مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

مفاهيم في “التَّماسُك ووَحْدَة بِناءِ النّصّ” من خِلال كتاب «قِراءَة في الأدب القديم» محمد محمد أبو موسى دراسة إحصائية معجمية (حلقة 9)

(ر)

رتب

[الترتيب]

سياق المصطلح:

-«وأوَّلُ شَيءٍ أريدهُ هو معرفَة بِناءِ القَصيدَة، أعني معرِفَةَ فَقَراتِها أو فُصولِها أو مَوضوعَاتِها، وَوجْهَ تَرتِيبِ هذِه الفصولِ، وَكيفَ كَانَ أوَّلُها مِهادًا لِثانيها؟ وكيفَ تَتابَعَت في اتِّساقٍ وبِناءٍ مُحْكَمٍ؟ ثم مَعرِفة المَعانِي الجُزئِيةِ الدّاخِلَةِ في تَكوِينِ كلِّ فَصْلٍ، لأن مَعرِفَةَ وُجوهِ التَّرْتِيبِ مَعْرِفَةً دَقيقَةً توجِبُ مَعْرِفَةَ هذه الجُزْئِياتِ مَعْرِفةً أَدَقَّ»[1]

-«أما بَيان العَلاقاتِ والرَّوابِطِ التي رَبَطَتْ جُزْئِياتِ هذا النَّصِّ وَأَقامَتْ بِناءَه الشِّعْرِيَّ، فَإنَّكَ تَراها فِي قِراءَةِ النَّصِّ مَرَّة ثانية وعيونُنا مَعقودَةٌ على هذه القَواطِعِ، وَالفَواصِلِ، وأَوَّلُ ما تَراهُ فيها قولُه «بَانَتْ سُعَادُ» وهي جُمْلَةٌ خَبريَّةٌ تَرَتَّبَ عَلَى مَعْنَاهَا قوله « فَقَلْبِي اليَوْمَ مَتْبولُ» إلى آخِرِ البَيْتِ لأنّ كلَّ هذا أخْبَارٌ مُتعَدِّدَة، وهذه الفَاء كَشَفَتْ هذا التَّرْتِيبَ، وَدَلَّتْ على أَنَّ ما  دَخَلَتْ عَلَيهِ فَرْعٌ مِمّا قَبْلَها، وقولُه «وما سُعادُ غَداةَ البَيْنِ» إلى آخرِ البَيْتِ مَعْطوفٌ عَلى قولِه «بانَتْ سُعادُ» ولا يَصِحُّ أن يُعْطَفَ على قَولِهِ «فَقَلبِيَ اليَوْمَ مَتْبولُ لأنّه ليس مُتَرتِّبًا على بَانَتْ سُعَادُ، وإنمَّا هو وَصفٌ لِحُسْنِها.»[2]

-« وَقَدْ ذَكَر ابن هشام أن الأَلِفَ واللّام في النُّصْحِ، خَلَفٌ عن الإضَافَةِ والأَصْلُ نصحها، وَأَنَّ الإضَافَة من إِضَافَةِ المَصْدَرِ إلى مَفْعُولِهِ، وقوله«لكِنّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا» اسْتِدْرَاكٌ كمَا تَرَى، وقوله «فمَا تدُومُ» هذه الفَاءُ آذَنَتْ بِأَنَّ مَا بَعْدَهَا مُتَرَتِّبٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا، وأَنَّ تَغَيُّرَهَا إِنَّمَا هو لأَنَّهَا قد سِيطَ من دَمِهَا خُلْفٌ وَوَلْعٌ، وقوله «وَمَا تمَسّك بِالعَهْدِ» مَعْطُوفٌ عَلى تَدومُ، دَاخِل في حيِّزِ الفَاءِ الدّالَّةِ على التَّرْتِيبِ، وقوله «فَلا يَغُرَّنَّكَ» إلى آخِر البيتِ مُتَرَتِّبٌ عَلى قَوْلِهِ «فما تَدومُ» وما عُطِفَ عليهِ، وتَأَمَّل تَرَتُّبَ مَعَانٍ عَلَى مَعَانٍ هي مُتَرَتِّبَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا، وَكَيْفَ تَتَفَرَّعُ مِنَ الفُرُوعِ فُرُوعٌ…»[3]

-«وَتَأَمَّلْ أَيْضا هَذَا المُضَارِعَ، لِأَنَّ كَعْبًا لم يَذْكُر من أحْوالِ لِقَاءِ الحَرْبِ، وَاحْتِدَامِهَا بهم إلا هذِهِ الجُمْلَةَ، ثم رَاجِع أَوْصَافَه وكَيْفَ رَتَّبَهَا على وَجْهٍ قَرِيبٍ مَأْلُوفٍ، أَولًا نَفَى عَنْهُمُ العَيْبَ، ثانيا ذَكَرَ إِبَاءَ نُفُوسِهِم،وهو أَصْلٌ، لأن القَلْبَ الذي يَحمِلُ السِّلاحَ، إذَا لَمْ يَكُنْ قَلْبا أَبِيَّا فَلَيْسَ للسِّلَاحِ في يَدِهِ قيمَة…»[4]

-«وَلَيْسَ لهَذَا الرَّبْطِ بَدِيلٌ إلَّا أن تَرْتَبِطَ بِالفَاء في قولِه أوَّلَ الصُّورَةِ « فَكَيْفَ بِمَحْبُوسٍ دَعَانِي» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُرَتِّبُ هَذِهِ الأمْنيَةَ أو هذا الحُلْمَ – وَأَمَاني القُلُوبِ أَحلامها- علَى هَذِهِ الصُّورَةِ التِّي بَرَعَ وَبَرَعَتْ كَلِمَاتُه في إِحْكَامِهَا، وَإِتْقَانِهَا وَانْتَهَتْ عنْدَ نَشْوَتِهِ بِرَشْفِ السّلاَفِ…»[5]

-« وقَدْ جاءَ هذا البَيْتُ في الدّيوانِ بَعدَ قَولِه « وَأَوْقَدَتْ الشِّعْرَى مَعَ اللَّيْلِ نَارَهَا» وهذا تَرْتيبٌ جَيِّدٌ، وكَأنَّ الشَاعِرَ تَابَعَ الزَّمَن، فَذَكَرَ النَّهَارَ المَفْهُومَ من قَوْلِه «إذَا اغْبَرَّ آفَاقُ السَّمَاء» لأَن هَذَا لاَ يَظْهَرُ إلَّا في النَّهَارِ، ثُمَّ ذَكَرَ اللَّيْلَ في قَولِهِ«وَأَوْقَدَت الشِّعْرَى مَعَ اللَّيْلِ نَارَهَا» ثُمَّ ذَكَرَ الصُّبْحَ في قَوْلِهِ«وَأَصْبَحَ مُبْيَضَّ الصَّقِيعِ» فَجَعَلَ الشِّدَّةَ تَسْتَغْرِقُ الوَقْتَ كُلَّهُ، وَتُحِيطُ بِلَيْلِهِ، ونَهَارِهِ وَصَبَاحِهِ، ومَسَائِهِ…»[6]

-«وَلَوْ كُنَّا نُرَتِّبُ الشِّعْرَ تَرْتِيبًا مَنْطِقِيًّا كَمَا يُنسقُ في الفِكْرِ لَقُلْنَا إِنَّ هذَا البَيْتَ يُذْكَرُ بَعْدَ قَولِه “فسُمَي مَا يُدْرِيكَ”، وَلَقُلْنَا أيْضا كَيْفَ قَال بَكَرُوا عَلَيَّ بِسِحْرِهِ، وَقَدْ قَالَ قبلًا بَكَرَتْ لَذَّتهُم، وَلَوْ فَعَلْنَا لأَفْسَدْنَا الشِّعْرَ وَغَسَلْنَاهُ، وَذَهَبْنَا بِهِ لِأَنَّ الشُّعَرَاءَ لَا يَخْضَعُونَ لِهَذا، وَإِنَّمَا يَقولون وهم في فَوَران تَخْتَلِفُ جِهاتُ انْدِفاعِهِ وتَتشَتَّتُ وتَتفَرَّقُ وكأنّها عَلَى غَيْرِ نِظامٍ، ولكِنّها في عُمْقِها النَّفْسِيّ تَنْبُعُ مِنْ نَبْعٍ يَجْرِي عَلى نِظَامٍ من الإبْدَاعِ عَجِيبٍ …»[7]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: رَتبَ الشَّيْءُ يَرْتُبُ رُتُوبا، وَتَرَتَّبَ: ثَبَتَ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ. يُقَالُ: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أي انْتَصَبَ انْتِصابَهُ؛ وَرَتَّبَهُ تَرْتِيبا: أَثْبَتَه. وفي حَديثِ لُقْمانَ بْنِ عادٍ: رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبِ؛ أي انْتَصَبَ كَما يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إذا رَمَيْتَهُ، وَصَفَهُ بالشَّهامَةِ وَحِدَّةِ النَّفْسِ.[8]

التعريف الاصطلاحي:

ترتيب فصول القصيدة: تَرتيبُ أبياتها بما يُناسبُ تَرتيبَ المعاني وبما يُوافقُ البناء الشعري الذي يربطُ عناصرَ القصيدة، ويتحصّلُ من ذلكَ كُلِّه قصيدةٌ ذاتُ نَسَق متماسكٍ لفظاً ومَعْنىً.

///

ركب

 [التركيب]

سياق المصطلح:

-« وما تُفيدُهُ الألفاظُ المُفرَدةُ حين نرجِعُ ليس إلى أُصُولِهَا المعْجمِيةِ فحسب، وإنما إلى اسْتعمَالِها عند الشعراء، وأن كثيرا من مَعَانِي الألْفَاظِ المَدْلُولِ عليها في الشِّعْرِ لم يَسْتَوعِبْهَا أصْحَابُ المَعَاجمِ، وقد يكون المَقْصُودُ منها في البيْتِ المَدْرُوسِ هو هذا المَعْنَى الذي استدْرَكَهُ الشيخُ على عُلَمَاءِ اللُّغَةِ، ثم إن الألفَاظ مكوَّنَةٌ من حُرُوفٍ، وهذه الحُرُوف لها جَرْسٌ وَرَنِينٌ وهذا الجَرْسُ وهذا الرَّنينُ عند الأستاذ من الأدَواتِ الدّالةِ على المَعانِي، لأن الأَصْواتَ عنده لها مَعانٍ كمَعاني الكَلِماتِ، ثم التَّراكِيب التي بَرَعَ في تَحْليلِها براعَةً لم أعرِفها عند غيره من القُدَماء والمُحْدَثين، وهذه التَّراكِيبُ أيضا لها نَغَمٌ دالٌّ وهي ليست أنْغامًا ساكِنَةً في الألْفاظِ والتَّراكيبِ فحسب، وإنما هي نَغَمٌ يَجْري في أوْصالِ المَعاني كما يَجْري في أوْصالِ اللُّغَةِ»[9]

-« وهناكَ أشْيَاءُ لم أُنَبِّه إليها، وهي داخِلَةٌ في جَوْهَرِ بِناءِ الشِّعْرِ وَصَقْلِهِ كما تَرى في هذا التَّرْكيبِ، المُتَكَرَّرِ في الأبياتِ وهو الفِعْلُ الماضي الذي تَبْدَأُ به الأبْياتُ، ثم يعقبهُ غالبا فاعِل مضَاف ومفعول مُضافٌ…»[10]

-« وقد يَأْتي هذا التَّرْكيبُ ولَيْسَ فيه معْنَى تَكْرَارِ الحَدَث، انظُر مثَلا قولَنا صَخْرٌ هو القَائِلُ «أرى أُمَّ صَخْرٍ مَا تَجِفُّ دُموعُها» فإن قَولَنا صَخْرٌ هو القائِلُ: «أَرى أُمَّ صخْرٍ مَا تَجِفُّ دُموعُهَا» يُشبه في التَّرْكِيبِ والصِّيَاغَةِ قوْلَ الخنْسَاءِ صَخْرٌ « هو الحَامِلُ الثِّقْل المُهِمّ»، «هو الجَابِرُ العَظْم» إلى آخِرِهِ ولكنه في أدَاءِ المَعْنَى يختلفُ لأن مُرادَ الخَنْساءِ كما بَيَّنّا أن هذه الأفْعالَ تَتَكَرَّرُ منه، أو هي أَجْناسٌ من أفْعالٍ يَنْهَضُ بِها أبَدًا، ولا يَنْهَضُ بها غَيْرُهُ…»[11]

-« فالغَزَلُ الذي يُسَاقُ في مُقدِّمَةِ المديحِ مثلا غَزَلٌ مشُرِقٌ ووَضيءٌ، والغَزَلُ الذي يُساقُ في مُقَدِّمَةِ الهِجاءِ غَزَلٌ عابِثٌ غاضِبٌ، وهكذا تَتَلَوَّنُ هذه المُقَدِّماتُ بِلَوْنِ القَصيدَةِ العامِّ، وكانَ هذا الإدْراكُ الذَّكِيُّ والواعِي ثمَرَةَ إدراكِ الوَحْدَةِ الشُّعورِيّةِ، التي تُبْنى عَلَيْها القَصيدَة فإنهم لم يَشْعُروا بِتَمَزُّقِ القصيدةِ كَما يقولُ بعضُ الدّارسينَ، وإنَّما أَحَسّوا أَنَّهُمُ كجِسْمِ الإنْسانِ في تَناسُقِهِ، فلو ذَهَبَ منها بيتٌ كانت كالإنْسانِ الذي ذَهَبَ من أعْضائِهِ عُضْوٌ، ولو اخْتَلَفَ تَرْكيبُ أبياتها أي وُضِعَ البيتُ في غَيْرِ المكانِ الذي وَضَعَهُ فيه الشاعر كانت كالإنْسَانِ المُخْتَلِّ الأعْضاءِ الذي تَرى عيْنَهُ مَكانَ فَمِهِ، ومنْخَارَهُ في قَفَاهُ، وقَدَمَهُ بدل يَمينِه…»[12]

التعريف اللغوي:

جاء في معجم  اللغة العربية المعاصرة: رَكَّبَ يُرَكِّبُ تركيبا، فهو مُرَكِّبٌ، والمفعول مُرَكَّب. ركَّب الشَّيءَ في غيره: ضمَّ أجزاءَه المتفرِّقةَ ورتَّبها وربَط بعضَها ببعضٍ للحُصولِ على وحْدةٍ مُتَكامِلةٍ. وركَّب الدَّواءَ: خلطَ أجزاءَهُ بَعضَها ببعضٍ، وفي قوله تعالى: «في أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ ركَّبَكَ»: كَوَّنَكَ وَصَوَّرَكَ. وركَّب الجملةَ: ألَّفَ بين أجزائِهَا.[13]

التعريف الاصطلاحي:

تَرْكِيبُ القَصِيدَةِ: ضَمُّ أجزاءِ الأَلفاظِ المتفرقَّةِ وترتِيبُها لِتُؤلِّفَ نصًّا متَماسكاً لَفظاً ومَعْنى.

///

ردف

 [الترادف] 

سياق المصطلح:

-«وَقَوْله: “نَخوضُ” فِعْلٌ من الأَفْعَالِ التي تكونُ في الماءِ، فكَأَنَّ الهوْلَ والشِّدَّةَ صارَ غَمْرًا أمْواجٌ تَتَلاطَمُ والشاعرُ ورَهْطُهُ يخوضونَ عُبَبَ هذا الهَوْلِ ويَرْكَبونَ ذُرا أمْواجِهِ ولهم طاقَةٌ هائِلَة في مُواجَهَةِ الشَّدائِدِ لا يوهِنُهُم تتابُعُها وتَرادُفُها، فهم ليْسُوا ممن تَنْقَطِعُ أنفاسُهُم باجتِيازِ واحِدَةٍ ولا ثانِيَةٍ ولا ثالثَة وإنما هم يخوضونَ غَمْرَةَ كُلِّ يَوْمٍ كَرِيهَةً…وإنّما أَرْدَفَ ذلك بِوَصْفِ ماحِقٍ مُبير فقال «تُردي النُّفوسَ» فهي كَريهَةٌ تهْلِكُ وتُدَمِّر وتَطْحَنُ الأقْوامَ..»[14]

-«ثم انظرْ إلى قوله: «صَدَعْنَ العَصا» وما في كَلِمَةِ صَدَعْنَ من قَسْوَةٍ وشَراسَةٍ، وكيف حَطَّمَتْ مَتانَةَ الصِّلاتِ وتَماسُكِها التي كانوا بها كأنّهُم بُنْيانٌ واحِدٌ وعَصًا واحِدَةٌ، ثم انظر إلى قولِه: “نُكوبٌ عَلى آثارهِنَّ نُكوبُ”، وكيْفَ تَكاثَفَتِ النُّكوب بهذا الجَمْعِ وهذا التَّرَادُفِ، أقولُ: كلُّ ذلكَ يَهْدي إلى أصالَةِ حِسِّ الشاعِرِ بهذا المَوْقِفِ»[15]

-« ثم إن هذه الفاءَ في صدْرِ هذا البَيْت تَتَلاقى مع الفاءاتِ السّابِقَةِ، فَتَصِفُ العَجلَةَ والتَّتابُعَ السَّريعَ لهذِه الأحْداثِ والمَعانِي، وَيَظْهَرُ هذا في الفاءَيْنِ الأولى والرّابِعَةِ أي في قولِها: فأصابَنا رَيْبُ الزَّمَانِ وَقَدْ بَيَنّا ذلك في قولِها “فَنِساؤُنا” والفاءُ في قولِها «فكأنَّما أَمَّ الزَّمانُ» مثلُ الفاءِ في قولِها «فَنالَنا مِنْهُ بِناطِحٍ»، أي تَفْسيرٌ وتَبْيينٌ وتَرادُفٌ بالصّورَةِ الكاشِفَةِ الحَيَّةِ التي تَكْشِفُ عَميقَ الإحساسِ وتَصِفُ بالِغَ اللَّوْعَةِ»[16]

-«… وَينْبَغِي أَن نَلْتَفِتَ أيْضًا إلى هذه الواواتِ التي أَرْدَفَتْ هذه الخَلائِقَ بَعْضَها على بَعْضٍ، في نَسَقٍ وتَتابُعٍ تَسْتَقِلُّ فيها كلُّ فَضيلَةٍ عن الأُخْرى وكَأنّ كُلَّ واحِدَةٍ منها تَقومُ بِرَأْسِها وتَنْهَضُ وَحْدَها مُكَرَّمَةً خالِدَةً نَحْنُ نَراها تَتْرى كلُّ واحِدَةٍ مِنها في أَثَرِ صاحِبَتِها تَتَسانَدُ وتَتَعاضَدُ في إقامَةِ بِناءٍ من المَجْدِ شامِخٍ يَبقى كالطَّوْدِ الرّاسِخِ في تاريخِ هذه القَضِيَّةِ…»[17]

-« اُنظرْ إلى تَرادُفِ أسالِيبِ الاسْتِفْهامِ، ودَلالَتِها عَلى تَرائي الأطْيافِ، والاضْطِرابِ والاخْتِطافِ؟ وكيف سُلِبَ الشَّاعِرُ وعادَ إلى ذُهولِه وغَيْبوبَتِه التي تَجِدُ فيها روحَ الشِّعْرِ وتَخْتَلِجُ معه فيها قُلوبُنا…»[18]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: ردف: الرِّدْفُ: مَا تَبِعَ الشيءَ. وَكُلُّ شَيْءٍ تَبِع شَيْئًا، فَهُوَ رِدْفُه، وَإِذَا تَتابع شَيْءٌ خَلْفَ شَيْءٍ، فَهُوَ التَّرادُفُ، والجَمْعُ الرُّدافَى؛ قَالَ لَبِيدٌ:

عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى، ///  تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي

وَيُقَالُ: جَاءَ القَوْمُ رُدَافَى أَي بَعْضُهُمْ يَتْبَعُ بَعْضًا. وَيُقَالُ للحُداةِ الرُّدَافَى؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِلرَّاعِي:

وخُود، مِنَ اللَّائي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى /// قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ

وأَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ فِي رَدِفَه مثل تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بِمَعْنًى؛ قَالَ خُزَيْمةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَهْدٍ:

إِذَا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا،  ///  ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا

يَعْنِي فاطمةَ بنتَ يذكر بنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظين؛ قالَ ابْنُ بَرّيّ: ومِثْلُ هَذَا البَيْتِ قَوْلُ الآخَرِ:

قَلامِسة ساسوا الأُمورَ فأَحْسَنوا /// سِياسَتها، حَتَّى أَقَرَّت لِمُرْدِفِ

قالَ: ومَعْنى بَيْتِ خُزَيمَةَ على ما حَكاهُ عن أبي بَكْرِ بْنِ السَّرّاجِ أنّ الجَوْزاءَ تَرْدِفُ الثُّرَيّا في اشتِدادِ الحَرِّ فَتَتَكَبَّدُ السَّماءَ في آخِرِ اللَّيْلِ، وعند ذَلِكَ تَنْقطعُ المِياهُ وتَجِفُّ فَتَتَفَرَّقُ الناسُ في طَلَبِ المِياهِ فَتَغيبُ عنه مَحْبوبَتُه، فلا يَدْري أَين مَضَت وأينَ نَزَلَتْ. وفي حَديثِ بَدْر:

«فأَمَدَّهُمُ اللَّهُ بأَلفٍ من المَلَائِكَةِ مُرْدفِينَ»، أَي مُتتابعينَ يَرْدِفُ بَعضُهم بَعْضًا، وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بَعْضًا. والتَّرادُفُ: التَّتابُعُ. وأَرْدَفَ الشيءَ بِالشَّيْءِ وأرْدَفَه عَلَيْهِ: أَتْبَعَه عَلَيْهِ؛ قَالَ:

فأَرْدَفَتْ خَيلًا عَلَى خَيْلٍ لِي، /// كالثِّقْل إذ عَالَى بِهِ المُعَلِّي

وأَرْدَافُ النُّجومِ: تَوالِيها وتَوابِعُها. وأرْدَفَتِ النجومُ أَي تَوالَتْ. والرِّدْفُ والرَّدِيفُ: كوْكَبٌ يَقْرُبُ مِنَ النَّسْرِ الواقعِ. والرَّديفُ في قَوْلِ أصحابِ النُّجُومِ: هُوَ النَّجْم الناظِرُ إِلَى النَّجْمِ الطَّالِعِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وراكِبُ المِقْدارِ والرَّدِيفُ

 أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ

وراكبُ المِقْدارِ: هُوَ الطَّالِعُ، والرَّدِيفُ هو النَّاظِرُ إليه. والرَّدِيفُ النجْمُ الَّذِي يَنُوءُ مِنَ المَشْرِقِ إذا غابَ رَقيبُه فِي المَغْرِب. ورَدِفَه، بِالكَسْرِ، أي تَبِعَه. وقَالَ أوس:

أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرَادِفِ [19]

التعريف الاصطلاحي:

ترَادُف الحُرُوفِ والكلِمَاتِ: تَتابُعُها وتَلاحُقُها، في نَسَقٍ وَتَتَابُعٍ دَاخِلَ بِنْيَةِ النصِّ كأنها بُنْيَانٌ وَاحِدٌ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا.

///

رخم

 [الترخيم]

سياق المصطلح:

-« هذه الهَمْزَة إذن ألْغَتْ هذا البُعْدَ المَكانيَّ وهذه المَسافاتِ الشّاسِعَةَ التي تَفْصِلُ بَيْنَها وبَيْنَ سُمَيَّةَ وَأَحْضَرَت سُمَيَّةَ وجَعَلَتْها منه في مكانِ الشُّهودِ، فهو يَهْمِسُ إليها بِهَذا الصَّوْت القَصيرِ الذي تَسْمَعُهُ في صَوْتِ الهَمْزَةِ، وانظر كيف حَذَفَ آخِرَ الاسْمِ فَقالَ أَسُمَيّ: وَلَم يقُل أَسُمَيَّة كما قال بَكَرَتْ سُمَيَّةُ، هذا الحذْفُ يسَمِّيهِ أَهْلُ اللُّغَةِ التَّرْخِيمَ لأن الاسْمَ بعد قَطْعِ آخره كأن المُتَكلِّمَ به قد احْتَضَنَهُ حبًّا وحنَانا، كما يقول النحاة فإن التَّرْخيمَ مأخوذٌ من قولهم رَخَمَت الدَّجاجَةُ بيْضَها أي احْتَضَنَتْهُ، وهذا لا  يَكُونُ إلا بَعْدَ قَطْعِ البيضِ، أي أن الدَّجَاجَةَ لَا تَرْخَمُ بَيْضَهَا وَتَحْتَضِنُهُ إلا بَعْدَ فَراغِهَا وانتِهائِها من فترَةِ البيضِ وهذه هي المُناسَبَة بين قَطْعِ آخر الاسْمِ في النِّدَاءِ وبين التَّرْخِيمِ الذي هو احْتِضَانُ البَيْضِ لأنه كما قلت: يَكُونُ بَعْدَ قَطْعِ فترة البَيْضِ، والمُهِمُّ أن هذا التَّرْخيمَ والنِّداءَ بالهَمْزَةِ أَضْفى على هذا الاسْمِ مَزيداً من الرَّشاقَةِ واللَّطافَةِ والحُبِّ والحَنانِ والقُرْبِ والدَّلالِ»[20] ص:205

التعريف اللغوي:

رخم: أَرْخَمَتِ النَّعامة وَالدَّجَاجَةُ عَلَى بَيْضِهَا ورَخَمَتْ عَلَيْهِ ورَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً ورَخَماً، وهِيَ مُرْخِمٌ وراخِمٌ ومُرْخِمَةٌ: حَضَنَتْهُ، ورَخَّمَها أَهلُها: أَلزموها إِياه. وأَلقى عَلَيْهِ رَخْمَتَهُ أَي مَحَبَّتَهُ وَمَوَدَّتَهُ. ورَخَمَتِ المرأَةُ وَلَدَهَا تَرْخُمُهُ وتَرْخَمُهُ رَخْماً: لَاعَبَتْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَخِمَه يَرْخَمُهُ رَخْمةً، وإِنه لراخِمٌ لَهُ. وأَلْقت عَلَيْهِ رَخَمَها ورَخْمتها أَي عَطْفتها؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:

مُدَلَّل يَشْتمُنا ونَرْخَمُهْ

أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُه

قَالَ الأَصمعيُّ: مَرْخومٌ أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ رَخْمةُ أُمِّه أَي حُبُّها لَهُ وأُلْفَتُها إِياه، وَزَعَمَ أبو زَيْدٍ الأنصاريُّ أنّ مِنْ أهل اليَمَنِ مَنْ يَقُولُ رَخِمْتُهُ رَخْمةً بِمَعْنَى رَحِمْتُهُ. وَيُقَالُ: أَلْقى اللَّهُ عَلَيْكَ رَخْمةَ فُلَانٍ أَي عَطْفَهُ وَرِقَّتَهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: هُوَ راخِمٌ لَهُ. وفي نَوادِرِ الأَعراب: مَرَةٌ تَرَخَّمُ صَبيَّها. وَعَلَى صَبِيِّهَا وتَرْخَمُهُ وتَرَبَّخُهُ وتَرَبَّخُ عَلَيْهِ إِذا رَحِمَتْهُ. وارْتَخَمَتِ النّاقَةُ فَصيلَهَا إِذا رئِمَتْهُ. والرَّخَمُ: المَحَبَّةُ، يُقالُ: رَخِمَتْهُ أَي عطفَتْ عَلَيْهِ. ورخمَتْ بِي الغُرُبُ أَي صاحتْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرْخُومُ

والرَّخِيم: الحَسَنُ الكَلَامِ. والرَّخامةُ: لِينٌ فِي المَنْطِق حُسْنٌ فِي النِّسَاءِ. ورَخَمَ الكلامُ والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً، فَهُوَ رَخِيمٌ: لانَ وسَهُلَ. وَكَلَامٌ رَخِيمٌ أَي رَقِيقٌ. ورَخُمَتِ الْجَارِيَةُ رَخامَةً، فَهِيَ رَخيمة الصَّوْتِ ورَخِيمٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ الْمَنْطِقِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذَريحٍ:

رَبْعاً لواضِحةِ الجَبين غريرةٍ، /// كالشمسِ إِذْ طَلَعَتْ، رَخِيمِ المَنْطِقِ

وَقَدْ رَخُمَ كلامُها وَصَوْتُهَا، وَكَذَلِكَ رَخَمَ. يُقَالُ: هِيَ رَخِيمَةُ الصَّوْتِ أَي مَرْخومةُ الصوتِ، يُقَالُ ذَلِكَ للمرأَة والخِشْفِ. والتَّرْخِيمُ: التَّلْيِينُ؛ وَمِنْهُ الترخيمُ فِي الأَسماء لأَنهم إِنما يَحْذِفُونَ أَواخرها ليُسَهِّلُوا النُّطْقَ بِهَا. [21]

التعريف الاصطلاحي:

التَّرْخِيمُ: حذف آواخِرِ الأسمَاءِ المفْردَةِ تخْفِيفًا، وتيسيرا في النطق وتسهيلاً للانتقلال من لفظ إلى آخَر.

///

ربط

 [الترابط/الربط/الروابط]

سياق المصطلح:

-«وَيَدُلُّكَ على أن علَماءَ اللغة لم يسْتَوْعِبوا كل دَلالاتِ الألْفَاظِ، وإنّما ذَكَروا ما عِنْدَهُم وتَركوا ما وَراءَه لغيرِهِم، كما تَرَاهُ ينطِقُ الضَّمائِر سَواءٌ كانَت ضَمائِرَ غَيْبَةٍ، أو ضَمَائِرَ مُتَكَلِّمينَ، أو ضَمائِر مخاطَبينَ يَنطِقُها في الشِّعْرِ بِمَعانٍ وأصْواتٍ جَديدَة، وكُنْتُ أجدُ هذا في دِراسَتي للْقُرآنِ وللِّشعْرِ الجاهِليّ ولكِنَّني كنت أَنْقَطِعُ قبل الوُصولِ إلى سِرِّهِ، وتَرى للالْتِفاتِ عندَهُ مذاقًا شعْرِيا جديدا جِدا، كَما ترى لِحُروفِ العَطْفِ والرَّبْطِ من الواوِ والفاءِ وثم دَلالاتٍ جديدةً وبعضُها كَأنّها أدَواتُ تصوِيرٍ لامتداد الأحداثِ وبَيانِ صُورَتِها…»[22]

-«… يَأْتي الذي يليهِ مُرْتَبِطًا بِهِ أشَدَّ الارْتِباطِ لأنه ذَكَرَ أن هذا الرَّبْعَ دارٌ لِشَعْثاءِ الفُؤادِ وأتْرابِها، وبِهَذا انْتَقَلَ الكلام إلى الصّاحِبَةِ ثم شَبَّهَهَا بالظَّبْيَةَ التي تَرْعى أراكًا مُنَظّمَا ثم وَصَفَ الخِصْبَ الذي فيه هذه الظَّبْيَةُ فذَكَرَ السَّحَابَ والمَطَرَ وجوّدَ، وبهذا ينتهي هذا القِسْمُ …»[23]

-«ولا شَكَّ أن أيَّ قارئ يُدْرِكُ إحْكامَ مَباني هذه الفُصولِ وقُوَّةَ تَرَابُطِها، وَأَنَّهُ لا يُمْكِنُ أن تُقَدِّمَ منها شَيْئًا أَخَّرهُ الشاعِرُ، أو تُؤَخِّرَ منها شيئا قَدَّمَهُ، والتَّلَاحُمُ والتَّلَازُمُ والتَّرَابُط وحُسْن الاقْتِرَانِ كل ذلك قَائِمٌ فيها على وَجْهٍ بالِغِ الدِقَّةِ والسَّلاَسَةِ وَالجَوْدَةِ»[24]

-« وهذا ظَاهِرٌ في أن هذا المَطْلَعَ مُتَمَكِّنٌ في مَوْقِعِهِ ومُتَلائِمٌ مع سِياقِ القَصيدَةِ ولو أن حَسّانًا جاء بِكلامٍ آخَرَ مما تُذْكَرُ به الدِّيارُ لَنَبَا بِهِ مَكانُهُ وشَدَّ ولَمْ يَتَلاءَم مع سِياقِ القَصيدَةِ، وهذا مِنْ أَجْلِ ما نَسْتَكْشِفُهُ في الشِّعْرِ وَمِنْ أَجْلِ مَا يُكْتَبُ في بِنَاءِ القَصيدَةِ وَتَرابُطِها وتَسانُدِها»[25]

-«فَأدْرَكْنَا أن قَصِيدَةَ الحادِرَةِ «بَكَرَتْ سُمَيَّةُ» لَيْسَتْ في الفَخْرِ بِنَفْسِهِ وَلَا بِقَوْمِهِ كمَا تَصِفُهَا ِدرَاسَاتٌ كَثِيرَةٌ، وإنّما هي في النَّسيبِ وَالصَّبْوَةِ، وقد اسْتَطَعْنا أَنْ نُدْرِكَ الرّابِطَ الدَّقيقَ بَيْنَ أجْزائِها التي تَتَحَدَّثُ عن رَهْطِهِ وبَلائِهم أو التي تَتَحَدَّثُ عن رِحلاتِهِ…واسْتَطَعْنا أن نُدْرِكَ الرَّوَابِطَ بينَ كلِّ هذه الأَجْزَاءِ وبَيْنَ مَغْزَى القَصِيدَةِ أو الأَصْلِ الذي يُمْكِنُ أن نُسَمِّيَه بَيْتَ القَصِيدِ فِيهَا…»[26]

-«وَبَعْدَ هذا البَيَانِ اللَّازِمِ ننظُرُ في بَيَانٍ آخرَ هو أَقْرَبُ إلى طَبِيعَةِ الشِّعْرِ، وبنَاءِ مَعَانِيهِ وهو عَلَاقَاتُ المَعَانِي وَطَرِيقَةُ تَكْوِينِهَا، وبَيَانِ الرَّوَابِطِ التي بَيْنَ الجُزْئِيَاتِ المكَوَّنَةِ للنَصِّ، وهذه خُطْوَةٌ تَتْبَعُهَا خُطْوَةٌ ثانيَة وهي دِرَاسَة أحْوَال المَعَانِي الجُزْئِيَّةِ وتَرْكِيبِهَا. أما بَيَانُ العَلَاقَاتِ والرَّوَابِطِ التي رَبَطَتْ جُزْئِيَّاتِ هذا النصِّ وَأَقَامَتْ بِنَاءَه الشِّعْرِيَّ، فإنَّكَ تَراها في قِراءَةِ النصِّ مرَّة ثانيةً وعُيُونُنَا مَعْقُودَةٌ على هذه القَوَاطِعِ والفَوَاصِلِ…» [27]

-« وقد قُلْتُ إنه فَتَحَ به مَعْنَى «أمْسَتْ سعادُ» وما بعدَه، وقد أَكَّدَ كَعْبٌ الاسْتِئْنَافَ في قَولِه “أَمْسَتْ سعَادُ” بِوَضْعِ المُظْهَرِ، الذي هو سُعَادُ مَوْضِعَ المُضْمَرِ الذي بُنِيَ عليه الكَلَامُ السَّابِقُ، وقَولِهِ “لا يبْلُغُها” إلى آخِرِهِ وَصْفٌ لِقوْلِهِ “أرض” وَقَوْلِهِ “ولن يُبَلِّغهَا إلا عَذَافِرَة” مَعْطُوفٌ على قَوْلِهِ «لاَ يُبَلِّغهَا إلا العِتَاقُ»، وَقَوْلِه «مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى» وَصْف للعَذَافِرَة، وكذلك قَوْله «تَرْمِي الغَيُوبَ وقوْله «ضَخْم مُقَلَّدُهَا» إلى آخره. والعَلَاقَات هنا ظَاهِرَةٌ والمَعَانِي مُتَرَابِطَة وَتَدُورُ حوْلَ النَّاقَة.» [28]

-«وربط بين الموقفين هذا الرباط الواضح، الذي نراه في الفاء وكلمة “قلتُ” المعطوفة على “قالوا”؛ أي قالوا فقلتُ، وقالوا الأولى هي مَقالة الجاهلية، وقالوا الثانية هي مقالة الإسلام.»[29]

-«وَتَأَمَّل الرَّابِطَةَ اللَّفْظِيَةَ بَيْنَ «مَهْلًا هَدَاكَ» وَأَعْنِي بها الهَاءَ التِي فيهِمَا ثم رَاجِع اسم المَوْصُولِ وهو الذي أعْطَاكَ نَافِلَةَ القرآن فيهَا مَوَاعِظ وتَفْصِيل»[30]

-«وَأَقُولُ مَرَّةً ثَانِيَة لاَ يَجُوزُ في دِرَاسَةِ الشِّعْرِ إهْمَالُ عَلاَقَاتِ الجُمَلِ وَطَرَائِقِ تَكْوِينِهَا، وَتَدَاخُلِ المَعَانِي وَنَسِيجِ بِنَائِهَا، وَرَوَابِطِ اتِّصَالَاتِهَا لأن كلَّ ذلك من جَوْهَرِ الشِّعْرِ، وَجَوْهَرِ بِنَائِهِ وطَرَائِقِ تَشَابُكِ مَعَانِيهِ وتَخَلُّقِ مُكَوِّنَاتِهِ وَمَذَاهِبِ إِبْدَاعِهِ، ويجبُ أن نَطْرَحَ من أَنفُسِنَا الأفْكَارَ الضَّارَّةَ التي تُبْعِدُ العَلَاقَاتِ النحوِيَةَ عن درس الشِّعْرِ، بشَرْطِ أن تكُونَ دِراسَتُنا لها نَابِعةً من نَبْعِ المَعاني، والأحْوالِ التي تخَلَّقَت فيها، ومنها هذه العَلاقاتُ، يَعْنِي لاَ نُغْفِلُ دَلَالَةَ الحَال مثلا، وَنَحْنُ نَقولُ هذه الجُمْلَةُ حَالِيَة، ولَا نَغْفَلُ فَهْمَ المَعْنَى وَتَضَامَّهُ ونحن نقول هذه الجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ على تِلْكَ.»[31]

-«أَبْدَأُ الكَلَامَ في شَيْءٍ من شَرْحِ هذه الأمْنِيَةِ التي بَدَأَهَا بقَولِه «فَيَا لَيْتَنَا كُنَّا بَعِيرَيْنِ» لأنَّهُ رَبَطَ هذه الأُمْنِيَةَ بِمَا قَبْلَهَا وَشَدَّ هذه العُرْوَةَ بحَرْفِ الفَاء فلا يَجوزُ أن نَفْصِمَ كَلامَهُ الذي شَدَّ أَسْرَه، وَبَعْدَ بَيَانِ هذَا الرَّبْطِ انْتَقَلَ إلى الصُّورَة حتّى تَكونَ قريبةً من أخْتِها» [32]

-«وكَأنَّه بهذا الجَمْعِ يُشيرُ إلى شِدَّةِ مَوَرانِها، وَتَداخُلِ عَضُدَيْها في هذا المَوَرانِ حتى ليُخَيَّلَ إليْكَ أنها تَمُورُ  بِأَعْضادٍ  وليس بِعَضُدَيْنِ، ويجبُ أن نُراجِعَ عَلاقاتِ الجُمَلِ، وتَرابُطَها وتَشابُكَها في هذه الصّورَةِ لأن هذا مِن جَوْهَرِ بِناءِ الشِّعْرِ» [33]

-«…وأنَّ الشاعِرَ بهذا يُشْعِرُنَا أنه لا يَتَزَيَّدُ في شيء وخصوصًا أن الكَلامَ بَعْدَ هذه الرِّحْلَةِ سَيَنْتَقِلُ إلى صوَرٍ من كَرَمِ قَوْمِهِ، ومن شَجاعَتِهِم وَبَأْسِهمُ، فهُو يُهَيِّئُ ويَرْبِطُ الشِّعْرَ بالأَرْضِ والواقِعِ حتى إذا انْتَقَلَ بِك إلى وَصْفِ صُوَرِ إِطْعامهِم وَكَرَمهِم ونحْرِهِم…»[34]

-« وهذِه الفاءُ التي دَخَلَتْ هنا على “سُمَيَّة” لها في القَلْبِ مَكانٌ فهي تَرْبِطُ هذا  الحَديثَ عن الشبابِ واللَّهْوِ والمُتْعَةِ بهذا الحَدِيثِ الذي سَبَقَهُ عن فضائِلِ قَوْمِه… هذِه الفاءُ هي تِلْكَ الرِّباطُ القَوِيُّ المُحْكَمُ الذي يَرْبِطُ أجْزاءَ المَعْنَى بَعْضَها بِبَعْضٍ»[35]

-«وقَدْ رَأيْنا أَهْلَ صِناعَةِ الشِّعْرِ يَحْرِصونَ عَلى هذِه الصِّلَةِ ويَهْتَمّونَ بِما بَيْنَ الأبْيَاتِ من رَوابِطَ وبالَغوا في ذلك  دَرَجَةً عاليَةً من الإحاطَةِ والإدْراكِ» [36]

-«فَاعْلَم أنّها إذا كانَت صادِرَةً عن شاعِرٍ مُجيدٍ فلَابُدَّ أن نجِدَ بَينَها رابِطَةً قَوِيَّةً وَحَيَّة جَارِيَةً في سوسِها ولَحْمِها وعِظامِها…»[37]

-«وأحْسبُ أن هذا هُو البابُ الذي يدِقُّ فيه النَّظَرُ، وَيَغْمُضُ فيه المَسْلَكُ، والذي تَرى فيه أجْزاءَ المَعاني يَدْخُلُ بَعْضُها في بَعْضٍ، ويَشْتَدُّ ارْتِبَاطُ ثانٍ منها بِأوَّلَ، حتى لا تَتلّقاها النفْسُ إلا شَيْئًا واحدًا، وأَنَّه لا سبيلَ إلى إدْراكِ جُزْءٍ مِنْها وإهْمالِ غَيْرِهِ، وإنّما توضَعُ في القَلْبِ والعَقْلِ وَضْعًا واحدًا وكَأنّها شَيءٌ واحِدٌ لا سَبيلَ إلى تَفْريقِه… وأنّ هذِه المَعانِيَ الجُزْئِيَّةَ لَيْسَتْ إلا لَبِناتٍ في البِناءِ تَقومُ كُلُّ واحدَةٍ منها مُرْتَبِطَةً بالأُخْرى قائِمةً على سابِقَتِها وهي مُوَطِّئَةٌ لِلاحِقَتِها وأنَّ اللُّحْمَةَ القائِمَةَ بَيْنَها هي تلْكَ اللُّحْمَةُ التي تَراها بَيْنَ أجْزاءِ البِناءِ المُتَكامِلِ»[38]

-«ولا يُظَنُّ بأننا نَذْهَبُ بِكَلامِ الشَّيْخِ رحمه الله في غَيْرِ مَذْهَبِهِ حينَ نَجْعَلُ هذا أَصْلًا لتَصَوُّرِ البِناءِ الكُلِّيّ للْعَمَلِ الأَدَبِيّ شِعْراً كَانَ أو غَيْرَ شِعْرٍ لأن الشيخَ رحمَه الله ذَكَرَ نَماذِجَ لِهذا من شِعْرٍ يُوحَى بِأنَّ مُرادَهُ  أشيَاءُ تَتَعَلَّقُ بالصِّياغَةِ وَتَرابُطِ البِناءِ في حُدودِ الجُمْلَةِ الشرْطِيَّةِ أو التَّشْبيهِ المُرَكَّبِ أو المُزاوَجَةِ وغَيرِ ذلك مِمّا نَجِدُ طَبائِعَ الصِّياغَةِ تَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكونَ البَيْتُ أو البَيْتاتُ أو الثَّلَاثَةُ كأنّها جُمْلَةٌ واحِدَةٌ كأنْ يَجْرِيَ الكَلامُ عَلى التَّقْسِيمِ أو التَّفْصيلِ أو ما شابَهَ ذَلِكَ مِمّا تَرى فيه الجُمَلَ كأنّها ألفَاظٌ مُفْرَدَةٌ، وإنّما يَتِمُّ المَعْنى بِجُمْلَةٍ من الجُمَلِ تَتَكَوَّنُ منها فائِدَة مَحْدودَة …»[39]

-«قال بعد ما ذكَرَ وَعْيَ الشاعر بِبناءِ قَصيدَتِهِ، وتَصَوَّرَ سَوابِقَها ولَواحِقَها تَصَوُّرًا واضِحًا وأَحْكَمَ مَا بَيْنَ هذِه السَّوابِقِ واللَّواحِقِ من الملاءاتِ والرَّوابِطِ، وأن الشّاعِرَ انْدَفَعَ بَعْدَ ذلكَ في إبْداعِهِ على خُطَّةٍ مَدْروسَةٍ…»[40]

-«ولله دَرُّ ابنِ مَنظورٍ وحِسُّهُ بِرَوابِطِ المَعاني في اللِّسانِ الشَّريفِ»[41]

-«ومَعْنى أُخُوَّتِه لهَا أنه مُلازِمٌ لها مُلازَمَةَ الأُخُوَّةِ ومُرْتَبِطٌ بِها ارْتِباطَ الدَّمِ والنَّسَبِ، فَكَما أنه أخو الخَنْساءِ، هو أيضًا أَخٌ لهذِه المَكارِمِ، بَيْنَهُ وبَيْنها حَنينٌ وارْتِباطٌ، فَهُو يُحِبُّ هذه الخِلالَ، وَيَشْتاقُها، ولا تَشْبَعُ مِنْها نَفْسُهُ، فهي جُزْءٌ مِنْهُ، تَسْري في دَمِهِ، وتَخْتَلِطُ بِروحِه، فَهُما من أَرومَةٍ واحِدَةٍ، وسَليلًا لِأبٍ واحِدٍ  …»[42]

-«أبو ذُؤَيْب هنا لا يَصِفُ سُرْعَتها وتَجَمُّعها فَحَسْب، وإِنّما يَرْبِطُ ذَلِكَ بِالأماكِنِ التي هي مَسْرَحُ حَرَكَتِها ومَيْدَانُ قِصَّتِها…»[43]

-«ثُمَّ يَقولُ النّابِغَةُ أنه لَوْلا حِبالٌ من الحُبِّ مَتِينَةٌ تَرْبِطُهُ بِنُعْمٍ، لَكَفَّ عَنْها ونَسِيَها، وانْصَرَفَ ولَوْ أَفاقَ قَلْبُهُ وانْتبهَ لقَد طالَت عَمايَتُهُ وظِلالُهُ»[44]

-«الصّورَةُ خَالِيَةٌ إلا من عُنْصُرِ القُوَّةِ، والتَّماسُكِ، وَدَعْ مَسْألَةَ نِهايَةِ الحِمارِ الوَحْشِيّ، واخْتِلافِها في الصّورَتَيْنِ من حَيْثُ إنه أصابَهُ سَهْمٌ صائِدٌ عند أبي ذُؤَيْب، بَيْنَما يَفْلِتُ من هذا السَّهْمِ عندَ رَبيعةَ، لأنّ هذا المَلْحَظَ لَهُ ارْتِباطٌ وَثيقٌ بالمَضْمونِ في الصّورَتَيْنِ»[45]

-« ثم إن ابنَ قُتيْبَةَ يَشْرَحُ لَنا بِناءَ القَصيدَة ويُحاوِلُ تَعْليلَهُ بِرَبْطِهِ بِالحَياةِ البَدَوِيَّة وبِالخبْرَةِ الواعِيَةِ بِالنَّفْسِ التي يَقْصِدُ الشّاعِرُ إلَيْها بِشِعْرِهِ… »[46]

-«والأُوارِيُّ مَا تُرْبَطُ بِه الدَّوابُ مِنَ الحِبالِ وَالعُرى، “ولَأْياً ما أُبَيِّنُها” أي ما تَعَرَّفْتُ عَلَيْها إلا بَعْدَ صُعوبَةٍ واللَّأْيُ هو الشِّدَّةُ…»[47]

-«وَكَلِمَةُ الحَاتِمِيّ هذه غَنِيَّةٌ بالعَطاءِ، وحَسْبُكَ أنّها تَهْدي إلى حَقيقَةٍ مُهِمَّةٍ هي وَحْدَةُ الشُّعورِ كَما قُلْنا، أعْني وَحْدَةَ لَوْنِهِ الذي يجْري في كُلِّ عَناصِرِ القَصيدَةِ، وَيَرْبِطُ فَوَاتِحَها، بِخَواتِمِها، ثُم يَكونُ نُموُّهُ في داخِلِ هذه القَصيدَةِ نُمُوًّا طَبيعِيًا عُضْوِيًّا مُتَّسِقًا، غايَةَ الاتِّسَاقِ، مُحْكَمًا أَدَقَّ الإحْكامِ، لِكُلِّ جُزْءٍ وَظيفَتُه  في مَوْضِعِهِ، يَرْتَبِطُ بِما سَبَقَهُ، وبِما لَحِقَهُ، ارْتِباطَ الأصْبُعِ بالكَفِّ، والكَفِّ بالسّاعِدِ، والسّاعِدِ بالعَضُدِ، وَالعَضُدِ بالكَتِفِ، وهكَذا يَجْري بِنَاؤُها جَرَيانَ الأعْضاءِ، والأعْصابِ، والشّرايينِ في إتْقانٍ بالِغٍ، ونِظامٍ مَدْروسٍ.. القَصيدَةُ في تَخَلُّقِها وتَكْوينِها، ونِظامِها مَثَلُها في ذلكَ مَثَلُ خَلْقِ الإنسانِ في اتِّصال أعْضائِهِ، وتَرابُطِها، وأيُّ دِقَّةٍ، وأيُّ إتْقانٍ، وأيُّ حِسابٍ دَقيقٍ في تَواصُلِ هذه الأعْضاءِ وتَناسُقِها. عَلى الشّاعرِ أنْ يَسعى حَتى تَكونَ قَصيدَتُه في أحسَنِ تَقويمٍ، هكذا يَقولُ الحاتِمِيُّ»[48]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه وَيَرْبُطُهُ رَبْطا، فَهُوَ مَرْبوطٌ ورَبيطٌ: شَدَّهُ. والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجمْعُ رُبُطٌ، وربَطَ الدابَّةَ يربِطُها ويربُطُها رَبْطا وارْتَبطَها، ودابَّةٌ رَبيطٌ: مربوطةٌ. والمِرْبَطُ والمِرْبَطَةُ: مَا ربطَها به. والرِّباطُ: الإقامةُ علَى جِهادِ العدوِّ بالحَرْبِ، وارْتِبَاطُ الخَيْلِ وإعْدادُها، فشبَّه ما ذَكرَ من الأفْعالِ الصّالِحة به. قالَ القُتَيْبِيُّ: أصلُ المُرابَطَةِ أنْ يَرْبطَ الفَرِيقانِ خُيُولَهُما في ثَغْرٍ كُلٌّ منهما مُعدٌّ لِصَاحِبِه، فَسُمِّيَ المقامُ في الثُّغُور رِباطا؛ ومنه قوله: “فَذلِكُمُ الرِّباطُ” أي أنَّ المُوَاظبةَ على الطَّهارةِ والصَّلَاةِ كالِجهَادِ في سَبيلِ الله، فَيَكُونُ الرِّباطُ مَصدرَ رابطْتُ أي لازَمْتُ، وقيلَ: هو ها هنا اسْمٌ لما يُرْبَط به الشَّيْءُ أي يُشَدُّ، يعني أن هَذِهِ الِخلالَ تَرْبِطُ صاحِبَها عَنِ المَعاصي وتَكفُّه عن المَحارِمِ.[49]

التعريف الاصطلاحي:

الرَّبْطُ: الشّدُّ والتوثيقُ، جمعاً وتأليفاً بين الألفاظِ للحُصولِ على هيئةٍ متماسكةِ الأجزاءِ، والرِّباط: ما تُشدُّ به القصيدةُ من أدواتٍ، وهو التَّماسُكُ اللَّفْظِيُّ الذي يَحصُلُ في النَّصِ بوَسائلَ لُغَويةٍ تربطُ بين أجْزاءِ الكلامِ، وروابطُ القصيدة: أدواتُها ووسائلُها التي تَجمعُ بين ألفاظها على صورة واحدةٍ متكاملة، كالضمَائرِ وحروفِ العطْفِ وغيرها، وهي الرَّوابِطُ التي تَرْبِطُ فَوَاتِحَ النّصّ، بِخَواتِمِه، ثُم يَكونُ نُموُّهُ في داخِلِ هذا النّصِّ نُمُوًّا طَبيعِيًا عُضْوِيًّا مُتَّسِقًا، غايَةَ الاتِّسَاقِ، مُحْكَمًا أَدَقَّ الإحْكامِ، لِكُلِّ جُزْءٍ وَظيفَتُه  في مَوْضِعِهِ، يَرْتَبِطُ بِمَا سَبَقَهُ، وبِمَا لَحِقَهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] قراءة في الأدب القَديم، المقدمة: أ/أ

[2] نفسه: 29

[3] نفسه: 30

[4] نفسه: 88

[5] نفسه: 139

[6] نفسه: 185

[7] نفسه:222

[8] لسان العرب 1/ 409

[9] قراءة في الأدب القَديم، المقدمة:ج

[10] نفسه: 188

[11] نفسه: 282

[12] نفسه: 375

[13] معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عمر. 2/ 932

[14] قراءة في  الأدب القديم، ص: 211

[15] نفسه: 299

[16] نفسه: 290

[17] نفسه: 216

[18] نفسه: 346

[19] لسان العرب، 9/114-115-116

[20] قراءة في الأدب القديم:205

[21] لسان العرب، 12/233-234

[22] قراءة في الأدب القديم، المقدمة: ف

[23] نفسه، المقدمة: ب/ب

[24] نفسه، المقدمة: ب/ب

[25] نفسه، المقدمة: د/د

[26] نفسه: 26

[27]نفسه: 29

[28]نفسه: 43

[29] نفسه: 60

[30] نفسه: 64

[31]نفسه: 74

[32] نفسه: 138

[33] نفسه: 162

[34] نفسه: 165

[35] نفسه: 217

[36] نفسه: 233

[37] نفسه: 234

[38] نفسه: 235

[39] نفسه: 236

[40] نفسه : 248

[41] نفسه : 290

[42] نفسه :295

[43] نفسه : 308

[44] نفسه : 342

[45] نفسه : 359

[46] نفسه : 368

[47] نفسه : 371

[48] نفسه :376

[49] لسان العرب، 7/ 302-303

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق