعرف الشيء الكثير لأنه لم يحدثنا عنها بتفصيل في كتبه[132]، ولكن يبدو أنه قد بدأ دراسة العلوم المعروفة في عصره، في مسقط رأسه، وتابعها في جامع القرويين في فاس،  ومن أشهر العلماء الذين حضر مجالسهم  بمراكش  أبي العباس السوسي( ت1130هـ)، والشيخ إبراهيم العطار[133]، وأحمد بن علي المداسي السوسي[134]، الذي لازمه كثيرا وانتفع به، والفقيه صالح العربي المراني وغيرهم من مشيخة مراكش[135]. ولم يقنع اليفرني  بما في بلده من مشيخة  لا سيما بعد غياب عالمها محمد بن سعيد المرغيتي، واحتضان زاويتي بني ناصر والدلاء لنخبة رجال العلم والتدريس في جنوب المغرب ووسطه، فقصد مدينة فاس لإتمام تعليمه، وقد عادت إليها حركتها العلمية مع آل الفاسي وغيرهم، فأخذ عن علماء وأدباء كبار  كالعالم أحمد بن عبد الحي الحلبي، والشيخ محمد ابن عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي وهما عمدته،  ومحمد الصغير بن عبد الرحمان الفاسي، ومحمد بن أحمد المسناوي، والعربي بن أحمد بردلة  قاضي قضاة فاس، وسعيد بن أبي القاسم العميري  قاضي مكناس، والحسن  ابن رحال المعداني قاضي مكناس،  وغيرهم كثير ممن تنقل بين حلقاتهم العلمية  رغبة في الاستفادة منهم[136].

   ويبدو أن اهتمام اليفرني بالرواية والإسناد  قد دفعه لاستجازة العلماء ممن لقيهم أو أخذ عنهم ، وهكذا تحصلت له مجموعة من الإجازات حملها عنه غير واحد من الآخذين عليه – وقد اطلع  الشيخ عبد الحي الكتاني على بعضها بخطه – وقد بقي بفاس إلى سنة 1130هـ/1718م ليعود إلى مراكش حيث أسندت اليه الإمامة والخطابة  بجامع علي بن يوسف، فانصرف إلى التدريس والتأليف، فشغل درسه بالتفسير[137]. ولم يسلم الإفراني في درسه من عبث العابثين الحاقدين – وقد أورد المراكشي في الإعلام  نقلا عن صاحب الدرر قصيدة  شعرية في الرد على عائبي درسه. وعلى الرغم من أن الإفراني كان شيخ مراكش وخطيبها الا أنه ظل متعطشا للمزيد من العلوم، فكاتب القاضي أبا القاسم العميري مستفتيا إياه. ومن تلامذته الذين صاروا  من كبار العلماء  وساروا على خطى شيخهم العلامة الحضيكي، الذي كان الإفراني عمدته في  السير، إذ حضر مجالسه بجامع ابن يوسف بمراكش، وترجم له الحضيكي في مختلف مصنفاته ضمن شيوخه فقال عنه في رحلته: “العالم الجليل…”[138].

   والثابت عند مترجمي الإفراني أن رحلته من مسقط رأسه مراكش  لم تكن إلى ربع آخر غير فاس التي ارتحل إليها  لطلب العلم،  أما ما عداها  لم يثبته مؤرخ سواء من عاصره أو من جاء بعده. وعن حياة العلامة الإفراني في مدينة فاس لا نتوفر  إلا على ما نقله  صديقه عبد الله بن إبراهيم التاسافتي في كتابه: (رحلة الوافد)، ومما يقوله: “وقد كنت عام ثمانية عشر (1706م) مع السيد الصغير  الإفراني  بمدرسة مولاي الرشيد  بفاس البالي  زمان قراءتنا فيه إلى أن خرجت منها وتركته  بها…، أدرك العلوم في مدة عشرة أعوام والحمد لله”[139]. ولم يعرف من تلامذته إلا البعض، أشهرهم العلامة محمد الحضيكي[140]. وقد كان عالما مشاركا ومحدثا وحافظا وأديبا مجيدا،  وإخباريا مطلعا، سيال القلم فصيح اللسان، ألف كتبا في فنون شتى؛ منها التاريخية، ومنها الأدبية، ونذكرها حسب مجالاتها:

أ: في التاريخ: روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف، ويسمى أيضا الظل الوريف[141]– درر الحجال في التعريف بسبعة رجال[142] – المغرب في أخبار المغرب – نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي.

ب: في التراجم: صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر[143].

ت: في الأدب: المسلك السهل إلى توشيح ابن سهل[144]– ياقوتة البيان- رسائل وأشعار مختلفة.

ج: متنوعات: طلعة المشتري في ثبوت توبة الزمخشري – الإفادات والإنشادات – فتح المغيث بحكم اللحن في الحديث[145].

   وقد توفي بمراكش، ودفن بالمقبرة التي قرب جامع ابن يوسف [146]، وكما اختلف في تاريخ ميلاده كان هناك خلاف في تاريخ وفاته، والغريب أن الخلاف لم يكن في سنة أو سنتين، بل تعدى ذلك إلى 18 سنة، فقيل توفي سنة 1138هـ/1725م، وهي التي اعتمدها الجبرتي[147]، والغالب أنه اعتمد على كتاب الصفوة الذي كان آخر إنتاج الشيخ محمد اليفرني، والذي كتبه سنة 1137هـ، لأن الغالب أن العالم لا ينقطع إنتاجه إلا بانقضاء عمره، وقيل سنة 1140هـ/1727م، وهي التي اعتمدها ابن المؤقت[148]، والعباس المراكشي[149]، ومحمد مخلوف[150]، وعبد الله كنون[151]. وقال محمد القادري أنه توفي سنة 1150هـ/1737م[152]، ورجح أحمد البوكاري وفاته إلى سنة 1153هـ/1740م[153]، وعند إدريس بن الماحي القيطوني أرخ وفاته، فكانت بعد سنة 1155هـ[154]، وقال المختار السوسي أنه كان حيا سنة 1155هـ[155].

 شيوخ العلامة الحضيكي بالمشرق 

 و قد رحل  بعد ذلك إلى المشرق فحج سنة 1152هـ  وزار[156]، وأقام مدة  في مصر حوالي العامين، جلس فيها إلى علماء الأزهر، فكانت هذه الرحلة مناسبة للنيل من معارفهم. ومن هؤلاء الشيوخ الشيخ عمر الجوهري،  والشيخ سلموني[157]، إضافة إلى كل من:

شيخ الأزهر أحمد بن أحمد[158] العماوي[159] المالكي الأحمدي الأزهري الدامرداشي: قال عنه العلامة عبد الحي الكتاني: “هو العلامة المحدث صدر المدرسين، كان رحمه الله إماما محدثا ثبتا أصوليا، يروي عن الشبرامرسي والخرشي والزرقاني، والشبرخيتي وإبراهيم الفيومي، وعبد الرؤوف البشبيشي، ومنصور المقدسي، وأحمد النفراوي والبصري وغيرهم. تصدر للتدريس محل شيخه الشبراملسي، وانتفع به الناس طبقة بعد طبقة،  توفي سنة 1155هـ/1742م، وقد حضر عليه الشيخ الحضيكي بعض صحيح البخاري وبعض شرح القسطلاني عليه، المسمی: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري[160]، وقد مد العلامة الحضيكي بإجازة مصدرة من الاستدعاء بخطه[161].

   قال عنه الحضيكي في طبقاته: “…شيخ علماء مصر ورئيس الجامع الأزهري والديار المصرية،  وحيد عصره وفريد دهره، كان رضي الله عنه لين الجانب، دمث الأخلاق، سهل العريكة، متواضعا على جلالة قدره، وهو قطب  رحى الأزهر في علوم الحديث وعلوم التفسير وأصول الفقه وسائر المعقول والمنقول…، وحضرنا مجلسه في أصول الفقه لابن السبكي وبعض بردة المديح…، وسردنا عليه أبوابا من شر الصحيح للقسطلاني، وذلك مدة إقامتنا في الجامع الأزهري، وهي سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وبعض الرابعة والخمسين، أجازني رضي الله عنه…، ونص الإجازة:

   “الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، استخرت الله العظيم، وأجزت المذكور بجميع مروياتي بشرطها، وأسأله أن لا ينساني من صالح دعواته، كتبه الفقير أحمد العماوي المالكي الأحمدي الدامرداشي الأشعري،  عفا الله عنه . انتهى.”[162]

الشهاب  أحمد بن مصطفى بن أحمد، أبو العباس الصباغ الزبيري الإسكندري: نزيل مصر، وهو شيخ المالكية في عصره. ويعد فقيها محدثا من الطبقة الرابعة والعشرين من طبقات فقهاء المالكية، ومن المشتغلين بالحديث،  ومشاركا في علوم أخرى، تفقه في الأزهر واستقر بمصر، إلى أن توفي بالقاهرة، قيل سنة 1162هـ، وقيل سنة 1163هـ[163]. وهو شيخ الشيوخ، وعمدة أهل التحقيق والرسوخ، وخاتمة المسندين والعلماء العاملين، كان متبحرا إماما في كثير من الفنون[164].

   من شيوخه رحمه الله محمد الزرقاني، وإبراهيم الفيومي الذي أجازه إجازة عامة بما تضمنه ثبته من المؤلفات المسندة إلى مؤلفيها في فنون شتى؛ وهي القراءات والحديث والسير والتفسير والفقه والكلام والنحو واللغة  والبلاغة، وأحمد بن غنيم النفراوي، ومحمد بن عبد القادر الفاسي، ومحمد زيتونة، ويحيى الشاوي، والكنكسي، وعبد الوهاب الشنواني، وسليمان الشبرختي وأبو العز العجمي وغيرهم. وقد ارتحل إلى الحرمين، فأخذ عن: أحمد بن محمد النخلي، وتاج الدين القلعي، والسندي، وآخرين. وأقام هناك خمس سنين، ثمّ عاد إلى بلاده. كما أخذ عنه: محمد بناني، وعمر بن عبد الصادق الششتي، ومحمد بن عبد الهادي مدينة، ومحمد بن عيسى الزهار، وعبد الوهاب العفيفي، وأجازهم إجازة عامة بما في فهرسته[165].

   وقال عنه الزبادي الفاسي  في رحلته: “لم أر في علماء عصرنا أكثر منه خشوعا، و لا أغزر منه دموعا، إلى أخلاق حسان”. وقال عنه تلميذه الحضيكي في فهرسته: والذي قرأ عليه مختصر الصحيح لابن أبي جمرة والجامع الصغير للسيوطي ومختصر خليل وغيرها: “…وثالثهم شيخنا الإمام، وقدوتنا العلامة الهمام، الورع الزاهد الخاشع، الصالح الناصح، المدرس ليلا ونهارا، شيخ المشايخ بالأزهر، ذو الأخلاق الحميدة، والسمت الحسن،  والسير الجميلة، أبو العباس سيدنا ومولانا أحمد مصطفى السكندري الأزهري رضي الله عنه، كان رحمه الله حاويا على التدريس بإذن أشياخه في حياتهم، إلى أن توفي رحمه الله فانتفع به خلق كثير، وتخرج به جل طلبة الأزهري من المالكية كلهم، وكان أزهد وأورع  أهل الازهري…”[166]. وقد أجازه إجازة عامة بكل مروياته،  كتبها بخطه، حسب  ما أورد العلامة الحضيكي في طبقاته وأثبتها في فهرسته[167].

   وقال عنه في طبقاته: “كان عظيم المحبة في النبي صلى الله عليه وسلم، مولعا بأحواله، معتنيا بسنته وسيرته، عارفا بأحوال الصالحين والعلماء والعارفين…، ويقول: عليكم بعلوم الشرع: الفقه والحديث والتفسير. وكنت جاورت بالحرمين الشريفين نحو خمس سنين مع أبي للتنسك والتدريس، فما رأيت أحدا يسأل عن مسائل البيان والمنطق، وإنما سؤالهم عن الفقه والسنة، فالعاقل يعطي كليته وهمته لذلك، ولا يغتر بشقشقة الألسن في مجالس المنطق والبيان، ويقول: كونوا فقهاء، فإن مذهبهم سهل سمح، ولا تكونوا متصوفة، فإن مذهبهم صعب لا يطاق”[168].

   له ثبت مشهور في كراريس، أتمه سنة 1158هـ[169]، وقال عنه الزبادي في رحلته: “فهرسته كبيرة جامعة لمرويات كثيرة من أسانيد الكتب الحديثية والتفسيرية والقراءات والمسلسلات، وكتب الفقه والتصوف والأحزاب، وأسانيد  طرق القوم؛ من مصافحة ومشابكة، ومناولة السبحة، وتلقين الذكر، وإلباس الخرقة وغير ذلك”. وقد اختصره العلامة أبو الفضل محمد الهادي بن محمد بن عبد الله العراقي السيني الفاسي. قال الزبادي في رحلته: “والاختصار طويل لا يناسب هذه الأوراق فلذلك لم أسقه هنا”.[170]

يتبع…

الهوامش


[1] وهي حسب ما ورد عند الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله في مقال له بعنوان: “الزاوية المغربية كمنتدى للفكر والإشعاع العلمي: “زاوية أسا بدائرة أكلميم: زاوية تأسست في إقليم تكنة حوالي القرن الحادي عشر، بعد طرد المشركين من تيزكي – سلام والقضاء على قصر أدروم، وقد تجمعت حول هذه الزاوية عناصر من أصول مختلفة هي التي كونت أيت أوسي، وأول هذه العناصر: أهل حمو وعلي، الذين ضربوا خيامهم في إيفران وتكجيست، وهم الذين أسسوا مسجد (أسا)، وقد انضم إلى الزاوية بعد ذلك أهل أجواكين الواردين من تاجاكانت، وأهل أكوارير وهم محارزة تيميمون بكورارة، ويظهر أن زاوية (أسا) أنشأها شيخ صوفي توفي عام 500هـ – 1107م، حسب وثيقة محفوظة في الزاوية، ويقام سوق سنوي لحد الآن بهذا المكان. وقد كان لهذه الزاوية صيت كبير، ما حدا بالشيخ الكبير محمد بن أحمد الحضيكي إلى النزول بها، وقد توفي عام (1189هـ- 1775م)، وهو صاحب الشرح على الهمزية للبوصيري (خع 1658د)، وقد دفن بهذه الزاوية (يعزى ابن وهدى) المتوفى عام (726هـ- 1325م)، وتوجد مذكرات مجهولة المؤلف في حياته، وقع النقل عنها إلى القرن العاشر، اختصرها محمد بن عمرو السوسي الأسريري من رجال القرن التاسع، وسماها: (الهدى في أخبار آل يعزى وهدى). راجع دليل مؤرخ المغرب الأقصى، عبد السلام بنسودة، رقم 860.

[2] فهارس علماء المغرب، عبد الله الترغي، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، 1999م، ص: 409.

[3] فهرس الفهارس والأثبات، لعبد الحي الكتاني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، 1982، 1/351، رقم 151.

[4] وممن ترجم للعلامة الحضيكي: الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، (6/81-86). المعسول، (11/302-325). الأعلام للزركلي، (6/15). إتحاف المطالع، (1/39). معلمة المغرب (10/3457-3458)- (11/302-325). مقدمة كتاب طبقات الحضيكي، (21-75). فهرس الفهارس، 1/351.

[5] فهارس علماء المغرب، ص: 409.

[6] فهرس الفهارس، 2/ 1153.

[7] المصدر السابق، 1 /352-353، نقلا عن إجازة الحضيكي لجماعة من علماء سوس.

[8] مدرسة أبي مروان، إبراهيم بوحيدة، مطبعة الأمنية، الرباط، 2005، ص: 80.

[9] إتحاف المطالع، 1/ 39.

[10] الأعلام للزركلي، 4 /84.

[11] وهي كما يلي:- أنوار إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، وهو حاشية علی ‌شرح القسطلاني (ت923ﻫ/1517م)، للصحيح المسمی: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، اختصر الحضيكي هذا الشرح مع معونة القاري لصحيح البخاري، لعلي المنوفي المصري (ت939ﻫ/1532م)، صدرها بقوله: (هذه أنوار إرشاد الساري ومعونة القاري)، ويتناول في التعاليق متون الأحاديث وأسماء الرواة. شرح الطرفة في اصطلاح الحديث. شرح نظم نخبة الفكر في اصطلاح الحديث. اختصار الإصابة لابن حجر – حاشية علی ‌سيرة سليمان الكلاعي المسماة: الاكتفا في مغازي المصطفی والثلاثة الخلفا.- شرح الشفا للقاضي عياض – وشرح على همزية  البوصيري.  شرح قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير – شرح حلية الأنوار في أخبار دار القرار – حاشية علی  كتاب ‌الغنيمة الناصرية. شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني- شرح نصيحة الإمام زروق. شرح الشقراطيسية. تأليف في آداب المعلم والمتعلم- تأليف صغير الحجم في الرد علی ابن عزوز الرحماني المراكشي (ت1204ﻫ/1789م)ـ تقاييد ومواعظ وأ‌جوبة. وانظر فهرس الفهارس، 1/ 353 – الرحلات المغربية  السوسية، محمد الحاتمي، مطبعة المعارف الجديدة، 2012.

[12] حيث ضمنه  ما يزيد على 820 ترجمة للفقهاء والعلماء والصلحاء، ممن عاشوا بين القرنين العاشر والثاني عشر، وهو مطبوع بالدار البيضاء، 1953. وانظر فهرس الفهارس، 1/ 352.

[13] انظر مقال: أعمال السوسيين في كتابة الفهرسة: لائحة ببليوغرافية، عبد الله المرابط الترغي، مجلة دعوة الحق، العدد 367، ربيع الأول- ربيع الثاني/ ماي-يونيو، 2002.

[14] تعد من أشهر رحلات علماء المغرب المتأخرين. وهي رحلة جمع فيها صاحبها بين طلب العلم وأداء فريضة الحج عام 1152، فرسم بذلك ملامح من حياته العلمية معرّفاً بشيوخه الذين مرّ على مجالسهم في طريقه إلى الحجاز، وما تلقّاه عنهم من فوائد. وصدَّر الحضيكي رحلته بالحديث عن شيوخه المغاربة ممن قرأ عليهم في بلاد جزولة، وخلال الرحلة يستعرض ما استفاده من شيوخ المشرق، وبخاصة علماء مصر من حضر إلى مجالسهم في الأزهر، فأجازوه في رواياتهم وفهارسهم. وتبقى رحلة الحضيكي الحجازية إحدى الرحلات التي تسجل نشاط الاتصال الثقافي بين المغرب والمشرق، رغم أنها تقوم على الإيجاز والاختصار. ومن نسخ الرحلة الحجازية نسخة مخطوطة بالخزانة العامة تحت رقم د 896/2 – ونسخة مخطوطة بالخزانة الملكية تحت رقم : 405. وقد تناول هذه الرحلة عباس الجراري في الصفحة 44-66 من مدخل لرحلة الحضيكي الحجازية، بمجلة المناهل المغربية، عدد 10. وقد نشرت ضمن منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء-الرباط، سلسلة كتب التراجم والفهارس والبرامج والرحلات(3)، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م- الرحلات المغربية السوسية، ص: 370 .

[15] مخطوطة بالخزانة الملكية بالرباط، تحت رقم 13003 ك.

[16] نشر في البيضاء، 1357.

[17] فهارس علماء المغرب، ص: 411.

[18] والجرسيفي أو الكرسيفي نسبة إلى (أجرسيف)، وهي قرية من قرى (أمْلن)، تنتسب إليها الأسرة العثمانية الأموية، وإن كانت فروع الأسرة منبثة في كل جوانب سوس إلى جبل الأطلس، ويوجد علماء منها في (أجلو) وفي (أيرغ) وفي (أمأنوز) وفي (تيمجيِّدشت) وفي (المعدر) وفي (أمْسرَا) بإفران، بله قببيلة (أملن) في أكرسيف، وفي (أسْكاوز) وفي غيرها، وهي أعظم أسرة علمية سوسية، فقد عرفنا فيها العلم من أوائل القرن السابع عهد النعمان بن فطاسين، عم العلامة أبي يَحيى جد كل فروع هذه الأسرة، وفي الأسرة مِمن نعرفهم فقط زهاء مائة عالِم، ولَم تزل في جَميع أجيالِها منذ ذلك القرن تطفح بالعلماء، بل وبالأدباء إلى الآن، وفيها اليوم الشاعر العثماني المفوه الذي يقل نظيره في الجنوب.

[19] انظر ترجمة الشيخ محمد العثماني في فهرسته المخطوطة بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم 13003. – الإعلام للمراكشي، 6 /63- دليل مؤرخ المغرب الأقصى، لعبد السلام بنسودة، 2/ 318. فهارس علماء المغرب، ص: 671. وقد أورد العلامة الحضيكي فهرسة شيخه هذا في كناشته، ص ص: 210-214، وهي عبارة عن فهرسة صغيرة تقوم على ذكر الشيوخ، وتعرف بالعديد من رجال العلم والتعليم في سجلماسة  ومراكش، ويستفيد الحضيكي في رواية هذه الفهرسة من شيخه مباشرة. وراجع: فهارس علماء المغرب، ص: 415.

[20] فهارس علماء المغرب، ص: 409.

[21] الرحلات المغربية السوسية، ص: 369.

[22] رحلة الحضيكي، ص: 64.

[23] طبقات الحضيكي، 1/ 103.

[24] الرحلات المغربية السوسية، ص: 369، وراجع ترجمته عند العلامة سيدي محمد المختار السوسي في المعسول، 14/ 281.

[25] انظر مناقب الحضيكي، ص ص: 246-247. ورحلته، ص: 8، وراجع ترجمته عند مؤرخ سوس العلامة سيدي المختار السوسي في: – كتاب سوس العالمة، ص ص: 191-192- المعسول، 8/ 30.

[26] رحلة الحضيكي، ص: 75.

[27] المصدر السابق، ص:75.

[28] فهرسة الحضيكي، ص: 27.

[29] الرحلات المغربية السوسية، ص: 369.

[30] رحلة الحضيكي، ص: 65.

[31] الرحلات المغربية، ص: 369.

[32] مناقب الحضيكي، ص ص: 278 – 279.

[33] المصدر السابق، ص: 152.

[34] رحلة الحضيكي، ص: 73.

[35] نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، محمد بن الطيب القادري، مكتبة الطالب، الرباط، 1986،3/333.

[36] انظر ترجمته عند كل من: – المختار السوسي، المعسول، 18/ 240 – التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر، محمد بن الطيب القادري، بيروت، 1981، ص: 354– طلعة المشتري، أحمد بن خالد الناصري، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، 2/ 10.

[37] فهارس علماء المغرب، ص: 409.

[38] فهرسة الحضيكي، ص: 3.

[39] مناقب الحضيكي، ص ص: 81-82.

[40] رحلة الحضيكي، ص: 72.

[41] مناقب الحضيكي، ص: 1.

[42] مدرسة أبي مروان وأنشطتها العلمية والدينية، ص ص: 77-78.

[43] تقع مدرسة أبي مروان تحت دوار تاكانت أوكضيض، قرب قرية تيزغران، بقبيلة إداوسملال، دائرة أنزي إقليم تزنيت، جنوب المغرب.لم يعرف تاريخ تأسيسها بالتحديد. وقد ذكر المختار السوسي أنها مشهورة من القرن الحادي عشر، وربما كانت أقدم من ذلك “. كتاب سوس العالمة، وانظر كتاب مدرسة أبي مروان وأنشطتها العلمية والدينية.

[44] انظر كتاب مدرسة أبو مروان، ص ص: 78-79.

[45] خلال جزولة، المختار السوسي، 3 /29-42. الحركة  الفكرية، محمد حجي، ص: 614.

[46] أورد عميد المؤرخين المغاربة سيدي محمد المنوني أنه محمد بن علي بن إبراهيم السوسي الأنذزالي الهوزالي،. المصادر العربية لتاريخ المغرب من الفتح إلى نهاية العصر الحديث، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، رقم 549، 1 /260.

b[47]boogrit niko van den ;A Souse berber poem on sidi ahmad ibn nasir; revue études et documents bérbéres ;N9 ;paris، 1992.

[48] كتاب تنبيه الإخوان على ترك البدع والعصيان، تحقيق: محمد استيتو، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رقم46، سلسلة بحوث ودراسات 13، ص: 9.

[49] سوس العالمة، مطبعة فضالة، المحمدية، 1960، ص ص: 161-191.

[50] تنبيه الإخوان، ص: 10.

[51] طبقات الحضيكي، 2 /363.

[52] انظر ترجمته عند كل من: الإعلام  بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، العباس المراكشي، المطبعة الملكية، الرباط، 1975،5 /182– درة الحجال في أسماء الرجال، ابن القاضي، القاهرة، 2 /333 – نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي، باريس،1988، ص: 75– الحركة الفكرية  بالمغرب في عهد السعديين، محمد حجي، مطبعة فضالة، 1976، ص: 408– رجالات العلم العربي في سوس من القرن 5 إلى منتصف القرن  14، محمد المختار السوسي، طنجة، 1989، ص ص: 48-49.

[53] وقام بتحقيقه محمد استيتو.

[54] انظر أعمال ندوة  العلامة امحمد بن علي اكبيل الهوزالي: رائد ترجمة العلوم الشرعية إلى الأمازيغية، تنظيم فريق البحث في التراث السوسي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لتارودانت، وجمعية أندوزال  للتنمية والتعاون تمونت، وذلك يوم الجمعة 24 ربيع الثاني 1431هـ/9أبريل 2010.

[55] ترجمته في: – الأعلام، 5/83- تاريخ تطوان، 3/88، ضوء المصباح للجراري، وهو مخطوط بالخزانة العامة، ضمن مجموع 71 /310. فهارس علماء المغرب، ص: 411.

[56] كناشة الحضيكي، ص: 76.

[57] كناشة الحضيكي، ص: 76- فهارس علماء المغرب، ص: 411.

[58] أما رحلة أحمد بن عبد الله الصوابي، فقد ورد أنه خرج في وجهته الحجازية رفقة شيخه الحاج داود سنة 1311هـ، حيث يذكر في رحلته أنه وشيخه أبحرا من الصويرة ضمن جماعة من حجاج سوس، فانتظر الجميع بمرسى طنجة ليكتمل جمع الحجاج، ولما نزلوا بالينبوع توجهوا للمدينة المنورة ثم عادوا للإبحار من الينبوع إلى جدة لتأدية المناسك في مكة، وبعد الانتهاء من أعمال الحج أبحروا من جدة إلى الصويرة. اكتفى المؤلف بنقل فقرات من هذه الرحلة تجنبا للإطالة. راجع: المعسول، 8 /100-101.

[59] فهارس علماء المغرب، ص: 409.

[60] الإعلام، للمراكشي، 2 /377.

[61]  وردت ترجمته عند تلميذه الحضيكي في الكناشة، ص: 79.

[62] سوس العالمة للعلامة محمد المختار السوسي.

[63] أشكال الكتابة الرحلية بالمغرب ومكوناتها المعرفية: نماذج سوسية، المهدي بن محمد السعيدي، ص: 81.

[64] توجد نسخة منها مخطوطة بمكتبة  مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، وهي مبتورة الأول والأخير، بخط مغربي جميل حسن، بالألوان الأسود والأحمر والأخضر والأزرق، وهي في  8 صفحات.

[65] طبقات الحضيكي، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، ص ص: 102-103.

[66] انظر ترجمته في: فهرسته، وهي مخطوطة في كناشة الحضيكي، ص: 227- إجازة الحضيكي ضمن نفس الكناشة، ص: 153- دليل مؤرخ ابن سودة، 2 /319- فهرس الفهارس، 2 /1110- 1112- الإعلام، 2 /196-197- الإتحاف، 4 /414. تاريخ تطوان 3 /85، 92، 149، 163، 165، 173- أزهار البستان، 203- فهارس علماء المغرب، ص: 250- 252 – تاريخ الضعيف في حوادث سنة 1177.

[67] هو شارح الزقاقية بمكة سنة 1166هـ، وانظر عنه تاريخ تطوان، 3 /89 – فهرس الفهارس، 2/ 1110.

[68] فهرس الفهارس، 2 /1112.

[69] المصدر السابق، 2 /1111.

[70] تاريخ تطوان، 3/ 88.

[71] هو العلامة الصالح أبو عبد الله  محمد بن علي، الورزازي أصلا، التطواني دارا ومسكنا ومدفنا. حلاه تلميذه بالإجازة أبو محمد عبد الودود التازي دفين فاس في إجازته لابن رحمون: “الفقيه العلامة الحجة البركة العارف بالله”، يروي عامة عن الأخوين محمد بن محمد الورزازي، وأحمد بن محمد الورزازي، والتاودي بن سودة، وقد أجازه الشيخ جسوس سنة 1185هـ، وأبي حفص عمر بن أبي بكر السوداني الطرابلسي، والحافظ الغربي الرباطي الذي أجازه بتطوان بعد رجوعه من الحج. وبمصر أخذ عن الشمس البليدي والملوي والصعيدي والحفني وعمر الطحلاوي. وبالمدينة أخذ عن محدثها أبي الحسن السندي الحنفي وغيرهم. له فهرسة في نحو ثلاث كراريس– اطلع عليها العلامة عبد الحي الكتاني– ذكر فيها نصوص إجازاته، وأورد فيها أيضا أنه قصد فاس للقراءة سنة 1162هـ، ثم رحل إلى تطوان وعاد إلى فاس ولقي بها سنة 1163 العلامة ابن عبد السلام بناني، وسمع على سيدي صالح الحبيب صحيح مسلم بالزاوية الحمزاوية. من تلامذته عبد الودود التازي الذي أجازه، وابن عجيبة الذي أجازه أيضا حسب ما ورد بفهرسته المؤرخة بتاريخ 1214هـ، والشيخ الرهوني. ولم نقف على تاريخ وفاته. فهرس الفهارس، 2 /1112 – تاريخ تطوان، 1 /191-194.

[72] تاريخ تطوان، 3 /148-152.

[73] فهارس علماء المغرب، ص: 250.

[74] كناشة الحضيكي، ص: 153.  

[75] فهرس الفهارس، 2 /677-680.

[76] تاريخ تطوان، 3 /149.

[77] تاريخ تطوان، 3 /91. نقلا عن الضعيف من تاريخ الدولة السعيدة.

[78] أزهار البستان لابن عجيبة، ص: 203.

[79] فهرس الفهارس، 2 /1111- تاريخ تطوان، 3 /85.

[80] تاريخ تطوان، 3/ 87.

[81] أزهار البستان، ص: 203.

[82] فهرس الفهارس، 2 /1111.

[83] تاريخ تطوان، 3 /89.

[84] المصدر السابق، 3 /92.

[85] أزهار البستان، ص: 203. وفي الإعلام، 2 /197 أنه توفي سنة 1189ﻫ، وهو غير صحيح.

[86] نشأ بسجلماسة وأخذ عن شيوخها، ثم رحل في طلب العلم إلى مراكش وفاس ودرعة وغيرها، فأخذ عن أبي الحسن اليوسي، وعلي الدادسي، وأبي زيد عبد الرحمان ابن القاضي، وأبي الحسن العكاري، وأبي العباس يعقوب الولالي وغيرهم، ورحل إلى المشرق فأخذ عن شيوخه واستجازهم،  فكتب له أحمد البنا الدمياطي إجازة طويلة. وعاد إلى سجلماسة فنشر العلم واستجاز طلبته، فأخذ عنه من أهلها أخوه وأحمد الهلالي وغيرهم. تعرف لأحمد الحبيب إجازات طويلة؛ منها ما أجاز به أخوه، وقد أوردها هذا الأخير في فهرسته، ومنها ما أجاز به تلميذه أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي. وقد توفي سنة (1165ﻫ/ 1754). وانظر بخصوص ترجمته: – فهرسته، مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 855. – فهرسة أخيه محمد صالح، ص: 304– فهرسة أبي العباس الهلالي، ص: 10– ثمرة أنسي في التعريف بنفسي، لسليمان الحوات العلمي، دار الأمان، الرباط، ص: 32– الإعلام للمراكشي، 2/383. – فهارس علماء المغرب، ص671، مع قائمة بيبليوغرافية.

[87] انظر ترجمته: في فهرسته المخطوطة بالخزانة الحسنية تحت رقم 13003، ضمن كناشة الحضيكي، وقد أجازه بها – إجازة الحضيكي للتسكدلتي، وقد أطال في ترجمة الشيخ  محمد صالح الحبيب –  فهرسة الورزازي الصغير، وهو مخطوط بخزانة العلامة محمد داوود بتطوان- فهارس علماء المغرب، ص ص: 674-675، مع قائمة بيليوغرافية.

[88] ترجمته في: – سلوة الأنفاس، 2 /350 – الحياة الأدبية، لمحمد الأخضر، ص: 257 – نشر المثاني، للقادري، 4 /94-95.

[89] طبقات الحضيكي، ص ص: 80-81.

[90] وابن هلال الذي ينتمي إليه المترجم هو عالم من سجلماسة.

[91] النبوغ المغربي، لعبد الله كنون، 1 /291.

[92] شجرة النور الزكية، محمد مخلوف، ص: 355.

[93] مؤرخو الشرفاء، محاولة في الأدب التاريخي والتراجم بالمغرب من القرن 16 إلى القرن 20، ليفي بروفنسال، باريس، 1922، ص: 317، الهامش 4.

[94] فهرس الفهارس، 2 /1100- 1101.

[95] انظر ترجمته في الحياة الأدبية، ص ص: 304- 305، مع مراجع ومصادر ترجمته.

[96] فهرس الفهارس،2 /875. 

[97] فهارس علماء المغرب، ص: 411.

[98] مدرسة الإمام البخاري، 2 /464.

[99] هي إحدی روايات صحيح البخاري بالمغرب، رواها أبو عمران موسی بن سعادة. انظر ترجمته في فهرس الفهارس، 2 /1030-1032-مدرسة الإمام البخاري، 1 /72-73.

[100] مدرسة الإمام البخاري، 1/ 88. 

[101] فهرس الفهارس، 2/ 1100- تاريخ تطوان، 3/ 86 – الحياة الأدبية، 282.

[102] فهرس الفهارس، 2/ 1100. 

[103] المصدر السابق، 2/ 1100.

[104] ثمرة أنسي، ص: 110، الهامش 1.

[105] أوردها محمد الأخضر، الحياة الأدبية، ص ص: 282- 284.

[106] النبوغ المغربي، 1/ 292.

[107] المكتبة الملكية رقم 5345. معجم المحدثين، 16.

[108] مخطوط عدد 1371د، ضمن مجموع، ورقة 296 أ ـ 303 أ ـ وعدد 1641د وفي المكتبة الملكية رقم 1057.

[109] مخطوط عدد 157د، ضمن مجموع، ورقة 90 ب ـ 91، وعدد 1608، ضمن مجموع بالخزانة العامة في الرباط، ورقة 1 ب ـ 3.

[110] مخطوط عدد 381، وقد طبع طبعة حجرية بفاس سنة 1292ﻫ.

[111] النبوغ المغربي، 1/ 292.

[112] الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، لمحمد بن الحسن الحجوي، المدينة المنورة، 1977، 4/ 123.

[113] مخطوط عدد 1081د، ضمن مجموع بالخزانة العامة بالرباط، ورقة 11 ب ـ 17. المراهم في أحكام فساد الدراهم.

[114] مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، عدد 194د.

[115] مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، عدد 362د، 458د، 467 د. 

[116] مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، عدد 1081د، ضمن مجموع، ورقة 7 ب ـ 11 أ. 

[117] مخطوطات بالخزانة العامة بالرباط، أعداد 905د، 1696ك، 1703ك.

[118] مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، عدد 269د. 

[119] فهرس الفهارس، 2/ 1101. 

[120] وقد نشرت فهرسة الهلالي، بتحقيق  المصلوت الروداني، المغرب،1981.

[121] مخطوط عدد 269 د.

[122] مخطوط عدد 157د، ورقة 90 أ، وهي تحتوي علی مائة وتسعة وعشرين بيتا، أدركت في المغرب نفس الشهرة التي لقصيدة كعب ابن زهير (بانت سعاد)، ولامية العجم للطغرائي، ومطلعها:

يا أيها الإنسان هب من كراك     واصح من السكر الذي قد اعتراك

إن الرحيل يا أخي قريــب    وكلنا مسافر غريــب

والموت لا يموته غريـب    فكيف لا يزود الأريـــب

فيا له من سفر ما أطولـه    ويا له من هائل ما أهولــه

كفى الحمام واعظا لمن عقل    فانظر فكم من قاطن قد انتقل

 وانظر النبوغ  المغربي،1/ 292- الحياة الأدبية، ص: 284.

[123] انظر ترجمته عند كل من: النشر الكبير، 2/ 123- 127- مؤرخو الشرفاء، ص: 225 – تاريخ الأدب لبروكلمان، 2/ 456، والملحق، 2/ 390- نشر المثاني، 1/ 273- أزهار البستان، ص: 200- الإحياء للعياشي، 347- 350. فهرس الفهارس، 2/ 1100- الحياة الأدبية، ص ص: 281-285- التقاط الدرر، لمحمد الطيب القادري، 1/ 93 – المعسول، للمختار السوسي، 4/ 32- 52. شجرة النور الزكية، ص: 355، رقم 1420- المقتبس الأسمی، 1 ـ 10-  الفكر السامي، 4/ 123- دليل مؤرخ المغرب الأقصى، ص ص: 318-348– النبوغ  المغربي، 1/ 291-292- جامع القرويين، 3/803- معجم المحدثين، ص: 16- مدرسة الإمام البخاري، 1/ 88 و 2/ 464- فهرسة الحضيكي، ص: 77- وفهرسة التاودي بنسودة، ص: 176- ثمرة أنسي، ص: 110. ومقال: المحدّثون في عَهد السلطان المولی محمَّد بن عبد الله، أحمد العمراني، مجلة دار الحديث الحسينة، العدد 10.

[124] الرحلات المغربية السوسية، محمد الحاتمي، ص: 369.

[125] فهارس علماء المغرب، ص: 662.

[126] دون فيها انطباعاته عن رحلته الحجازية، الثالثة عام 1121هـ، وقد نشرت هذه الرحلة في المطبعة الحجرية بفاس في سفر يشتمل على جزأين، وتعرف بالرحلة الناصرية أيضا. فهارس علماء المغرب، ص: 662.

[127] وترجمة العلامة سيدي أحمد بناصر الدرعي موجودة في: – روضة التعريف، للإفراني، ص: 108، الهامش 2- سلوة الأنفاس، للكتاني، 1/ 298- التقاط الدرر، للقادري، ص ص: 312-313- نشر المثاني، للقادري، 3 /234-235- التاج والإكليل، للقادري، ص ص: 184-185- الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 2/ 357-361- شجرة النور الزكية، ص: 332، رقم 1301- الأعلام، 1/ 241.  -طبقات الحضيكي، 1 /85-89- طلعة المشتري في النسب الجعفري، أحمد بن خالد الناصري، نشر المؤسسة الناصرية للثقافة والعلم، سلا، 1/ 129- الدرر المرصعة بأخبار أعيان درعة، محمد المكي الناصري، تقديم وتحقيق: محمد الحبيب النوحي، وهي رسالة دبلوم الدراسات العليا، كلية الرباط، 1988، ص: 134- معلمة المغرب، 22 /7379-7381- مقال أحمد بن ناصر الدرعي، جمال بامي، جريدة ميثاق الرابطة، العدد 100، بتاريخ 20-09-2012 / 26-09-2012.

[128] الحياة الأدبية، ص: 229.

[129] واصل سلفه من قرية يفرن وإفران الواقعة بإقليم جلميم من ناحية سوس، وقد أخطأ حسب عبد الوهاب بنمنصور من نسبه إلى بني يفرن  القبيلة الزيانية الشهيرة. وانظر روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف، لمحمد الصغير اليفرني، تحقيق: عبد الوهاب بنمنصور،ط2، 1995، المطبعة الملكية، الرباط، ص: 10.

[130] مؤرخو الشرفا، ص: 89.

[131] الإعلام، للمراكشي، 6/ 58.

[132] صفوة من انتشر، لمحمد اليفراني، ص: 15.

[133] فهارس علماء المغرب، ص: 667.

[134] روضة التعريف، ص: 10.

[135] صفوة من انتشر، ص: 15.

[136] المصدر السابق، ص: 15.

[137] رحلة الوافد، ص: 226. صفوة من انتشر، ص: 16.

[138] رحلة الحضيكي، ص: 186.

[139] تحقيق علي صدقي أزايكو، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، بإشراف جامعة ابن طفيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة، ص: 227.

[140] من أعلام القرن الثاني عشر الهجري، محمد الحضيكي، مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء

[141] انتهى من كتابته سنة 1133هـ.

[142] ألفها ما بين سنوات 1128/1137هـ.

[143] تحقيق: عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، البيضاء، 2004.

[144] ويعتبر أول كتاب ألفه الإفراني سنة 1128/1716، وتوجد نسخ منه مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط، تحت أرقام: 353د – 970د – 1692ك.

[145] وانظر قائمة مؤلفاته عند محمد الأخضر، الحياة الأدبية، ص: 232-233.

[146] وممن ترجم له:- فهرسة العميري، ص: 81- مؤرخو الشرفا، ص ص: 89-100 و217- 219 – الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 6/ 50- 58 – الحياة الأدبية، لمحمد الأخضر، ص ص: 236- 229. مع قائمة بيبليوغرافية عن ترجمته– الأدب المغربي لمحمد الفاسي، ص: 536-  التقاط الدرر، 2 /438-440– إليغ قديما وحديثا، للمختار السوسي، ص: 50– رحلة الوافد  في أخبار هجرة الوالد  في هذه الأجيال بإذن الواحد، ص: 22 – خلال جزولة، 2/ 240-249 – المعسول، للمختار السوسي، 10/ 205– النبوغ المغربي لعبد الله كنون، ص: 28 – فهارس علماء المغرب، ص: 667. مقدمة كتاب روضة التعريف، ص: 10– صفوة من انتشر، ترجمته بمقدمة التحقيق، ص ص: 13-21. مع قائمة بيبليوغرافية عن ترجمته- تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، للجبرتي،1/ 95- الجيش العرمرم الخماسي، لمحمد الكنسوسي، تحقيق: أحمد الكنسوسي، المطبعة والوراقة المغربية، مراكش،1/ 12.

[147] تاريخ عجائب الآثار، ص: 95، رقم 54.

[148] السعادة الأبدية، 1/ 200.

[149] الإعلام، 6/ 51.

[150] شجرة النور الزكية، 1/ 335، رقم 1315.

[151] النبوغ المغربي، ص: 288.

[152] التقاط الدرر، ص ص: 439-440.

[153] الزاوية الشرقاوية، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، 1988، 1/ 202.

[154] معجم المطبوعات المغربية، مطابع سلا، 1988، ص: 21.

[155] انظر: إليغ قديما وحديثا، ص: 5، هامش 19.

[156] ومن الرحلات الواردة في كتاب المعسول نجد رحلة سعيد بن عبد الرحمن الأزاريفي إلى الحجاز، والذي صاحبه في وجهته الرحالة الحضيكي المشهور، حيث قصدا معا علماء الحرمين ومصر، ذكر الحضيكي أن الأزاريفي توفي في رجوعه من الحج بالمغرب الأوسط من أثر البرد والثلج، وذلك سنة 1154هـ. ولعل أسرته تتوفر على بعض ما دونه في هذه الرحلة، ففي المجموعة الأزاريفية إجازة للرحالة من محمد السندي في ثلاث صفحات،  مؤرخة بسنة 1153ه.ـ

[157] الرحلات المغربية السوسية، ص: 369.

[158] وجاء عند محمد مخلوف أنه أحمد بن عيسى، ووقع في خطأ وقال العماري، والصحيح العماوي. شجرة النور الزكية، ص: 337، رقم 1331. وأورد العلامة الحضيكي في طبقاته، ص: 81، أنه أحمد بن محمد.

[159] وقد أورد الأستاذ محمد الحاتمي أنه أحمد بن محمد العماري. الرحلات المغربية السوسية، ص: 369.

[160] انظر عنه فهرس الفهارس، 2/ 830- فهرسة الحضيكي، ص: 76- فهرسة محمد العثماني، ص: 212- شجرة النور الزكية، ص: 337، رقم 1331- مقال أحمد العمراني بمجلة دار الحديث الحسنية.

[161] وقد أوردها الحضيكي في كناشته ص: 218. وانظر: فهارس علماء المغرب، ص: 413.

[162] طبقات الحضيكي، ص: 81-83.

[163] جاء في: فهرس الفهارس، 1/ 702- شجرة النور الزكية، ص: 338، رقم 1334، أنه توفي سنة 1162هـ.

[164] شجرة النور الزكية، ص: 338، رقم 1334.

[165] المصدر السابق، ص: 338، رقم 1334.

[166] فهرسة الحضيكي، وتوجد منه نسخة مخطوطة بمكتبة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء.

[167] المصدر السابق، ص ص: 7-8.

[168] طبقات الحضيكي، ص ص: 82-84.

[169] الأعلام، 1/ 257.  

[170] وانظر ترجمته عند كل من عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس، 1 /702-704. رقم 362. وطبقات الحضيكي في ترجمته؛ وفهرسة الحضيكي، ص: 76، وذكره الجبرتي عرضا، في 2 /33-141. 1 /248- 418- فهرسة الزبادي، ص: 286- شجرة النور الزكية، ص: 338، رقم 1334– الأعلام، 1/ 257. – معجم المؤلفين، 2/ 176- موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق