مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

من أسرار البيان القرآني

أولى علماء الأمة قديما وحديثا اهتماما بالغا ببلاغة القرآن وإعجازه، فقد ألّف أبو عبيدة «مجاز القرآن»، والفراء «معاني القرآن»، والجاحظ «نظم القرآن» و«البيان والتبيين» ..، والخطابي «بيان إعجاز القرآن»، وأبو الحسن علي الرماني «النكت في إعجاز القرآن»، والقاضي أبو بكر الباقلاني المالكي «إعجاز القرآن»، والقاضي عبد الجبار «إعجاز القرآن»، والقاضي عبد القاهر الجرجاني «دلائل الإعجاز»، وجار الله الزمخشري «الكشاف» والسيوطي «معترك الأقران في إعجاز» …
وتتابع التأليف في هذا العلم، إلى زمننا الحاضر، الذي ألّف فيه علماء كبار من أمثال مصطفى صادق الرافعي في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، و د. عبد الله دراز في النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن، ود. عائشة عبد الرحمن في كتابها: الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق، ومحمود محمد شاكر في مداخل إعجاز القرآن.
ومن الباحثين الأفذاذ الذين خاضوا غمار هذا المجال فأبدعوا فيه؛ الدكتور اللغوي فاضل صالح السامرائي في عدد من كتبه من أبرزها: كتاب «لمسات بيانية في نصوص من التنزيل» ، وكتاب «التعبير القرآني» ، و«بلاغة الكلمة في التعبير القرآني» ، و«من أسرار البيان القرآني» ـ الذي نحن بصدد تقديمه ـ الذي صدر عن دار الفكر ناشرون وموزعون، الطبعة الثالثة، مزيدة ومنقحة، 1433هـ/ 2012م.
ويعتبر هذا الكتاب الأخير، متمّما للكتب الآنفة الذكر، وهو من الدراسات القيّمة التي اعتنت بجانب البيان القرآني، من خلال تبيين طرف من أسراره البيانية، فدرس المؤلّف طرفا من الأبنية القرآنية؛ من مصادر وصفات، وجانبا من المفردات، وبحث أيضا أسلوب التوكيد، والذكر والحذف، والتقديم والتأخير، والتشابه والاختلاف، ثم الفاصلة القرآنية، مختتما بتفسير آيات مختارة؛ تفسيرا بيانيا رائقا.
وقد زاوج المؤلف في كتابه بين المنهج الاستقرائي والتحليلي، بحيث استقرى موارد الألفاظ وصيغها في القرآن الكريم، محللا موارد الألفاظ ودلالاتها، فجاء الكتاب وفق الشكل الآتي:
المقدمة: وفيها تحدث المؤلف عن موضوع الكتاب ومحتوياته، وأبرز جدة الأمثلة التي أوردها في مؤَلفه.

أولا: في الأبنية القرآنية

لاحظ المؤلف أن الأبنية في القرآن استعملت لأمرين:
الأول: استعملت على وفق الدلالات المشهورة المعروفة من معاني الأبنية من المصادر وصيغ المبالغة والجموع وغيرها … والثاني: أن القرآن خص أبنية بدلالات خاصة كالأعين والعيون، والقعود والقاعدين، وغيرها؛ فالقرآن لا يستعمل بناءين مختلفين من مادة لغوية واحدة، بدلالة متماثلة، بل لا بد أن يخصّ بناء أو لفظا باستعمال معين أو دلالة خاصة، وضرب أمثلة لطرف من الأبنية واستعمالاتها ودلالتها من خلال:

1ـ المصادر وأشباهها:

في هذا المستوى حاول المؤلف أن يعلّل لقسم من هذه المصادر وأشباهها، على أساس أنه لم يطّلع على دراسة أشارت إلى ذلك، فضرب أمثلة من قبيل:
الإثم والآثام: فالإثم هو الذنب، واستعمله القرآن لذلك، وأما الآثام فهو الإثم وهو أيضا جزاء الإثم وعقوبته، وقد استعمله القرآن بمعنى جزاء الإثم ولم يرد إلا في موطن واحد، وهو قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [سورة الفرقان، الآية: 68].
الحكم والحكمة؛ فالحكم يأتي بمعنى القضاء ومنه «الحكم بين المتخاصمين» ويأتي بمعنى الفقه والعلم، وجاء في القرآن لهذين المعنيين، قال الباري عز وجل: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة الممتحنة، الآية: 10] ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ [سورة النمل، من الآية: 80]، وهذا بمعنى القضاء.
وأما الحكمة فهي توفيق العلم بالعمل ووضع الشيء في محله، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [سورة النحل، الآية: 125].
الرضوان والمرضاة: فالرضوان هو أكبر الرضا وأعظمه، ولذلك اختص في القرآن الكريم برضاء الله ولم يستعمله مع غيره، قال تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [سورة التوبة، الآية: 73] وقد ورد هذا المصدر ثلاث عشرة مرة في القرآن الكريم كلها في رضوانه سبحانه، قال الراغب: «والرضوان: الرضا الكثير، ولما كان أعظم الرضا رضا الله تعالى خص لفظ الرضوان في القرآن، بما كان من الله تعالى» .
وأما «المرضاة» فهي عامة في مرضاة الله وغيره، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [سورة البقرة، الآية: 205].

2ـ أبنية الصفات:

لاحظ المؤلف أن القرآن يخص قسما من الأبنية باستعمال أو بدلالة معينة، وإن كان الاستعمال لا يخرج على المعنى العام من كونه للمبالغة أو غيره، لذا استعمل القرآن الصفات من اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة والصفة المشبهة واسم التفضيل على ما هو معلوم من قواعد اللغة من أن المبالغة تفيد التكثير وأن الصفة المشبهة بحسب أوزانها فمنها ما يفيد الخلو والامتلاء والحدوث، ومنها ما يدل على الصفات والنعوت الظاهرة أو الباطنة، ومنها ما يدل على النعوت ونحو ذلك.
وقد ذكر د. فاضل السامرائي خطوطا تعبيرية في القرآن الكريم، قبل أن يشرع في ذكر أمثلة من الصفات، من قبيل أنه لم ترد صيغة (فاعل) مع العموم المطلق (كل شيء)، وإنما تأتي بصيغة المبالغة (فعيل) أو جمع التعظيم لفاعل، وقد جاء ذلك مرة واحدة، وهو قوله تعالى: ﴿وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾ [سورة الأنبياء، من الآية: 80] فلم يرد نحو (على كل شيء قادر) ولا (بكل شيء عالم) يقتضي التكثير والمبالغة فلا تناسب صيغة (فاعل) التي لا تدل على ذاك.
كما لم يأت مع العموم المطلق (كل شيء) من صيغ المبالغة غير صيغة (كل شيء) من صيغ المبالغة غير صيغة (فعيل).
واستعمل (ظلام) مع (العبيد) خاصة ولم ترد مطلقة، وقد ورد هذا الوصف في خمسة مواطن من القرآن الكريم كلها في نفي ظلم الله للعبيد، وذلك نحو قوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [سورة آل عمران، من الآية: 182].
وخص ﴿ظلوم﴾ بأنه وصف للإنسان فقال: ﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [سورة الأحزاب، من الآية: 72].
ومن الأمثلة التي ضربها د.فاضل السامرائي من أبنية الصفات، آثم وأثيم؛ فالآثم هو اسم الفاعل من (أثم)، والأثيم صيغة مبالغة، فاستعمل الأثيم للمبالغ في الإثم، واستعمل الآثم لمن هو أقل منه إثما.
فقد استعمل القرآن الكريم الآثم لمن ارتكب إثما معينا، وقد خص القرآن الآثم بمن يكتم الشهادة أو بمن ارتكب إثما على العموم فقال: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ [سورة البقرة، من الآية: 282] وقال: ﴿وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ﴾ [سورة المائدة، من الآية: 106].
أما الأثيم فهو المبالغ في الإثم قال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [سورة الجاثية، الآيات: 6ـ9].

ثانيا: في المفردات

ذكر المؤلف طائفة من المفردات القرآنية، وحاول تلمس الفروق بينها من ناحية الدلالة في القرآن الكريم، مثل البحر واليم، الثعبان والحية، الجبل والطور، ورجع وردّ، والزوج والسيد، والسنة ـ العام ـ الحِجّة، الغرف والغرفات، الكفل والنصيب، والمهد والمهاد.
فقد استعمل القرآن الكريم (البحر) و(اليم) وقد أثير سؤال عن الفرق بينهما مع أنه قد يستعمل الكلمتين في مقامين متشابهين، وذلك كما في قصة موسى مثلا فإنه مرة يستعمل البحر ومرة يستعمل اليم، قال تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ [سورة الشعراء، من الآية: 63] وقال في فرعون: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ [سورة القصص، من الآية: 40].
كلمة يم هي عبرية وسريانية (يما) وأكدية (يمو)، وقد ذكرت الكلمة في القرآن الكريم ثماني مرات، وكلها في قصة موسى.
ولم ترد في غير هذه القصة وهو من لطيف الاستعمال، فقد استعمل الكلمة العبرانية في قصة موسى وقومه وهم العبرانيون.
أما كلمة البحر فقد استعملت في قصة موسى وفي غيرها من المواطن، قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [سورة البقرة، من الآية: 49]، ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ [سورة النحل، من الآية: 14].
وقد لاحظ المؤلف في استعمال هاتين الكلمتين أنه لم يستعمل (اليم) إلا في مقام العقوبة أو الخوف ولم يستعملها في مقام النجاة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾ [سورة القصص، من الآية: 6]، وهذا في مقام الخوف.
وقال: ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ [سورة الأعراف، من الآية: 135]، وقال: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ [سورة القصص، من الآية: 40]، وهذا في مقام العقوبة.
أما البحر فقد استعمله عاما في النعم وغيرها في بني إسرائيل وغيرهم.
قال تعالى: ﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ﴾ [سورة البقرة، من الآية: 163]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [سورة الأنعام، من الآية: 98].
وقد استعمل في مقام نجاة بني إسرائيل (البحر) ولم يستعمل (اليم).
ولقد استعمل (البحر) في النجاة والإغراق، أما اليم فاستعمله في الإغراق والخوف، ولم يستعمله في النجاة.
قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [سورة البقرة، من الآية: 49]، فاستعمله في النجاة والإغراق.

ثالثا: من خواص الاستعمال القرآني

وقصد المؤلف في هذا المستوى استعمال القرآن لقسم من المفردات أو التعبيرات لمعنى معين أو خصّها بمعنى من بين معاني المفردة أو التعبير وذكر طرفا منها، مثل:
استعمال القرآن الإقامة لما يقابل الظعن والسفر، وخص استعمال الإقام بالصلاة نحو إقام الصلاة.
وأنه استعمل الفعل جاء ماضيا، ولم يستعمل منه غير الماضي، فلم يأت منه بمضارع، ولا أمر ولا اسم فاعل ولا اسم مفعول، بخلاف أتى فقد ورد منه كل ذلك.
ووردت كلمة عام مفردة ومثناة في القرآن، ولم ترد مجموعة فإنه لم ترد فيه كلمة أعوام.
ووردت كلمة سنة مفردة ومجموعة جمع مذكر سالما ولم ترد مثناة ولا مجموعة جمع مؤنث سالما، ولم يستعمل غير (يا) من حروف النداء.
لم يرد التعبير (يغفر لكم ذنوبكم) أي من دون ذكر (من) في غير الأمة المسلمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وخص لفظ القاعدين جمع قاعد بالقعود عن الجهاد، ولم يستعمل للقعود نقيض القيام إلا «القعود» جمع قاعد، وذلك نحوقوله: ﴿قِيَامًا وَقُعُودًا﴾ .
وخص لفظ القائمين جمع قائم بالقيام بأوامر الله، ولم يستعمل للقيام نقيض إلا القيام جمع قائم.

التوكيد

التوكيد يكون في الكلام بحسب الحاجة إليه، فإن لم يكن بالكلام حاجة إلى التوكيد لا يؤكد، وإن كان به حاجة إلى ذلك فعلى قدر الحاجة، فإن كان يحتاج إلى مؤكد واحد أكد بمؤكد واحد، وإن احتاج إلى أكثر من ذلك أكد بحسب ذلك.
وهذا واضح في التعبير القرآني، فقد يأتي التعبير فيه خاليا من التأكيد، وقد يأتي مؤكدا بمؤكد واحد أو أكثر: قال تعالى في سورة: ﴿كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ [سورة المرسلات، الآية: 18]، من دون توكيد، وقال في الصافات: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ [سورة الصافات، الآية: 34] بالتوكيد بإنّ.
لأن الكلام على المجرمين في سورة المرسلات في ثلاث آيات وهي قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ﴾ [سورة المرسلات، الآيات: 16ـ17ـ18]، في حين كان الكلام على المجرمين في سورة المرسلات في سورة الصافات في عشرين آية تبدأ من قوله تعالى: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ﴾ [سورة الصافات، الآيات: 19ـ38].

الذكر والحذف

قال المؤلف إن الذكر والحذف في القرآن الكريم يرد بحسب ما يقتضيه المقام والسياق، فإذا اقتضى المقام الذكر ذكر وإلا لم يذكر، ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [سورة البقرة، الآيتين: 16ـ17].
وقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [سورة الأنعام، الآية: 39ـ40].
فقد قال في البقرة ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾من دون واو، وقال في سورة الأنعام ﴿صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ فذكر الواو.
والفرق بينهما على حد قول المؤلف أن ذِكر الواو في ﴿صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ يحتمل معنيين:
يحتمل أن بعضهم صم وبعضهم بكم، ويحتمل أنهم صنف واحد جمع الصَّمَم والبَكَم.
فما جاء في الأنعام آية واحدة أو جزء من آية في قوم قال فيهم: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾، ولم يقل إنهم عمي، لأنه عقب على ذلك بقوله تعالى: ﴿مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ لأن الذي في الظلام، إذا خرج منه قد يبصر، أما الأعمى فلا يبصر على كل حال سواء كان في الظلام أم في الضياء.
وآية البقرة في قوم هم أشد كفرا وضلالا مما في الأنعام ذلك أنها في المنافقين، وقد ذكر فيهم ثلاث عشرة آية، من الآية السابعة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ إلى الآية التاسعة عشر: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فلما جمعوا في سورة البقرة كل هذه الصفات ـ الكذب والمخادعة والإفساد والسفه والاستهزاء والضلال ـ جمع لهم الصمم والبكم والعمى، وأنه تركهم في ظلمات لا يبصرون: ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ بخلاف آية الأنعام.

التقديم والتأخير

التقديم والتأخير إنما يكون بحسب الأهمية، فقد يقدم المفضول على الفاضل والمتأخر على المتقدم أو العكس بحسب ما يقتضيه المقام والسياق، ومن أمثلة ذلك:
تقديم السمع على البصر والبصر على السمع، فإنه كثيرا ما يقدم السمع على البصر في القرآن الكريم، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [سورة النساء، الآية: 2].
وقد يقدم البصر على السمع إذا اقتضى المقام ذلك، ومن ذلك قوله تعالى في أصحاب الكهف: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾ [سورة الكهف، الآية: 26].
فقدم السمع على البصر، لأن أصحاب الكهف فروا من قومهم ولجأوا إلى الكهف لئلا يراهم أحد لكن الله سبحانه وتعالى يراهم، وهم فارون من قومهم، ويراهم في ظلمة الكهف ويرى تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال، وهذا كله في مجال الرؤية لا مجال السمع.
ومن ذلك أيضا قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ [سورة السجدة، الآية: 12].
فقدم البصر على السمع (أبصرنا وسمعنا) وذلك لأكثر من سبب منها:
ـ إنه قال ﴿وَلَوْ تَرَى﴾ فذكر الرؤية، والرؤية مرتبطىة بالإبصار لا بالسمع.
ـ إنهم قالوا ﴿رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنا﴾ ذلك أنهم في الدنيا كانوا يسمعون عن جهنم وعذابها وعن الآخرة، أما الآن فهم أبصروا ذلك وعاينوه فقدم حالتهم التي هم فيها.
ـ إن الإبصار والمشاهدة هنا أهم من السمع لأن السمع قد يدخل في باب الظن والشك، أما الإبصار والمشاهدة فهما حال يقين، ولذلك قالوا: ﴿إِنَّا مُوقِنُونَ﴾، وهذا إنما يكون عند الإبصار لا عند السماع، فالرؤية ههنا أهم من السمع فقدمها لذلك.

التشابه والاختلاف

قد يتشابه تعبيران في القرآن الكريم مع شيء من الاختلاف في التعبير وذلك لأغراض يقتضيها السياق والمقام فيكون كل تعبير أنسب في مكانه ومن ذلك على سبيل المثال:
قوله تعالى في سورة الكهف: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾ [سورة الكهف، الآية: 42].
وقوله في سورة القصص في قارون: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾ [سورة القصص، الآية: 81].

ويتبين أن في آية الكهف قال ﴿لَمْ تَكُنْ﴾ في حين قال في القصص ﴿فَمَا كَانَ﴾، و«ما كان» آكد وأقوى من «لم تكن» ذلك أن ما «ما كان» نفي لـ«لقد كان»، أما «لم تكن» فنفي لـ «كانت».
وقال في سورة القصص ﴿مِنْ فِئَةٍ﴾ بزيادة «من» الاستغراقية المؤكدة.
وقال في سورة الكهف ﴿فِئَةٌ﴾ من دون «من»، فما كان في القصص آكد وأدل على الاستغراق فناسب ذلك شدة العقوبة.
ولما كان المنتصر في الكهف واحدا وهو المؤمن إذ الحوار دار بين شخصين قال: ﴿وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾، ولما كان المنتصرون في القصص هم قوم موسى ولم يك قارون واحدا منهم قال: ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾.

الفاصلة القرآنية

قرّر المؤلف أن القرآن الكريم لا يقدم لفظة في موطن أو يؤخرها طلبا للفاصلة القرآنية، بل يراعي المعنى المطلوب أولا فيأتي بالفاصلة منسجمة مع أخواتها عند اقتضاء المعنى لذلك، فإذا اقتضى المعنى غير ذلك لم يراع الفاصلة، ولم يحسب لها حسابا، وإنما تكون المراعاة للمعنى أولا، ولذلك قد يأتي بفاصلة لا تشبهها فاصلة في جميع السورة وإن كثرت آياتها، وقد تبدَّت للمؤلف مجموعة من الملاحظات، من بينها:
إن الفاصلة القرآنية قد ترد في السورة على نمط واحد من أولها إلى آخرها، وذلك نحو سورة (ق)، وسورة الحجرات، وسورة الفتح.
وقد تتغير الفاصلة لتؤسس لفواصل أخرى على نمطها، وقد يرجع إلى نمط الفاصلة الأولى أو لا يرجع، فمن الأول كثير منه في سورة البقرة وآل عمران والنساء وغيرها.
فضرب لذلك أمثلة وشواهد من القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [سورة الأعراف، الآية: 151]، حيث جعل خاتمة الآية الرحمة: ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
وقال الحق سبحانه: ﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾ [سورة الأعراف، من الآية: 155].
وسبب ذلك في هاتين الآيتين ونظائرهما من الآيات أنه ذكر ذنبا عقب بالمغفرة، وإن لم يذكر ذنبا عقب بالرحمة، وإيضاح ذلك أنه في الآية الأولى لم يختمها بوصف المغفرة لأن موسى وأخاه لم يذنبا فيطلبا المغفرة فقال: ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
في حين قال: ﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾ [سورة الأعراف، من الآية: 155] فجعل خاتمة الآية: ﴿خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾.

رابعا: تفسير آيات مختارة

ختم د. فاضل السامرائي مؤَلفه بتفسير آيات مختارات تفسيرا بيانيا، من سورتي البقرة والمائدة، من خلال قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [سورة البقرة، الآية: 62].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [سورة المائدة، الآية: 71] فأبرز المؤلف مواطن التقديم والتأخير، في الصابئين والنصارى، والرفع والنصب في الصابئين.
ومن سورتي البقرة وإبراهيم، من خلال قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [سورة البقرة، من الآية: 252].
وقال في سورة إبراهيم: ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾ [سورة إبراهيم، الآية: 33].
ومن آية الكرسي في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [سورة البقرة، الآية: 253ـ254].
ومن سورة الإسراء الآية الأولى، من خلال قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ فبين طرفا من الأسرار التعبيرية في هذه الآيات.
ومن سورة الكهف والإنسان، اختار قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [سورة الكهف، الآية: 30ـ31].
وقوله تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ [سورة الإنسان، الآية: 21ـ22]، فذكر الفرق بين أساور الذهب في الكهف وأساور الفضة في سورة الإنسان.
ومن سورة النجم، من قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ إلى قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [سورة النجم، الآية: 1ـ18].
ومن سورة القمر، من قوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ سورة القمر، الآيات: 1ـ8، ومن سورة الجن، من الآية الأولى إلى الآية: 28.
واختُتم الكتاب بتبيين طرف من الأسرار البيانية في قصة شعيب عليه السلام في سورتي الأعراف وهود.

الهوامش:

  1. للأسف لم يصل إلينا هذا الكتاب.
  2.  فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري من عشيرة «البدري» إحدى عشائر سامراء، ويكنى بـ (أبي محمد) ومحمد ولده الكبير، ولد في سامراء عام 1933م، تلقى تعليمه الأولي بسامراء، وأكمل دراسته ببغداد، ومنها عين معلما، وحاز درجة البكالوريوس، والماجستير ثم الدكتوراه، وعين عميدا لكلية الدراسات الإسلامية المسائية، وأعير عام 1979م، إلى جامعة الكويت في قسم اللغة العربية، وأصبح خبيرا في لجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي عام 1983م، وعين عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام 1996م، وأحيل إلى التقاعد عام 1998م، وعمل بجامعة الشارقة أستاذا لمادة النحو والتعبير القرآني إلى سنة 2004م، ينظر ترجمته في ويكيبيديا.
  3. أصدرته دار عمار، ط.3، 1423هـ/2003م.
  4. الصادر عن دار عمار، ط.4، 1427هـ/2006م
  5. الصادر عن شركة العاتك لصناعة الكتاب، الطبعة الثانية، القاهرة، 1427هـ/2006م.
  6. المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان رضوان الداودي، دار القلم ودار الشامية، دمشق ـ بيروت، ط.1، 1412م: (ص: 356).
  7. وردت الآية في سورة آل عمران، الآية: 191، وسورة النساء، الآية: 102.            
Science

د. محمد لحمادي

باحث بمركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق