مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

«مفاهيم في التماسك ووحدة بناء النص» من خلال كتاب، «قراءة في الأدب القديم» محمد محمد أبو موسى. مدخل تمهيدي للموضوع [الحلقة الأولى]

تطرقنا في مشروع البحث السابق إلى كتاب «نمط صعب ونمط مخيف» لمؤلفه محمود محمد شاكر، حيث عملنا على استخراج مفاهيم في التماسك ووحدة بناء النص، والتي تجلت في استنباط المصطلح من سياق النص والتعريف به اصطلاحيا ولغويا.

أما  الكتاب الثاني المقرر في استخراج مفاهيم التماسُك، فهو: «قراءة في الأدب القديم»، للأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى، وسننهجُ الطريقَ نفسَه الذي اتبعناه في معالجة مفاهيم الكتاب السابق “نمط صعب ونَمَط مخيف”.

أمّا عن مؤلف الكتاب: فقد نشأ الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى نشأة دينية في قرية من قرى محافظة كفر الشيخ تسمى قرية دسوق، والتحق بالأزهر الشريف وتدرج في مراحله الدراسية بداية من معهد دسوق الديني التابع للأزهر حتى تخرج في كلية اللغة العربية، وكان من أوائل الكلية فعُين معيدًا بها، وحصل على درجة التخصص الماجستير في البلاغة، ثم حصل على درجة الدكتوراة، وترقى في الوظائف العلمية بالكلية، فعُين أستاذًا مساعدًا، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مشارك، فإلى درجة أستاذ بالكلية، ثم أعير من جامعة الأزهر إلى جامعة بنغازي في ليبيا، وطبعت له الجامعةُ كتابين هما: «التصوير البياني، دراسة تحليلية لمسائل البيان»، و«دلالات التراكيب، دراسة بلاغية»، وفي عام 1977 عاد إلى العمل من جديد في جامعة الأزهر، وفي العام نفسه عملَ أستاذًا زائرًا في جامعة أم درمان الإسلامية في السودان لمدة ثلاثة أشهر، ثم أعير من جامعة الأزهر إلى جامعة أم القرى في السعودية ، ثم عاد إلى الأزهر حيث عُيِّن رئيسًا لقسم البلاغة، واختير عضوًا في اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة بقسم البلاغة بجامعة الأزهر، ثم أعير مرة أخرى من الأزهر إلى جامعة أم القرى، وانتهى به التدريس لمادة البلاغة في قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر في القاهرة، واختير عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وله دروس أسبوعية يلقيها في جامع الأزهر مُنتصَفَ كل أسبوع يشرح فيها الكتب البلاغية وخاصة كتابَيْ شيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني.

ومن أهم ما يميّز الأستاذ الدكتور أبو موسى أنه لا يعتمد في تدريس طلابه على الملخصات والمذكرات؛ ولكنه حريصٌ على أن يصلَ طلابَه بكتب أهل العلم فكانت نصوص عبد القاهر والسكاكي والقزويني بين يدي طلابه في المرحلة الجامعية، وله نفَسٌ طويلٌ في الصبر على شَرْحِ مسائل العلم ووَصْلِ طلابه بمواطن الجمال في نصوص القرآن والشعر.

وكان بيتُ الشيخ وما زال منارةَ علمٍ لبعض طلاب الشيخ يجتمعون عنده بين الفينة والأخرى للاقتباس من نوره والتحاور معه في مسائل العلم ومشكلات الثقافة.

وهو لا يكتفي بدور المعلم فحسب؛ بل تجده مربيًا حازمًا في موضع الحزم ليّنا حيث يكون اللين مرشدًا ناصحا مُحّْفِزًا غاديًا ورائحا؛ فلا تكاد تلتقي به في مكانٍ دون أن يحادثَك في مسألةٍ من مسائل العلم أو بابٍ من أبوابه وكلما قرأنا مؤلفا من مؤلفاته وجدنا فيه عِلْمًا ونَفْعا وأُنْسا.

ومن مؤلفاته:

– من أسرار التعبير القرآني، دراسة تحليلية لسورة الأحزاب.

– التصوير البياني، دراسة تحليلية لمسائل البيان.

– القوس العذراء.

– خصائص التراكيب، دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني.

– الإعجاز البلاغي، دراسة تحليلية لتراث أهل العلم.

– دلالات التراكيب، دراسة بلاغية.

– قراءة في الأدب القديم.

– البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية (رسالة دكتوراه).

– دراسة في البلاغة والشعر.

– مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني.

– شرح أحاديث من صحيح البخاري: «دراسة في سمت الكلام الأول».

– مراجعات في أصول الدرس البلاغي.

– تقريب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني.

– الشعر الجاهلي: دراسة في منازع الشعراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق