الرابطة المحمدية للعلماء

مناقشة “البيانات الحالية لحركات الترجمة في المنطقة الأوروـمتوسطية”

عاشت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء أمس الاثنين، على إيقاع ندوة علمية تروم تقديم ومناقشة نتائج وتوصيات دراسة أطلقتها مجلة ترانس أوروبيان ومؤسسة آنا ليند الأوروـمتوسطية للحوار بين الثقافات تحمل عنوان “البيانات الحالية لحركات الترجمة في المنطقة الأوروـمتوسطية”.

الندوة التي ترأسها محمد الصغير جنجار، نائب مدير مؤسسة الملك عبدالعزيز، وحضرها عدد من الأساتذة والباحثين والمهتمين بميدان الترجمة من داخل المغرب ومن خارجه، على رأسهم غزلان كلاسون ديشو، مديرة مؤسسة “ترونسوروبيان” ومؤلفة “واقع الترجمة في المنطقة الأور-متوسطية”٬ ومارية باكيا، باحثة ومترجمة أدبية مؤلفة دراسة حول الترجمة بين الفنلندية والعربية٬ وإدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.
وأكد محمد الصغير جنجار، نائب مدير مؤسسة الملك عبدالعزيز، أن هذه الندوة تنطلق من ضرورة وضع أرضية للتفاهم والتحاور والتقارب بين الثقافات والحضارات المختلفة، ونبذ كل أشكال الإقصاء والصور النمطية، موضحا أن كل ذلك لا يمر إلا عبر ترجمة إبداعات هذا الآخر سواء أكانت فكرية أو أدبية.

وذكر المتحدث أن اللقاء كان فرصة لتقديم حصيلة 69 بحث أنجزت حول لغات البحر الأبيض المتوسط وبعض لغات الدول الأسكندنافية مثل فنلدا والسويد والنرويج، خضعت جميعها لعمل تركيبي يوجد الآن على شبكة الأنترنت على شكل دراسة.  

من جهته، اعتبر عبدالله عميد، رئيس جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات، أن الحديث عن الترجمة هو في حقيقة الأمر مساعدة الشعوب على التفاهم، وأشار في تصريح خص به بوابة الرابطة المحمدية للعلماء، إلى أن عملية الاطلاع على فكر الآخر من شأنها أن تقلص من نسبة العداء بين الأمم وتضع حدا لكل العادات والتقاليد التي تجعل البعض يقصي البعض، مبينا أن للترجمة دور أساسي ومركزي في هذا المجال.

بدورهم، أكد المشاركون في الندوة أن هذا المشروع/الدراسة، حول الترجمة في المتوسط هو حدث غير مسبوق على صعيد الموضوع والتطلعات في آن، موضحين أن الترجمة تؤدي إلى إعادة تقييم اللغات في ثرائها وتنوعها.

وذكر المشاركون أن الهدف من هذه الدراسة هو توضيح الدور الحاسم الذي تلعبه ترجمة الأعمال المتخيلة والأعمال الفكرية (كالأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والمسرح وأدب الشباب) في تطوير التبادل الثقافي البيني وتكشف الغطاء عن الصعوبات العديدة التي تطرحها بعبارات اقتصادية وثقافية وسياسية.

وتعود فكرة القيام ببيان مفصل لحركات الترجمة في المنطقة الأوروـمتوسطية إلى سنة 2009، عندما قامت مؤسسة “أنا ليند” بتنظيم ورشة عمل بعنوان “الإبداع والتنقل والحوار” في اليونان لتحديد التحديات الرئيسية التي تواجه برنامجها الإقليمي في المجال الثقافي، وكانت إحدى التوصيات الرئيسية قد ركزت على ضرورة تشجيع الترجمة كأساس للتبادل الثقافي، وتطوير الشراكات بين الجهات المعنية العاملة في الميدان، وكخطوة أولى إنجاز دراسة عن الوضع الحالي، وبعد سنة من ذلك وبالضبط في يناير 2010 تبنت المؤسسة هذه الفكرة التي تم قبولها بإيجابية وتم اعتمادها من قبل أعضاء شبكاتها الوطنية.

وتعتبر مؤسسة أنا ليند الأوروـمتوسطية للحوار بين الثقافات، أن الترجمة عنصر أساسي من أجل تعزيز حوار الثقافات بين المجتمعات وتعزيز هوية مشتركة تقوم على التنوع الثقافي، كما تعتبرها أداة لخلق مساحة للحوار ضمن الكتاب المترجم أو ضمن الأداء المسرحي أو ضمن تفسير خطاب ما.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق