مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةغير مصنف

منظومة في فضائل رمضان للعلامة الفقيه علي الأجهوري (ت 1066هـ)-تقديم وضبط

 

 

 

بقلم الباحث: عبد الفتاح مغفور

فقد سبق وأن تحدثت في الجزء الأول من هذا المقال عن قسم التقديم، والشق الأول من المنظومة، وسأتناول في هذا الجزء الثاني تتمة الشق الثاني منها.

وفي الحديث لخُلوف الصائم

***

أطيب من ريح لمسك فاعلم

أي أجرُه يفوق أجر الطيب

***

فالمسك في محله المطلوب

كجُمع والعيد هذا ما ارتضاه

***

بونيُّهم كالنووي ومن سواه

فزيد طيب الريح إن جا من خُلوف

***

معناه عظم الأجر من رب رؤوف

وقيل زيد ريحُهُ طيبا على

***

ريح لمسْكٍ وعليه نقلا

خُلْف فقيل ذا بدار الآخرة

***

وهو لعِزّ الدين من غير مِرا

وقيل ذا في دار دنيا يحصُل

***

وينبني عليه خلف نقلوا

هل ذا يشم أو بقلب يُدْرَك

***

فحبه لصائم لا يترك

وأول القولين مخصوص بلا

***

ريب ببعض الناس لأكل الملا

أي أنه يكون في بعض فقط

***

وكائنٌ لبعضهم بلا شطَط

وإن لدي الصائم أكلٌ يحصُل

***

تسبح العظام منه يَافُل

كذلك الأملاك تستغفر له

***

ما دام الأكل قائما لن تهمله

والظاهر أن شرب نحو القهوة

***

كالأكل في هذا بلا تفَاوُت

وفيه قد صَلىّ نبيّ الرّحمة

***

قيامه بليلتين فاعلَمَه

أو بثلاثٍ ثم لم يَخرج لَه

***

خشية أن يفْرَض عليهم فعلُه

وليس ذا منافيا أن يفرضا

***

عليهم من نوعها يا مرتضى

ثُمَّت كان الجمع فيه من عمر

***

لِما وعاه عن علي من خبر

من أنه تنزل أملاكٌ كرام

***

برمضان كل عام للقيام/4أ/

فمن لهم قد مس أو مسوه

***

يسعد والشقوة لا تعروه

وأربع تشتاقهم دار السلام

***

وعد منهم صائم شهر الصيام

والباقي من يتلوا كتاب الله

***

ومطعم الجيعان للإله

وحافظُ لسانَه عن الكلام

***

كغِيبة وكل ما فيه كلام

وجاء أيضا أنها لأربعه

***

تشتاق عمَّار وسلمان معه

كذلك المِقْدَاد مع علي 

***

وهذِه ِمن منن العلى

وجاءَحُبَّه تعالى لعَلي

***

سَلْمَان أبي ذر ومقداد يلي

وقولُ ربي في الحديث الصومُ لي

***

ظاهره الشمول للتنفل

وفي بيان حكمة التخصيص قد

***

أبْدَوا وجُوها بعضها قد يُنتقَد

من الوجوه أنه فِعْل خفي

***

وهو بالإخلاص جدير يا وفي

الثاني لا يُدفَعُ في المَظَالم

***

التي تعلقت بعُنْقِ الظالم

ثالثُها قَهرُه للرَّجيم

***

عدوِّنا وربِّنا العظِيم

إذ الوسيلةُ له هي الشهوةُ

***

والأكلُ والشُّربُ لذى منبت

وأن غير الله لم يُعبدْ به

***

وغيره ليس كذا فانتبه

أربعة مضرة الإنسان

***

ضرّا كثيرا زائدَ الطغيان

كثرة نوم إذ بها الصّفرة في

***

لونٍ وموتُ القلب أيضا فاعرِف

وثِقل الجسم ونقص العمر

***

وورمُ العينين أيضا فادْر

وعظمُ الدمُ وكثرة ُالكلامْ

***

تُورِّث نقصان الدِّماغ يا إمام

بكثرة الجماع ضرُّ الروح مع

***

يُبس الدماغ ضُعف لفظ يستمع/4ب/

وكثرة الأكل بها ضعف القوى

***

وموتُ قلب وأمورٌ تحتوى

ثم الكلام في الذي لا يعني

***

محصل لقسوةٍ والوهْن

وعُسْر أسباب لرزق وأتَى

***

في ترك كلمة من اللَّذْ ثبتا

بأنّه من صوم يومٍ أفضل

***

وليس للرأي بهذا مدخلُ

وبعضهم فَضَّل ترك لقمة

***

من العشا على قيام ليلةِ

وقد حكى جماعةٌ أن الصلاة

***

تُوصِلُه نصف الطريق لا سواه

والصوم للباب وأما الصدقة

***

تدخله على الذي قد خلقه

ثم الثواب لسرور الصدقة

***

ليس الريا يبطله فحققه

كذا صلاتُنا على النَّبي

***

تكرمةً للمُصطفى المرضي

والظاهر السلام في ذا كالصَّلاة

***

كما جرى في حكمه بلا اشتباه

وفي الحديث الطاعم اللَّذْ يشكر

***

كصائمٍ على الصيام يَصْبِر

وجاء رب طاعم ذي شُكر

***

خير من الصائم أي ذي الصبر

وفُرض الصيام ثاني الهجرة

***

فصام تسعةً نبي الرحمة

أربعة تسعًا وعشرين وما

***

زاد على ذا بالكمال اتّسَما

كذا لبعضهم وقال الهيتمي

***

ما صام كاملا سوى شهرا علمي

وللدميري أنه شهران

***

وناقص سواه خذ بيان

وامنع توالي النقص في أربعة

***

كذا توالي ضدِّه في خمسة

وجا صوموا تصحوا والمزيدْ

***

 على الذي يُشْبِع ضُرُّه شديد

لكن أضرَّ منه إدخال طعام

***

على طعام قبل هضم للأمام/5أ/

إن كان بعد الشرب أما قبلُ

***

فيتقى فيه المزيد الأول

والمعِدة اعلم بيت كل داء

***

والاحتماء الرأس للدواء

وليس هُو من كلِم الرسول

***

نبينا بل هو إسرائيلي

وجاء أيضا سافروا تصحوا

***

وتغنموا وأمره متَّضِح

وفيه أيضا جاء إن السفرا

***

من العذاب قطعة فاعتبِرا

ولا تنافيَ إذ مرارة الدوا

***

لا تمنع النفع به كالاكتواء

وفي الحديث أن أصحاب الصيام

***

في ظل عرش الله في يوم القيام

وقارئ من أول الأنعام

***

لتكسبون فعل كل سام

أي للغداة   ناله من غير شك

***

ثواب فعل أربعين ألف ملك

وشربه من كوثر وغسله

***

بالسلسبيل وكذاك يظِله

بظل عرش ودخول الجنة

***

بلا حساب ومزيد المِنة

وليلة القدر تجي بالعشر

***

آخر شهر الصيام كثيرا فادري

والخلف في مجيئها بالعام

***

أو بخصوص رمضان السامي

وانتقلت وهي من ألف شهر

***

خير كما جاء بنص الذّكر

أي عمل البر بها أفضل من

***

عمله في ألف شهر يافطن

وهي ثلاث وثمانون سنة

***

وثلث عام فادره وأَتقنَه

أي ألف شهر ليس فيها يوجد

***

ليلة قدر هكذا يُعتقد

وهل إذا صادفها وقد عَلِم

***

سمتها أو إن لهذا ما عَلِم 

والثاني أولى ثم حال من عَلِم

***

أكمل من حال سواه يا فهِم/5ب/

ثم بها مالح ماء يعذُب

***

وبعده لأصله ينقلِب

والشمس لا تطلع يومَها العظيم

***

من بين قرنين لشيطان رجيم

تتمة: تشتمل على فوائد من أبواب متعددة وعلوم متعددة

غاية ما يثمر دين الله في

***

دار الفنا عرفان رب رؤوف

والأُنس بالذكر والأولى بدوام

***

الفكر في الخلوة تكون يا إمام

وبدوام الذكر الأخرى تحصل

***

فبالتلاَهي عنهما لا تغفِل

أمور ديننا أي الإسلام

***

إخلاصنا والاعتقاد السامي

ثالثها امتثالنا الأوامر ا

***

كذا اجتناب النهي من غير مِرا

وفي الحديث إنكم لو تتركون

***

عُشْر الذي به أمرتم تهلكون

ثم يجيء زمن فيه النجاة

***

بفعل عُشر منه من غير اشتباه

وذا على الأمر بمعروف حُمل

***

كالنهي عما أنكر الشرع الكمل

ومن يقل شهادة التوحيد

***

ثلاث مرات بلا مزيد

تلو وضوئه وهذا قبل ما

***

يقوم لن يبق عليه مأثَما

ومن يمت على وضوء ينل

***

شهادة جا في حديث معتل

ومن بيوم وبليل يذكر

***

عشرين مرة لموت يحشر

مع النبي استشهدوا كما ورد

***

عن النبي المصطفى فيعتمَد

ومن يجي بكِلمَة الإخلاص مع

***

لفظِ الكريم صفة المولى يقع

والآية الأولى من الفاتحة

***

مُثَلِّثا كلا بغير مَرية/6أ/

وأول الملك ولكن يُدخل

***

لفظ يحي ويميت يَافُل

من قبل وهو ما يأتي الحمَام

***

يُسكنه رب السما دار السلام

كقائل من بعدها والله

***

أكبر والحق قل يا أواه

ومن قرا الإخلاص حين يمرض

***

فما له فتنة قبر يعرض

كذابها ينجو حقيقا يا رشيد

***

من ضمَّة القبر وأمرُها رشيد

وليس في القبر سؤال من قرا

***

المُلْك كل ليلة بلا مِرا

وسورة السَّجدة بعضهم أضاف

***

لها ومن قراهما راعى الخلاف

ومقتضى قول الإمام القرطبي

***

كل أخي شهادة بذا حُبي

ومنكرُ وفتنة قبر مبتدِع

***

وليس مرتدا بهذا قد قُطع

وكِلمة التوحيد معها وحده

***

تتلى كذا نفي الشريك بعده

وزد إلها واحدا ثم صمد

***

واختم بلم يلد إلى كفؤا أحد

قائلها ينال ألفي ألفِ

***

من حسنات من عظيم اللطف

إذا تكرر هذه إحدى عشر

***

في أي وقت كان نلت المغفرة

ومن يزد يزيده الله العظيم

***

من فضله فيا له مولى كريم

ولا ثواب في صلاة المنفرد

***

في غير ما يعقل منها فاعتمد

وغيره ثوابها يحصل له

***

وإن يكن جميعها لن يعقله

ومن يصلي في الجماعة الغداه

***

يكون في أمن النبي والإله

ومن قرا ومن يليه يتقي

***

لقوله قدرا من السوء وُقي

كقوله الله إن كرر له

***

وتِلوه ربي لا شريك له /6ب/

ومن الآيات قرا أو حملا

***

فقد نجا من كل سوء وبلا

قل لن يصيبنا تمامها وما

***

من دابة إلى مبين فاعلما

كذا وإن يمسسك للرحيم 

***

إني توكلت لمستقيم

ضف وكأين من إلى لفظ العليم

***

 ما يفتح الله إلى لفظ الحكيم

مع ولئن سألتهم من خلقا

***

للمتوكلين يا من حققا

ومن قرأ حالة تسريح اليمين

***

من عارضيْه أم قرآن مبين

والانشراح عند تسريح اليسار

***

يفتح له أبواب خيرات كبار

قد جاء هذا عن نبي الرحمة

***

ونفعه قد صح عن تجربة

وفي الحديث كان سيد البشر

***

يقرأ ألم نشرح بتسريح الشعر

والعارف ابن العربي قد ذكر

***

أن ببعض من بلاد الهند قر

حياةُ ميت لثلاث تمضي

***

من موته لنحو دين يقضي

وبان بعدُ أن من يأتي مَلَك 

***

من ربنا على مثال من هلك

وقائل من بعد ما صلى الغداه

***

بلفظه من غير شك لا إله

للحمد ثم بعده بيده

***

الخير وهو لقدير يا فهي

عَشْر مرار نال سَبعا من خصال

***

إن كان من بعد الصلاة باتصال

تكفير عشر من ذنوب تحصل

***

يعطى بها في الدين قطعا يافل

وقيل رفع درجات عشرِ

***

كحسنات يالها من أجر

وعِدل عتقه لعشر من رقاب

***

والحفظَ من شيطاننا بلا ارتياب

وحرزه من الذي يكره ومن

***

لحوق ذنب غير شرك يا فطن/7أ/

في يومه الذي به قد قالا

***

وإن يقل ذا في غروب نالا

جميع ذا أي بعد فعل المغرب

***

ليلته أن يتصل يا مجتبي

جا في الحديث أن فرع الشخص

***

يكون في مقامه بالنص

وإن يكن معموله دون عمل

***

أصلِه والعكس كذا بلا زلل

وحال زوجة مع الزوج كحال

***

فرع له مع أصله بلا اختلال

إن الذي استرجع بعد ما ذكر

***

مصابه الحاصل في دهر غبر

له من الأجر كأجر حَصَلا

***

بوقتها جا في حديث معتلى

ذا جبرها وحسن عقباها اعرف

***

وخلف يرضاه صالح يفي

 

تمت وبالخيرات عمت، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ما هطلت وابل، وسحت على يد كاتبها لنفسه، ولمن شاء الله بعد حلوله في رمسه، محمد بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن زاكور المغربي بالقاهرة يوم الخميس لسبع خلت من شوال سنة ثمان وستين ومائة وألف عرفنا الله خيرها ووقانا ضيرها آمين آمين.

**********************

جريدة المصادر والمراجع

1- الأعلام، لخير الدين الزركلي الدمشقي. دار العلم للملايين. ط15: 2002 م.

2- جمهرة اللغة لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، تحقيق رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين ـ بيروت، ط1، 1987م.

3- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، لمحمد أمين بن فضل الله بن محب الدين بن محمد المحبي الحموي الأصل، الدمشقي، دار صادر ـ بيروت.

4- ديوان الإسلام لشمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن بن الغزي تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان ط1، 1411 هــ 1990 م

5- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين ـ بيروت ط4، 1407 هـ‍ ـ 1987 م.

6- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي للحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان، 1416هــ 1995م.

* راجع المقال الباحث: محمد إليولو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق