الرابطة المحمدية للعلماء

مفهوم الأخوة.. وتعزيز حوار الثقافات

الفيلسوف الفرنسي ريجي دوبري يدعو إلى إعادة النظر في مفهوم الأخوة بالمجتمعات المعاصرة

أكد الفيلسوف والمفكر الفرنسي ريجي دوبري، أمس الاثنين بالرباط، أهمية إعادة النظر في مفهوم الأخوة بالمجتمعات المعاصرة التي تتميز ب”هيمنة علاقات البيع والشراء”.

وأضاف مؤلف “لحظة أخوة” (غاليمار 2009)، الذي قدم وجهة نظر فرنسية حول هذا المبدأ خلال ندوة نظمت بمناسبة جائزة الأطلس الكبير التي يترأسها، أن “إعادة النظر في هذا المفهوم من شأنه أن يشجع الجهود المبذولة في إطار الحوار بين الثقافات”.

واعتبر ريجي دوبري أنه من الضروري، في هذا السياق، الاستفادة من غنى الرصيد الثقافي للمجتمعات وتنوعه عبر “رصد الاختلافات عوض إخفائها”.

ولاحظ أن مفهوم الأخوة، الذي يرتبط أكثر بالعالم العربي الإسلامي، لا يستعمل إلا قليلا في المجتمعات الغربية مشيرا إلى أنه باستثناء فرنسا فإن أي بلد أوروبي آخر لا يدمج هذا المفهوم في شعاره الوطني “حرية، مساواة، أخوة” باعتباره شعار الجمهورية الفرنسية.

وأعرب عن أسفه ل”أننا نعيش في مجتمع مصلحي حيث يتم تسويق كل شيء. فليس هناك جماعة بالشكل الكافي” مضيفا أن الأخوة تعاني من “عجز قانوني ونقص في الاجتهاد القضائي”.

وبالنسبة لدوبري، الذي لا يرى إمكانية وجود مجتمع تسود فيه الأخوة دون مساواة، فإن مبدأ الأخوة لا يتم سنه، “فهو ذو حمولة عاطفية قوية ولكنها ليست اعتيادية”.

وأضاف أن “الأخوة تفترض جماعة ذات قيم ومصير” مشيرا إلى أن مفهوم الأخوة يختلف عن مفهوم التضامن. وأوضح أن هذا المبدأ يهدف إلى تجسيد الأخوة عبر تأمين الحقوق الاجتماعية للمواطنين (الضمان الاجتماعي، التقاعد…).

وقال ريجي دوبري “إن التضامن ضمان، فيما أن الأخوة أمل ومشروع للمستقبل”.

يشار إلى أن ريجي دوبري ، المزداد بباريس عام 1940 هو مؤسس “دفاتر الميديولوجيا” ورئيس المعهد الأوروبي لعلوم الأديان. وقد وضع عدة مؤلفات من بينها ثلاثيته السير ذاتية “زمن تعلم العيش ” و”على جسر أفينيون” و”العين الساذجة” و”مدخل إلى الميديولوجيا”.

وقد نظمت هذه الندوة، التي سيرها المفكر علي بنمخلوف، بمناسبة جائزة الأطلس الكبير التي تنظمها سفارة فرنسا بالمغرب بدعم من المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.

وسيتم اليوم الثلاثاء بالرباط الإعلان عن الفائزين بهذه الجائزة الأدبية التي تكافئ دراسات باللغة الفرنسية وترجمات من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

وتطمح هذه الجائزة، التي أحدثتها سفارة فرنسا بالمغرب عام 1991، إلى تشجيع النشر بالمغرب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق