وحدة الإحياءدراسات وأبحاث

منهج الألوسي من خلال تفسيره “روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني”

منهج الألوسي من خلال تفسيره  "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني"

د. عبد المجيد معلومي

(العدد 20)

نسبه

الألوسي هو أبو شهاب الدين محمود أفندي الألوسي نسبة إلى قرية اسمها ألوس، وهي جزيرة في منتصف نهر الفرات بين الشام وبغداد، كانت موطن أجداده، ولد سنة 1217ﮪ في الكرخ من بغداد، اشتغل بالتدريس وهو ابن ثلاثة عشر سنة. حفظ كتاب الله منذ سن مبكرة، وتتلمذ على يده خلق كبير من أقصى البلاد وأدناها، وكان رحمه الله يواسي طلبته من ملبسه ومأكله ويسكنهم البيوت الرفيعة من داره، وكان ذا حافظة عجيبة، حيث قال على نفسه: “ما استودعت ذهني شيئا فخانني، ولا دعوت فكري لمعضلة إلا وأجابني”.

قال الحسين الذهبي عنه:

“قلد إفتاء الحنفية في السنة الثامنة والأربعين بعد المائتين والألف (1248ﮪ) وقبل ذلك بأشهر ولي أوقاف المدرسة المرجانية إذ كانت مشروطة لأعلم أهل البلد. ثم انفصل عن منصب الإفتاء وبقي مشتغلا بتفسير القرآن الكريم حتى أتمه، ثم سافر على قسطنطينة في السنة السابعة والستين بعد المائتين والألف فعرض تفسيره على السلطان عبد الحميد خان، فنال إعجابه ورضاه ثم رجع منها سنة تسع وستين ومائتين وألف من الهجرة، وقد وافته المنية رحمه الله سنة سبعين بعد المائتين والألف هجرية، ودفن مع أهله في مقبرة الشيخ الكرخي في منطقة الكرخ”[1].

شيوخه 

لقد هيأ الله للألوسي مجموعة طيبة من الشيوخ الذين تولوا تكوينه، حيث درس على الشيخ حسين الجبوزي كتاب الله، ودرس على والده السيد عبد الله أفندي العربية والفقيهين الشافعي والحنفي، وأخذ الحديث ورسائل في علم المنطق عن شيخه علاء الدين أفندي الموصلي، وقرأ القراءات القرآنية على يد الشيخ عبد الله أفندي العمري. أخذ التصوف عن الشيخ ضياء الدين خالد النقشبندي شيخ الطريقة النقشبندية، حيث قال عنه الألوسي: (فلي فيه أستاذ، ولي فيه مرشد، ولي فيه قطب ذو اتصال..)[2].

وكان لهذا الشيخ تأثير خاص في شخصية الألوسي.

مؤلفاته 

رغم ما يمتاز به الألوسي من تبصر في كل علم وفن وسعة الاطلاع، لم يترك لنا من كتبه إلا القليل، نذكر منها:

1. حواشي شرح القطر لابن هشام.

2. الطراز المذهب في شرح قصيدة الباز الأشهب.

3. الأجوبة العراقية على الأسئلة الأهورية.

4. نهج السلامة على مباحث الإمامة.

5. زجر المغرور عن زجر الغرور.

6. الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية.

7. التبيان شرح البرهان في طاعة السلطان.

8. الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية.

9. سفرة الزاد في سفرة الجهاد.

10. الشجرة الفاطمية.

11. غاية الإخلاص بتهذيب نظم ذرة الغواص.

12. نزهة اللباب وغرائب الاغتراب.

13. نشوة الشمول في السفر إلى اسطانبول.

14. النفحات القدسية في مباحث الإمامية.

15. حاشية القطر في النحو.

16. شرح المسلم في المنطق.

17. ذرة الغواص في أوهام الخواص.

18. الفوائد السنية في علم آداب البحث.

19. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني[3].

يذكر الألوسي في مقدمة تفسيره سبب تسمية “روح المعاني” أنه رأى في بعض ليالي الجمعة من شهر رجب سنة اثنين ومائتين بعد الألف من الهجرة أن الله أمره بطي السماوات والأرض… فرفع يدا إلى السماء وخفض الأخرى إلى مستقر الماء ثم انتبه من نومه وهو مستعظم لرؤيته، فجعل يفتش لها عن تعبير. فرأى في بعض الكتب أنها إشارة إلى تأليف تفسير، فشرع في تأليفه ليلة السادسة عشرة من شهر شعبان من السنة المذكورة. وكان عمره آنذاك أربعا وثلاثين سنة، وذلك في عهد السلطان محمود خان بن السلطان عبد الحميد خان، وذكر في خاتمته أنه انتهى منه ليلة الثلاثاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع وستين ومائتين بعد الألف. ولما انتهى منه بدأ يفكر في اسمه. فعرض الأمر على وزير الوزراء علي رضا باشا فسماه على الفور: “روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني”[4].

وقد أصبح هذا التفسير طائر الذكر في البلاد الإسلامية وتعاليق الإكبار والإعجاب محلقة به في المشرق والمغرب. ولم تكن أصداء هذه الشهرة ترجع إليه في بغداد حتى توفي رحمه الله في ذي القعدة سنة 1270ﮪ[5].

منهجه في التفسير

سلك الألوسي في تفسيره مسلك التفسير اللغوي، حيث يهتم بالتحقيقات اللغوية باعتبارها تفتح أوسع المجالات لفهم آيات الذكر الحكيم.

اهتم ببيان موقع المفرد أو المركب من جملة الكلام، معتمدا على قواعد الإعراب واستعمالات البلاغة، قال ابن عاشور في شأنه:

“فسلك فيه مسلك التفسير اللغوي، يهتم أولا ببيان موقع المفرد أو المركب من جملة الكلام، معتمدا على قواعد الإعراب واستعمالات البلاغة، ومعتصما بانسجام المعاني وتسلسل الأغراض، ويخطط بذلك منهجه لاستخراج المعنى المراد، معتمدا على الشواهد،  ومن البحث اللغوي ينتقل إلى المفاد معتمدا على الأحاديث وأسباب النزول، فلا يزال يتجنب الأخبار الواهية، ويحرص على الإسناد المعتد به”[6].

نجده إذا تكلم عن آيات الأحكام فإنه لا يمر عليها إلا إذا استوفى مذاهب الفقهاء وأدلتهم، مع عدم تعصب منه لمذهب بعينه. ونضرب له مثالا من بين الأمثلة التي وردت في تفسيره لقوله تعالى: ﴿والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء﴾ [البقرة: 228]، أنه يذكر مذهب  الشافعية ومذهب الحنفية وأدلة كل منهما حيث يقول: “وبالجملة كلام الشافعية في هذا المقام قوي، كما لا يخفى على من أحاط بأطراف كلامهم، واستقرأ ما قالوه وتأمل ما دفعوا به من أدلة مخالفيهم”.

كما يستهل الألوسي تفسير السورة بالكلام عنها هل هي مكية أم مدنية وعدد آياتها ثم يبين آياتها ثم يبين وجه مناسبتها للسورة التي قبلها، ويذكر أقوال العلماء في ذلك، مثلا سورة، هود يقول الألوسي: إنها مكية كما أخرج ذلك ابن النحاس في تاريخه، وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق ابن عباس، رضي الله عنه، وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير، ولم يستثنيا منها شيئا وإلى ذلك ذهب الجمهور. واستثنى بعضهم منها ثلاث آيات: (فلعلك تارك- أفمن كان على بينة من ربه- أقم الصلاة طرفي النهار) وروي استثناء الثلاثة عن قتادة[7].

أما طريقته في تفسير السورة فإنه لا يلتزم بنظام معين، بل يعرضها حسب ما يتفق وتبيان المراد منها في نظره، فقد يعرض الآية كاملة ثم يفسرها وقد يجزئ بعضها.

أما طريقته في توظيف الحديث الشريف في التفسير، فإنه يحشد في معنى الآية المزمع تفسيرها مجموعة من الأحاديث النبوية الواردة في النص، وقد تكون متعارضة قوة وضعفا، فما إن ظهرت قوة أحدها أو مجموعة منها رجحها وعول عليها لتوجيه معنى الآية، وكثيرا ما يلجأ الألوسي إلى أقوال الصحابة لتفسير الآيات، وغالبا يعقب عليها إما توضيحا أو تعضيدها بأقوال أخرى. وقد يسوق الألوسي قول أحد الصحابة لبيان الناسخ والمنسوخ.

أما موقفه من الإسرائيليات، يلاحظ عليه أنه شديد النقد للإسرائيليات، والأخبار المكذوبة التي حشا بها كثير من المفسرين تفاسيرهم وظنوها صحيحة مع سخرية منه أحيانا. أما نهجه في توظيف أقوال التابعين، فإنه يستشهد كثيرا بأقوال التابعين في صدد تبيان مراد الله من آيات كتابه، ولكن منهجه في ذلك ليس دائم القبول، فقد يستبعد قول أحد التابعين إن رآه بعيدا عن المعنى المطلوب، وقد اعتمد على كبار المفسرين من التابعين كمجاهد وقتادة وعكرمة وطاووس وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري وسعيد بن جبير ومسروق وغيرهم من العلماء الأجلاء الذين ورثوا أمانة العلم من الصحابة وأدوها أحسن أداء.

واستعان الإمام الألوسي بأقوال أهل الكتاب في تفسير بعض الآيات، غير أن هذا المصدر لم يكن له الأهمية بالنسبة للمصادر الأخرى، لذلك كان رجوعه إليه محدودا، وقد اقتدى في ذلك بصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين كانوا يعتمدون على ما يرويه أهل الكتاب وبالأخص “قصص الأنبياء” أو ما يتعلق بأمم غابرة.

فالقرآن في الغالب لا يأتي بالقصة كاملة، بل يقتصر على موضوع العبرة، وكان المسلمون يأخذون التفسير من أهل الكتاب الذين دخلوا في الإسلام كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار وغيرهما من علماء اليهود والنصارى بشرط أن يكون المنقول عنهم متفقا مع العقيدة الإسلامية ولا يتعارض مع القرآن. وأيد الألوسي الأخذ من هذا الأصل قائلا: “وقد كان المومنون من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار ينقلون منها ما ينقلون ولم ينكر ذلك أحد من أساطين الإسلام، وقد رجع إليها غير واحد من العلماء في إلزام اليهود والاحتجاج عليهم ببعض عباراتها في إثبات حقيقة بعثته، صلى الله عليه وسلم، والذي أميل إليه كون المراد بالناس بني إسرائيل فإنه الذي يقتضيه المقام”[8].

واستعمل الألوسي الشعر في تفسيره كثيرا، ولو أراد باحث أن يتقصى  ذلك  وأن يحصره لضاق درعا، ففي الكتاب عدد كبير من الأبيات  الشعرية، وكان يذكر الشعر  لأغراض مختلفة، فتارة يذكره لبيان معنى لغوي أو للاستدلال على قاعدة نحوية أو بلاغية، ونستشهد بجملة من الأمثلة تؤكد ما قلناه في تفسير قوله تعالى: ﴿ونري فرعون وهامان وجنودهما﴾ [القصص: 6]، قال: “يقال رأى موته بعينه وشاهد هلاكه” وعليه بعض المتأخرين

أبكاني البين حتى *** رأيت غسلي بعيني[9]

وفي بيان قوله تعالى: ﴿إني آنست نار لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة﴾ [القصص: 29].

قال: “أي عود غليظ سواء كان في رأسه نار كما في قوله:

وألقى على قيس من النار جذوة *** شديدا عليها حرها والتهابها[10]

قال ابن عاشور رحمه الله في شأنه:

“وفي تحصيل المفاد القرآني يحرص على إيراد الأنظار الأصلية والفرعية فيناقش الاستدلالات، ويتعقب الأقوال، ويعتمد على مقابلة الرأي بالرأي وهو في كل هذه المباحث يجري في مجال واسع من الأنظار والمعارف، حتى إنه كثيرا ما ينشد الشعر وكثيرا ما كان يخوض في المباحث الفلسفية أو الرياضية أو الطبيعية  لمناقضة المذاهب غير الإسلامية، معتمدا في ذلك على أحدث ما انتهت إليه المعارف في بيئته ونازع في ذلك المنازع العجيبة في الاستدلال”[11].

كما نجد الألوسي يولي اهتماما خاصا للقراءات المختلفة التي تساعده في استخلاص المعاني.

مصادر التفسير عند الألوسي

اعتمد الألوسي على مجموعة من المصادر منها:

1. كتب التفسير: كان الألوسي يعرض آراء كثير من المفسرين ويناقشها كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن حبان، وتفسير ابن عطية، وتفسير البيضاوي، وتفسير الزمخشري، وتفسير الرازي.

2. كتب الحديث: اعتمد على كثير من المصنفات الحديثية كالبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجة وكتب البيهقي والدار قطني والحاكم.

3. كتب الفقه: أخذ الإمام تفسير بعض الألفاظ القرآنية من مؤلفات فقهية لمذاهب مختلفة كمذهب مالك والشافعي والحنفي وغيرهم.

القيمة العلمية لهذا الكتاب  

أثنى المؤرخون والعلماء على تفسير الألوسي وأبرزوا قيمته العلمية، قال عنه الدكتور عبد العظيم الزرقاني:

“هذا التفسير من أجل التفاسير وأوسعها وأجمعها، ونظم فيه روايات السلف بجانب آراء الخلف المقبولة، وألف فيه بين ما يفهم بطريق العبارة وما يفهم بطريق الإشارة رحمه الله وتجاوز عنه”[12].

وقال الدكتور صبحي الصالح: “يقرب من تفسير المتصوفة ما يسمى بالتفسير الإشاري، وهو الذي تؤول به الآيات على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي، من ذلك تفسير الألوسي المتوفى سنة 1270ﮪ ويسمى “روح المعاني”، بعد أن يورد فيه مؤلفه تفسير الآيات حسب الظاهر، يشير إلى بعض المعاني الخفية التي تستنبط بطريق الرمز والإشارة”[13].

وقال الدكتور محمد حسين الذهبي: “إن هذا التفسير والحق يقال قد أفرغ فيه مؤلفه وسعه وبذل فيه مجهوده حتى أخرجه للناس كتابا جامعا لآراء السلف رواية ودراية مشتملا على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو إذا ينقل عن هذه التفاسير فينصب نفسه حكما عدلا بينهما، ويجعل من نفسه ناقدا مدققا ثم يبدي رأيه حرا فيما ينقل، ثم إنه إذا استوعب رأيا لبعض من ينقل عنهم انتصر له ورجحه على ما عداه”[14].

وقال عنه في ختام كلامه: “وجملة القول فروح المعاني للعلامة الألوسي ليس إلا موسوعة تفسيرية قيمة جمعت جل ما قاله علماء التفسير الذين تقدموا عليه، مع النقد الحر والترجيح الذي يعتمد على قوة الذهن وصفاء القريحة وهو إن كان يستطرد إلى فواتح علمية مختلفة مع توسع يكاد يخرجه عن مهمته كمفسر إلا أنه متزن في كل ما يتكلم  فيه، مما يشهد له بغزارة العلم على اختلاف نواحيه وشمول الإحاطة لكل ما يتكلم فيه، مما يشهد له بغزارة العلم على اختلاف نواحيه وشمول الإحاطة لكل ما يتكلم فيه، فجزاه الله عن العلم وأهله خير الجزاء، إنه سميع مجيب”[15].

وقال الأستاذ محمد المنوني رحمه الله: “لما وصلت الطبعة الأولى من تفسير “روح المعاني” إلى المغرب و “نيل الأوطار” للشوكاني، أقام الشيخ الكتاني مأدبة دعا إليها بعض علماء فاس إبلاغا في التنويه بالكتابين والإعلام عنهما، وقد سجل إعجابه حول هذا العلامة البغدادي فقال فيه:

وقد ورد علينا تفسير من قبل بغداد اسمه روح المعاني، واسم مؤلفه الروحي إلا أن إسمية عالم المشرقين والمغربين، ولو شئت أن أقول عالم المشارق والمغارب لصدقني من مارسه مخالطة وكانت له ممارسة كبيرة، قبل بمجموع التفاسير الموجودة والخفية، فهناك من يشهد بمثل ما شهدت وإن وقعت له غفلات، فسبحان من لا يغفل، ولو ادعى الاجتهاد لما نازعته فيه لوجود مخايلة وعلاماته فيه”[16].

أما الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب فيقول:

“وإذا نحن تصفحنا “روح المعاني” لمحمود الألوسي المتوفى سنة 1270ﮪ وهو من كتب التفسير بالمأثور، نراه يستطرد في تفسيره إلى الكلام في الأمور الكونية، ويذكر كلام أهل الهيئة وأهل الحكمة، ويقر ما يرتضيه ويفند مالا يرتضيه، وعندي أن الألوسي في نزعته العلمية يعد استمرارا للجذور القديمة وامتدادا لها، فلم يتساقط إلى تفسيره شيء من تأثيرات الحديث ومخترعاته، ونظرياته، وقوانينه، وهو في نزعته العلمية متأثر بما استحدث من علوم وما ترجم من ثقافات في البيئة الإسلامية”[17].

وقال عنه كذلك خالد عبد الرحمن العك:

“تفسير العلامة الألوسي المسمى بروح المعاني ليس له في الجمع والتحقيق ثان، اشتمل على تسع مجلدات ضخام، صوب من الدقائق والحقائق ما لا يسمع شرحه كلام، وهو خال من الخرافات، وهو جامع للمعقول والمنقول.. وقد تعقب على الزمخشري، البيضاوي، وأبي مسلم الأصفهاني، وكذلك تعقب على الإمام الرازي في كثير من المساوئ، وقد جمع فيه غرر فوائد التفسير وبدائع أسرار التنزيل ورموز التأويل، وقد أضاف إليه جملة كبيرة من تفاسير المتصوفة، وإذا تعرض للنقل عن السلف لم يتعرض لبيان طرق نقلها، وتمييز صحيحها من سقيمها، فجل الذي تنزه عن كل نقص وعيب”[18].

خلاصة القول 

يظهر جليا أن “روح المعاني” تفسير استوفى كل شروط التفسير، فهو موسوعة تفسيرية صبت فيها جل التفاسير التي قبله، وقد كان الألوسي حريصا على أن يكون تفسيره شاملا وعاما، وهو ما تحقق بفضل ملكته التفسيرية الرائعة التي تكونت نتيجة إطلاعه الشامل على كل ضروب اللغة والعلوم.

الهوامش 


1. التفسير والمفسرون، محمد حسين الذهبي، المجلد1، ص: 351 إلى 353.

2. التفسير ورجاله، لمحمد الطاهر بن عاشور، ص: 126.

3. انظر هدية العارفين، لإسماعيل باشا، ج6، ص: 418-419، ومناهج المفسرين، للدكتور محمد عبد الحليم، ص: 26.

4. انظر مقدمة روح المعاني، للألوسي.

5. التفسير ورجاله، لابن عاشور، ص: 195، دار الكتب الشرقية تونس.

6. التفسير ورجاله، لابن عاشور، ص: 203.

7. “روح المعاني، للألوسي، ج11، ص: 202.

8. روح المعاني، للألوسي، ج20، ص: 85.

9. روح المعاني، للألوسي، ج20، ص: 85.

10. روح المعاني، للألوسي، ج20، ص: 72.

11. التفسير ورجاله، لابن عاشور، ص: 203-204.

12. مناهل العرفان، للزرقاني، ج2، ص: 84.

13. مباحث في علوم القرآن، ص: 296.

14. التفسير والمفسرون، للذهبي، ج1، ص: 335-356.

15. نفس المصدر، ص: 361.

16. مظاهر يقظة المغرب الحديث، للمرحوم محمد المنوني، ج 2،  ص: 373.

17. اتجاهات التفسير في العصر الحديث، لعبد المجيد عبد السلام المحتسب، ص: 261-262.

18. أصول التفسير لكتاب الله المنير، لخالد عبد الرحمن العك، ص: 229.

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق